السبت ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٥
بقلم
عيون من بكاء
في عيون الليل الساكنة يسبح الدمعيقطر فيضا من ذاتييحكي حكاية البؤسالمتغلغل في أوردتيعن القياصرةللحزن أوجه عديدةللبكاء لغة فريدة تقطع نياط البوحتمزق صمت الليلتفتت حجر السكونفي عيوني تسبح الحكاياكالسديم المعلق تنزّ من شقوق القمرتعرش كالدوالي في إطار باردإلا من ذاكرة متجدرة في رحم الوقتللعيون تاريخ طويل هو ذاته عبر الأزمنةبين أهداب السماءتسقط نجمات الحزن ومقاتتغلغل في أحشاء الأرضصوت واحد يعرف حرقة الدمعلم تكن لتعرف يا أنت قصتيلولا تلك الصورة المعلقة في إطار العبورتمشي على قارعة الضياعرثة هي ثيابك كلغة البوحتفرك بأصابع الوجع تاريخافي ثرى الأيامدمعت تشق صدر الآهتتوضع في أكف الرجاءتشعل نار الترجي نارا نورا على نورتشق صدر الحجرفي الحجر حياة توحي بالبكاءشرب الحزن جدائل الفرححين لملمت جدائل الشوق في عينكأيقنت أن الشمس تنام فوق رمش من الجرحأتذكر يا صديقي تلك الطائرةأتذكر يا صديقي كيف كنا نخترق حرمة الحقولتلك الحقول الهادئة الناعمة في صمتهاكنا نجري خلف أسراب الطيورأتأبط أنا حلميوتحمل أنت عصا تهش بها فوق السنابل المتمردةكنا نجري بلا توقفنضحك لسماءنقفزنحلق معا كطائرين بلا جهة معروفةاقتحمت خلوتنا الناعمة أزيز طائرةتساءلنا عن سر وجودها بينناكان صوتها يشبه الرعدحاولنا التعرش فيها لكشف أسرارهاوفتح الصندوق الأسود لهاأشرنا لها بكلتا يدين الصغيرتينونضحك ويضحك الصراخ فيناتدّخل صوت أمي مذعورايشيرلنا بالهروبنحن لا نعرف الهروبنعرف فقط الجري واللعبنثفت سمها فينافأخترقت حرمت الأرض والحقل والسنابلمزقت حلمي حين رمتنا بألعابها الناريةتشبه النجوم حين يصيبها غثيان الضحكليأخذنا الذهولتقسط واحدة فوق رأسك يا صديقيفتذهب بعدها بعيدا بعيدالم نعد نحلم ونجريونقيس مسافات الشوقحرمت على نفسي ركوب الطائراتحتى وإن كنت في رحلة للعبادةصورة صديقي الممزقةما تزال تراودنيكالوميض تبزق في أذني صراخه الرهيبأتذكر يا صديقي حين قطعت أحلمنا تلك الطائرة من حبل الوريد .في جسد الوقتتتظافر أصباع المستحيلتبرم من شطآن الالممساحة لسعادةترسم الامواج بعيون ماطرة وجها آخرعلى ظفاف النهار تتوالى رعشة الولادةتشبه رعشة الانبياءفي جسد القصيدة يحدث ان نصمت كالقلماو نتحدث في صمتفوق اجنحة الريحنحلق بحثاعن عيون لا تعرف السهادفاشرب كاسي على حافة الذكرى تنظرنيعبثا تطوي كتابيوتمضي في صمت