الأربعاء ٣١ تموز (يوليو) ٢٠٢٤
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أحمد الحفناوي عازف الكمان

الموسيقار أحمد الحفناوى من مواليد 14 يونيو عام 1916 في القاهرة وكان والده صانعا للآلات الموسيقية فكان يذهب إلى دكان والده بعد انتهاء يومه الدراسي ويتقابل مع كبار الموسيقيين أمثال : محمد القصبجي وإبراهيم القباني وفهمي عوض ولما لاحظ والده انبهاره بما يراه من أداء كبار العازفين المصريين الذين يحضرون عنده سأله إن كان يريد أن يتعلم الموسيقى ؟ فأجابه بالإيجاب فطلب منه أن يحدد الآلة الموسيقية التي يريد أن يتعلمها فاختار أحمد الحفناوي آلة الكمان فأحضر له والده مدرسا قام بتعليمه المبادئ العامة للموسيقي وعزف الدواليب والسماعيات وغيرها من قوالب الموسيقى الآلية في الموسيقى العربية ولما أظهر أحمد الحفناوي تقدما ملحوظا في دراساته الموسيقية اقترح محمد القصبجي على الوالد أن يوجه أبنه التوجيه السليم فألحقه والده بمعهد الاتحاد الموسيقي الخاص الذي كان قد أنشاه الفنان إبراهيم شفيق في حي عابدين بالقاهرة وهناك قضي أحمد حفناوي بعض الوقت ولكنه وجد أن ذلك المستوى من الدراسة لم يكن يشبع طموحه الفني فالتحق بمعهد فؤاد للموسيقى العربية والذي أصبح فيما بعد معهد الموسيقى العربية ودرس العزف على آلة الكمان على يد الأستاذ داجوليو ثم على الأستاذ أرمنياك الذي كان أستاذاً لكل من أنور منسي وعطية شرارة ومحمد حجاج.

لقى أحمد الحفناوي اهتماما خاصا من أستاذه الذي تولي تعليمه حتى تخرج في المعهد عام 1936 وهى الدفعة التي ضمت فريد الأطرش وعبد الحليم نويرة وبعد التخرج عمل أحمد الحفناوي مع المطربة نادرة التي كان يلحن لها محمد القصبجي واقترح عليها أن تضم أحمد الحفناوي إلى فرقتها حيث استمر معها فترة من الوقت كما عمل مع فتحية أحمد ورتيبة أحمد وعندما شرعت كوكب الشرق أم كلثوم في العمل في فيلم وداد كانت فرقتها تضم حوالي 6 عازفين فقط ولم يكن ذلك العدد يكفى لعزف موسيقى الفيلم فضمت إلى فرقتها أحمد الحفناوي وأثنين آخرين من زملائه حيث سجلوا كل ألحان فيلم وداد ولما شعرت أم كلثوم بالفرق في مستوى الفرقة طلبت من أحمد الحفناوي وزميليه الاستمرار في الفرقة وبالفعل بقوا معها وسافروا لمصاحبتها في كل جولاتها بأقاليم مصر المختلفة ومنذ ذلك الوقت استمر أحمد الحفناوي يعمل مع أم كلثوم حتى رحيلها وفي نفس الوقت كان أحمد الحفناوي أيضا مع الموسيقار محمد عبد الوهاب وكذلك فقد عمل مع كبار الفنانين ونذكر منهم : عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزي وأسمهان وطلال مداح وغيرهم.

أحمد الحفناوي لعب دوراً أساسيا في اللقاء الفني الأول الذي تم بين كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب

عام 1963 كوَن أحمد الحفناوي فرقة بقيادته كانت تابعة لإدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة واستمرت تلك الفرقة حتى تم حلها بعد حرب يونيو 1967.

عمل أحمد الحفناوي عازفا للكمان في فرقة الإذاعة المصرية تحت قيادة كل من عبد الحليم نويرة وإبراهيم حجاج ثم عمل كعازف أول في فرقة الماسية تحت قيادة أحمد فؤاد حسن وقد عمل أحمد الحفناوي في عدد من الدول العربية الشقيقة حيث عمل في الإذاعة الليبية في طرابلس كما عمل في المملكة العربية السعودية مع طلال مداح ودولة قطر وقد تأثر بأسلوبه في العزف عدد من عازفي الكمان الشبان الموهوبين.

كتب الموسيقار أحمد الحفناوي عددا من المقطوعات الموسيقية منها: أم كلثوم وعيون حبيبي ونغم من الجزائر ونور الشرق وأحلام أمير وخواطر ودعاء ومن القلب.

تحتفظ الإذاعة مع التليفزيون في مصر وبعض البلاد العربية بتسجيلات قيمة للتقاسيم الحرة والموزونة من أداء أحمد الحفناوي .

يوم 5 أغسطس عام 1990 توفى الموسيقار أحمد الحفناوي عازف الكمان المتميز .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى