أغْرَقْتِنِي وغَرَقْتِ فِيََّ
وَأغْرَقَتْنِي فِيكِ
خَارِطَةُ الْحَرِيقِ
وَلَمْ تَزَلْ فِي خَاطِرِي طُرُقٌ تُعَبِّدُنِي
لِتَغْرَقَ فِي دَمِي سُحُبًا قِتَامَا
أرْهَقْتِنِي ورَهَِقَتْ فِيَّ
وَأهْرَقَتْنِي فِيكِ مَلْحَمَةُ الهُيَامِ
وَلَمْ تَنَلْ مِنِّي الرِيَاحُ
سِوَى بَقَايَا قُبْلَةٍ فِي الطَوْقِ
أرْمِيهَا مَوَاوِيلاً فَتُمْطِرُنِي سِهَامَا
أسْقَطْتِنِي وسَقَطْـتِ فِيََّ
وَأسْقَطَتْنِي فِكِ أُغْنِيَةَ القِيَامِ
وَلَمْ تَزَلْ فِي سَاحِلِي كَفَّاكِ تَسْحُبُنِي
لِتَمْسَحَ مِنْ غَدِي يَمَنًا وشَامَا
وَهَجَرْتِنِي وَأقَمْتُ فِيكِ
وَكُلَّمَا شَيَّدْتُ فِي شَفَتَيْكِ نَرْجَسَةَ الخُطَى
دَمَّرْتِنِي، وَعَزَفْتِ أنْغَامَ المَنَايَا
فِي مَوَالِيدِي، لِتَغْدُوكُلُّ أَحْلاَمِي رُكَامَا
وَلأيْنَمَا أحْلَلْتِ ثَلْجِي فِي رُؤَاكِ
هَوَتْ عَلَى حِمَمِي المَنَايَا فِي خُطَاكِ
وَظَلَّتْ الطُرُقَاتُ وُجْهَتُنَا هُنَاكَ
لأُبْصِرَ الكَلِمَاتِ فِي قَفَصِ الهَوَى تَغْدُوحُطَامَا
هِيَ أَنْتِ فَاتِنَتِي وَقَانِتَتِي
وقَلْعَةُ خَاطِرِِِِِِي المُزْدَانِ بِالأَشْعَارِِ
وَالصَّرْحِ المُزَخْرَفِ بِالدُّرُوعِ وَبِالضُلوُعِ
وَقَلْعَةٌ لِلْحَرْبِ تَنْسُجُ خَدَّ مَلْحَمَتِي سَلاَمًا
هِيَ أنْتِ مُضْطَجِعِي وَمُفْتَجِعِي ومُنْتَجِعِي
وَنَوْرَسَةُ السَوَاحِلِ فِي قِلاَعِ العِشْقِ
وَالكَلأ المُكَلَّلُ بِالزَّنَابِقِ فِي صُرُوحِ الرَّشْقِ
وَالظِّلِّ الذِي ضَلَّتْ خُطَاهُ مَرَافِئِي
وَلِكُلَّمَا هَدَمْتْ أَعَاصِيرُ الدُّجَى لِشَفَقِي أقَامَا
هِيَ أنْتِ إِيقَاعِي وَأوْجَاعِي
وَآَهَاتُ الحَنِينِ
وَفَيلَقُ الشَّرَفِ المُطَّرَزِ بِالضِّيَاءِ
وَطَفْلَةٌ عَرْجَاءُ تَنْهَشُ دِفْءَ أعْطَافِي
لِتَمْنَحَنِي الرَّحِيلُ
وَكُلَّمَا عَانَقْتُهَا زَادَتْ قَصَائِدُنَا هُيَامَا
لَوكُنْتِ سَوْسَنَةً غَرَسْتُكِ فِي دَمِي الظَّامِي
وَسَيَّجْتُ القَصِيدَةَ بِالزَّنَابِقِ
عَلَّنِي ألْقَاكِ فِي قِصَصِي جُفُنَ عَشِيقَةٍ وَجْلَى
تُعَانِقُ بَسْمَةَ الفَجْرِ المُكَسَّرِ فِي ظِلاَلِي
لَوكُنْتِ مَمْلَكَةً ضَمَمْتُكِ فِي حَشَى صَدْرٍٍٍِي
وَعَبَّدْتُ الدُّرُوبَ مَشَاعِلاً
وَنَسَجْتُ مِنْ جَسَدِي مَتَارِسَ
كَي تُنَاجِيكِ الصَّبَابَةَ فِي خَيَالِي
لَكِنَّكِ امْرَأةٌ أمِيرَةُ سَاحِلِ الزَّيْتُونِ
قَلْعَةُ عَاشِقٍ، قَدَحٌ مِنَ التُّفَّاحِ
مُهْرَةُ رَاحِلٍ، تَسْتَقْرِِئُ التَّارِيخَ فِيَّ مَوَاجِعًا
وَتَرَى. زَفَافَ الصُّبْحِ يَطْلَعُ مِنْ خِلاَلِي
لَمْ ألْقَ دُونَكِ نِصْفَ خَريطَةٍ تَبُوحُ لِخَاطِرِي
وَِتُغَازِلُ المِرْآَةَ فِي شِعْرِي
وَتَصْلُبُنِي، لَعَلَّ صَبَاحَ فَارِسِهَا سَيَسْطََعُ مِنْ قِتَالِي
لَمْ ألْقَى دُونَكِ نِصْفَ مِقْصَلَةٍ
تُقَرِّبُنِي إلَيْكِ إذَا إبْتَعَدْتِ
وَتَقْرَعُ الأجْرَاسَ فِي مَغْنَاكِ إنْ صَمَتَتْ أعَاصِيرُ
الضُّلُوعِ لِكَي تَحُطِّي فِي رِحَالِي
هِيَ صُدْفَةٌ، إذْ تَفْهَمِينَا بِأنَّنِي أَهْوَاكِ إذْ أنْسَاكِ
يَحْمِلُنِي الرَّحِيلُ عَلَى الإقَامَةِ فِيكِ
أويَرْتَدُّنِي مِنْكِ الحَنِينُ إذَ الْتَقَيْنَا فِيكِ
إذْ يَنْسَلُّ صَدْرُكِ مِنْ نِبَالِي
هِيَ رَوْعَةٌ، لَوتَقْرَئِينَ مَلاَحِمَ العُشَّاقِ فِي طَلاَلِي
وتَخْتَزِنِينَ فِيَّ المَوْتَ تِذْكَارًا
وَتَنْسَلِخِينَ مِنْ حِقَبٍ تَوَسَّدَهَا الظَّلاَمُ عَلَى مَوَاوِيلِي
وَأنْبَتَهَا غَرَامُكِ فِي مَسَاءَاتِ القِلاَعِ وفِي رِمَالِي
إنِّي أُحِبُّكِ هَكَذَا مُذْ أوَّلِ الخُطُوَاتِ
حَتَّى آخِرِ الأَنَّاتِ مِنْ عُمْرِي المُهَزَّأِ فِي جَبِينَكِ
عَلَّنِي لَوزَيَّفُونِي فِي رُؤَاكِ
يَضُوعُ مِنْ زَيْفِي حَمَالِي
وَلأَنَّنِي أُخْفِيكِ فِيَّ عَنِ العُدَاتِ
سَتَشْهَد ُ القُبُلاَتُ عَنْ صُدَفِي الجَمِيلَةِ
إذْ أمُوتُ عَلَى خُطَاكِ مُكَبََّلاً
وسَتَعْرِفِينَ بِأنَّ تَفْجِيرَ المَلاَحِمِ مِنْ خِصَالِي
أرْجُوكِ سَيِّدَتِي آرِيحِينِي قَلِيلاً مِنْ رَصَاصَاتِ السُّؤََالِ
وَمِنْ مَتَاهَاتِ الضَّلاَلَةِ والظِّلاَلِ
ومِنْ ضَبَابِ البَحْرِِِِِِ سَيَّدَتِي أرِيحِينِي قَلِيلاَ
جَرَّعْتِنِي قَدَحَ العَذَبَاتِ الجَمِيلَةِ
فِي مَوَاسِمِ فَرْحَةٍ ذُبْلى
وَفَصْلِ بُسَيْمَةٍ عَذْرَاءَ تَرْفُضُ بَعْدَ صَحْورَبِيعِهَا
المُغْتَالِ أنْ تَلْقَاكِ فِي قَلْبِي طُلُولاَ
زَمَنٌ تَخَطَّى فِيكِ أعْرَافَ الهَوَى
وَأفَاضَ مِنْ صَدَأِ الحَنَايَا آخِرَ الوَهَجَاتِ
أغْرَقَنِي وأحْرَقَنِي وأسْقَطَنِي
وألْقَى فِيكِ مِنْ هَامِ الرِّفَاقِ بِهَا تُلُولاَ
زَمَنٌ تَرَصَّدَنِي، وَأوْقَفَنِي عَلَى جَنَبَاتِ عِشْقِكِ
فِي الدٌّجَى مُتَلَبِّساً، مُتَأبِطًا سَيْفَ الإِبَاءِ
فَأوْقَدَ الجَمَرَاتِ فِيكِ
وألَّبَ الأزْهَارَ والأطْيَارَ ضِدِّي كَي يُجْرِعَنِي مِنَ الحَصَرَاتِ عَنْ مَضَضٍ سُيُولاَ
زَمَنٌ يَفِرُّ مِنْ الخُطَى
يَخْشَى القَصِيدَ المُرَّ إنْ أَمْضَى عَلَى الإِيقَاعِ قُبْلَةَ رَاحِلٍ
وَيُخَاصِرُ الفَلَوَاتِ كَيْ يَلْقَاكِ فِي وَهَجِ العِنَاقِ عَنِيدَةً
حُرَّى بِلاَ عَسَسٍ فَيُتْلِفَ مِنْ حَشَى المَاضِي حُقُولاَ
أَرْجُوكِ فَلْتَقِفِي وَرَاءَ سَتَائِرِ الشُّبَّاكِ
إنِّي قَادِمٌ فِي هَمْسَةِ، الإِعْصَارِ
أوفِي قُبْلَةِ الأمْطَارِِ، أوفِي نُكْتَةٍ حُبْلَى
تُرَوِّجُهَا مَتَاهَاتِي لِتَفْتَحَ بِي عَلَى شَفَقِي سَبِيلاَ
أرْجُوكِي فَلْتَرِدِي شَرَايينِي
فَمِلْءُ حَشََايَ بَلْسَمُ مَوْسِمِ البَسَمَاتِ
وَاقْتَطِفِي جُفُونِي نَرْجَسًا أوشُعْلَةً أوعُبْوَةًً
وَارْسِي عَلَى لَيْلِ انْتِكَاسَاتِي أصِْيلاَ
أرْجُوكِ إنِّي مُتْعَبٌ مِنْ آَخِرِ الرَّحَلاَتِ
أرْهَقَتْنِي الجَوَى فِي مُقْلَتَيْكِ بِلَحْنِ آهَاتِي
وَشَرَّدَنِي إيبَائِي فِي فُصُولِ الهَوْنِ مُنْذُ طُفُولَتِيَ
اَرْجُوكِ سَيِّدَتِي أرِيحِينِي
أرِيحِينِي لِي، أرِيحِي بِي قَلِيلاَ
شُدِّي الحِبَالاَ
مَا عَا دَ يَجْمَعُنَا لِقَاءُ تَغَازُلٍ
أويَسْتَبِدُّ بِنَا الحَنِينُ إلَى المَقَاصِلِ
أوتُحَوِِّرُنَا المَوَاسِمُ رِيشَ عُصْفُورٍ تَرَدَّى
أوتُرِيدُ بِنَا المَسَاءَاتُ إتِّصَالاَ
مَا عَا دَ يَرْحَلُ بِي إلَيكِ الشِّعْرُ فِي قَدَحِ الكُرُومِ
وَيَسْتَريحُ عَلَى الجِرَاحِ الشَّوْقُ
أوتَنْسَلُّ مِنْ عَيْنَيْكِ كَفُّ مُكَافِحٍ
فِي اللَّيْلِ يَلْتَمِسُ القِتَالاَ
مَاعُدْتُ أعْشَقُ فِي شِفَاهِكِ وَرْدَةً لِلدَّرْبِ
أونَغَمًا لِفَجْرِ الْحَرْبِ
أَوتُفَاحَةً شَقْرَاءَ
أرْمِيهَا قَصِيدًا مِنْ مَوَاوِيلِ الْهَوَى الصَّاحِي
فَتَرْمِينِي نِبَالاَ
غَرِقَتْ بِكِ الأَيَّامُ فِي قَلْبِي
فَمَا فَقَهَتْ جُفُونُكِ لَقْطَتَ الرَّايَاتِ فِيَّ
ونَغْمَةَ الرَّشَّاشِ فِيكِ
وَكُلُمَا شَوَّهْتِهَا زَادَتْ جَمَالاَ
وهَدَيْتِنِي سُيُولَ الضِّيَاءِ
فَخَانَتِ الطُّرُقَاتُ لَهْجَتَنَا وفَرَّتْ مِنْ مُنَاغَاتِي
لِتَمْنَحَنِي عَلَى بُعْدِي إذَا إفْتَرَقَتْ جَوَانِحُنَا وِصَلاَ
لُمِّي شَتَاتَكِ فِيَّ
عَلَّ قِلاَعَكِ الْحُرَّى تُعِيدُ عِنَاقَنَا المَاضِي
وتَرْسُمُ مِنْ خَرِيفِ حُرُوبِنَا الْحُبْلَى سِجَالاَ
لُمِّي شُعَاعَكِ، واعْصِرِي مِنْ خَاطِرِي قِصَصًا
وضُمِّينِي إلَيْكِ
فَرُبَّمَا صَمْتُ الْحَنَايَا يَسْتَحِيلُ عَلَى الْخُطَى حِمَمًا
وَيَغْدُوشَطْرَ مَلْحَمَتِي ظِلاَلاَ
لاَ غَفْوبَعْدَ الْيَوْمِ
صَدْرُكِ بُرْتُقَالُ الْبَحْرِ، مُعْتَرَكُ الحَنِينِ
يُغَازِلُ المَوْتَى
وَهَذِي الأَرْضُ فِي السُّمُرَاتِ تَنْتَظِرُ الرِّجَالاَ
وَدَخَلْتُ مُفْتَرَقَ الطُّرُقِ
وعَبَرْتُ أرْصِفَةَ المَدَاخِنِ، وَاكْـتََحَلْتُ بِفُلَّةِ البَارُودِ
أغْطِيَةً لأَسْرَارِ التَعَانُقِ، والسَفَائِنُ تَحْتَرِقُ
كَلأ مِنْ الأكْفَانِ يَفْـتَحُ صَدْرُكِ العَارِي
وَيَشْطُبُ آخِرُ الأَسْمَاءِ
يَكْتُبُهَا عَلَى خَدِّ العَشِيقَةِ فَيْء أشْعَارِ
وَيَنْثُرُهَا عَلَى وَجْهِ الشَّفَقِ
فِي الْبَحْرِ لاَ سُفُنٌ وَلاَ مُدُنٌ
وَلاَ وَطَنٌ يَصْرُحُ بِالهُرُوبِ
إذَا احْتَمَى الرَشَّاشُ بِالقُبُلاَتِ وَارْتَحَلَ الدُّخَانُ إلَى الأفُقِ
لاَ وَقْتَ لِلْكَلِمَاتِ
أشْرِعَةُ الحُدُودِ تُوَدِّعُ الجَرْحَى
عَلى نَغَمِ الْسَرايَا
كَيْ تُعَانِقَ أحْرُفًا تَنْوِي الْفِرَارَ مِنْ الوَرَقِ
لَمْ يَنْجُ إلاَّ مَنْ غَرَقَ
لاَ وَقْتَ لِلْصَلَوَاتِ والْقُبُلاَتِ
ألْسِنَةُ الْجَحِيمِ
وآخِرُ الطَلَقَاتِ تُبَسِطُهَا صَدْرُهَا تَحْتَلُّ أرْكَانَ الجَزِيرَةِ فِيكِ
تَصْنَعُ مِنْ حَشَى الجُثَثِ المَلاَجِئَ والنَفَقِ
لاَوَقْتَ لِلأوْقَاتِ، تَرْتَحِلُ الْثَّوَانِي مِنْ دَقَائِقِهَا
وَيَنْكَسِرُ الْزَّمَانُ مَدَائِنًا، صُوَرًا وأسْوَارًا
وتُصْبِحُ سَاعَةَ الْتَّقْبِيلِ ثَانِيَةً ، وَلَحْظَةُ أنَّةٍ حَقَبًا
وَنَارُكِ بُُرْتُقَالاً حَوْلَ مُفْتَرَقِ الْطُرُقْ
لاَ شَيْئَ إلاَّ مَاتَبَقَّى مِنْ شَظَايَا الْشُّعْلَةِ الأولَى
عَلَى شَفَةِ الْجَزِيرَةِ
أوبَصِيصُ الْجُثَّةِ الْمُلْقَاةِ خَلْفَ الْمَوَعِدِ الآَتِي
وَنَحْنُ قَصَائِدٌ وَمَوَاجِعٌ، وَقَوَائِمٌ أخْرَى تُضَافُ إلَى الْشَّفَقِ
الْوَقْتُ يَهْرُبُ لِلْنَفَقِ
لَمْ يَنْجُ إلاَ مَنْ تَلألأ بِالْشََضَايَا وَاحْتَرَقْ
فُكِ حِصَارِي
رُدِّي زُحُوفَ الْمَوْتِ عَنِّي
قَدْ غَرِقْتُ، وَفَرَّ مِنْ كَفَنِ الْتُّرَابُ
وَزَخَّ لَيْلِي مِنْ غُيُومِ الْلَّيْلَكِ الْمَزْرُوعِي فِيكِ وفِي نَهَارِي
فُكِّي حِصَارِ وَاخْطِفِي مِنِّي الْبُنُودَ إذَا سَقَطْتُ
وَلَمْلِمِي فِيَّ الْشَّتَاتَ وَقَبِّلِي شَفَتِي
لَعَلَّ الْجَمْرَ يَزْرَعُ فِي دَمِي كَرْمًا
وَيَسْكُنُ فِيكِ إنْ غَادَرْتِ فِي وَهَنِ إزَارِي
ضُمِّي الْسَّوَاحِلَ وَاغْرِسِينِي فِي الْمَدَائِنِ شَاطِئًا
وَتَفَيَّئِينِي عُبْوَةً تَخْضَلُّ فِي حِمَمِي
لِتَسْطَعَ مِنْ رُؤَايَ وَمِنْ مَسَارِي
لُمِّي الْسَفَائِنَ وَاخْتَفِي فِي خَاطِرِي
وَارْسِي عَلَى قَلْبِي
وَغُوصِي فِيَّ أشْعَارًا وَأوْتَارًا وَأنْهَارًا
وَدُورِي فِي مَدَارِي
لاَتَتْرُكِينِي تَائِهًا
فِي الْصَّمْتِ يَقْتُلُنِي الْحَنِينُ إلَيْكِ
تَسْحَبُنِي وَتَحْبِسُنِي مَوَاوِيلُ الْعَوَاذِلِ وَالْعِدَى
لِتَذُوبَ أسْوَارُ الْمَدَائِنِ فِي سِوَارِي
إنِّي أُوَدِّعُ فِيكِ أطْلاَلَ الْمَسَاءِ
لَعَلَّنِي أبْنِي لأحْلاَمِي صَبَاحًا فِي جُفُونِكِ مِنْ مَوَاوِيلِي
وَأنْفُثُ رُوحَ إيقَاعِ الْمَلاَحِمِ فِي دِيَاري
إنِّي أغَادِرُ فِيكِ أنْفَاسِي وَأجْرَاسِي وَأعْرَاسِي
لأرْقُبَ طَلَّةَ الْبَدْرِ الْمُتَيَّمِ فِي شِفَاهِكِ
أوأرَى شَفَقَ الْغَدِ الْمَوْعُودِ فِي خَدَّيْكِ
يَنْحَتُنِي وُرُودًا
عَلَّهُ يَلْقَى شُعَاعَكِ فِي جِوَارِي
إنِّي عَلَى عَهْدِي أضُمُّكِ إذْ تُغَادِرُكِ الْحَنَايَا
أوتُحَاصِرُكِ الْمَنَايَ، أوتُزَيِّفُكِ الْمَرَايَا
أوْيُقَاتِلُكِ الْعِدَى فِي أضْلُعِي
كَي لاَ أصُوغَكِ فِي شِعَارِي
إنِّي عَلَى عَهْدِي، وَمِنْ مَهْدِي إلَى لَحْدِي أحِبُّكِ
كَي أفَجِّرَ مِنْ أقَادِيحِ الْمَنِيَّةِ فَجْرَ مِيلاَدِي
وَمِنْ نَبْعِي الْمَآسِي دَفْقَةَ الأفْرَاحِ
كَي تَغْدُوهَزَائِمُنَا دُرُوبًا لانْتِصَارِي