ورشة وطنية بمراكش حول برنامج التسامح
نظمت مديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خلال الفترة الممتدة ما بين 26 و28 يونيو 2024 بمراكش، ورشة عمل لتقاسم حصيلة برنامج دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي "APT2C"، برسم سنة 2023، وكذا لتنزيل خطة عمل البرنامج، على الصعيدين الوطني والجهوي، خلال سنة 2024.
ويأتي تنظيم هذه الورشة، تفعيلا لخطة العمل السنوية للبرنامج، برسم سنة 2024، المندرجة في إطار الشراكة المبرمة بين الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والرابطة المحمدية للعلماء.
وقد أطر هذه الورشة الفريق المركزي للبرنامج بالوزارة، المتكون من كل من خديجة بوغطاس، المنسقة المالية للبرنامج، وهشام برقية، رئيس مصلحة تنظيم الفضاءات المكانية والزمانية للمؤسسات، إضافة إلى إبراهيم الشعري، إطار من المديرية المنظمة لهذا الحدث، وبمساهمة فاعلة ووازنة لكل من صفاء صامد وشيماء العربي، ممثلتين عن صندوق الأمم المتحدة الإنمائي بالرباط.
وفي مستهل هذه الورشة، ألقى مؤطروها كلمات افتتاحية ثمنت المجهودات المبذولة في تنزيل البرنامج، مشيرة إلى أهداف الورشة، التي تتمثل في تقديم ومناقشة الحصيلة الجهوية للبرنامج، وعرض برنامج العمل السنوي، برسم سنة 2024، ومناقشة سبل وآليات تفعيله، علاوة على تعميق النقاش حول منظومة تتبع أنشطة البرنامج. كما تطرق المؤطرون للمخرجات والاستنتاجات المنتظرة، في هذا المجال.
إثر ذلك، قدم المنسقات والمنسقون الجهويون للبرنامج أو من يمثلونهم بالأكاديميات الإثنى عشر، على الصعيد الوطني، عروضا لأهم الإنجازات والصعوبات، التي يعرفها تنزيل البرنامج، على المستوى الجهوي.
وتميز هذا الملتقى بتنظيم جلسات تفاعلية غنية ومتنوعة، خصصت لعدة قضايا ومواضيع تهم البرنامج، بدءا بتقديم برنامج العمل السنوي 2024، ومناقشة كيفية بلورة وتنظيم مسابقة فكرية تربوية، ضمن هذا البرنامج، لفائدة المتعلمات والمتعلمين، على المستويات الجهوية والإقليمية والمحلية، على أن تنظم إقصائياتها الوطنية، برسم سنة 2025، ومرورا بكيفية تتبع تنزيل وتعميم البرنامج، من خلال قاعدة معطيات حول فرق العمل الخاصة بالبرنامج بمختلف مستويات تنزيله، وآليات تتبع البرنامج، عبر إشراك المتعلمات والمتعلمين، وتتبع عمل المثقفين النظراء مع نظرائهم، وتطوير قنوات وآليات التواصل حول البرنامج، على الصعيدين الدولي والوطني، وانتهاء بتقديم المنصة الإلكترونية للحياة المدرسية، وبسط إشكاليات برمجة وتنزيل وتعميم أنشطة الحياة المدرسية، من خلال الأنشطة الموازية.
وفي اختتام هذا الملتقى الماتع، الذي مر في أجواء جدية، مفعمة بالحيوية والتفاعل الكبير، قام المشاركون فيه بمناقشة الوثيقة الإطار للبرنامج، لما بعد سنة 2024، حيث من المرتقب أن يتم تمديد تنزيل البرنامج، لمدة ثلاث سنوات أخرى، وكذا المحطات المستقبلية البارزة، في هذا الشأن، إضافة إلى بلورة مجموعة من التوصيات والاستنتاجات، التي تروم التنزيل الأمثل للبرنامج.
ويذكر أن هذا البرنامج النوعي والمهيكل لأنشطة الحياة المدرسية بمنظومة التربية والتكوين الوطنية يتم تنفيذه، منذ سنة 2018، من طرف الوزارة، بدعم من شركائها، في هذا المجال. ويروم هذا البرنامج التفعيل الأمثل للأندية التربوية بالمؤسسات التعليمية الثانوية الإعدادية والتأهيلية، وتزويدها بوسائل العمل الضرورية، التي تمكنها من القيام بوظائفها على أحسن وجه، والمتمثلة في تعزيز السلوك المدني لدى التلميذات والتلاميذ، وتنمية القيم والمهارات وأساليب التفكير لديهم، وتشبعهم بحس المواطنة المسؤولة، إضافة إلى بناء علاقات اجتماعية سليمة قوامها التعايش والانفتاح على الآخر.