الخميس ٤ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

يا بيوت السويس

بعد نكسة يونيو عام 1967 رفض الشاعر عبد الرحمن الأبنودى الهزيمة مثلما رفضها كل الشعب المصرى ولذا أخذ الفنان الأصيل محمد حمام وذهب إلى مدينة السويس وكتب يابيوت السويس والتى تقول كلماتها:

يابيوت السويس يابيوت مدينتي
استشهد تحتك وتعيشي انتي
يابيوت السويس
يابيوت السويس
هيلا هيلا هيلا يالله يابلديا
شمر درعاتك الدنيا اهيه
وإن باعوا العمر في سوق المنية
رفاقة هانروح السوق نجيبه
ونعود ونغني ع السمسية
ليكي يامدينتي
ياللي صمدتي
يابيوت السويس
استشهد والله ويجيى التانى
فداكي وفدا اهلي وبنياني
اموت وياصاحبي قوم خد مكاني
دا بلدنا حالفة ماتعيش غير حرة
قفلت بيتي وسكيت دكاني
ياشطي وبحري وشبكي وسفينتي
يابيوت السويس
يابيوت السويس
والله بكرة ياعم ابورية
لهاتضحك واحنا ماشيين سوية
ع المينا ولا عند الزيتية
وهاتاخد ابنك وبنتك ومراتك
ونعدي على نفس لمعدية
ونقول يادنيا والله وصدقتي
يابيوت السويس
يابيوت السويس
وان عشنا وانا كنت شديد متعافي
أنا لأحمل توبك على لحم كتافي
وأقضي يومي عرقان وحافي
وإن قدمي اتعفر بالرمل الأصفر
لأغطس قدمي ف البحر الصافي
وتعودي احسن من يوم ماكنتي
يابيوت السويس
يابيوت السويس

ولحن هذه الكلمات الموسيقار إبراهيم رجب وغناها محمد حمام بين حشود الناس و وسط جنود وضباط الجيش المصري و كانت هذه الأغنية بيانا تاريخيا عن صمود السويس فقد عبرت عن الموقف الوطني و رفض العدوان والتدميرالإسرائيلي للمدن وخاصة مدينة السويس .. هذا الدمار الذى فاق دمار الكثير من المدن الأوروبية أثناء الحرب العالمية الثانية وفقا لما ذكره المراقبين الدوليين

المطرب محمد سيد محمد إبراهيم الشهير بمحمد حمام من مواليد الرابع من شهر نوفمبر عام 1942 ببولاق بمحافظة القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية وفى الطفولة عاد إلى مسقط رأس أسرته بمحافظة أسوان ولكنهم ما لبثوا أن عادوا للقاهرة حيث درس بها إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة ولكنه بعد دخوله الكلية أعتقل في أول عام 1959 مع العديد من المثقفين المصريين والذين كان من بينهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد والذي كان سمعه قبلها يغني الأغاني النوبية بالكلية وقدمه الفنان حسن فؤاد للحياة الفنية بعد خروجهما من المعتقل عام 1964.

تأخر ظهوره محمد حمام كمطرب بسبب دخوله المعتقل على فترات متباعدة وحين تخرجه من الكلية عام 1968 بدأ مشواره الغنائي في حفل بسينما قصر النيل وغنى وقتها أول أغنية من كلمات صديقه الشاعر مجدي نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجي.

تميز صوت وطريقة أداء محمد حمام بحمل العديد من الثقافات المتداخلة فمن الممكن أن ترى في صوته الشكل الغنائي الصعيدي أو النوبي أو الأفريقي أو البدوي فكان تميز صوته وأدائه سببا هاما في إلتفاف الجمهور حوله وكان صوته مشاركا لكفاح الجيش المصري من خلال أغنياته والتي كانت أشهرها يا بيوت السويس.

غنى فى المسلسلات الإذاعية: الأم و عابر سبيل و شفيقة ومتولي و المسلسل التليفزيوني الرحلة وفى فيلم أنا القطة

كان له دورا رياديا في التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية وتقديمه وسط الفنون التراثية في العالم وكان مسخرا ماله الذي يكتسبه من عمله كمهندس لخدمة فنه.

قال الكاتب الكبير محمود أمين العالم إن صوت محمد حمام يمنحني حزنا ينتهي بالتفاؤل.

كان محمد حمام شاعرا مبدعا كتب الشعر ونشره وغناه وإن لم يصدر ديوانه الخاص

مساء الأثنين السادس والعشرين من شهر فبراير عام 2007 توفى المطرب محمد حمام و أمر المشير طنطاوى _ وزير الدفاع المصرى _ بنقل جثمانه بطائره عسكريه ملفوفا بعلم مصر وكان في أستقبال الجثمان المستشار العسكرى ومحافظ أسوان حيث أطلقت المدفعيه إحدى وعشرون طلقه وعلق المحافظ قائلا:

إن حماس وغناء محمد حمام مع فرقة السمسميه على الجبهه مع الفدائيين حتى كلل بالنصر لا يقل عن أى جندى صوب مدفعه نحو العدو.....وقد نعاه الرئيس محمد حسنى مبارك و أذيع خبر وفاته بالتلفزيون المصري ونكست الأعلام بمدينة السويس

عن المطرب محمد حمام قال حسن كشك:

كان لقائى بالفنان محمد حمام وبداية تعارفنا بمدينة العاشر من رمضان حيث كان يعمل مهندسا ومقاولا خاصا وكنت أنا أعمل في الجهاز الحكومى المشرف على إنشاء المدينة وكان ذلك في بداية الثمانينيات .. لم أكن أعرفه معرفه شخصية قبل ذلك ولما تقابلنا في مدينة العاشر من رمضان لأول مره لم أتخيل أن ذلك هو الفنان محمد حمام ذائع الصيت وقتها فقد كان متواضعا جدا ولم تكن عليه بهرجة المطربين بل كان مهندسا جادا ملتزم بالعمل والعمل فقط حتى إننى خجلت أن أذكره بأغانية المشهوره وقتها تعاملنا لفترة كمهندس مقاول وأنا كممثل لجهاز الحكومة وقتها وأشهد بأن هذا الرجل كان مثالا للجدية والأخلاق الكريمه فلم تغره نظرات الإعجاب والإكبار من الزملاء والعمال وقتها ولكن كان الجدية بعينها

أما الشاعرعبد الرحمن الأبنودى فهو من مواليد الحادى عشر من شهر أبريل عام 1938 بمدينة أبنود بمحافظة قنا

حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة وناصر أمته المصرية فى كفاحها وكتب العديد من الأغنيات لنخبة من المطربين و أشترك فى أكثر من 500 أمسية شعرية فى مصر وأكثر من 60 أمسية شعرية فى العالم العربى

قدم للمكتبة العربية مجموعة من الدواوين الشعرية والكتب القيمة ونذكر منها:

الأرض والعيال فى عام 1964و الزحمة 1967و عمليات 1968 وجوابات جراحى القط 1969 و الفصول 1970 و أنا والناس 1973 وبعد التحية والسلام 1975و وجوه على الشط 1975 وصمت الجرس 1975 و المشروع والممنوع 1975 و المد والجزر 1981 والسيرة الهلالية 1988 والموت على الأسفلت 1988 و الأستعمار العربى 1991 والمختارات 1994 و آخر الليل 1998 و الأحزان العادية و 1998.

جمع عبد الرحمن الأبنودى سيرة بنى هلال كاملة على مدى خمسة وعشرين عاما وجمع نصوصها المصرية والسودانية والتونسية.

حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2000 هذا بالأضافة إلى تكريمات وجوائز لاحصر لها سواء من داخل مصر أو من الدول العربية

أما الملحن إبراهيم رجب فقد كان يعمل فى مسرح العرائس وفى عام 1950 ألتقى بسيد مكاوى وفى عام 1958 درس الموسيقى فى المعهد العالى للموسيقى العربية وفى عام 1968 تم أعتماده فى الإذاعة ولحن لنخبة من المطربين والشعراء والمسرح والسينما.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى