الخميس ٢٢ آب (أغسطس) ٢٠٢٤
بقلم جمال سلسع

أينَ سأَقطفُ وجهَ الشَّمسِ؟

هل تعرِفُ لونَ مَذاقِك؟
كيفَ تَنَفَّسَ بينَ يَديك؟
هل شمَّ اﻵهَ بِدمعِ اﻷرضِ؟
وهل لوَّنَ صوتَ الدَّمِ الصَّارخِ
في صحراءَ جبينك؟
هل سكنت خطوكَ
صرخةَ طفلٍ يستجدي ذراعك؟
إن لم تحمل رائحةَ الأرضِ
تَشُمُّ مذاقَ اﻵهِ
فقد خنتَ تُرابك!
قاموسُ الكلماتِ يَذوبُ
بوحلِ شعارٍ...
إن لم يَمتشق التَّاريخَ دروباً
تُطفئُ وجعَ الصَّمتْ
أَيَّةُ خطوة ﻻ تحملُ ثديَ اﻷرضِ
يموتُ حليبُ الشَّمسِ
بقبرِ خِيانَتِها...
فلماذا تسأَلُ من أَبعَدَها؟
أَيَّةُ خطوة ﻻ تحمِلُ شمسَ شذاها
تُسقِطها أَنَّاتُ الوقتْ
وتعودُ وتَسألُ كيفَ ستقطِفُ
شَمسَ اﻷرضِ
وما بَلَّلتِ الخطوةُ فيكَ
سوى ليلِ الموتْ
كيفَ تعيشُ تناقُضَ عمرك؟
ﻻ يتوافقُ همُّ اﻷرضِ
وصمتُ ذِراعِك!
وتعودُ وتسأَلُ كيفَ سأَمسحُ
دمعَ اﻷرضِ
وخطو الذُّلِ يَعيشُ هوانك؟
ﻻ شيءَ سيُطفئُ همَّ اﻷرضِ
إذا لم تخرج من هاجِسِ خوفك
ﻻ شيءَ أمامَكَ إلَّا أنتَ
وأَنتَ اﻷرضُ وأَنتَ التَّاريخُ
فكيفَ يلوبُ بِروحِكَ
عَطَشُ اﻷرضِ
ويُطفئُ شَمسَ حُضورِك؟!
ليسَ أَمامَكَ إلَّا أنتَ
وأَنتَ العطشُ الباحِثُ عن شمسه!
ليسَ أَمامكَ إلّا شمسك
أو عطشِ القبرِ
فكيفَ تعودُ وتسأَلُ....؟
كيفَ سأَقطِفُ وجهَ الشَّمسِ؟!
أَيُّ رجاءٍ يحيا فيكَ
عيونُكَ تبكي...
واﻵهُ سؤالٌ
أَوجَعَهُ صمتُ جوابْ
إن لم تحمل خطواتُكَ همَّ تُرابِكَ
كلُّ دروبِ التَّاريخِ
فراغٌ وغيابْ
في ظلِّ تُرابِكَ ﻻ تحتاجُ لشيءٍ
إن أَعطيتَهُ حُبكَ...
يُشعِلُ فيكَ ينابيعاً وسحابْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى