الجمعة ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
آتيكِ
تبتسم الآن وتمشيفي الطريقِ قصيدةٌ أخرى تراودهافترسم وجهها مِلء ابتسامتها وترحلُحينما مرَّت على ظلّي ارتجفتُ من الحنينِتمدّدت رئتِي وضاقت أحرفي.ماذا سأكتب لوأتتني نوبة الشوق المباغت في المساءِقصيدتي تنسلّ من بيني ومن بيني كغانيةٍوتتركني وحيداً في الفراش.سبحان من أسرى بها منها إلى لغتيوقال اقرأ كتابكقلتُ: ظلّ حبيبتي أغلى وأجمل من قصيدتهاوأحلى من كلام العاشقين عن الوصالِتريدني فأريدهاويفيض معنانا عن المعنىفكيف أقوله ؟والحرف متّسعٌ بما يكفي كلام الناس لكن ليس ليوأنا الذي أُنزلتُ من فوق القصيدةِفامنحوني لغةً أخرىوأعطوني التجلّي مرةً واحدةًُربَمَا كتبتُ قصيدةً تشبهها.آتيكِ منشطراًكنصف غمامةٍ بيضاءَ هاربةٍتخبّئ ما تبقّى من تفاصيل الشتاء بغرفة في البيتِثم تقصّه لعيالها في ليلةٍ صيفيةٍ.الله كان يرشّ ماء الورد كي يجد الرعاةُ طعامهمويجيئنا الزيتون مخضرّاًيشبّ البرتقال على السياجِالله كان يرشّ ماءاًكي يزيد العاشقين تلاصقاًويعود بعض الراحلين إلى منازلهم.لماذا لم تجيئي في الشتاءِ؟أنا التفتُّ فلم أجد أحداًوقيل اصدع بما تعشقوخلّي نصف وجهك يلتقطه السائرون إلى مدينتهاوعد بعد الشتاءِأنا انتظرتكِ طيلة المطرِانتظرتك طيلة القوس الملوّنِوالمظلة ِوانتشاء الرّعشة الأولىولكن لم تجيئي.فلمن ستنتسب الحمائم عند عودتهاإذا ما لم تجد غيريوحيداًلا أرتّب مقعدين على البحيرةِ في المساءِأنا الذي يجرحني عطر النساء عداكِيجرحني التأمّل في وجوه العائدينَأنا الذي آتيكِ من وجعيومن وجع الكلامِكوردةٍ حمراءَ ناضجةٍومبتوراًكنصف قصيدةٍ موقوفةٍ بالباب لم تدخل ..ولم تخرجفأيُّ خسارةٍ ستحلُّ بالمعنىإذا لم تفهمي؟