

أنـــــا بــــــاق
أحمِـلُ الدُّنيـا على قرنـَيَّ لكـنْ | لم أجـد أثقـلَ من هـَمِّ الوَطـَنْ |
فـإذا عانــى فإنـي مِثـْـلـُــهُ | وإذا أمْـرَعَ جـادَتــْهُ المــُزُنْ |
لا تلـُمْـني في هوى هذا الثرى | إنـّهُ في السِّـرِّ عِشـْقي والعَلـَنْ |
إنـّهُ دِرْعي إذا اشــتـدَّ اللـَّظى | وردائي بعــدَ مَوْتي والكــَفـَنْ |
يا ريـاحَ الشـُّؤم ِ لن تقـتلِعي | ضاربـاتِ الجَذر ِ في عُمْق ِ الزَّمَنْ |
لسْتُ يا دُنيا ! غريبا ً ههُنا | فأنـا في مَوْطِني أصـلُ الفـَنـَنْ |
جَوِّعـوني .. فأنـا لا أنحَني | مِن صُخور ِالأرض ِخبـزي في المِـحَنْ |
* *
يا عظامَ الأهل ِفي جَوف ِالثرى | أنتِ أشـواكٌ بأحْـداق ِالوَثـَنْ |
لن أخونَ العهدَ إن جَنَّ القـَضا | مِن دمي المُهراق ِأ ُعطيهِ الثمَنْ |
مَسْجدي هذا ، وهذا هيْـكلي | هـذهِ قـُدسـي وإني المُؤتـَمَنْ |
وأنا البحـرُ وأنهـارُ الشـَّّـذا | وأنا خُضْـرُ الرَّوابي والقِنـَنْ |
وأنا حَيـْفـا ويافـا .. وأنــا | سورُ عكـّـا وتباريـحُ الشـَّجَنْ |
أنا بـاق ٍ يا فلسطينُ اشهَدي | إنما الزّائِـلُ خـَضْراءُ الدِّمَـنْ |
* *
عاصِفٌ شـَوْقي إلى حُرِّيتي | إنني في السِّجْن ِأقتاتُ الحَزَنْ |
كـُنْ حِرابًـا أيّها الشـِّعرُ على | أ ُمَّـةٍ تغفو على صَدْر ِ الوَهَـنْ |
أ ُمَّـةٍ نامـت على عِلا ّتِــها | كـلُّ ما فيها انهِيـار ٌ... وأ َسَــنْ |
كلُّ ما فيها ظـلامٌ دامِــسٌ | جيفـَة ً أضحَتْ وخِزْيا ً وعَـفـَنْ |
* *
إنْ يَطـُلْ ليْلي فـَفـَجري هادِرٌ | يَبْعَث ُالأضواءَ في اللـّـَيل ِالدَّجَـنْ |
أنا بـاق ٍ يا فلسطين ُ اشهَدي | إنـَّما الزّائِـل ُ خضراءُ الدِّمَـنْ |