الأربعاء ٧ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بعد غياب طويل التشكيلي

مصطفى الدنقزلي يعرض برواق"الوكالة" بسوسة

الحياة .. كما هي باللون و الضوء

يسعى الفضاء الثقافي رواق "الوكالة" بالمدينة العتيقة بسوسة بثبات و جدية لتكريس و تحقيق أهدافه المتمثلة خصوصا في الانفتاح على المشهد التشكيلي التونسي بكل تنوعاته ومحاولة تحقيق بعض الإضافة إليه، بحرص خاص من صاحبته السيدة نجاة النابلي عياد على دعم كل المبدعين وخاصة منهم الذين يمتلكون تجارب قيّمة. ورغم أنه أهم فضاء تشكيلي في جهة الساحل فإن انفتاحه على المشهد العربي والعالمي، لم يمنع صاحبته من التفكير في الوقوف إلى جانب فناني هذه الجهة، ودعمها من خلال إبراز إبداعاتهم بالمعارض التي تنظمها لهم برواقها ومنها "صالون الفنون التشكيلية بسوسة" الذي انتظمت دورته الأولى مؤخرا ، و المعرض الفردي للرسام محمد بلعجوزة .

و ضمن هذا التوجه يستضيف رواق " الوكالة " معرضا فرديا للفنان التشكيلي مصطفى الدنقزلي سيفتتح يوم السبت 3 مارس على الساعة الخامسة و النصف مساء و يتواصل إلى غاية يوم 27 من نفس الشهر .

و يعد مصطفى الدنقزلي من التشكيليين التونسيين المتميزين، و هو من مواليد سنة 1961 بسوسة و متخرج من المعهد التكنولوجي للفنون و الهندسة المعمارية و التعمير بتونس ، و متحصل على الماجستير في علوم و تقنيات الفنون . و أقام العديد من المعارض الجماعية و الفردية بتونس و خارجها منها ألمانيا و سويسرا و مالطا .

وتقول الناقدة التشكيلية و الرسامة و الشاعرة شيماء عيسى في تقديمها لهذا المعرض : " إن هذا المعرض يشكل أهمية بالغة في مسيرة الدنقزلي الذي يعود بعد غياب دام حوالي عشرة أعوام عن أروقة الفنون قضاها في تطوير تجربته و إثراءها بالتجديد و الابتكار ضمن خصوصيات العملية التشكيلية التي تعمد على البحث في عدة مستويات أهمها البحث في الشكل و اللون و الضوء و خاصة المادة ، فالمادة هي مستطاع الفنان للوصول إلى هدفه الفني الأساسي المتمثل في إبراز موضوع ابتكاره و تحقيق التواصل و الاتصال و التفاعل مع الآخر. و يعد " لاكوارال " – Aquarelle - أي الألوان المائية من أهم الأنواع التي طبعت تاريخ الفن التشكيلي من حالته الانطباعية إلى حالاته الحديثة و المعاصرة و ما بعدها.و اختيار الرسم بالألوان المائية كأداة للتعبير و للولوج إلى عالم الحلول و التجلي يعكس نفسية الفنان لأنها تقنية معقدة صعبة و شفافة فاضحة لأنه لا مجال للتخفي أو التجمل أمام حامل الألوان. فمع الألوان المائية إما أن يكون الفنان مالك لأسرار الريشة و إلمام بتفاصيلها أو لا ، لأنها تتميز بالصرامة و الجدية و تفتقد للمرونة و الأخذ و الرد المباح في أنواع تشكيلية أخرى مثل الزيت و الأكريليك ".

و تضيف شيماء عيسى : "و هذه الشفافية الغامرة هي التي سحرت الفنان مصطفى الدنقزلي و فتنتها أغوته بالرحيل إلى عوالمها المضيئة والبريئة و الإقامة فيها. و لا عجب إذا امتلأت لوحاته نورا و فاضت ضياء . و قد أبدع الدنقزلي في توظيف هذا النوع لتفجير ما يكتنزه تراثنا و طبيعتنا و حياتنا اليومية و الإنسان من إشراقات فنية لا تطالها إلا ريشة مسكونة بروح في ذروة الصفاء و التوحد مع حالاتها الذاتية و الجماعية في علاقتها بفضاءاتها المسافرة في الزمان و المكان و المهشمة لكل الحدود الوهمية بينهما والمكسرة لكل التنميط الذي يقيدان به .. واصطياده للمعة حركة أو خفقة ابتسامة أو جمال وجه غزته التجاعيد أو رعشة تهجد و ابتهال و نشوة على عتيبة باب أو صخب في سوق .. بالرسم المائي رصد الدنقزلي الضوء و الشكل و اللون و الإحساس في أبهى تجلياتهم و أخلص لحظاتهم . فلوحاته هي عبارة على دعوة إلى إعادة نظرتنا للأشياء و إحساسنا بها .. إنها دعوة جدية تؤسس لرؤية جديدة تتشكل وفق السؤال التالي : كيف ننظر شكليا للأشياء ؟ ".

ويعتبر التشكيلي مصطفى الدنقزلي من القلائل في تونس الذين واصلوا في اعتناق واعتماد الرسم المائي في التعبير التشكيلي و تقديم إضافة حقيقية في هذا المجال . و هو من أبرز المساهمين في انتشاله من واقعه المرير : فلوحات الرسم المائي تغزو الأسواق و المعارض لكن بمستوى فني ضعيف . و الدنقزلي بحرفيته و حذقه و مهارته و ما يحمله من عبقرية و جمال في ريشته أجل هذا الفن و مجده و منحه معنى فنيا يتعارض كليا مع الاستسهال الذي كرسه البعد التجاري . أن تجربة مصطفى الدنقزلي باختصار هي جمع مدهش بين إتقان المادة و البحث دائم في اللون و الضوء و الشكل ، و التحليق في شفافية الإحساس...

الحياة .. كما هي باللون و الضوء

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى