نزيف جباليا المبجل
عشرات الشهداء الأبرار يستبسلون و يسقطون في مخيم جباليا و في سائر مناطق الضفة و القطاع.. و حرب الإبادة ضد الفلسطينيين مستمرة..ظلم كوني صارخ يتعرض له شعبنا لم يتعرض لمثله شعب من شعوب هذه المعمورة..فقد أعطت مراكز الإستغلال و الإرهاب و الإحتكارات العالمية الضوء الأخضر للمجرمين الصهاينة حتى يتخلصوا من " الهندي الأحمر" كما تخلصت أمريكا من هنودها الحمر..
هي حرب تصفية مُعلنة ضد العنصر الفلسطيني..ضد "جنس" أفكاره و أشجاره و ممتلكاته و ثوابته..حرب تصفية منهجية تحمل عناوين ومضامين إجرامية..و " كتاب" الإبادة يضم فصولاً متالية من المجازر و المذابح الوحشية الصهيونية ضد الفلسطينيين المرابطين الصابرين المحرومين من الحماية الدولية و من النصرة العربية الحقيقية الفاعلة على أرض الجرح و الملموس.
ظلم كوني مريع بمخالب غير حيادية..يتفرج على المآسي الفلسطينية المتحركة من جباليا إلى رفح إلى دير البلح إلى جنين و طولكرم..إلى غزة..إلى نابلس و مخيم بلاطة..إلى سائر مدننا و قرانا و مخيماتنا المحتلة.
كأن هذا الجزار العتيد شارون.. يكافىء على جرائمه بدلاً من أن يتم إعتقاله و محاسبته و محاكمته كمجرم حرب عتيد..كأنه يريد لنا أن "ننسحب" من الحياة كشعب و قضية..قبل أن يتم إنسحابه من غزة..
و يدافع بواسلنا في مخيم جباليا..في مخيم النصرات..في الشاطىء ..في الشجاعية, في مخيم جنين..في كل مدن و مخيمات و قرى الرباط العظيم , عن مكونات السيادة و الكرامة و الوحدة و الإستقلال و الشموخ..
و للنزيف مساحات تبدو كأنها غير نهائية.. و للبطولات الفلسطينية معجزات و مآثر لا تنتهي إلا بطرد الاحتلال و تأمين حق العودة لكل اللاجئين و النازحين إلى ممتلكاتهم السليبة و إقامة الدولة الفلسطينية , كاملة الشروط و المواصفات السيادية,عاصمتها القدس الشريف.
يودع شعبنا قوافل جديدة للرفعة و الخلود..و يدرك أن للصبر آفاقاً و مجالاتٍ لا نهائية..
النزيف الفلسطيني المبجل السامي..يحتل أفئدة المشاهد الدامية الحزينة..بينما فؤاد العروبة الرسمية مشغول" بقصة حب" مع الخنوع و العجز و التراخي..قلوب حاكمية من حجر و تواطؤ و غياب..
مؤلم أن تصبح جنازات الشهداء الكواكب..الذين يدافعون عن كل العروبة و الإسلام إنطلاقاً من فلسطين و العراق.. و صمود سوريا ولبنان..تمر كتحية صباح مكررة..في وقت يذبح فيه شعبنا في" الإستثائي" الفتاك الإرهابي من أسلحة الصهاينة المتقدمة و المحرمة دولياً.. و لا من مستجيب لصرخات أحزاننا..
لكن هذا الشعب الفلسطيني الأسطوري المعطاء رغم سلسلة آلامه و مواجعه.. و تتابع فصول مكابداته الدائمة..لن يرسل إلى وديان اليأس و الإحباط أيام عزه..منارات ثوابته الوطنية.. و عنفوان وثباته الإنتفاضية المستمرة للعام الرابع على التوالي و أزيد..
لن ينظر شعبنا إلى الشهداء الأبرار..إلى هذا الموت المقدس و الدم الطاهر في مخيم جباليا و سائر مدن و قرى و مخيمات القلب الفخر و التحدي..نظرة كأنها عادية..إن نظرات الصقور و الفرسان لن تكون عادية..
و غير إعتيادي سيأتي الانتقام لشهدائك يا جباليا.. يا كل فلسطين..