أنا وسميرة
القلوب والأرواح النقية تتلاقى مهما بعدت المسافات ومن الصديقات العزيزات وبنت محافظتي الشاعر سميرة محمودي وقد تعرفت عليها عن قرب فهي من قرية مباشر مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية وأنا من قرية مجاورة وهى السدس وقد نشرت العديد من كتاباتي وأعمالي الصحفية في المجلة التي تصدرها وعندما توفى زوجها في شهر نوفمبر ٢٠٢٣ في المملكة العربية السعودية ذهبت إليها بصحبة صديقي الصحفي منصور عبد الحميد ابن قرية مباشر لتقديم واجب العزاء.
صديقتي وزميلتي الشاعرة سميرة محمودي عندما تلقت نبأ وفاة زوجها كتبت على صفحتها : عندما أنعي نفسي وأودع جزءا غاليا مني وأكفن معه أحلامي وآمالي وأمني وأماني.. لقد توفيت أنا منذ سمعت خبر وفاتك المفاجئ وأنت في غربة فرضتها علينا الأيام والظروف ولكن لا أعتراض على قضاء الله وقدره فلن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا وأشهد الله وأشهد أمام الجميع بأنك كنت نعم الصاحب ونعم الزوج ونعم السند والمعين أكرمتنا واغدقت علينا بحنانك ودفئك ومالك وكل ماتملك ولم تنس صلة رحمك وأقاربك وكنت عونا أمام أعيننا لكل الأصدقاء وأنك في كل أحوالك كنت تعيش في تجارة رابحة مع الله.. نسال الله أن يكرمك كما أكرمتنا ويغدق عليك من رحماته وعفوه وغفرانه ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون ).
بعد تشييع جثمان زوجها إلى مثواه الأخير قالت:
من بعد حضن الذكريات
ورسالة منك
ضامة طيات الورق
بعد الزمان اللي سهانا
واتسرق
مشتاق لضمة
روحك الحلوة
في روايح المسك
اللي لسه معبقة
بين السطور
وشعاع لنور الحرف
يبعت لي السلام
من بين غرامك وابتسامك
ويا لحظات الهيام
لحظة تسامى للمشاعر كلها
جوانا دايب منها
واصل حدود المنتهى
من غير كلام
يا آه
كات فين بدايته
ومين هايعرف منتهاه
أو هى فين
ارضه اللي ضمت حضننا؟
أو فين سماه؟
كان فيه ما بينا
الكيميا مابتشبهش حد
تؤأم بجد
أكسير ومعنى للحياة
باحلم تكون
دلوقتي قاعد مستمع
لو كان مابينا
بينا الحرف سهل وممتنع
كان كل شىء
جوانا دايما مقتنع
إن ادعحنا روح
بالعدل بينا بتتقسم
وأن الشبه جوانا يثبت للملأ
إن النوايا المخلصة
في جبين زمانا بتترسم
وشم الخلود
أنا وأنت آية للوجود
بتهد اسوار العدم
الوصل بينا بينسجم
مع كل حرف من الحروف
مالت عنيا ع الظروف
صحت حنيني بدمعتين
محبوستين
من يوم ما غبت وسبتهم
نفض تراب البعد عني
وقولهم
مرت سنين..
مانقصش من قربك. ِسنة
وإنك هنا
إنك بتحيا في الوريد
وإنك قريب مش بعيد
وإنك أنا
لا غبت عني
ثانيتين
ولا قلبي
عاش بعدك حزين
ولا ضهرى م الصمت انحنى
قول يا أنا
نادي لبراح العمر
يرجع للصبا
الخطوة لسة قريبة
أجسادنا بعدت أنما
فيه عشق جوه الأرض
واصل للسما
ومافيش نهاية محزنة
قول يا أنا
أو سبني أقولك
واعترف
إن الوجود بيك اكتفى
بعدك هنا
الكون ما يعرفش الوفا
ويقين أسرني واتفهم
كل ابن آدم متهم
الصدق فيه غاب واختفى
والكدب خاين محترف
وإن أنت بس المختلف
بيقولوا مات
من بين ضلوع اامعجزات
صحاني حضن الذكريات
وحنين رحمني من الغرق
برسالة منك حاضنة طيات الورق
بتداوي قلبي اللي اتحرق
وبتدي عرض الكون طناش
أصلك مامتش
واللي بينا ما انتهاش
من بين ضلوعي والسكات
كل الحبايب لو يموتوا
حبيبي عاش.
الشاعرة النقية الطيبة سميرة عبد الفتاح محمودي مشعل الشهيرة بسميرة محمودي كانت تحمل حب الكون في قلبها لكل الناس وكانت من أبرز أعضاء إتحاد كتاب مصر في الإبداع ومساعدة المواهب من خلال ترأسها لمؤسسة الحلم العربي للثقافة والفنون والتنمية وكانت تصدر مجلة قيمة.
يوم الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ كانت تتحدث معي وقلت لها: سوف أرسل لك موضوعي الصحفي عن الكابتن رأفت عطية نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر لكرة القدم رحمه الله وخاصة أنه من قطيفة مباشر المجاورة لقرية مباشر فرحبت بشدة وفي مساء اليوم التالي بكى قلبي فقد توفيت أختي وصديقتي وزميلتي الشاعر سميرة محمودي عندما أعلنت عقارب الساعة المعلمة في مدرسة كفر محسن الثانوية وشيعت جنازتها بعد صلاة ظهر يوم الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠٢٤ وتوارى جثمانها بين ثرى مقابر العائلة بقرية مباشر مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية.
رحمة الله روحك أختي الغالية وأذكر روحك بقولك:
يا معشر العشاق تلك سميرة
فانا على متن الهوى استثناءُ
كل اللواتي جئن قبلى علة
وأنا الشفاء وقربهن الداءُ
لو جاء بعدى ألف ألف سميرة
فأنا العبير وكلهن هباءُ .