الثلاثاء ٢١ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
في احتفال منظمة اليونسكو السنوي باللغة الأم :

نصف لغات العالم مهددة بالإنقراض

في هذا اليوم من كل عام تحتفل منظمة اليونسكو باللغة الأم ، وقد جاءت احصائياتها لهذا العام لتؤكد أن هناك لغة تموت كل سنتين وهي بالطبع واحدة من لغات الأقليات في العالم التي لم يقدّر لها ان تنتقل من المرحلة الشفوية الى المرحلة الكتابية.
تشير المنظمة الى ان عدد لغات الأرض يناهز ستة آلاف لغة معلنة ان نصف هذه اللغات مهدّد بالانقراض، وبعضها يعاني حالاً من الاحتضار، وتؤكد الإحصاءات ان 96 في المئة من هذه اللغات "العالمية" لا ينطق بها إلا 4 في المئة من أهل الأرض، ناهيك عن أن واحداً في المئة من هذه اللغات ماثل على شبكة الإنترنت، مما يعني ان اللغات المتداول بها "إلكترونياً" في العالم تحصى على أصابع اليدين.

اما في ما يخص اللغة العربية فهي، بحسب الإحصاءات، تحل في المرتبة السادسة بين اللغات الأكثر تداولاً، بعد الصينية والإنجليزية والأوردية والإسبانية والروسية، وبين اللغات الخمسين الأكثر بروزاً في الترجمة تحتل العربية المرتبة الثامنة عشرة.
يقول المدير العام لليونسكو كوشيرو ماتسورا أن اللغة الأم "هي البعد الأساسي للكائن البشري"، مضيفاً في رسالته التي وجهها احتفالاً بهذا "اليوم": "اننا نحيا في اللغة وبها" لذا فقد ارتأت "اليونسكو" ان يكون هذا "اليوم" مناسبة للتأمل في اللغات المهددة بالانقراض، وتقصي الأسباب الكامنة وراءه، والتحرك دولياً للحد منه ولتعزيز اللغات - الأم وإحياء لغات الأقليات التي باتت تعاني حالاً من الاستلاب العميق.

تصر المنظمة على ضرورة التنوع اللغوي الذي يعني ايضاً التنوع الثقافي والحضاري، فاللغة هي التي تحمل قيم الجماعات وهوياتها الاجتماعية، علاوة على دورها الرئيس في الاقتصاد العالمي، وقد تكون العولمة التي يشهدها العالم اليوم سبباً بارزاً في انقراض لغات الشعوب وانحسارها، بعد الانتشار السريع للغة الإنجليزية عالمياً الذي فرضته وسائل الاتصال الحديثة والثورة المعلوماتية والتقنية والإنترنت وسواها...

"اليوم" الذي تحتفي به "اليونسكو" يبدأ في العاشرة صباحاً وينتهي في السادسة مساء، في مقر المنظمة الرئيسي في باريس، ويفتتحه المدير العام ماتسورا، ورئيس المؤتمر العام موسى بن جعفر بن حسن، ورئيس المجلس التنفيذي زانغ كسينغ شينغ. ويشهد "اليوم" ندوات وحوارات ويعرض خلاله فيلم بعنوان "نعيش داخل اللغات - اصوات العالم". وتُقدّم فيه ايضاً مشاريع لترسيخ التنوع اللغوي وحماية اللغة الأم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى