الأحد ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم هـيـثـم الـبوسـعـيـدي

مفهوم الثقافة

اختلف الناس حول أعطاء مفهوم معين للثقافة على الرغم من المؤلفات والمؤتمرات والندوات التي عقدت لتحديد المقصود من الثقافة، كما إن هذا الاختلاف امتد عبر الأزمان والأشخاص والأحوال ولم يتفق علماء اللغة وأعلام الفكر وأهل الادب على مفهوم محدد حتى اللحظة بحيث لا زالت كلمة الثقافة غامضة المعنى.

ومصطلح الثقافة حديث نوعا ما لكون نشأت جذوره قادمة من الغرب، كما إن كثير من المفكرين ربط تطور هذا المفهوم مع نشوء علوم أخرى مثل علم الإنسان وعلم النفس مما ساهم في تقريب معناه.

وبذلك تعددت تعريفات الثقافة لدى العلماء والمفكرين بحيث زادت حسب إحدى المصادر عن مائة تعريف وأصبح لها تعريفات متعددة لدى علماء النفس والإجتماع والأدب والتربية، ولكن الثقافة كما هو شائع وسائد بين الناس هو لفظ يراد به في الاستعمال الأخذ من كل علم بطرف ولا يراد به التعمق في دراسة علم من العلوم، ولذلك يقال " تعلم شيئا عن كل شئ لتكون مثقفا، وتعلم كل شئ عن الشئ لتكون عالما".

أما ثقافة الفرد فهي كل ما يتعلمه المرء لمدة زمنية ليكتسب بعد ذلك مجموعة من المعلومات والحقائق والقيم ذات العلاقة بمجالات وعلوم الحياة مما يمكنه من المشاركة الفاعلة في محيطه الأسري والمجتمعي، أما ثقافة الأمة فهو التراث الحضاري والفكري المكتسب في مختلف الجوانب والذي تمتاز به هذه الأمة عن غيرها من الأمم ليشكل هذا التراث عبر حقب وقرون إطارا يحكم الأفراد والأسر والمجتمعات والأوطان المنتمية لهذه الأمة أو تلك.

أما التعريف الشمولي حسب بعض الدراسات يعرف الثقافة بأنها عبارة عن منطومة متكاملة لكل الأفكار والمثل والقيم والمعتقدات والعادات والمهارات وطرق التكفير وأساليب الحياة والتراث ووسائل الإتصال، كما إن جزء من المفكرين والمثقفين أعطوا مفهوما أشمل للثقافة معتبرين إياها سيرورة الإنسان في نموه وتحوله وتوسعه وإزدهاره عبر الخلق والإنتاج في جميع المجالات ومختلف القطاعات والتي ينطوي تحت لوائها العقائد والطقوس، القيم والقواعد، النظم والمؤسسات، الآداب والفنون، العلوم، والفلسفات، فضلا عن الأدوات والوسائط والوسائل والتقنيات، وبهذا المعنى الواسع لا تنتج فئة من الناس الثقافة لأن من يصنع أداة أو يزرع حقلا هو بالفعل يمارس نشاطا ثقافيا يقع في صميم عالم الثقافة بقدر ما يساهم في تشكيل عالم الإنسان.

ورغم كل التعريفات السابقة لمفهوم الثقافة ورغم كل ما تمت اثارته حول الثقافة وعلاقتها بالفرد والأمة والوطن والمجتمع، فالموضوع يحتمل تفاصيل أوسع ودراسة معمقة وتحليلات متشعبة للوصول إلى معرفة العوامل الحقيقية والأسباب المكونة لهذا المفهوم الكبير.


مشاركة منتدى

  • قرأت و سمعت كثيرا أن كلمة الثقافة عند ابن

    خلدون تعني : ( الأخذ من كل علم بطرف )

    ، و عند ما عدت لمقدمة ابن خلدون ، طبعة

    دار العودة ، بيروت ، بلا تاريخ ، و لا تحقيق

    ، ص / 460 . وجدت أنه يعرف الأدب

    بذلك المعنى ، قائلا : ( الأدب هو … الأخذ

    من كل علم بطرف ) .

    السؤال هو : هل من تعريف للثقافة عند ابن

    خلدون كما نقرأه و نسمعه هو : ( الثقافة هي

    الإلمام أو الأخذ من كل علم بطرف ) ؟ و هل

    ورد هذا في الطبعة المحققة ؟ لأن الطبعة التي

    معي قديمة و ليس فيها إلا تعريف الأدب كما

    ورد سابقا ، أما الثقافة فلم أجد لها تعريفا في

    الطبعة غير المحققة .

    فضلا أفيدوني . جزاكم الله خيرا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى