أبوتريكه يسجل هدفا بأقدام مصر كلها
قام محمد أبوتريكه لاعب كرة القدم المصرية المعروف، ونجمها اللامع أثناء مباراة مصر والسودان في دورة كأس أفريقيا برفع "فانلة" اللعب الحمراء التي كان يرتديها ليظهر للعالم كله من تحتها فانلة أخرى بيضاء مكتوب عليها بالعربية والإنجليزية "تعاطفا مع غزة"! مستهينا بإمكانية أن يتخذ اتحاد الكرة الأفريقي قرارا بوقفه عن اللعب نظرا لمنع الشعارات السياسية خلال المباريات، ومستهينا بإمكانية أن يخسر فريقه بخروجه من المباريات كأس أفريقيا، ومستهينا بكل ما قد يعرضه له موقفه من غضب أواستياء رسمي.
وبذلك سجل أبوتريكة أجمل أهداف حياته كلها، لأنه الهدف الذي احتشد فيه تأييد الشعب المصري كله لنضال شعب فلسطين البطل وصمود غزة. هدف لم يسجله أبوتريكة بقدمه بل برأسه وبقلبه وباعتزازه بكرامته كمواطن مصري. إنه الهدف الذي اجتمعت فيه جنبا إلي جنب كل صفات اللاعب الماهر الفنان مع صفات المواطن الحقيقي. وأثبت أبوتريكة. لمئات الآلاف من محبي كرة القدم الذين تابعوا المباراة أن الأمر " ليس لعبة "، وأن تحت سطح كل ما يبدو مألوفا، ثمة قلب آخر، ونبض آخر، تحت سطح لشوارع مصر الهادئة، وتحت سطح منازلها الساكنة، وتحت مظهر البشر الاعتيادي، توجد قضية أخرى، لأن الأمر " ليس لعبة ". فلا حصار الفلسطينيين، ولا تجويعهم، ولا كل مساعي الإبادة المستمرة يمكن أن تمر هكذا من دون أن تؤرق مصر، ومن دون أن تثير غضبها وتعاطفها مع غزة.
سجل أبوتريكة هدفا بأقدام مصر كلها، بتأييدها لحق فلسطين في التحرر، بعدائها لإسرائيل والصهيونية، بإدراكها أن كل حديث عن السلام هو أوهام، وأنه لا خلاص لمصر من دون أن تتحرر من التبعية. لقد فزنا في المباراة في كل الأحوال، وفزنا بكأس أفريقيا، وبكئوس كل مباريات الكرة في العالم بمختلف أنواعها، فالأمر " ليس لعبة " في نهاية المطاف.