أثر التراث في شعر أمل دنقل
التراث و الشعر العربي المعاصر:
– التراث لغةً: من ورث الشيء يرثُه وِرثاً ووراثةً و إراثةً[1] و يكون الشيء الذي لقوم ثم يصير إلي آخرين بنسب أو بسبب[2] و إذا تصفحنا المعاجم العربية الأخري نري أنّ معظم معاني (تراث) تذهب إلي معني (الارث) وهو ما يخلفه الميت من مال فيورث عنه حيث جاءت بهذا المعني في القرآن الكريم: «وتأكلون التراثُ أكلا لما». فالتراثُ في الآية الكريمة تعني الميراث لغةً.
والتراثُ اصطلاحاً: «ما تراكم خلال الأزمة من تقاليد وعادات وتجارب وخبرات وفنون وعلوم في شعب من الشعوب، وهو جزء أساس من قوامه الإجتماعي و الإنساني والسياسي والتأريخي والخلقي يوثق علائقه بالأجيال الغابرة التي عملت علي تكوين هذا التراث واغنائه »[3] وأما التراثي العربي فهو يتمثل فيما خلفته لنا الأمة العربية منذ القدم من عطاء المضامين، بامكاننا أن نستعين به في مواصلة الركب الحضاري فهو «ما خلفه لنا السلف من آثار علمية وفنية وأدبية، مما يعد نفيساً بالنسبة إلي تقاليد العصر الحاضر وروحه» [4].
نبذة عن حياة أمل دنقل
ولد «محمد أمل فهيم أبوالقاسم مُحاربُ دنقل» سنة 1940م بقرية «القلعة» مركز «قفط» علي بعد عشرين كيلومتراً تقريباً إلي الجنوب من مدينة «قنا» وقد كان والده عالما من علماء الازهر الشريف مما اثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح. سمي أمل دنقل بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنة التي حصل فيها أبوه على "الاجازة العالمية" فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه (واسم أمل شائع بالنسبه للبنات في مصر). وكانت حياته رحلة شاقة ومضنية تعتريها هواجس مصير الشعب المصري والأمة العربية. عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبه والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته. أصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من الأربع سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "أوراق الغرفه 8"وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات، وقد عبرت قصيدته "السرير" عن آخر لحظاته ومعاناته. وتوفي سنة 1983م في القاهرة. إن أمل دنقل ولد في بداية الحرب العالمية الثانية، وترعرع في ظل احتدام الصراع السياسيي والإجتماعي في مصر مابعد الحرب، وفي وقت كان أبناء مصر يسعون إلي نيل الحرية والإستقلال والتخلص من الإستعمار البريطاني، ومن ثم مجيء الثورة في مصر علي يد جمال عبدالناصر سنة 1952. كما أنه شاهد المد اليساري وتقارن مصر من المعسكر الشيوعي ورحيل جمال عبدالناصر ومجيء السادات الذي اقترب من الولايات المتحدة واتفق مع الإسرائيل. فعكس أمل دنقل كل هذه الأحداث في شعره وعبر عن تطلعات شعبه في فترة التي كانت فترة الهزيمةِ والإهتراء لمصر وللأمة العربية كلها. فحاول أن يوظف شعره في خدمة قضايا وطنه وشعبه ولهذا يجب علي دارس شعره أن يعي ظروف مجتمعه ويلم بالقضايا السياسية والتاريخية السائدة في عصره.
أمل دنقل واستخدام التراث
حينما رجع أمل دنقل إلي التراث وجد أنه يوجد أمامه کماً هائلاً من المصادر التراثية السخية، فأقبل عليها بنهم محاولاً استغلالها في شعره حسب تجاربه المعاصرة. إن الحديث عن هذه الروافد التي أغنت الشعر المعاصر حديث صعب، ولايمکن لنا أن نلم به في صفحات مثل هذه لتعددها واختلاف طبيعة مصادرها. حيث تتنوع هذه المصادر علي التراث الديني والتراث الصوفي والتراث التاريخي والتراث الأسطوري والتراث الشعبيّ و....
وأن انفعال أمل دنقل باتعمل مع التراث كان أقوي من معاصريه عند مافتح عينه علي تراكم شعر دشنه جيل الرواد. فعنصر استخدام التراث تمثل في شعره بنحو واضح، بالإضافة إلي مكوناته الثقافية الخاصة، حيث انه قرأ كتب التراث منذ وقت مبكر وبحث عن القيم الجوهريه التي يوحي بها ذلك التراث.[5] وهذه هي أرملّة الشاعر عبلة الرويني تشهد أن الشاعر في هذه الفترة كان يطالع التراث العربي أحياناً كثيره؛ فتقول: «....في تلك السنوات قرأ العديد من كتب التراث والملامح والسير الشعبية، ثم أعاد قراءتها بعد ذلك مرات عديدة، وفي طبعاتها المختلفة، يحركه حس تاريخي لاكتشاف الطبقات المتراكمة وراء الحكايات والمعلومات. ..... » [6].
وهذا يرسم لنا صورة واضحة عن قراءة أمل دنقل لمصادر التراث العربي التاريخي والشعبي وبحثه الدائب في متون التراث والتأكيد علي هذا التراث وقيمه الجوهرية كما يُري لنا نوع مقروءاته. وهو يعيد قراءته لتلك المتون مرات عديدة وفي طبعات مختلفة في دقة وتوثيق شديد مستهدفاً كشف القيم التي تمثلها مضامين تلك الكتب والمصادر التاريخية والقصصية، والشخصيات التي لها حضور دائم في أذهان الناس وهي تجتاز الساحة الثقافية العربية القديمة وتناضل ويقاوم الأعداء، كما تقاوم الغزوات الأجنبية في أرجاء التراث العربي المختلفة وتبحث عمن يُعيدهم للظهور مرة أخري وتتدافع البعضُ البعضَ في سبيل الظهور علي أرض الواقع في العصر الحديث.
إن توظيف أمل للتراث لم يكن في الجانب الفني فحسب بل بدأ علمه باحثاً فيه وناقداً له اهتم به منظِراً فقد كتب بحثاً تاريخياً حول قبيلة قريش تحت عنوان «قريش عبر التاريخ» وكان يشمل دراسة مطولة في أربع مقالات وقام بنشره في مجلة «أوراق». كما أنه كتب دراسة عن أسباب نزول القرآن من منظور التاريخي إلا أن جريدة «الأهرام» رفضت نشرها بسبب ماكانت تطلب دراسته ونشرها من الجرأة للطرح وماكانت تحتوي عليه من الآراء غير الموافقة مع ما جاءت به كتب التفسير المتدوالة بين الناس. ومع ان احدا لا يستطيع ان يحدد مصادر ثقافته العربية والأجنبية بالضبط، فإن ثقافته، وبخاصة العربية،كانت جيدة، حيث انه قال في مقابلة، قبل وفاته بأسابيع: «اكتشفتُ انه لا يكفي للإنسان ان يكون شاعرا وقادرا على كتابة الشعر. فهناك كثير من التيارات الفكرية والثقافية التي كانت تموج في ذلك الوقت (أي في الستينات من القرن الماضي )، وكان لا بدلي من الإلمام بها. وهكذا انقطعتُ عن قول الشعر من سنة 1962 حتى سنة 1966، وكرست هذه الفترة للقراءة» [7].
فهذا الإهتمام بالتاريخ والدين صار مصدراً ثرياً هاماً في توظيفه وابداعه الشعري، إذ جعل شعره يزخر بالتراث القومي العربي والإسلامي وإن هذا التراث يغلب علي الأنماط الأخري، بحيث تقلّ الرموز الأسطورية اليونانية والرومانية والفرعونية في شعره. فأمل دنقل يختلف عن الشعراء الجيل الأول أمثال بدر شاكر السياب وصلاح عبدالصبور وأدونيس والبياتي الذين يكثرون من هذه الرموز والسبب في الإستخدام القليل من الرموز الأجنبية وميل الشاعر إلي الرموز العربية والتراث القومي هو أن القارئ العربي ليس لديه خلفية ثقافية للميثولوجيا والأساطير الأجنبية مع أن التراث العربي يعيش في وجدان الأمة العربية، فهو يبحث عنه أرضية مشتركة بينه وبين متلقي شعره [8].
ان دنقل كان يهدف من وراء استخدامه للتراث خاصة التراث القومي والديني تربية الحس القومي لدي الناس عامة ولدي أفراد يتميزون بجهلهم لتاريخهم ويضعف الشعور القومي عندهم. لهذا استدعي في أشعاره حجماً كبيراً من الشخصيات التاريخية والإسلامية والأخري من الأدب الشعبي والملامح التي تجسد بذكرها البطولات والأمجاد والشهامة والتضحية. وذلك لإزالة الغشاوة عن عيون الأمة العربية واضح دمائها في قلوب هذه الأمة التي نفذ فيها اليأس والقنوط، ومن أجل أن يعطي تلك الشخصيات التاريخية أبعاداً معاصرة تجعلها قادرة علي الحياة في الحاضر والماضي معاً،[9]،لأن «شعر أمل دنقل من النماذج التي تتعأمل مع التراث في محاولة توظيفه عبر رؤية معاصرة» [10].
إن الدافع السياسي كان إحدي الدوافع عند أمل دنقل لاستعارة الشخصيات والعناصر التراثية، كما أن هناك دور هام للدوافع القومية والفنية والأسباب الإجتماعية والنفسية في اتخاذ الشاعر خدمة القضايا الوطنية، في الدفاع عن حق الشعب ومجده وتقدمه، من أولويات وظائف الشعر. بل الشعر ينطلق من الدوائر الثلاث؛ هي دائرة الذات ودائرة المجتمع ودائرة الإنسان، فيجب أن يكون الشاعر ملتزماً بقضايا الإنسان وفي هذا المضمار يكون الشعر لدي أمل دنقل «تواصلاً»، أي لايمكن كشاعر مثله أن ينقطع عن تراثه بل يجب أن يعي التراث أولاً، ومن ثم يتجه نحو التجديد، إذ أن التجديد لايكون من عدم[11]، وهو يقول: «الشاعر في العالم العربي، وفي ظلّ الظروف الإجتماعية والسياسية السائدة مطالب بدورين: دورٌ فنيٌ، أن يكون شاعراً، دور وطنيّ، أن يكون موظّفاً لخدمة القضية الوطنية وخدمة التقدم، ليس عن طريق الشعارات السياسية وليس عن طريق الصياح والصراخ وإنما عن طريق كشف تراث هذه الأمة وايقاظ إحساسها بالإنتماء وتعميق أواصر الوحدة بين أقطارها.» [12].
المصادر التراثية عند الشاعر:
1-التراث الديني
– القرآن الکريم:
يعد القرآن مصدراً رئيساً بين المصادر التراثية الأخري في أشعار أمل دنقل، کما ان كيفية توظيف هذا التراث تكون بأشكال مختلفة وطرق متنوعة، فهو يستعيره علي مستوي الكلمة المفردة حيناً وعلي الجملة والآية حيناً أوعلي مستوي إعادة جو القصص القرآني ضمن سياق قصائده أحيانا أخرى.
تحتوي مقاطع من أشعار أمل دنقل علي بعض الآيات والعبارات القرآنية مباشرة أو غير مباشرة، منها:
«......والتّينِ والزيتونْوطورِ سينينَ، وهذا البلدِ المحزونْلقدْ رأيتُ يومَها: سفائنَ الإفرَنجتغوصُ تحتَ الموجْ »[13].
2-التوراة والإنجيل
بعدما أَشرنا إلي التأثير القرآني في أشكال المختلفة علي نصوص أمل دنقل الشعرية، نريد أن نتحدث عن أثر الكتاب المقدس في شعر أمل دنقل، بدءاً بالقول إن هذا التأثير يقع في جانبي الشكل والمضمون، فقد تمثل الشاعر في تسمية بعض قصائده وتقسيماتها أسلوب الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد في تسميات أبدا به وفقراته. من ذلك ديوان «العهد الآتي» فعنوان هذا الديوان مأخوذ من العهد القديم والجديد كما وردا في الكتاب المقدس و «كأن الشاعر يبشر ـ من خلال تسميته تلك بالزمن المحلوم به في المستقبل»[14]وهناك عناوين لقصائد الشاعر مأخوذة من الكتاب المقدس منها: «سفر التكوين» و «سفر الخروج» و «سفر الخروج» و «سفر ألف الدال»، قسّم هذه القصائد علي «اصحاحات» كل إِصحاح يحتوي علي فقرة شعرية و «يبدو أن الشاعر وهو يوظف الجانب الشكلي ومن الكتاب المقدس، يهدف إلي استمداد القوة من ذلك البناء الإلهي لينفث فيه معانيه وأبعاده المعاصرة»[15]، هذا وإن الشاعر لايتأثر بالجانب الشكل والمظهري للتراث التوراتي والأجنبي فحسب، بل يخطر خطوة أُخري وهي التأثر بالأسلوب الصياغة التعبيرية منهما، كمثل قوله:
«أبانا الذي في المَبَاحثِ. نحن رعاياكَ. وباقٍ لَكَ الجبروتُوباقٍ لنا الملكوتُ. وباقٍ لمنتَحْرسُ الرَّهَبُوتْ»[16].
فالشاعر في هذه القصيدة يقدم لنا نوعاً من التوازي بين الصيغ الشعرية وبعض العبارات والتوراتية، والقصيدة هذه «تستحضر أكثف لحظات التجربة الدينية التقليدية، فإذا شرعنا في قراءتها وجدنا تعبيراً لاذعاً عما يتمّ في العصر الحديث من انتهاك للقدسيّة»[17] . ويحذرهم من الخضوع والذل. ويمکن للباحث أن يرصد المواقف والشخصيات المتعلقة بالتراث التوراتي والإنجيلي في دواوين الشاعر، کذکره لـ «العذراء» في «مقتل القمر»[18]، ولـ «يوحنا» في «البکاء بين يدي زرقاء اليمامة»[19]، ولـ «المسيح» في «العشاء الأخير»[20]، و «العشاء».
التراث العربي الإسلامي:
يعد هذا المصدر منبعاً سخياً لدي أمل دنقل وإن لهذا الرافد حظ أوفر ضمن المصادر التراثية الأخري، وتحدثنا فيما سبق عن الأسباب التي جعلت الشاعر أن يتخلي عن توظيف التراث الفرعوني والأجنبي بصفة عامة ليقبل علي التراث العربي الاسلامي. فهو يصرّح بذلک في قوله: «إن استلهام التراث في رأيي ليس فقط ضرورة فنية. ولکنه تربية للوجدان القومي، فإنني عندما استخدم أُلقي الضوء علي التراث العربي والاسلامي الذي يشتمل منطقة الشرق الأوسط بکأملها، فإنني أنمي في المتلقي روح الإنتماء القومي وروح الإحساس بأنه إلي حضارة عريقة، لاتقلّ إن لم تزد عن الحضارات اليونانية أو الرومانية»[21]، ولقد أدرک الشاعر بأنه باستدعائه للتراث العربي الاسلامي يستطيع أن يحيي القيم التاريخية في القارئ العربي حيث يذهب إلي أن استخدام الأساطير والتراث الفني «ليس فقط کرموز لأبطال العمل الفني وإنما أيضاً لاستنهاض أو لإيقاظ هذه القيم التاريخية من نفوس الناس» [22].
صنف عبدالسلام المساوي التراثيات العربية والاسلامية المستدعاة في شعر أمل دنقل علي أقسام:
أ: الشخصيات ب: الأحداث التاريخية ج: الأساطير والخرافات د: المأثورات الأدبية شعراً ونثراً
– أ: الشخصيات
فيما يخص الشخصيات، نستطيع أن نقول أن الشاعر يعتمد علي أشکال مختلفة و ملاحظة في نفس الوقت من الاستدعاء؛ إما أن يستدعيها بالعلم (علم الشخص الکنية. اللقب) أو بالدور، أو بالقول وإما يستدعيها استدعاءً عرضياً أو استدعاءً کلياً.
تعتبر قصيدة «من أوراق أبي نواس» نموذجاً صالحاً للاستخدام الجزئي، حيث جاء الشاعر باسم هذه الشخصية في عنوان القصيدة، مع ذلک لانجد أثراً واضحاً لهذه الشخصية أو إشارة إلي ملامحه مباشرة، إلا ما استلهمه أمل دنقل منها في خروجها علي التقاليد والعادات العربية في أشعاره. کما أن شخصية أبي موسي الأشعري، تظهر أيضاً في مثل هذا النمط في قصيدة «حديث خاص مع أبي موسي الأشعري» وقد وجد أمل دنقل تشابهاً بين وجهة نظره و وجهة نظر أبي موسي.حيث يذهب کل من أبي موسي والشاعر إلي أن الأشياء الموجودة علي الأرض ضحية بريئة للعبة القدر، ففي هذا الجانب أيضاً هناک تشابه تام بين الشاعر والشخصية التراثية. ولاتظهر تلک الشخصية في مساحة القصيدة الطويلة التي تبلغ 91 سطراً بعدُ. هذا وإننا نري أمل دنقل قد تعأمل مع شخصيات کصقر قريش وصلاح الدين الأيوبي وزرقاء اليمامة والمتنبي وقطر الندي.... بکيفية أخري، حيث يخص الشاعر قصيدة بکأملها أو ديواناً کأملاً للشخصية التراثية وتکون حينئذٍ «معادلاً تصويرياً لبعد المتکأمل من مراحل تطوره الشعري»[23] وهذا الاستخدام عند المعاصرين يُسمي بالاستخدام الکلي أو الاستغراق الکي. فهناک قصائد تحمل عناوينها أسماء هذه الشخصيات مثل قصيدة «من مذکرات المتنبي» و و«مراثي اليمامة» و «أقوال اليمامة» و «خطاب غير تاريخي علي قبر صلاح الدين» و «بکائية لصقر قريش» أو کما نري أن بعض أسماء هذه الشخصيات يصبح عنواناً لديوان الشاعر مثل «البکاء بين يدي زرقاء اليمامة».
– ب: الأحداث التاريخية
أمّا الأحداث التاريخية فترتبط بالشخصيات التي جاءت ذکرها في الصفحات السابقة من دراستنا. بعضها يرجع إلي العصر الجاهلي کأيام العرب (حرب البسوس) وبعضها الآخر إلي العصر الإسلامي کحدث الفتنة بين علي (عليه السلام) ومعاوية ومقتل الحسين (عليه السلام) ومعرکة حطين وإلي العصر العباسي کأخبار المتنبي في بلاط کافور الإخشيدي. کما أن هناک أحداث تاريخية معاصرة ترتبط في معظمها بالقضية العربية في مواجهة العدو الصهيوني.
– ج: الأساطير والخرافات
يلاحظ القارئ لشعر أمل دنقل أن حظ الشاعر من الشخصيات الأسطورية العربية قليل وإنّ أمل دنقل لم يغفل عن المأثورات الأسطورية والقصصية عند العرب لما لها من حضور دائم في ذاکرة الشعب. وربّما هذا مادفعه إلي تخصيص قصائد أو ديواناً کأملاً لتلک الحکايات والاستمداد منها لتبين أبعاد قضاياه المعاصرة. فهو کما نري، يستدعي أسطورة «زرقاء اليمامة» في قصيدة کأملة هي «البکاء بين يدي زرقاء اليمامة» وملحمة سالم الزير المقترنة بحرب البسوس في ديوان کأمل هو: «أقوال جديدة عن حرب البسوس». کما يستلهم القصص والحکايات الخرافية في کتاب «ألف ليلة وليلة» في قصيدة معنونة بـ «حکاية المدينة الفضيّة»[24] ويستحضر بعض الشخصيات من هذا الکتاب کشخصية «شهريار،شهرزاد، بدرالبدور».
– د: المأثورات الأدبية شعراً ونثراً
إن أمل دنقل کأي شاعر معاصر آخر يعتمد بعض الأحيان علي نص أو نصوص للآخر في بيان غرضه الشعري، بعبارة أخري يضمن الشاعر بيتاً ومجموعة من الأبيات الشعرية أو عبارات نثرية في قصائده بدقةٍ بارزة، بحيث يقيم «تناصاً» وتلاحماً تاماً بينها وبين أشعار الشاعر. ونحن نري الشاعر المعاصر يمارس في هذا المضمار أحد الشکلين التاليين؛ إما أن يجعل النصوص التراثية طبيعية تقبل الدخول دون أي مقاومة وتصل إلي درجة الذوبان في شعره، فيمُده بالقيم الجوهرية التي تمثلها دونما إحالة علي أصلها بذکر اسم العلم أو المکان وإما في بعض الأحيان تکون إضاءة المرجعية التاريخية ضرورية لقيمة يمثلها، فيکون للإحالة علي اسم العلم أو المکان تبرير فني، وعندئذٍ يکون الحدث التاريخي أو الأسطوري هو مرکز البعض والحيوية داخل نص الشاعر، هذا هو مايسميه بعض النقاد الامتصاص و إعادة الإنتاج [25]، وينطبق تماماً علي الشعر الدنقلي.
هذا وإن الشاعر يرجع إلي الکثرة الهائلة من مأثورات الشعرية والنثرية القديمة والحديثة مرة اُخري وينتقي منها أبيات وعبارات تساعد في رفد قصيدته بأبعاد نفسية اجتماعية وجمالية ملحوظة. ففي بعض الأحيان الشاعر يورد تلک النصوص دون تحوير أو تغيير أساسي في الأصل، مثل مانشاهده في القصيدة «البکاء» بين يدي زرقاء اليمامة علي لسان «الزباء»:
«تکلَّمي... تکلَّميفها أنا علي الترابِ سائلُ دميوَهوَ ظميءٌ... يطلبُ المزيداأسائلُ الصَمتَ الذي يخنقني:«ما للجِمال مشيهاً وئيداً»أجندلاً يحملنَ أم حديداً»[26].وهو هنا يوظف البيت الذي روي عن ملکة «تدمر» وهي «الزباء»:«ما للجِمال مشيُها وئيداًأجندلاً يحملنَ أم حديداًً»[27].
فهو بتضمين هذا البيت يستحضر النبوءة الکامنة وراء البيت المضمن ويقدر أن يعبر عن رؤيته بقوة. و في أحيانا أخري يقوم الشاعر بإجراء بعض التغيرات الجزيئة علي الألفاظ حتي تمکن بحلته الجديدة حمل أبعاد تجربة الشاعر المعاصرة ، کما نري يقول أمل دنقل قائلاً:
«الناسُ سواسيةٌ ـ في الذلِّ ـ كأسنانِ المُشْطْينكسرونَ ـ كأسنانِ المُشطْفي لحِيةِ شيخِ النَّفطْ»[28].
فإنه يتناص مع حديث النبي (ص) الشريف وهو «الناسُ سواسيّة كأسنانِ المُشطْ »[29]، ثم يقوم بتحويره وأتي به في قصيدة «رسوم في بهو عربي»لترسيم صورة شنيعة عن الحياة الاجتماعية والسياسية للعرب في عصر النفط وفي ظل استغلال الثروات الأمة العربية.
التراث الشعبي:
فيما يحض بتوظيف التراث الشعبي في شعر أمل دنقل نستطيع أن نقول أن کميّة هذا التراث بأنواعه المختلفة التي هي «اللغة المحکية، والتقاليد الشعبية، وألقاب الأطفال، والأغاني المحلية، والمواويل» تقلّ عن المصادر التراثية المذکورة سابقاً. ففي مجال اللغة المحکية يستخدم أمل عبارة «کان يا ماکان» التي يفتتح بها الناس حکاياتهم للأطفال وذلک في قصيدة «طفلتُها»[30]، کما يستخدم أغنية من الأغنيات الشعبية التي يردّها الأطفال عندما يخلع ضرس لأحدهم، فيلقي به إلي جهة الشمس صائحاً[31]:
«يا شمسُ يا شموسةخُذي سنةَ الجاموسةوهاتي سنةَ العَروسة»فيستغل من هذه الأغنية أمل دنقل في قصيدة «إجازة فوق شاطيء البحر» ويقول:«صديقي الذي غاصَ في البحرِ... مات!فخنَّطتُهُ...(... واحْتفظتُ بأسنانِه..کلَ يومٍ إذا طلعَ الصبحُ: آخذُ واحدةً..أقذفُ الشَّمسَ ذاتَ المحيّا الجميل بها...وأردّوُ: «يا شمسُ؛ أعطيکِ سَنَّتْهُ اللّؤلؤيَّة..ليس بها من غُبارٍ.. سوي نکهةِ الجوع!!رُدّيه، رُديّه... يَرْوِ لنا الحکمةَ الصائبة»(لکنّها ابتسمتْ بسمةَ شاحبة!)[32]
وبهذا استخدم البارع رسم الشاعر لنا صورة عن تفشي الجوع بين أبناء مجتمعه وهو يحنّط صورة حياة مجتمعه المتمردية ويحتفظ بمعاناة شعبه مندداً بها، إنضالها.هذا وإننا أشرنا إلي توظيف الشاعر لشخصيات ألف ليلة وليلة ومنها شهريار وشهرزاد في قصائده: منها قصيدة «حکاية المدينة الفضية»[33].
التراث الأجنبي:
يري أمل أن أولّ فارق يميزه جيله عن جيل شعراء السابقين أمثال صلاح عبدالصبور في استخدام الأسطورة والتراث هو أن جيله يعتبر الإنتماء إلي الأسطورة العربية والتراث العربي هو المهمة الأولي بخلاف الجيل السابق الذي کان يعتمد التراث اليوناني والتراث الاغريقي ويعتبر الانتماء إلي التراث العالمي هو واجب الشاعر[34]، فقوله هذا يکفينا إذا بحثنا المبررات الفنية لوجود نسبة ضئيلة من مصدر التراث الأجنبي قياساً مع وجود حجم کبير من التراث العربي والاسلامي في أشعار الشاعر. حيث يلاحظ القارئ، إن اقبال أمل دنقل علي التراث العربي والاسلامي يفوق أضعافَ أضعاف المصدر الأجنبي في الأساطير الفرعونية واليونانية والرومانية. ولکن هذا لايعني أن أمل دنقل لم يهتم بهذا التراث اهتماماً لافتاً للانتباه، بل هناک استخدامات ناجحة لهذا التراث في دواوين الشاعر خاصة في المراحل الأولي من تجربته الشعرية. وهذا يعني أنه سابق علي مرحلة التراث العربي الاسلامي ويرجع ذلک إلي أن أمل دنقل تأثر بجيله السابق أمثال بدر شاکر السياب، عبدالوهاب البياتي، صلاح عبدالصبور و... الذين أکثروا من استخدام التراث الأجنبية. لقد کان أبرز استخدام للتراث الأجنبي يتمثل في شخصيات «سبارتاکوس» و «أبي الهول»، و «أديب» و «بنلوب» و«سيزيف» ....
ومن التراث الفرعوني قد استدعي أمل دنقل أساطير کـ «أوزوريس، إيزيس»و«رع» ومن التاريخ الفرعوني قد استدعي «رمسيس»و «أحمس». کما عرفنا أن أمل دنقل کان يميل کثيراً للاستلهام من التراث الاسلامي والعربي القديم، ولکن هناک بعض استلهامات من التراث الأجنبي تعد نقطة مضئية في تجربته الشاعر، يعتبر قصيدة «کلمات سبارتاکوس الأخيرة» إحدي النماذج في هذا المضمار. وبعد قراءة فاحصة لديوان الشاعر نستتطيع أن نستنتج أن الشخصيات والرموز الموظفة عند أمل دنقل تنتمي إلي نوع رافض منها، ومتمرد ومناويء، كما أن الأحداث والوقائع التي يستلهما الشاعر هي أحداث تدور حول التشبث بالوطن و...الخ[35] وعلي حد قول صلاح فضل «لعب شعر أمل دنقل دوراً بطولياً في تمثيل المصير القومي في فترة تحولات أليمة، جعلته يلقب بأمير شعراء الرفض السياسي، لما سيصبح بعد عقد واحدة من السنين الشييء المعقول والمقبول في الحياة العربية، وهو «التصالح المستحيل» مع العدو التاريخي،.... وتأتي قصيدة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة» لتثمل المنطلق الواعد لهذا الحس الحداثي في التعبير الشعري، فهي نص مدهش لشاب لم يتجاوز العشرين من عمره ـ كتبت عام 1962 ـ يتمني فيه مشهداً سينمائياً لفيلم عالمي شهير، ويصب فيه كلماته المشحونة بأيديولوجيا الحرية والمخنوقة بالواقع المکمم لها في الحياة المصرية إبان ذروة المد الناصري العام عقب أول انكسار فادح له بانفصال القطر السوري وماأحدثه من تمزّقات في وجدان الشباب العربي مع تحريم التعبير المشروع عنها»[36].
وأما قصيدة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة» فهي تستلهم شخصية «سبارتاكوس» الثائر الروماني كما توظّف شخصيات ثراثية أُخري منها: سيزيف، هانيبال، الشيطان.. ولكن هذه الشخصيات المستدعاة تتآزر جميعاً لتدعم الدلالة العامة التي يهدف الشاعر إلي بيانها من خلال شخصية «سبارتاكوس».يلبس الشاعر «قناع» سبارتاكوس ويتكلم من وراءه. فنجد أن شخصية (سبارتاكوس) مشحونة بالدلالات الأسطورية ويستغل أمل دنقل تلك الدلالات استغلالاً ناجحاً علي مستوي نصه الشعري. حيث لايستحضر الواقعة كما في أصلها بل يعطيها تصوراً جديداً ومعان جديدة ورؤية معاصرة من خلال عملية التوليد وتوزيع المشاهد علي مقاطع شعره والتي يسميها الشاعر «مزجاً». تبدأ القصيدة ب«المزج» الذي خصص لتمجيد «الشيطان» بقول الشاعر «المجد للشيطان...» ويكاد أن يكون البؤرة الأساسية في الدلالة المركزية التي للقصيدة هي الرفض. فيتم عرض بقية وحدات القصيدة علي هذه الخلفية. فالشيطان في الكتب الدينية (القرآن الكريم و الكتاب المقدس) رمز للعصيان والتمرد علي الأوامر الإلهية. فعبارة «المجد للشيطان» تحل محل العبارة الدينية الشائعة «المجد لله في الأعالي».
ولعل الشاعر لم ير شخصية تراثية رافضة للخضوع تشابه سبارتاكوس في رفضه فحاول أن يحدث نوعاً من الالتحام المعنوي بينهما، فنجد سبارتاكوس هو الشيطان نفسه بما يحمله هذه الشخصية من رموز الرفض والتمرد والثورة في حدوديهما[37]:
«المجدُ لِلشيطانِ... معبودُ الرياحْمنْ قالَ «لا» في وجه من قالوا «نعمْ»منْ علّمَ الانسانَ تمزيقَ العدمْمنْ قالَ «لا»... فلم يَمُتْوظلَّ روحاً أبدية الألم!» [38].
فان الشاعر يجرد صورة الشيطان من مدلولها الديني و يلصقها مدلولا آخر، فهو معلم رافض للأوامر البشرية غير عادلة ويرفض الطاعة العمياء و الضعف. فصورته الجديدة انزياحية رمزية توافق کل من يتحدي و يرفض السلطات الغاشمة والمستبدة ويدافع عن الحق بالتحريض علي نقيض مدلولها الديني القديم فيستحق التمجيد[39] و نستطيع ان نقول إن المجد هنا ليس للشيطان (ابليس) ولكنه للشيطان (سبارتاكوس) الذي كان عبداً شجاعاً مشتاقاً إلي الحرية، فقال (لا) في وجه (القيصر). ولهذا ظل اسمه علي كل لسان وظلت روحه أبدية الألم تزرع الشجاعة في نفوس العبيد وترفع بهم إلي الصنوف الأولي من مواجهة الظلم والقهر[40].
وأما المقطع الآخر في القصيدة، فهو يبدأ بقول ـ سبارتاكوس ـ الشاعر:
«مُعَلَّقٌ أنا علي مَشانقِ الصباحْوجَبهَتي ـ بالموتِ ـ محنيِّةلأنني لم أحْنِها.... حيَّة!......يا إخوتي الذينَ يعبرونَ في الميدانِ مُطْرقينْمُنحدرينَ في نهايةِ المَساءْفي شَارعِ الاسكندر الأكبرْلا تَخجَلوا... ولترفَعوا عيونَكم إليّْلأنكم مُعَلّقونَ جانبي... علي مشانقَ القيصرْفلترفَعوا عيونَكم إليّ«ربما... إذا التقتْ عيونُكم بالموتِ في عَينَيَّ:يبتسمُ الفناءُ داخلي... لأنكم رفعتمْ رأسَكم... مَرّهْ»[41].
فعلقت جثة (سبارتاكوس) علي مشانق، ولکن اية مشانق؟ مشانق الصباح، فالشاعر أضاف المشانق التي تعني الموت والدمار إلي مفردة الصباح، الکلمة التي تدل الإشراق والولادة وهکذا تصبح موته موت الحياة أو الشهادة من أجل امته وفي سبيل الحرية .جبهته محنية بسبب الموت فيما كانت خلال حياته لاتعرف الانحناء ويلفت سبارتاكوس إلي إخوته العابرين في الميدان مطرقين رؤسهم رغم أنهم أحياء، يخاطبهم بأن يرفعوا رؤسهم، ويروا مصيرهم المرمز في مصير، حيث أنهم معلقون مثله علي مشانق القيصر المستبد... ثم يقول في المقطع الثالث من القصيدة:
«يا قيصرَ العظيمَ: قد أخطأتُ.. إني أعترفدَعني ـ علَي مِشنقَتي ـ ألْثُم يَدَكْ...............دَعني أكفِّرْ عن خطيئتيأمنحْكَ ـ بعدَ مَيْتَتي ـ جُمجُمتيتصوغُ منها لكَ كأساً لشرابكَ القويّ»[42].
فيبدو واضحاً أنّ أمل دنقل أضفي علي تجربته المعاصرة علي الشخصية التراثية واقتلعها من ملامحه التاريخية، فهو لم يخضع أمام القيصر وكان رافضا له أبداً. ولكن ما قام به الشاعر في هذا المقطع يتعارض تلك المرجعية التاريخية. فهو يفوه بكلمات تصل أحياناً إلي حدود الخضوع الخنوع، وذرف دموع الندم علي ما صدر عنه من عصيان والرفض. ولكن هذا التناقض ظهر في نص الشاعر من خلال تكنيك في يستخدمه أمل دنقل وهو «المفارقة»[43]، التي تكون في أبرز صورها فكرة «تقوم علي افتراض ضرورة الاتفاق فيما واقعه الاختلاف»[44].تتحقق هذه المفارقة عن طريق مقابلة بين الطرف التراثي وهو سبارتاكوس القائد والثائر الروماني الرافض وبين سبارتاكوس المعاصر الخاضع.
ولايفوتنا الذكر بأن أمل دنقل منذ بداية القصيدة يستفيد من أسلوب المفارقة ويفاجئ القاريء بتمجيد الشيطان «المجد للشيطان» خلافاً لقولنا «اللعنة علي الشيطان» ولما يقرأه القارئ في الكتاب المقدس؛ «المجد لله في الأعالي، علي الأرض السلام وبالناس المسرّة»[45]، فهو يجعل سبارتاكوس نموذجاً للتمرد والعصيان أمام الخائفين والخاضعين ويدعو إلي قول «لا» كما قاله الشيطان ومزق العدم، بل تکاد أن تكون قصيدة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة» برمته تقوم علي المفارقة .فالشاعر يأتي بهذه التناقضات والمفارقات في القصيدة كلها لإبراز واقع حياة الناس وتصويرها تصويراً مريراً وعنصر المفارقة الشأملة للقصيدة يلعب دوراً أساسياً في القصائد الدنقلية لإبراز هذه التصاوير كما عدها الدارسون هي العنصر الرئيس والمهيمن في شعر أمل دنقل[46].
الخاتمة:
عالجت هذه الدراسة موضوع التراث وتوظيفه في الشعر العربي المعاصر وقد كانت هذه المعالجة من حيث مفهوم التراث في المعاجم اللغوية وعند نقاد العرب المعاصرين. كما تطرقت إلي مصادر والروافد التراثية عند أمل دنقل وأسباب ودوافع تعأمل واستيحاء التراث في نصوصه الشعرية المعاصرة. ثم ركزت علي موضوع التراث عند أمل دنقل علي وجه التحديد وبحثت عن دوافع الشاعر عند استخدام العناصر والشخصيات التراثية ثم تناولت المصادر التراثية التي أسقت الشاعر منها في التعبير عن تجاربه الشعرية. وقسمها علي مصدرين أساسيين: هما التراث العربي والاسلامي والتراث الأجنبي المشتعل علي التراث الفرعوني واليوناني والروماني.وقد تواصلت هذه الدراسة إلي نتائج التالية:
- إن توظيف الرموز والعناصر التراثية يساعد علي تخفيف الغنائية والذاتية في الشعر العربي المعاصر ويبتعد القصيده من البيان الخطابي والتعبير المباشر.
- يشدد أمل دنقل في استخدامه للتراث علي توظيف التراث العربي والاسلامي واستمداد الشخصيات والرموز التراثية منه هادفاً إلي إيقاظ و تربية الحس القومي و الوطني.
- إن معظم الشخصيات والرموز والوقائع والأحداث المستدعاة في دواوين الشاعر ينتمي إلي شخصيات المتمردين والرافضين. منها شخصيات سبارتاكوس، شيطان، سيزيف و....
- إن أمل دنقل يعبر من خلال أصوات تراثية مختلفة ومتنوعة في قصيدة واحدة. ولكن هذه الشخصيات تتآزر جيمعاً في بيان موقف الشاعر وتعدد هذه الأصوات يتوفر الإمكانيات التي تبرز في القصيدة المعاصرة، وهي المونولوج والحوار والمشهد المسرحي.
حلماء قدسي
خريجة قسم الأدب العربي بدرجة ماجستير
من جامعة الحرة الأسلامية ,فرع العلوم والتحقيات,كلية اللغة والأدب
طهران - إيران
المصادر والمراجع:
- القرآن الکريم.
- لسان العرب، جمال الدين أبوالفضل ابن منظور، دار صادر، بيروت، 19955م.
- معجم مقاييس اللغة، أبوالحسن إبن فارس، تحقيق عبدالسلام هارون، مطبعة عيسي البابي الحلبي، القاهرة، 1366 هـ ق.
- المعجم الأدبي، عبدالنور جبور، دارالعلم للملايين، بيروت، 1979م.
- معجم مصطلحات الأدب، مجدي وهبة، مكتبة لبنان، بيروت، 1974م.
- استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر، علي عشري زايد، دار غريب، القاهرة، 2006م.
- قضايا الشعر الحديث، جهاد فاضل، دارالشروق، بيروت، ط1، 1997م.
- الشعر العربي الحديث من أحمد شوقي إلي محمود درويش، ميشال خليل جحا، دارالعودة، بيروت، ط1، 1999.
- حدود النص الأدبي، دراسة في التنظير والإبداع، صدوق نورالدين، دارالثقافة، الدار البيضاء، 1984م.
- البنيات الدالة في شعر أمل دنقل، عبدالسلام المساوي، اتحاد الكتاب العرب، 1994.
- عن بناء القصيدة العربية الحديثة، علي عشري زايد، مكتبة الآداب، القاهرة، ط5، 2008م.
- أمير شعراء الرفض، أمل دنقل، نسيم مجلي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1994.
- الأعمال الشعرية الكأملة، أمل دنقل، مکتبة مدبولي، القاهرة، ط3 ،1987م.
- الحركة النقدية حول تجربة أمل دنقل الشعرية، محمد سليمان، دار اليازوري، الأردن، 2007.
- أمل دنقل عن التجربة والموقف، حسن العزفي، مطبع إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1985.
- بنية القصيدة العربية المتكأملة، خليل موسي، اتحاد الكتاب العرب دمشق، 2003م.
- مرايا نرسيس، حاتم الصكر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، 1999م.
- قراءة الصورة وصور القراءة، صلاح فضل، دارالشروق، القاهرة، 1997م.
- بحار الأنوار، محمد باقر مجلسي، سازمان چاپ و انتشارات وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامي طهران، 1373.
المجلات والجرائد:
- مقابلة أجراها کاظم جهاد مع أمل دنقل ،جريدة «القبس» ، 7 مايو، 2008 السنة 37 العدد12549.
- قراءة النهاية، أحمد طه، مجلة ابداع ،العدد الخاص بأمل دنقل.
- القيم التراثية في شعر أمل دنقل، نسيم مُجلي، مجلة القاهرة، العدد 73، 1987م.
الهوامش
- لسان العرب: جمال الدين أبوالفضل ابن منظور، مادة ورث
- معجم مقاييس اللغة: أبوالحسن إبن فارس، تحقيق عبدالسلام هارون، ج 6، ص 105
- المعجم الأدبي:عبدالنور جبور، ص 63.
- معجم مصطلحات الأدب:مجدي وهبة، ص 279.
- البنيات الدالة في شعر أمل دنقل:عبدالسلام المساوي، ص 141.
- الجنوبي، عبلة الرويني، ص 90-91.
- من مقابلة أجراها معه کاظم جهاد، جريدة «القبس» الاربعاء 2 جمادى الأولى 1429، ه ، 7 مايو، 2008 السنة 37 العدد12549.
- البنيات الدالة في شعر أمل دنقل:عبدالسلام المساوي، ص 142.
- المرجع السابق ، ص 143.
- حدود النص الأدبي، دراسة في التنظيروالإبداع: صدوق نورالدين ، ص 169.
- الشعر العربي الحديث من شوقي...: میشال خلیل جحا، ص 243-244.
- قضايا الشعر الحديث: جهاد فاضل، ص 358.
- الأعمال الشعرية الکاملة:قصيدة (لا وقت للبكاء) ص 319.
- البنيات الدالة في شعر أمل دنقل :عبدالسلام المساوي، ص 148.
- المرجع السابق، ص 149
- الأعمال الشعرية الکاملة: ص265.
- القيم التراثية في شعر أمل دنقل:نسيم مُجلي، ص 49-50.
- الأعمال الشعرية الکاملة: ص 68.
- المرجع السابق:ص 121.
- المرجع السابق: ص 172.
- أمل دنقل عن التجربة والموقف: حسن العزفي،ص33.
- جريدة الأهالي المصرية في 25 مايو 1983م.نقلاً عن أمير الشعراء الرفض أمل دنقل،ص 169.
- استدعاء الشخصيات التراثية : علی عشري زاید، ص 225.
- الأعمال الشعرية الکاملة:ص 233.
- البنيات الدالة في شعر أمل دنقل:عبدالسلام المساوي، ص 178- 179
- الأعمال الشعرية الکاملة: ص 124.
- الأغاني:أبوالفرج الأصفهاني، ج 15، ص 310.
- الأعمال الشعرية الكأملة : ص 117.
- بحارالأنوار: محمد باقر مجلسي، چاپ و انتشارات وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامي، طهران، 1372، 61/ 65
- الأعمال الشعرية الکاملة: ص 50.
- البنيات الدالة في شعر أمل دنقل:عبدالسلام المساوي، ص 155
- الأعمال الشعرية الکاملة: 144 و 145.
- المصدر نفسه : ص 233.
- قضايا الشعر الحديث:جهاد فاضل، ص 354.
- مرايا نرسيس: حاتم الصكر، ص 222.
- قراءة الصورة وصور القراءة: صلاح فضل، ص 35.
- البنيات الدالة في شعر أمل دنقل: ص 167.
- الأعمال الشعرية الكأملة، ص 110.
- بنية القصيدة العربية المعاصرة: خليل موسي، ص 113
- مقدمة ديوان أمل دنقل: بقلم الدكتور عبدالعزير المقالح، ص 36.
- الأعمال الشعرية الكأملة:ص 111.
- المصدر نفسه :ص112.
- للمزيد من التفصيل حول أنماط المفارقة راجع: عن بناء القصيدة الحديثة ص 133 ومابعدها، و «الحركة النقدية حول تجربة أمل دنقل الشعرية، ص 161 ومابعدها.
- عن بناء القصيدة الحديثة: علي عشري زايد، ص 133.
- إنجيل لوقا: 2: 14.
- قراءة النهاية: أحمد طه، ص 39- 40.