300 صفحة ترى النور "تحت سماء الكلاب"

عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – صدر للاديب العراقي صلاح صلاح روايته الاخيرة تحت سماء الكلاب . تجول الرواية في عوالم جديدة وتتحدث عن رحلة الى شمال العراق قبل سقوط نظام صدام حسين . حيث تمتع الاكراد وقتها بما يشبه الدولة . احداث الرواية التي جاءت باكثر من 300 صفحة تسجل دور المخابرات لايرانية والاسرائيلية وتحكمها بالقرار السياسي للاحزاب الكردية ومن ثم سيطرة هذه الاجهزة على الواقع الكردي وواقع احزاب المعارضة العراقية المتواجدة هناك.

اعتمد مؤلف الرواية تقسيم العمل الروائي الى فصول سماها باسماء شخصيات الرواية ومن هذه الفصول فصل خاص عن رياض ابراهيم الذي هرب هو الاخر الى شمال العراق ومن ثم هروبه حينما دخل الجيش العراقي مدينة اربيل عام 1996 الى زاخو ومن ثم وفاته في زاخو اثر نوبة قلبية . يسرد المؤلف الالام الرحلة وطرق الهروب الى شمال العراق انطلاقا من مدنية كركوك , تلك الرحلة التي سماها درب الالام نتيجة ماوقع فيها من العذاب والبؤس والتشرد لتنتهي الرواية وبعد معاناة استمرت لمدة عامين بالهروب من شمال العراق والتوجه الى تركيا وبعد ان استنزفت الرحلة كل شئ انساني وجميل من الذاكرة . يجوس صلاح صلاح في روايته هذه . عوالم تبدو معروفة للقارئ لكنه يكشف ان ماتحت ماهو معروف هناك جبال مخفية من الالغاز كديانة الشعوب التي شاهدها اثناء الرحلة وطبيعة العلاقات الاجتماعية الكردية وعلاقة لاحزاب الكردية بالمجتمع الكردي ذاته . ما يثير الاهتمام فعلا هو تاثر المؤلف بموت الشاعر رياض ابراهيم , ذلك الانسان الذي كانت الاحداث اكبر من قدرته على تحمل عذاب ومشاق التشرد الذي يصفه المؤلف بانه كان مريرا للغاية اضطر معه الى تناول الحشائش من اجل توفير الخبز للاطفال . رياض ابراهيم كان هو الاخر يعاني لكن هول العذاب اماته في منتصف الطريق ولم يستطع اكمال الرحلة المفتوحة النهايات حيث لم يكن هناك امل في نهاية سعيدة او نهاية اقل بؤسا مما يعاش وقتها.