سكوتٌ سكوتٌ سكوتٌ سكوت
سأعرضُ بيعاً غزير العطايا
كثير المزايا قليل العيوب..
جئتُ إليكم.. أحْمل أمِّي
ففي راحتيَّ
وجهٌ جميلٌ وصوتٌ طروب ..
بين يديْها.. تسري الحياه
نيلٌ عظيمٌ يداوي القلوب..
علي ضفتيْه سمعتُ الغناء
رأيتُ النخيلَ وسرب الحمامِ
يُغازل عمداً شمس الغروب ..
شربْتُ الوفاء كأساً عظيماً
غرسْتُ الرماح بشتـَّى الدروب..
أمرْتُ الشراع فكانت تـُلـِّبي
وهذا لأنِّي.. ابنٌ لأمِّي
ففي عيْن أمِّي
تموتُ الخطايا وتـُمْحي الذنوب
...
سكوتٌ سكوتٌ سكوتٌ سكوت
جئتْ إليكم.. أحمل أمي
علي مُقلتيْها يذوبُ الجمال ..
علي وجنتيْها ملاكٌ يُضيئ
فدرْبُ الظلامِ لديْها مُحال..
ٌلديها رداءٌ عتيقٌ قويم
فكل الأماكن تريدُ المنال..
وثوب المعالي وطُهر الليالي
يشارُ إليها تكون المثال..
...
ألا تسألوني لماذا أبيع
ففي مثل عرْضي يقلُّ المبيع
ومن أرضِ مصرَ تثورُ الرجال..
ومن أجل مصر تـُسلُّ السيوف
تـُسنُّ الرماح ويُرْجي القتال..
...
ألا تسالوني لماذا أُنادي
بصوتٍ خفيفٍ بصوتٍ حزين..
ورعشُ الأنامل تـُفْشىِ السرائر
وفي القلب نبضٌ يُسمَّى الحنين..
ألا تسألوني لماذا البكاء
وصدُّ الرجالِ وضجْرُ النساءِ
فكلّ البضائع يُكشفُ عنها
يلمسُ هذا طرفُ الرداء
ويحرقُ هذا حصنُ الرداء..
ألا تسألوني حصيْت المزايا
فأين العيوب وصدق الشراء..
...
ألا تتركوني أوُهم نفسي
أقتل عجزى
أسكب دمعي
فكيف لمصر أُوَافي العطاء..
إني العيْبُ ولا عيْبَ فيها
فمصرُ الجمالُ ونبْعُ الوفاء..
إني العيْبُ ولا عيْبَ فيها
فمصرُ الجمالُ ونبْعُ الوفاء..
...