الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
آخِرُ مَا قَال
المؤلف: درية محمد مغربى مكى
ُمُومِى ثِقَالٌ ..وحُزنِى كَبيرٌ ..وَمَا مِنْ سَميعْ ..أرى قَاتِلِى .. قَادِمًا يَرتَدِى الحُلَّةَ الزَّاهِيَةْيُلَوِّحُ بِالرَّايَةِ الدَّامِيَةْ ..وَيَزْرَعُ فى القَلْبِ .. سَيْفًا دَقِيقًايَغُوصُ بِلَحْمِى .... يَزِِيدُ عَذَابِى .... يُثِيرُ جُنُونِى ..عَلَى شَفَتَيْهِ ابْتِسَامَةُ نَصْرٍ ،وَفِى مُقْلَتَيْهِ غُرُورٌ كَبِيرٌ .... وَنَظْرَةُ كُرْهٍ ..ولمْ أَرَهُ قَبْلَ هذا اللِّقَاءِ ..!وتَعْلُو الهُتَافَاتُ بالمَدْحِتَدْفَعُهُ للقِتَالِ العَنِيفِوتَجْرِفُنِى للمَمَاتْ ..ويَعْلُو صَدَى الضَّحِكَاتْ ...تُشَجِّعُ نَزْفَ دِمَائِى .... وَإِزْهَاقَ رُوحِى ..وأَبْغِى أُحَلِّقُ ،أَصْرُخُ :" لا أَسْتَطِيعُ احْتِمَالاً " ...ولَكِنْ ...... ... ... ... ... ... ... ...سَأُقْتَلُ .. دُونَ احْتِجَاجٍ ،وَدُونَ أَنِينٍ ؛لِكَيْلا تُكَدَّرَ مُتْعَةُ قَتْلِى ..وسَفْكُ دِمَائى ..!لِهذا اطْمَئنُّوا ...سَتَنْهَارُ بى قُوََّتِى الـ .. ـخَائِرَةْ ...وحَسْبِى إِلهِى وَنِعْمَ الوَكِيلْ ..* * *يَسُومُونَنِى كُلَّ هَذا العَذَابِولمْ أَجْنِ ذَنبًاوَيَا لَلْعَجَبْ !!وَلَسْتُ أُريدُ بِثَأْرِى بَدِيلاًولَسْتُ أُسَامِحُ فِيمَنْ ظَلَمْفَإِنَّ الطُّغَاةَ .... القُسَاةَ ..اسْتَهَانُوا ..بِكُلِّ المَبَادِئِ .. كُلِّ المَعَانِى .. وكُلِّ القِيَمْفَيَا رَبِّ خُذْهُمْ بِما يَسْتَحِقُّونَعَمَّا جَنَوْهُ بِحَقِّ الضِّعَافِبِضَرْبٍ .. وقَتْلٍ ..ألا يَسْتَطِيعُونَ نَيْلَ البُطُولاتِجَلْبَ السَّعَادَةِ والمُتْعَةِ الزَّائِفَةْبِغَيْرِ الدِّمَاءِ ومُرِّ الأَلَمْ ؟؟!فَإِنْ كَانَ حَالِىَ يُرْضِيكُمُ ..فَرَبِّى شَهِيدٌ ..وإِلا ...فَحَسْبِىَ بَعْضُ التَّعَاطُفِ مِنْكُمْ ..وَحَسْبِىَ أَنِّى اسْتَرَحْتُ .. أَخِيرًا .... بِدَارِ العَدَمْ ...* * *أَطَلْتُ عَلَيْكُمْ ..وقَدْ فَاتَنِى أَنْ أُعَرِّفَ نَفْسِى ..فَعُذْرًا لِهَذا .... وَعُذْرًا لِذَاكْ ..فَمَا اعْتَدْتُ أَنْ يُنْصِتَ النَّاسُ لِىمِنْ قَدِيمِ الزَّمَانْ ..أَنَا وَاحِدٌ مِنْ أُلُوفِ المَسَاكِينِفِى حَلَباتِ المُصَارَعَةِ الدَّامِيَةْلِثَوْرٍ تَعِيسٍخَطِيئَتُهُ أَنَّهُ كَانَ ثَوْرًاوَلا شَىْءَ أَكْثَرْ ...وَلا شَىْءَ أَكْثَرْ ...
المؤلف: درية محمد مغربى مكى