الخميس ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم عماد الأصفر

مملكة الانسان والحيوان

ثلاث رسائل لا تخلو من الحكمة وردت الى بريدي الاليكتروني مؤخرا: الاولى من صديق ما زال يبحث عن المكان الانسب لقدراته الفذة والثانية من خال اغترب فارهقه الابناء وابعدوه عن فنه والثالثة من زميل لم يشعر يوما بالرضى الوظيفي

الرسالة الاولى : الجمل وابنه

سأل الابن: لماذا خلقنا بسنام؟

الاب: لكي نتمكن من تخزين الماء والاستعانة به خلال سفرنا في الصحراء.

الابن:ولماذا خلقنا بخفين كبيرين جدا قياسا بسيقاننا الطويلةالنحيلة؟

الأب:لكي نتغلب على رمال الصحراء وننتقل خلالها بكل سهولة ويسر.

الابن:ولماذا رموش أعيننا طويلة إلى هذا الحد ؟

الأب: لحماية العين من غبار ورمال ووهج شمس الصحراء.

استمر الابن بطرح الاسئلة البريئة والاب في استحضار الحكمة للرد عليها.

واخيرا سأل الابن: إذا كان كل ما فينا مصمم للصحراء فلماذا نحن هنا في حديقة الحيوانات اذا ؟

سكت الاب....

المهارة والمعرفة والقدرة والخبرة كلها أمور ضرورية ولكن فقط عندما نكون في المكان الصحيح فأين أنت الآن ؟

الرسالة الثانية : الحمار والكلب والقرد

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الحمار كلفه بحمل الاثقال والعمل الشاق لدى الانسان والعيش لاربعين عاما فوافق على التكليف ولكنه طلب اختصار العمر الى النصف فكان له ما طلب , وعندما جاء دور الكلب تم تكليفه بحراسة منزل الانسان والاكتفاء بما يقدمه له من طعام مهما كان والعيش لثلاثين عاما , وافق الكلب بعد أن استجاب الله لطلبه تخفيض العمر الى النصف ايضا , وكذلك وافق القرد على ان ينتقل من غصن لغصن وان يهرج لكي يدخل البهجة الى قلوب اطفال الانسان واحفاده ولكنه اشترط تخفيض عمره من عشرين عاما الى عشرة فقط وكان له ما اراد .

وعندما جاء دور الانسان تم تكليفه بتسخير الحيوانات لخدمته وان يكون سيد الكون وان يدير موارده لثلاثين عاما, وافق الانسان ولكنه طلب اضافة العشرين عاما التي رفضها الحمار والخمسة عشرة التي رفضها الكلب والعشرة التي رفضها القرد الى عمره فاصبح عمره خمسة وسبعين عاما.

ومن يومها والانسان يحيا ثلاثين عاما كانسان يسخر كل شيئ لخدمته وعشرين عاما كحمار تسخره زوجته واطفاله لخدمتهم وخمسة عشر عاما تستخدمه الاسرة ككلب يحرس المنزل وعشرة اعوام كقرد ينتقل من منزل الى منزل لاسعاد الاحفاد.

الرسالة الثالثة : القرود الخمسة

أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص مسقوف بالموز.... أطلق رشاشا من الماء البارد على القردة الأربعة اذا حاول خامسهم الوصول للموز.... كرر العملية أكثر من مرة.....بعد فترة ستمنع المجموعة اي قرد من محاولة الوصول للموز خوفا من الماء البارد والآن إستبدل القرود قردا فقردا....سرعان ما سيحاول قرد جديد الوصول للموز، حينها ستهاجمه وتمنعه مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد.

كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء البارد بقرود جديدة! في النهاية ستجد أن القردة تنهال ضربا على كل من يجرؤ على الاقتراب من الموز. لماذا؟ لا أحد منهم يدري!! لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت!

هذه القصة ليست على سبيل الدعابة. وإنما هي من دروس علم الإدارة الحديثة.

لينظر كل واحد منكم إلى مقر عمله. كم من القوانين والإجراءات المطبقة، تطبق بنفس الطريقة البيروقراطية غير المقنعة منذ الأزل، ولا يجرؤ أحد على السؤال لماذا ؟ ومن سيجرؤ سيجد قرودا يستميتون في الدفاع عنها وإبقائها على حالها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى