الأربعاء ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
رُؤى ثقافيّة «129»
بقلم
أميرة الماء..!
مَـوْجٌ على مَـوْجِ الهَوَى يَـتَـكَــسَّـرُومَدًى يُســافِـرُ فـي مَدَاهُ ويُبْحِــرُوالبَحْــرُ أيـَّامِــيْ، تُخِـبُّ خُــيُولَهـا،أسَــفًــا يَــرُوحُ ، وبَهْـجَــةً تَـتَمَطَّـرُكُلُّ الذينَ رَأَوْكَ في حَــدَقِ الصُّـوَىبَصُــرُوا بِعِشْقِــكَ ، إنَّما لم يُبْصِـروابَصُــرُوا بـأنَّ أَمِـيْـرَةَ الـمَــاءِ التيوهَبَـتْـكَ نَوْأَكَ أَمْـرُهـا لا يُـقْـهَـرُ!* * *الَمــغْرِبُ الأَقْصـَى علـى أَهْدابِهــاشَــرْقٌ، يَزُفُّ جَـنَاهُ طَرْفٌ أَحْــوَرُ!مِن صَقْرِ فَوْدَيْها إلـى عُشْبِ الفَـلاخِشْفانِ ، حَفَّهُما الفُــتُـوْنُ الأَكْــبَـرُوعلى نَـوارسِ رُكْبَـتَـيْها رَفْـرَفَــتْأشــواقُ أَيـَّامــيْ، ومـَـارَ المَـرْمَـرُ!ولهــا علـى أُفـُـقِ الزَّمــانِ تَـوَقُّـدٌولهــا علـى أُفـُـقِ المكــانِ تَعَـثُّــرُيَـتَـبَــدَّدُ التَّــاريــخُ فـي بَـيدائهــاوإذا أرادتْ ، فَهْوَ عَــبْدٌ مُحْــضَـرُ!* * *أَيْنَعْتُ مِن رُغْمِ الثَّـرَى بِمَفازَتــي،هَتَفَتْ بِـهِ ، فَحَواهُ فَجْــرٌ أَخْضَـرُ!لِتَــلُــفَّـهُ مِن دِفـئــهـا بِمُطَـهَّــمٍ-سَــعَـفُ الأصائلِ ساعِداهُ- وتَـبْذُرُتَسْهُوْ علـى وَلَـهٍ مَشاعِلُ وَجْدِهــاالصُّوْفيِّ، أو يَصْحُو الحُضُـورُ المُزْهِــرُعَرَفَ انهمارَ الدَّهْــرِ مِن أعطافِهــافَسَقَتـْـهُ، لا يَصْحُــو ولا هُوَ يَسْكَـرُ!* * *يا أَيـُّها الأُنثى التي حَمَلَــتْ «زمــانَ الوَصْلِ» طِفْــلًا، أينَ مِنْكِ تَنَكُّرُ؟غادَرْتـِنـِيْ نَهْـبَ القصائــدِ والرُّؤَىمُـتَجــاذَبٌ ، مُــتَداوَلٌ ، مُـتَبـَعْـثِـرُأَهْـمِـيْ حَنِـيْـنًا في ثَراكِ ، وأَنْـثَـنِـي،مِن فَـرْطِ ما بـِيْ ، هائـمًا يَـتَـفَكَّــرُتلكَ التي ظَمِئَـتْكَ قد أَظْمَتْكَ ، والــأَبـَـدُ انْـتَهَى ، والماءُ مَعْنًى مُضْمَــرُ!أ فَهكذا عِشْقِـيْكِ يَـبْـقَــى جَــذْوَةًفي الرُّوْحِ ، تَخْـبُو تـارةً أو تَظْهَـرُ؟!* * *كَمْ قُلْتُ يومــًا ، والهــواءُ غَلائــلٌبِيْــضٌ ، وطــارَ بِنا جَـنَاحٌ أَشْقَـرُ:يـا نَخْــلَــةَ اللهِ التي أثــداؤهــــارُطَــبُ الحَيــاةِ وظِلُّهـا المُتَهَـصِّـرُ!هُزِّيْ بِجِذْعِـيْ ، إِنَّــنِيْ لَكِ جائـعٌ،وتَســاقَطِـيْ كَمَــجَــرَّةٍ تَـتَـكَـوَّرُ!أُهْدِيْــكِ راياتِـيْ ، شِراعـًا مِنْ دَمِيْ،وخُيُوطُهـا مِن مُهْجَــتِيْ تَـتَحَــدَّرُ!يَهْـنِـيْكِ منهــا خامَـةٌ مِن غَـيْمِهــالِيَعِـيْثَ فيهــا ذا البَهــاءُ المُـبْهِــرُ!وخُــذِيْ بِأَعْنَـاقِ الشِّعــاراتِ التيقَضَمَتْ بِجِسمــيْ أُمـَّـةً لا تَشْعُـرُ!هذي فِلَسْطِـــيْنُ كَأَطْــوَلِ كِذْبَـــةٍتاريخُهــا عَــرَبٌ تَقُــوْلُ وتَـكْفُـرُ!والمُسْلِمُــــوْنَ مَسَـابِــحٌ ومَــبَاخِـرٌأُمَمٌ هنــالِكَ كَـمْ تَنَـــامُ وتَجْـــأَرُ!* * *بغــدادُ في «فِــلْمِ العُـرُوْبَـةِ» أُحْرِقَتْوالمُخرجــانِ «تَأَمْــرُكٌ» و«تَدَوْلُــرُ»!هُــزِّيْ إليكِ بِجِذْعِهــا، يَلِدِ الضُّحَىطِفْـــلَيْنِ: طِفْــلًا بِالأَرُوْمَــةِ يَجْــدُرُوالآخَــرُ الطِّفْــلُ الذي في خاطِــريمِنْ أَلْــفِ عــامٍ فِكْــرَةً لا تَكْــبُرُ!* * *يا أنــتِ.. يا نحــنُ.. وما يَبْقَـى علىكَــفِّ الزَّمــانِ بطَقْسِــنا، يا بَيْـــدَرُ!أَدري بأَنَّــكِ في مَـخاضِــكِ، بينمــاأَهْلُوكِ حَوْلَكِ، هازِئٌ، أو مُنْكِـــــرُ!أَدري بأَنَّــكِ حُــرَّةٌ، وأَسِـــــــيْرَةٌ،ولَـكِ الجُمــوعُ بأَسْــرِها تَسْتَأْسِــرُ!أَدري بــإِطْــراقِ الجَـوادِ إذا كَـبَــــاأو بِاخْـتِلاجِ القَلْــبِ إِمَــّا يُكْــسَـرُ!* * *ولقــد عَلِـمْــتِ بِأَنَّ قَلْــبَكِ دَانَـــةٌ،أَغْلــَى مِنَ الأَغْلــَى عَلَـيَّ، وأَنْضَـرُ!لكــنَّ عُنْــوَانَ الأُنوثــةِ مُشْـمِــسٌ،أَبَــدًا، وعُنْــوَانَ الذُّكــورةِ مُقْمِــرُ!عُنْــوَانُ لَحـْظَـيْكِ مَقاتِـلُ مُهْجَــتِيْ،لَــوْ كانَ بِـيْ غَـيْرِيْ، وبِـئْسَ تَعَـذُّرُ!* * *تِــلْكَ التي قَـتَلَتْ فُــؤادَكَ أَبْدَعَــتْقَـتَّــالَهــا ، ولِكُــلِّ آتٍ مَــصْــدَرُ!فَتَحَــرَّرِيْ مِــنِّيْ، فَمِــنْكِ بِدايَـتِـيْ،ولْتَغْفِــرِيْ حُــبِّيْ، فَمِثْلُــكِ يَغْفِــرُ!لا يَقْــرأُ اللُّغَــةَ الوَلُــوْدَ سِوَى الذييَحْــيَـا الأُمـُـوْمَــةَ، كُــلُّ أُمٍّ تَصْــبِرُ!وأنــا هُــنا بِبَياضِهــا مُــتَــوَسِّــمٌوَجْـهَ الشُّرُوْقِ، بِـسِفْـرِهِ مُسْتَـبْـصِــرُلا تَنْدَمِـيْ، لا تَحْلُمِــيْ، واسْتَقْــبِلِـيْأَمْسِـيْ، وبــابُ الوَعْدِ صُبْحٌ مُثْمِــرُ!* * *تَــدْرِيْنَ ما قَــرَأَتْ أَنامِــلُ ساعَـتِـيْفي وَجْهِكِ الذَّاوِيْ، وبَـرْدٌ يَصْــفِـرُ؟بَـيْـتَـيْنِ لَفَّهُــما الغُمُــوْضُ بِهامَـتِـيْ،نَعَــبَا، وهذا الكَــوْنُ لَــيْلٌ مُغْـــدِرُ:إنْ لم يَكُنْ لَكَ مِنْكَ طِـبٌّ في الَهــوَى،فَطَـبِـيْـبُكَ المَـــوْتُ الذي لا تَحْــذَرُ!لــولا دِمــاءُ الَمــوْتِ في مُهَجِ الحَــيَاما أَخْصَــبَ المــاءَ المــواتُ المُقْفِــرُ!* * *يا غَيْمَــةَ الفَصْــلِ الأَخـيرِ، تَـمَهَّلِـيْفَشِفاهُـنا مِنْ حَلْمَتَـيْــكِ الكَــوْثَـرُ!تَتَفَــتَّتُ الذِّكْــرَى الحَــرُوْنُ بِراحَتِيْفأَشُــمُّ مِــنْهـا أَنْجُــمًــا تَتَـحَــرَّرُ!غَــزَلَــتْ بُــرَادَةَ ذِكْـرَياتــيْ غَــادَةًضَوْئِـيَّـةً، تَنْهــارُ فيهــا الأَعْــصُـرُ!تَنْـتَابـُنِـيْ رَيَّــانَــةً بِجُــمُــوْحِهــالِــتَرُوْحَ مِــنِّــيْ ثَــوْرَةً أو تُــبْـكِــرُسأَظَـلُّ أَرْنُــوْ ظامِــئًا لِـجَهَــامِهــا،لا مُقْشِعًــا عَــنِّيْ، ولا هُـوَ يُمْطِــرُ!* * *قَــدَرِيْ أُحِــبُّكِ أَنْتِ، يـا فَتَّانَــتِـيْ،مَــن ذا على قَـدَرِ المَحَــبَّـةِ يَــقْــدِرُ!كَمْ- كالفَراشِ- نَمُـوْتُ في أَضْدادِنا!والحُـبُّ بَعْدَ عَــدَاوةٍ هُــوَ أَشْــعَـرُ!