الأحد ١٠ آب (أغسطس) ٢٠٠٣
أشتاق إليك أيها البحر

همسات رلى جمعة

أشتاق إليك أيها البحر... لست أدري لماذا؟ و أبحث بين طيات نفسي علني ألتمس إلى الجواب سبيلا من بين أمواجك المتلاحقة المتخابطة. أحس أني أعرفك منذ أجيال.. ربما قبل ولادتي... فأنت كبير و عميق كعمق هذه الجذور الضائعة و كبر هذا الكون الفسيح.. ربما و جدت فيك ملاذا ووطنا فأنا خلقت في المنفى بلا وطن و بلا هوية وما زلت شريدة أبحث عن وطن بين جنباتك.. كل ما أعرفه عن وطني ساحل ضاعت معالمه و بقايا عبق قادم من بيارات البرتقال... أه أيها البحر فأنا غريبة و لا أشعر بالأنسة إلا في حضرة جلبتك البهية..

فأنا و أنت توأمان يجمعنا ذلك الخوف و الاضطراب التي ترقص له أمواجك في ليلة مقمرة.. كرقصة الغجرية بثوبها المرصع بالمعادن.

أعجب لك يا صديقي فكأننا واحد في عالمين مختلفين.. تجمعنا القوة و يجمعنا الحنان... تجمعنا الأنانية و ذلك العطاء اللا محدود.. فها هي زوابعك الهائجة تقتلع كل ما أمامها كنفسي الحائرة، و ها أنت يا سيدي لا تتوانى عن ابتلاع كل شيء كالنزعات التي تعتريني فأفقد صوابي و تدفعني لامتلاك كل شيء... و بنفس الوقت فعطاؤك جم و كنوزك وفيرة كتلك الغابات الظليلة التي أحتضنها بين جنباتي..

بالله عليك أيها البحر هل كنت أنا و انت على موعد! كيف التصقت فيك و شربت موجك حتى الثمالة.. فأنا انت و أنت أنا... أمشي على شطئانك خائفة متلهفة لا أعرف لدربي نهاية..و لا أجرؤ أبدا أن أخطف زهرة برية من يد طفلة بريئة تسير نحوك بلهفة!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى