الجمعة ٥ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤
بقلم ليلى أورفه لي

ومات قيس

لقيس قلبي الموشّى
بثقوب الطلقات
وأنقاض الانكسار
بتلال الخيانة
وزوابع من غبار

وقيس على تخوم
مستنقعات الرمال
مستعيذاً بالوهم
محموماً بعباءة الضياع
يطلب ثأراً
يختال برجولة مزعومة
مستجيراً تيهاً بالضلال
ليردَّ مُلكاً
وفي نشوة الضياع
يرعش بنبض الاشتياق:
ليلاي
اليوم خمرٌ وأمرٌ
فاستريحي في صهبة الخمرة
ظلّي غافية في فيء المنفى
ولعينيك سأردُّ المُلكَ
***
مات قيس
والحلم
يزحف على تخوم الخوف
تنسج فيه الهواجس
أقماطَ الوهن

وينهض قلبي
مع أزقّة المدينة
يختال بأبوابٍ
تنفتح على حكايات الوجع
تتزين للعائدين من أبناء الإباء
والمطر يوقّع بقطراته على ثواني الحياة
تبدع البيوتُ زمرّدَها وجلّنارها
وها أنا الآن حبلى
بالياسمين حبلى
والوقت صقيع
والجنين المتكوّر
يتمرّغ بدفء روحي
يتغذّى من نسغ القصيد...
يركل بالحروف
بحيرة الثواني المتجمّدة
وتحت الجليد ثمّة حياة تتجدد
سيخرج رأسٌ من عتمة البرد
ثمّة سماء ونداء وضياء
وأناشيد الفرات
قاب خطوتين من ارتعاش لذّة الولادة
***
عيناي تقبض على حبل مرساة الوقت
تصبّ وجع الأمس
في شرايين الحروف
أصلّي على هسيس الحلم فاتحة الشّعر
وأتلو ما تيسّر من ملحمة الحياة:
كيف عاد الخصب إلى رحمي
الموصدَ بالأزهار والزنابق...
وكيف أعادني شفير الموت
إلى بساتين القصائد...
وكيف صار الياسمين
في أحشائي توأماً!


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى