السبت ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٦
بقلم وليد أبو مازن العمدة

واحةُ الِتّْذّكَارِ

حسْنَاءُ مِنْ فيْضِ الْجَمــَــــــــالِ تَدلَّلتْ
ابْصرْتُــــــها قمَراً غــــــدا بِخِمــارِ

فغَدوتُ ممْلـوكَ الْتصـَـــــــابي مُـــغْرمٌا
ووِصَالها أملِي وصـــــارَ شِعاري

قدْ نالَــــــها نظَرِي فصِرتُ بغِيرَتـِــي
اخْشَي عليــــــها كثرةالْإِبـــــــصارِ

وخشِيتُ من شمْس الضُّحي ولَهِيبِها
يبْتَـــــزُّ حُمْرَة خدّهــــــــــا النَّضَارِ

شفَتانِ منْ جُـــــــــــورِي بثــغْرٍ باسِمٍ
وحُــروفهُ غلَبتْ سنــَـــا الْأقْمَـــــارِ

والْوجْهُ بــــــرَّاق كــغمْرِ مِـــــن ندَي
قد أخْجلَ الْمــــاءَ الرَّقِيقَ الْجــارِي

والْبدْرُ غابَ مُلثَّـــــــماً بِغمَــــــامِـــــهِ
خَجــــِــلاً لِنضْــــرةِ وجْههَا الزَّهارِ

والشَّمْسُ تُشْرِق كــــيْ تغِيبَ وتخْتَفي
لِبدِيــــعِ حُسنٍ لاحَ بـــــــــــالْأنُّوارِ

والشَّعْرُ من لَوْنِ الْدُجَــــــــــي مُتطايرٌ
بِنُعومـَــــــــةٍ كنســـَـــــائِمِ الْأزْهارِ

لولا السَّوادُ بشعْرِهَـــــا ســـألَ الْدُجي
كيـْـــــفَ السـَّــــــوادُ لِأعْيُنِ النُّظْارِ

عيْنـَــــانِ ســَـــــوْدَاوانِ تُشْبِهُ زَوْرَقا
فضِّــــــي بالْأجْفـــَــــانِ دونَ سِرارِ

تَقْويسُ حاجِبِـــــــها ونـُــورُ جبِينِها
افْنـَـــــــي الْفُــــؤادَ برِدْفها الْمرْمَارِ

هــــِـــي مَنْ تُزَينُ حُلْيــــَـــها وتزيدهُ
حُسْنـــــــاً بدِيـــعاً دائـــِـــــمَ الأنْوارِ

سأُجِيبُ داعِـــــــي الْحُب مَهْمُوماً بهِ
لِمَنالـِـــــــــها مُتقلِّبُ الْأطْــــــــــوارِ

قُمْ يــــا ولِيدُ فقدْ تملَّكْتَ الْهــــــــوي
بِجَمالِـــــــــها وقوَامِـــــــها الْخطَّارِ

صـــارت حياتي في الغرام صريعة ً
اهْدَيْتــــــها روْحِـــــــي بِطَوْعِ خيَارِ

يا ليْتَ مَنْ أهْوي تَجُودُ بِرِيقــِــــــها
فَرِضَابــُــها مُزِجَتْ بِمُزْجِ عقـَــــــارِ

يَا لائِمِــــي في الْحُبِ إنِّي في الْهَوي
ثَمــــــلَاً أبُـــــــوحُ بِحُبِّـــها بِجَـــهارِ

يا لائِمِي لا لَوْمَ للْمخْمُـــــــــــورِ فِيْ
كأْسَ الـْــــــــهوي وخواطِرالأشْعارِ

فَلَقدْ شَرِبْتُ غَرَامَــــــها وعفَافــَــها
سكْرانُ يشـْـــــرَبُ مِنْ يـَـــــدِ الْخمَّارِ

جَمَعتْ مَواطِنَ حُسْنــِـها وحَيَائـِــها
كالْلُؤلُؤِ الْمجْمُـــــــوعِ بالأنـَّــــــــهارِ

يا ليْتَـــــها بالشـِّــــعْرِ ترْمُق لهْفَتِي
وتَعُــــــودُ مِنْهُ لِواحـَــــــــةِ التِّذْكـَــارِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى