الأربعاء ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٧
بقلم فاروق مواسي

أنواع (لـو)

(لو)- هو حرف امتناع لامتناع – أي امتناع الجواب لامتناع الشرط، وهذا الحرف لا عمل له- أي أنه شرط غير جازم، فإذا قلنا: لو حضرت لأكلت الكنافة، فمعنى ذلك- أنك لم تأكل الكنافة لأنك لم تحضر.

من العجيب أن هناك من النقاد من يكتبون على نحو:

لو درسنا شعر فلان لوجدنا عددًا من المحسنات...إلخ

بالطبع فالكاتب لا يقصد امتناع وجود المحسنات، وإنما يقصد أنه وجد المحسنات.

ومثل هذا اللَّبس في الاستعمال:

لو بحثنا في جوهر القضية لرأينا عددًا من البراهين، أولها ....

مثل هذه الجملة معناها أنه لم ير البراهين، وهذا خلاف ما يقصده القائل.

الحل في مثل هاتين الجملتين هو استخدام (إذا) أو (إن)، وعند ذلك نحذف لام الجواب.

نلاحظ أن (لو) غالبًا ما يعقبها دخول اللام في جوابها، وذلك في الجملة المثبتة: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ- آل عمران : 159.

إعراب اللام= واقعة في جواب (لو)، ويمكن الاكتفاء بحرف جواب.

حتى نعرف (لو) التي هي شرطية، فإننا نستطيع وضع (لكن) بعدها:
لو جئت لأكرمتك، لكنك لم تجئ فامتنع الإكرام.
ويمكن ألا يكون الجواب امتناعًا، نحو:
لو يشتدُّ الحرُّ أذهب إلى البحر، فهي هنا شرطية تقتضي تعلّق أمر بأمر، ولكنها لا تقتضي الامتناع.

(لو) الوصلية:

حرف لا عمل له ولا جواب، ويفيد التقليل، نحو:

تصدّقوا ولو بشِقِّ تمرة!

في مثل هذه الجملة تكون (كان) مقدّرة= لو كان تصدُّقُكم بشقِّ...
إعراب (بشق) شبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان المحذوفة.

(لو) التمني:

حرف لا عمل له بمعنى (ليت)، ولا يشترط الجواب، نحو:
لو يعود الشباب!

وقد يُؤتى لها بجواب يكون مضارعًا منصوبًا بأن مضمرة وجوبًا بعد فاء السبب، نحو:
لو أن لنا كرَّةً فنكونَ من المؤمنين- البقرة، 167.

في الآية يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع فاعل، لأن (لو) تختص بالدخول على الأفعال.

ومثلها (لو) التي للعَرْض، وهي أقرب للتحقيق= لو تحدّثُنا عن الرحلة!

لو المصدرية:

حرف مصدري واستقبال بمعنى (أن)، وأكثر وقوعها بعد الفعل (يودّ)، نحو:

ودّوا لو تُدهنُ فيُدهنون- القلم، 9. ومن الذين أشركوا يود أحدُهم لو يُعمَّرُ ألفَ سنةٍ- البقرة، 96. ومثل (ودَّ) تمنى، رجا، سأل، طلب...

في الآية الأولى:

المصدر المؤول من (لو والفعل المضارع= دهان بمعنى النفاق) في محل نصب مفعول به.

هذا موجز ما اخترته من كتب اللغة، وقد أفاض الدارسون والنحويون في (لو) وأنواعها، وليس أدل على ذلك من أطروحة دكتوراة بعنوان "أوجه استعمال (لو) في الأساليب العربية"- قدمها د. محمد حسانين في جامعة لاهور سنة 1978، وهي في موقع "منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية"، ويمكن تحميلها لمن أراد أن يتوسع.

تصوروا (دكتوراة) حول حرف!

وبالدارجة أعجب: "ولو"!


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى