الأربعاء ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم عبد الرحيم شراك

أُشفق عليه

لم أكن أعلم أبدا أنَ بطاقة الدعوة الغريبة التي وجدتها في باب منزلي، ستعود بي لعدة سنوات إلى الوراء حينما كنت تلميذا.
إنَ شكل البطاقة يشبه كثيرا تلك الأشكال الجميلة التي كنَا نرسمها في المدرسة، أمَا الخط الذي كُتبت به الدعوة فقد ذكَرني بأستاذ اللغة العربيَة الذي كان يتقن الكتابة به. لقد كانت أياما لا تنسى.

ما أجمل تلك الأوقات ! فقد درس معي فيها العديد من الأصدقاء الرَائعين أمثال سعد و علاء و سامي، كم كنا نتنافس في حصة الألعاب ! أو في صنع المقالب المضحكة في التلاميذ!

كان يدرس معنا تلميذ غريب اسمه أحمد ! كم كنت أشفق عليه ! فقد كان يهتم بدراسته أكثر من أي شخص آخر في القسم.
كنت أشفق عليه كثيرا حيث كنا نتهمه بأنه شخص معقد و غريب الأطوار. لقد كان يضيّع وقته في فهم الدروس و إجراء البحوث، و لم يكن يستمتع بوقته مثلنا. بل و كان يطالع الكتب باستمرار حتى خارج أوقات الدراسة.

لقد مرّت سنوات عديدة على أيام المدرسة، أما الآن فقد كبرنا و سلك كل منا طريقه !

لكن، لم أكن أعلم أبدا أنه سيتذكرني فهو مصدر هذه البطاقة، و هو يدعوني لحضور ندوته في المدينة حول اكتشافه العلمي الجديد !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى