الخميس ٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

موٌال بارد

تتغيٌر كل الأشياء
وتستوي الكروم كالغدير
في آخر الظلال
تظل صباحات فلسطين
لاتتبدل
تسقط في الشقٌ
ولاتموت
تغرق في الدم
ولاتموت
يلتحم صدرها مع الحديد
ولاتموت
لأطفالها أراجيح
من ورق
تحاصرها الحدود
 
منذ مائة قرن
ترابها يدفن المسير
على بساط الكروم
والدروب تقضم
الوجوه الخائرة
فتتناثر أغانيهم
زهرة هنا وصرخة هناك
دون أن يموتون
لكنٌ تاريخ القبيلة
يذبحهم على الساقية
آلاف المرٌات كالأضاحي
من الأذن للأذن
بسم الله
ودمهم يتخثٌر
والصمت بئر موصود
 
دمهم يتأرجح
كحبال المشانق
ليسقط زهرة زعتر
ترعد على صليل
أوراق الدجى
مفارق القرون
مفرد هذا الدم
كالشهادة
بين همس الصلاة
وصخب الموت
فوق بيرق الخلود
 
في تلك الأرض
يا مولاي
يفرٌ الموت من الهلاك
ويغصٌ في خرابها
زبد القيامة
فمن أين تنتفض الشروخ
وكل بذر رهينة
صلبته أقدام الغزاة
هم أكبر من لحظة ركوع
وأصغر من لفحة الموت
في الفجر يامولاي
يروي المؤذن
السبع العجاف
والناس سجود
 
في اللٌيل
يعمٌدون حكاياتهم
بذاكرة الزيتون
من أهداب المخاض
إلى آخر رقصة
فوق الركام
يقتسمون رائحة الجوع
فيوقظ الملح في الدمع
أصوات الغائبين
لكنهم لايموتون
وسيظلٌون شظية
بحجم الخنجر
في أعناقكم جميعاً
وستبقى دماءهم
أثر على بياضكم
إلى يوم الوعود

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى