الأحد ٣١ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم ليندة كامل

آه يا قـــــلم

ما بك أيها القلم أتشعر بالحزن أتحس بالشجن ….. آه يا قلم لو أنك تقدر على وضع حد لتطاوله وترفع أحرفك في وجهه وتنهي قصة تعجرفه وتخلص رجلا مستكينا حقيرا مثلي أرهقته أعباء الحياة وإجراءات التقشف؟ من تسلطه وظلمه وتكشف عما يكنه سيدك الضعيف؟ وما يحمله من تعاسة الحقر ..وسعة غض النظر عن أقل حق من حقوق إبداء الرئ، والتعبير عن رفض اوقبول ما يكلفني به ؟عليك أن تسحقه وترفع شكوى ضده إلى المدير العام طبعا.

وهل من سامع لشكوى
الكل ثمل في أحزانه …آه مشاريعه ..حتى الغرق؟

وليكن هي خطوة لا بد من إتخادها وصراط لابد من عبوره لنخرج من دائرة الحقرة ونطفو بعيدا عن هذه الحجرة؟ ونشعره بأنفاسنا وإرهاصاتنا ويدرك أن ليس وحده الرب والمولى .

سرعان ما اخدته حماسة التحدي وضغط الحقرة والتميز كبركان ثائر منفرج من هوام شروده المستكين ، فامسك القلم بشدة وعنف وراح يخط أحرفا أخرجها من سجان الكبت وأحلام إستنسخها من عدالة توزيع المهارات في موضعها الأصلي .

وفي نظرة خاطفة وقع بصره على نقشه وضحك ضحكة مستبشرة وتمتم: آه يا قلم أتستطيع أن تترجم ما عندي من محن؟ وتدون ما يصنعه بي الزمن. إنك لا أشجع مني؟ لن أخونك سأحملها إليه وارميها أمام مقلتيه ، كما يرمي الشتائم على سمعي في كل طلتي عليه؟

وما كاد ينهي عباراته حتى أيقضته دقة الباب كصفعة لطمت شروده الهائم فإذا به زميله يناديه: سيادة المدير يريدك.

أوجس عند سماع إسمه خيفة وإمتلكته رعشة قوية تشنجت لها أطرافه وحلت به عقدة ربطت لسانه، لكن حركة غريبة أوخزت يده ؟ رمق قلمه الأسير ؟ لن أخونك ؟ سأرفعها إليه؟

وإنطلق مندفعا مستجمعا قواه الهرأة ومكنوناته المتساقطة على سطح الشكوى التي ضل يخبئها ويبعدها عن الأنظار مد بدأ العمل في المصلحة ، توارت في لحظة بلغ فيها القهر الزبى وراح يتأبط غيضا وحنقا إلى المدير، ولما إتضحت ملامح المدير من وراء دخان السجائر، باعثا صوته المستفسر المليء بالثقة: أنسيت آداب الدخول؟ ياحضرة

وبحركة سريعة كرد فعل آلي لشرارة كهربائية، إنحنى جسمه الهزيل ، ولسان حاله يقول: معذرة …معذرة
 ألا ترى أننا في إجتماع؟

تصورت انك في حال سيئة ، أتيت للاطمئنان على سيادتكم .

من أخبرك عن حالنا .

حدسي …حدسي ولا شك.

وضف حدسك للاطمإنان عن أشياء أخرى؟

محبتي في حضرتكم صقلته؟

ولأننا نبادلك المشاعر ولإدراكنا بقدراتك الكامنة ومعرفتنا لبراعتك ولوفائك وإخلاصك في عملك ،وانضباطك المستعصي؟ قررنا نحن وباسم هذا المجلس العتيد ولما إستدعته الضرورة القصوى والمصلحة المشتركة أن نحولك من مراقب مالي إلى مراقب؟ ونخفف عنك

لتخفف عني أم لتخرسي لساني؟

ما تقصد بقولك؟

إن العين لتدمع والقلب ليعتصر ولا نقول إلا ما ترضاه حضرتكم
هذا ما نتمناه منكم؟

أنتم الذين تقررون ما فيه الخير للبلاد والعباد والمصلحة المشتركة .آه عفوا العامة فما يأتيك من عبد مأمور مطمور في شق المعيشة أن لا ينطق إلا بالنعم أما اللا فلا بد أن نرميها وفي الجحيم نصليها .

توقعت منك هذا، وهذا ما نتمنها منك على الإطلاق
رحت اجر اديال الخيبة بقلب منقبض ونفس منكسرة وعدة إلى النقطة التي منها بدأت ورددت فيما بيني وبين نفسي:

أما عن القلم ففيه شأن يغنيه؟ والقلم وما يسطرون….


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى