نصوص مغايرة تتّكئ على «عافية الفلق»
نفط وزعتر
تذبحنا الوحشة
ونحن تحت الغيوم المكسّرة
وأمام الأبواب الغريبة
في السور الصابر بالأحزان
آبار النفط
تنفجر في عناوينها
حمر النعم ولحم الغنم
تركبها ريح همجيّة
تنفصل العاصفة البربريّة
يأخذها اللهب
للبرد العائد
مثقلة رائحة النفط بالعجز
بالموت القادم مع الزعتر
والزعتر يتحرّر
من أخشاب الصلب
وإبادة الجغرافيا
البيئة النفطيّة
هل صحيح
أنّ المحيطات مع كلّ مشتقّاتها
تلوّنت بألوان الموت والإبادة المتنقّلة
وخرجت من مجالها إلى الربع الخالي؟!
تركت أزهارها
بحثًا عن النفط ولعابه
هيروشيما
كيف أنتِ؟!
وهل ما زالت النجوم والقمر بلا سماء
فوقك مع الأنفاس
أم أنّ الصحراء النفطيّة الرمال
ستهرب إلى المحيطات إلى …
حفاظًا على البيئة ..
هيروشيما
كيف أنتِ !
الصبر من شظايا الارتجال
من أنتِ؟!
جرحكِ يناديني
من بين الأطراف
يناديني من تحت الخراب
ومن عمق المرابط
يناديني وأنا أحاول التصالح
مع الدفء يناديني
فمن انتِ ؟!
سرج الفراغ
هابطًا على سرج الفراغ
والصفحات المنفتحة مصادرة
قوس قزح يتلوّى
رائحة التسرّب والانكماش
تلوم الوجع الكفن
كيف لنا أن نتبخّر؟
والندى يتبخّر كصوت الصدى
وتجفّ دموع الورد
التي بلّلها الشجن
يعودُ الأسلافُ
على الموج الراكد
من بلاد معطوبة
إلى النوافذ المكسّرة
والأبواب المغلقة
يلتقي مع التماهي
تقبض على جمرات البقاء
وتعود إلى المرافق
فلا يجد إلّا الشواهد
تتربّع فوق الحقيقة
من ظلالِ الأمّهات ظلّها
فمَنْ أنتِ؟!
مدخل المشفى
أدركني اغتيالي
عند باب المشفى
فغفوت بين الجثث
صاحت جثّة من بين الأطراف
قم!
والثانية كان صمتها بالمرصاد
مَنْ أنتَ؟
ولماذا تلاحق النزيف؟!
مَن أنتِ؟
هل أنتِ طيني
أم عافيتهُ ؟
هل أنتِ هي؟
أدركتْني
معالمُ الأجواءِ
وأخذتْني إلى غابة
أنهر من الحطب
هل أنتِ هي؟
إذا كنت أنتِ هي
فاغسليني
وخذيني
إلى طيني
وإذا كنت أنتِ طيني
فخذيني ... ...
الطيّارة
تلبسُ عباءة الضياع
تتمشى على سناسل الوهم
تلعنُ ما تبقّى من البقاء
وتعود إلى إنفاسها مغمغمة
فيهرب المستقبل الغادر
إلى القبور المهجورة
على ألحان أغنية الروضة
"طارت طيّارة من فوق الروضة"
الذي قصف الحضارة
كان يضحك
قال لأمّهِ
التي رماها الموج
عند الشاطئ
دفَنتُ روضة كاملة
ابتسمت وغنّت
"طارت طيّارة من فوق الحارة"
الأناشيد
ما أقول
عن لهاث أوردتي المتناثرة
وماذا أقول
عن رائحة الدمِ مع الزعتر
هل أقول ما لا يقال
ألملم بقايا البهجة
من أصص الحبق
أعاتب عتمة النزوحِ
أنزلتْني
رحلة الشتاء
ورحلة الصيفِ
حفظتُ الأناشيد
لأرتقي
إلى حيثما تريدين
فكيف أنتِ يا غزّة!
كيف أنتِ مع العربِ!
كيف أنتِ يا غزّة
مع سلاطين العربِ!
من قبُلٍ ومن دبُرٍ
الطرق المهجورة
تعانقت مع العتمة المعذّبة
جبلتها بالمراوغة
وطعم القرّاص
هل أسردُ
عن اللواتي قطّعنَ أيديَهنّ في سحْر الحُسنِ ؟!!
وكيف قُدّ قميصُ المرغوبِ من دبرٍ؟
على كلّ حال
سأعود إلى التي قدّتْني وقميصي
من قبلٍ ومن دبرٍ
وعلّمتْني
أنّ مصافي الصمت انغلقتْ
وعلّمتني كيف أخذها
من قبُلٍ
اللهب
هو النوّارُ
ترمقهُ الأحلام
يرمقهُ القلق
وتعودُ إلى ذاتها العزلة
يلتحفها البردُ
سأستعير قيثارةً
لأكتمَ
صوت الطيور الجارحة
وسأرجع غيابي قبل الجنازة
وقبل الحضور
سأعود إلى ساحة المخيّم
لأبني شاهدًا واحدًا
لي ولها، لها ولي
كيف لنا أن نعاتب كلّ هذا الدمار ؟!!
وكيف لنا أن نغادر هذا المكان ؟؟!!
وكيف كنّا نعتلي هذا الزمان ؟!
أقول إنّها حافّة اللهب
محمّلة بالحطب
هل هي حافّة اللهب
فأين الجيدُ الملعون وأين مسدُ النّار
محمّلة بالحطب
تنتظر الحطب
تحاصرنا الأساطير المزيّنة
وتهبط السيوف
من على الخيول
لم يبقَ في الوادي حجارتها
وكذبت المواعيد المبهمة
سأبتعد بدون حقائب
لا أعرف إلى أين
الأخبار تلوك الجثث
والصدى يعود إلى صوته
ينفجر الموتُ
تتسرّب انطلاقات النسور
إلى خيمة القرصان
بين فناءات الدور
في البراجنة
تجرّ مراكب القرصان
إلى مراكب القراصنة