الجمعة ٣١ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم محمد المستاري

أي مجتمع مدني في ظـل الحـراك العربي؟

سؤال يكتسي شرعيته من خلال التناقض بين أهداف وغايات المجتمع المدني التي تهدف إلى خدمة أفراد المجتمع وتحريرهم من الذل والاستكانة التي يقبع تحتهما إلى ردح غير يسير من الزمن؛ وبين الصمت السائد أثناء حدث الحراك العربي الذي لا تجود به الأيام إلا بعد تراكمات تدوم عقودا طويلة أحيانا.

هذا التناقض الفعلي الذي كشف تواطؤ المجتمع المدني؛ يجعلنا ننطلق من ثلاث افتراضات لا تستند إلى أية خلفيات مغرضة:

 الفرضية الأولى: ألا تعدو أن تكون الجمعيات المدنية بالمغرب سوى قبعات للأحزاب السياسية تستهويها دريهات فتتنازل على كل مبادئها وأهدافها؟

ذلك أن المجتمع المدني مغربيا، لا يملك جرأة قوية ضد الأحزاب السياسية، ولا ضد القرارات التي تهلك كاهل المواطنين.
 الفرضية الثانية: أليست الجمعيات المدنية طريقا يستهدف الوصول إلى السلطة ليس إلا؟ فالكثير من الجمعيات تراودها فكرة تلميع الصورة ونيل رضا المخزن... ما يؤشر على ذلك، غياب التأطير... وغياب موقف واضح من قبل المجتمع المدني يساند فيه الشعب والحركات الاجتماعية، وكذا الحركات المطلبية في الحصول على حقوقها. فكل هذه الحركات لا تجد سندا لها يعبر على أن هناك مجتمعا مدنيا هدفه خدمة الشعب. اللهم إلا الحركات النسائية التي تنضوي تحت لواء جمعيات ومنظمات غربية... تقدم لها سندا مغرضا، يمكن قراءته: بــ"حق أريد به باطل".
 الفرضية الثالثة: أليست الجمعيات المدنية بالمغرب منظمات حكومية؛ دورها الحفاظ على النظام السائد؟
ذلك أن الكثير من المبادرات الفردية التي تسعى إلى تأسيس جمعيات لتهتم بالتوعية والنشاطات الثقافية لا تمنح الترخيص؛ بينما الجمعيات التي تهتم بالطفولة، والمخيمات الصيفية، وتنظيم المسرحيات والموسيقى وغيرها من الترفيهات الخاوية... تحظى بالترخيص وبالمنح بل وأكثر... ما يدل على أن الجمعيات أصلا هي وليدة السلطة السياسية.

وإضافة إلى ذلك، ما يزال الحصول على رخص من أجل تأسيس جمعيات ثقافية محظورا... ما يدل على أن السياسة سياسة فوقية أما المتطوعين فيبحث عنهم في المنازل من قبل فرق المخابرات بل يتم تضييقهم حتى يتم التنازل على جميع المبادئ... أما من أصر فإنه "يجلس على القرعة"... فأي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى