السبت ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم جمال غلاب

ألبير كامي يعود من الجزائر الى السينما الايطالية

تعكف هذه الأيام، السينما الايطالية، على انجاز فلم سينمائي. حول السيرة الذاتية، والابداعية. لصاحب جائزة نوبل (البير كامي). الذي توفي في حا دث سنة 1961، وهو يقود سيارته… فرق التصوير الإيطالية تكون قد تنقلت الى الجزائر ومن مناظرها إختارت الأماكن التي كان يتردد عليها (البير كامي). في كل من ـ الطارف، وحــــــــــــــي بلكور بالجزائر العاصمة، ومد ينة مستغانم و..الخ …. الى هنا يبدوالخبر عاديا؟إ. وغير العادي فيه. أن (البيركامي) قبل وفاته ترك مخطوطا لنص روائي. يكون قد تناول فيه حياته؟إ. وتفيد بعض المصادر أن المخطوط عثر عليه بسيارته بعد الحادث مباشرة؟إ. وهنا يجدر بنا التساؤل: ما السر في تأخر ظهور المخطــــوط الى يومنا هذا أي بعد 48 سنة من كتابته ( …؟إ.. ).والسؤالي الثاني الذي يمكن طرحة هوأيضا: ما هومضمون هذا المخطوط؟إ.

للإجابة على هذين السؤالين. وأسئلة أخرى قد تعترضنا. أثناء عرضنا لبعض الحقائق؟إ. يجد ربي. البحث فيما هومتوفر بمكتبتي البالية. تما شيا مع الوقائع هذا المبدع الظاهرة. فكما هومتعارف عليه أن ـ البير كامي ـ. جزائري المولد. وبمعنى أدق. ولد بمنطقة فلاحية اسمها ـ الذرعان ـ التابعة حاليا الى مدينة الطارف اداريا. والى مدينة عنابة سابقا أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر.

صاحب روائع ـ أعراس تيبازة، والغريب، والطاعون …الخ ـ.عاش طيلة حياته الابداعية، والفكرية ممزقا، بين مسقط رأسه الجزائر، وأبناء جلدته من الفرنسيين المعمرين. وما يلفت الانتباه في هذه الجدلية؟إ.أن البير كامي حاول في عدة مواقف له تجاوز ذاته الى الآخر؟ لكن واقع الحال كان بإ ستمرار يكبحه. وفي كثير من الأحايين يجبره، على التذبذب في مواقفه. ازاء الإستعباد، والاستعماروالقهر، ولعل أسوأ موقف عاتبه عليه مجموعة، من المثقفين الفرنسيين الأحرار: هوتأييده للإستعمار؟. ومبرره في ذلك أن التخلف. لا يمكنه وبأي حال من الأحوال التكيف مع صنع الحضارة.فعلى حد تقديراته لوأعطيت الحرية للشعب الجزائري لتقرير مصيره. قد يؤدي به مثل هذا المكسب؟إ، الى الدخول في حرب أهليه؟إ. مثل هذا الموقف سرعان ما اعتراه عامل الحت التعرية،من خلال احتكاكه بكثير من المثقفين الجزائريين: من أمثال محمد ديب وجاك سيناك ومولود فرعون. هؤلاء يكونون قد التقوا في اقامة ابداعية سنة 1948 بضيعة مسماة ب (سيدي مدني بمدينة البليدة) التي تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 80كلم. في هذه الاقامة. تم تدارس عدة قضايا تتعلق بمستقبل الابداع؟إ إضافة الى اعادة صياغة أسئلة جديدة تواكب تصفية الاستعمار، في هذه الحقبة. لأنه على ما يبدومن خلال نقاشاتهم بهذه الاقامة تولد لديهم إحساس مفاده. أن شيئا ما قد يحدث في السنوات القليلة القادمة؟إ وهوتمرد شعب بكامله.

وقد عبر (البير كامي) عن ذلك في احدى مقالاته بقوله ـ العبد الذي ألف تلقي الأوامر طيلة حياته؟إ.يرى فجأة أن الأمر الجديد الصادر اليه غير مقبول. فما هوفحوى هذه اللا.. انها تعني مثلا. أن الأمور استمرت أكثر مما يجب، وأنك غاليت في تصرفك. وأن هناك حدا، يجب أن لا نتخطاه، وأنها مقبولة حتى هذا الحد، ومرفوضة فيما بعده ـ. ومثل هذا التطور الذي حصل في موقف (البير كامي) نتيجته عدة أحداث تكون قد أنضجته منها الفساد الاداري الحاصل آنذاك،وتزوير الانتخابات من طرف الادارة الاستعمارية في الجزائر. اضافة الى عامل القهر للشعب الجزائري برمته. قلت مثل هذا الموقف الايجابي ـ لألبير كامي ـ. في تعاطيه مع القضية الجزائرية. دفع بالمخابرات الفرنسية، الى ترحيله من الجزائر الى باريس. والغاية من ذلك. حتى تخفض الإدارة الفرنسية الاستعمارية.

من عامل التأثر الى أدنى مستوياته؟إ لدى البير كامي وعلى الرغم من ترحيله بقي وفيا لمسقط رأسه الجزائر. حيث كان يدفع بكل التقارير الصحفية التي ترد اليه من الجزائر من أصدقائه الجزائريين، عن ممارسات اللا انسانية التي كان يمارسها الاستعمار الفرنسي، على الجزائريين، من تعذيب وقهر. للنشر بأسبوعية ـ لكبرسيون الباريسية ـ ليطلع عليها الرأي العام الفرنسي. ومن المبادرات التي قام بها وهوفي باريس. أنه نادى الى المصالحة بين المعمرين الفرنسيين والجزائريين من خلال مناداته الى تحاور النخب وقد تجاوب مع هذا النداء ـ بومنجل ـ ممثل جبهة التحرير الوطني الجزائرية لكن للأسف أن هذا اللقاء لم يتم بسبب تدخل المخابرات الفرنسية التي عرقلته من خلال مضايقتها على ـ البير كامي ـ باعاز من بعض المعمرين الفرنسيين. وهوما دفعه الى اليأس في ايجاد مخرج؟ ويقال في آخر ايامه أنه انحاز كليا الى الكتابة في المسرح. المعمرون الفرنسيون في هذه الفترة ـ نهاية الخمسينيات كان تعدادهم مليونين نسمة والشعب الجزائري ثمانية ملايين؟ وبعد وفاته ـ 1961 ـ عاد ت نخب المعمرين الفرنسيين الى العمل بنداء البير كامي. لكن بعد أن قرر الشعب الجزائري مصيره في استفتاء 1962 م.حينها كان نداء البير كامي قد فقد صلاحيته.

وهو ما صار فيما بعد أي النداء بمثابة مصدر الم وندم للمعمرين الفرنسيين الى يومنا هذا؟إ بسبب عدم التجاوب معه في أوانه. كل هذه الأحداث ووقائع أخرى لم أتطرق اليها سيشملها الفلم الذي ستنتجه السينما الايطالية. والأكيد أن هذا الفلم سيكون محل جدل بل سوف يحصد الجوائز العالمية. مثله مثل فلم ـ معركة الجزائر ـ الذي أنتجته السينما الايطالية في سنة 1965 م. ولا أبالغ ان قلت أن السينما الايطالية نالت شهرتها. طيلة العقود الماضية. من خلال مادتها المستمدة من أحداث التاريخ الجزائري المعاصر إ. ولتدارك هذا التقهقر لسينما الايطالية هاهي تعود ثانية للنهل من تاريخ الجزائر المعاصر عبر بوابة البير كامي؟.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى