الاثنين ١٩ أيار (مايو) ٢٠٠٨

محاولة لقراءة شفتيك

بقلم: هيفاء رافد الخالدي

مرارا الجأ إلى مراث غريبة علها ترمم اطار محنتي فيك.. وربما يمنحني دمعي متسعا من الانتباه لاغرق ثانية في عبرة هي للأغاني ذروة للطرب العابر إلى شبابيك مفترضة..ومرارا الجأ إلى ستائر غامقة لادفن سحنتي فيها.. فهي تضاهي لون اغترابي وعمق الطريق.. طريق لم يختر اقدامي ليوسعها متاهة واحتراق اعالج اطار اللوحة المستحيلة بعبق من دم يابس تكسر كالحناء على يد الامنيات..واغادرني إلى منفى أجد فيه حزني طازجا كرغبة العذارى وهي تخترق جدار صمت السموات لترسمه ملاكا طائرا بين شباك الالهة وبين مخدة اليتيم..

إنها المحاولة ذاتها ما يجعل سكري في عينيك فاتحة لعهد الضياع.. مرارا واخدع بذات الجحر واسقط عاشرة.. لست مؤمنة إلا بدمي ووجهك وهو ينأى باتجاه الرغبات فلم لا اسقط في ذات البئر اليابسة كدمعي وكخطوط يدي الباردة..يقولون لي اولئك المجربون أن العب لعبتي بعيدا عن اعين النهارات فهي فاضحة كحزني.. وأن ارغب في ما أمني فيه رغبتي هناك عند حدود اليأس القديم وجداول المرارات الملتهبة.. في بلد يدعى ويرمى بالسواد ولا سواد سوى شعري ولون صويحباتي.. يارب الطريق
المكتض باقدامي الحافية ها انذا اعلن انهزامي عاشرة دون ان احظى برأسي..مرارا الجأ إلى تخطي قامتي فأراود الاحلام عن الوانها.. واراود الالوان عن كتل الضياء النائمة.. هيفاء ما كنت سوى ظل لقميص بائس لفحته ظهيرة طارئة بسموم من رئة المكان هو السواد اذن ما يرمي خاصرتي بنبل الانحناء.. فيبتل عرقا وابتل عروقا اهون من طلع النخيل.. نخلة في ظل نخلة يابسة من أين لها بموال يؤطر دمعة ليتيم عابر كما الأغاني العابرة..موال يؤسس لحزني بفرح متخيل كامس الصبايا وهن يغازلن خيبتهن بحلم قادم.. مرارا الجأ إلى شهوة الحقد علي.. لابرر للايام طراوتها وعنفها في وجه حلمي.. لابرر للايام قسوة الساعات ذائبة بلحمي..لابرر قساوة الليل الذي ليس سوى لون قديم لنهار كاذب.. لصباحات هي غروب لاحلام بريئة ودعاوى يابسة..مالدرب إلاي واني خطوه المرتبك بنبضي..مالليل إلا رفة العين التي تخزن وجهك والدموع.. واغانيك التي تعرفها سحنات ابواب المحلة والدروب.. مالصبح إلا ليل شعرك لامعا بزفير جرحي ومرارا.. اعلن ارتباكي امام جهالة العمر الغرير.. اما من درب يؤوب الي بالقصص القديمة..

بحكايا جدتي وهي التي عشقت مرارا تحت افياء القبور..رقصت مرارا بين اقدام المنايا والنذور..وانا وادعة كعهدي في حوافر الفرس العجوز.. اغزل محنتي فيك انتباها اعاود الغرق القديم..واقول لك لماذا ايقضت حزني من سبات الرغبات.. لماذا ايقضت عيني على ضوء مخادع.. ولم تكن انت ولكن هي يابن الليل اطياف وادمان لحزن ربما كان لذيذا.. ربما اودعه الدرب براسي وجه حلم مستحيل.. ومرارا الجأ خوفا.. لخوفي من عيوني والنهار..من ظنون رافقت غربتي في ليلي الوحيد..اهو حزن أم قرائن لالوان مقدسة اسقطها الاخرون من معابدهم خلسة ؟؟ اعب المسافة بقدمين من ضوء النجوم وحين اصل إلى مرافئ ظلي اتوسد اظلاع الظهيرات القائضة واغرق في سبات الجرح اللذيذ..موكبي رايات من احلام شهيدة ومعارك لم اعتني بتفاصيلها بعد..بل حتى تلك الدروب الكالحة اوقدت جمرها في خاصرتي وكانها نار المجوس..لست من ادنى شؤوني غير ان الصبح يستدعي موات الاغنيات..هذه ارغفة فاغرة الفاه لاصوات احتراقي وانا مازلت راغبة عن الامس بليلي المستحيل..ضوء عيني انت يا قافلة الفقر المحمل بالعطور..

استميح الظل عذرا كي اغادره إلى عينيك ضوءا من دموع..واريك الجنب من قلبي ظلالا لنخيل مشتهاة..عفرها طلع يلقح خيبتي بين يديك..لا اراك اليوم إلا راحلا في دمي مجدا لاوهام جميلة..فاحتسبني عند جرحي عند الامي بترتيل لبرد الشفتين.نجمة غائرة في قدح تعصره عيناك قبلي واليدين..خذ اليك الرشفة الاولى ودع لي ماتبقى من عروق الامنية..انا سرج مائرة تبلله السماء بيد الغمام..ولا غمام سوى خصل من الشعر المعفر بالغبار وبالفجيعة..مرارا اليك ارتجف ارتحالا ومرار اليك اغدو بالصهيل..لاتعلم خيبة سماوية المرتقى لاغفو ثم اغفو ثم امتلئ ارتحالا.. ضمني يا نخل عمري جني اصياف فتية..جني ادعية لام زاحم الموت بنيها فاستعانت بالنذور..أرأيت القبر مني طائرا بيني وبين الورد من شباك ليلي ؟ ارايت الحزن يسمعني اغنيه ولا يسرع خطوه؟ استميح الباب عذرا انني اثقلت من حدقي عليه.. استميح الدرب عذرا انني امطرت احزاني انتظارا راعفا في مقلتيه..استميح الله اني لست جاحدة ضيائي وانتحار الرغبات في محراب يأسي..استميح الكأس اني اشرب الايام راغبة بما ليس لديه

ومرارا اعلن انحناء شعري على ضفة فراتية يحاور ضمئها حرقة الدمع بجفن الامسيات..بجلد الظهيرات الحارقة.. بعرق عنقي وهو يحاول مد الرحيق إلى شارع مجاور لدبق الرغبة الملونة بالقراءة الاخيرة

احاولك معلنة قلقي علي وأنا موجة مالحة تمطرها تنهدات عذراء..سكبتها شبابيك مغلفة باسرار معلنة..يا لوعة الستائر وهي تسدل نفسها على أغان أعمق من بياض الراحتين..وأجمل من شفة مرتبكة بالكلمة الأولى.. لاتنسى أني وشمتك في دمي عراقا مبللا بعرق

بقلم: هيفاء رافد الخالدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى