يوميات مواطنة مصرية في المواصلات العمومية
– صباح الخير يا حبيبتي.
– صباح الخير يا ماما.
– يلا يا حبيبتي قومي عشان تنزلي الشغل فاضل 1/2 ساعة والCTA يتحرك من المحطة.
إنتم عارفين "افتح يا سمسم" واللي بتعمله الكلمات ده في المغارة بتاعة علي بابا (قديمة دي صح، طيب عارفين الباسورد بتعمل إيه في الكمبيوتر ) أهي سيرة ال CTA بتعمل فيّ كده وأكتر. قمت من على السرير فطيت ونطيت. غسلت وشي، واتوضيت، وصليت، ولبست هدومي في أقل من خمس دقائق فاهمين شكلي كان إزاي طبعا (تعاطفك لوحده مش كفاية اتبرع ولو بكوتشي أديداس) المهم كملت الشياكة في الأسانسير ربطت الإيشارب، لبست جاكت البدلة، لبست الصندل(كلها حاجات فرعية، كماليات يعني).
"وعملوها الوحوش" ونزلت الشارع ركبت الميكرو.... إحم إحم... تاكسي طبعا كالعادة. بس نزلت في ميدان الجيزة "موقف ال "CTA، وركبت الناقة وشرخت، وبلاد تشيلني وبلاد تحطني. إيه مستغربين من الكلام يبقى أكيد ما ركبتوش ال CTA قبل كده. يا بختكم اللهم حقد وحسد بأه هيه. هاشرحلكم الحكاية يقال فيما يروى عن الCTA إنه وسيلة للنقل العام أدرجتها الحكومة بتاعتنا ضمن وسائل المواصلات المصرية علشان تعلم المواطنين الأمامير اللي زينا الصبر على المكاره والشدائد، هدف قومي بحت زي ما انتم شايفين لكن قلة قليلة من المواطنين اللي مش حاسين البلد بتعملهم إيه علشان يرتاحوا بيقولوا إن ال CTA ده إحدى وسائل التعذيب علشان هو تقريبا بيلف محافظات مصر كلها قبل ما يوصل للمكان اللي انت عاوزه (الكلام اللي فات ده أنا معرفش عنه حاجة وما قولتوش).
يعني تقريبا باوصل من بيتي في الجيزة لشغلي في مصر الجديدة في ساعة وربع صباحا وتزيد في المرواح 1/4 ساعة. علشان كده باعتبر نفسي من أكبر مستخدمي الCTA في مصر وعاوزه أقولكم شوية حاجات علشان افهمكم لما تركبوا الCTA الحياة ماشية إزاي. مثلا في الCTA المذهب الشيوعي الصيني للزعيم "ماوتسي يونج" هو السائد حيث لا فرق بين الجنسين وتذوب الفوارق التي تفصل بينهما تماما ويتلاحمان وينصهران في بوتقة واحدة تجعلك لا تفرق بينهما (أكتر من كده ما قدرش أفسر لأن الرقابة التحريرية هاتشيله). ولكن أهم حاجة بقى إن الCTA هو أحسن مكان تسمع فيه آخر اسطوانات نزلت السوق في الحب والغرام (مش أغاني طبعا). كلام من عينة "قبلك ما حبتش حد" وصولا إلى "كل اللي عدوا في حياتي كانوا مجرد بروفة لحبك انت".
ولذلك من موقعي هذا أنصح كل شاب وفتاة محترمين إنهم لما يركبوا الCTA ياخدوا معاهم 3 حاجات:
- قطن علشان التلوث السمعي.
- نضارة سوداء غامقة علشان التلوث البصري.
- مهدئ أعصاب علشان لو الحاجتين اللي فوق ما نفعوش يبقوا ياخدوه لغاية لما ينزلوا بالسلامة.
اسمعوا نصيحتي وأكيد هاتدعولي.
مشاركة منتدى
29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004, 07:34, بقلم عبير/مصر
كلام جميل فعلا وفيه كتير حقيقى ولكن المشكلة ليست فقط ان المبدأ الشيوعى انه تذويب الفوارق بالمعنى الوارد فى المقال ولكنه ايضا يصل لابعد من ذلك فى التاريخ ويمتد لكلام افلاطون وارسطو عن الشراكة فى النساء فلا حرمه ولا احترام بما يعطى الاحساس بأن الرجال تحولوا الى مواجهة قضية الجنس عبر تنفيس رغباتهم فى وسائل المواصلات وهو امر يمتد من الاتوبيس الى الميكروباص بل ويصل الى المترو فى بعض الاحيان ليس فقط عبر ارتداء بعض الرجال للنقاب كما حدث فى حالات قليلة -تم الكشف عنها- ولكن فى حالات الزحام.. ولاننا فى مجتمع شرقى ترد المشكلة الاساسية لكل هذا وهى ان المراة دائما مدانه فهى اما جميلة او تتجمل او لا تملك لكى تركب تاكسى او سيارة خاصة او بالعودة لاصلا الاشياء فمشكلة المرأة فى الشرق انها امرأة!!
كذلك فان هناك كم من المذاع فى كافة المجالات على نموذج سمك لبن تمر هندى. يمتد من سماع القرأن لينقلب فجأة الى كلام ما انزل الله به من سلطان وكأنه افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم وكفى.
اما البعد الاخطر فى قضية السمع فهو يأتى من "الادعياء" سواء ادعياء الدين او ادعياء الغناء. فتجد نفسك مجبر على سماع فتاوى واراء ليس لها اساس وفى بعض الاحيان لا تعرف من اقرها اصلا فهى لا تتجاوز عن ان تكون شريط اباحى وصفى معلب فى حديث شكله الدين والفضيلة -وهناك الكثير من هذا فى الميكروباصات تحديدا حيث يقوم المتحدث بوصف ما ينتج من اجتماع الرجل والمرأة وافعال الشيطان وكأنه كان رابعهم-. اما اسقاطات الفن فتأتى فى المرتبة التالية بما تحمله من تلوث سمعى واخلاقى وهو امر شديد الاحراج خاصة اذا كانت النساء قله فى وسيلة المواصلات وتحول الحديث الى خطاب انتقادى للمرأة والوسيلة الاساسية التى لم تذكرها كاتبة المقال ان الحل الضرورى اذا لم تمنعك القطنة من السمع والنظارة من الرؤية هو ان تجرب مرة بلسانك والافضل ان تصمت لان الصمت فضيلة كبرى لا يدرك اهميتها الا من جرب ان يجادل فى ظل هذا السياق خاصة طبعا من النساء اما الرجال فمرحب بهم ان يقتصوا من اى امرأة فى هذه الحوارات التى تكيل الاتهامات والسباب دون حساب ولا يحد منها الا نهاية الرحلة واضطرار الزبون للنزول.. ويجعله عامر
عبير- مصر
6 تموز (يوليو) 2006, 15:07, بقلم عزيز
شئ مخجل فعلا.فقد كنت شاهدا علي العديد من القصص الكريهة و المخجلة جدا
كان الله في عونكم نساء مصر
8 تموز (يوليو) 2008, 08:43
كلامك جميل و معبر و أسلوبك رائع في عرض المشكلة بطريقة ظريفة