الجمعة ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
بقلم فاروق مواسي

إشارات الصدق في القصيدة الوجدانية كما يستشفها القارئ

في مناهج التلقي يأخذ النص أهميتـه من تفاعل المتلقي فيه، ويحمل النص عادة حوارًا داخليًا متبادلاً بينه وبين ذاتية المتلقي أو المتقبّل، وكم بالحري إذا التقت تجربة المبدع بتجربة هذا المتلقي من خلال الهموم أو القضايا المشتركة أو اللغة وما تحمله من إحساس وشحنات مشتركة [1].

وقد كان الشاعر القديم منذ البدء واعياً لأهمية التلقي، فالنسيب الذي يعمد إليه في استهلال القصيدة [2]، بل حرصه على المطلع والختام مما يؤكد هذا الوعي، بل إن إجراء الشعراء عبر عصورهم التغيرات على نصوصهم، مما يُشير كَذلك إلى أن المبدع يضع نصب عينيه وفي طوايا تفكيره شخصية المتلقي، وهو – أي المبدع – يأخذه بنظر الاعتبار في تعميمه للنص.

والمتلقي يعني بالدرجة الأولى القارئ أو المشاهد أو السامع، ولكني هنا سأتناول القارئ حصراً لأن هناك حيادية [3]، ما بينه وبين النص أكثر مما نجدها لدى السامع. فالسامع بتأثر بأسلوب الإلقاء [4]، حيث تشترك الأذن مع العقل والمشاعر، وحيث يستعين "الخطيب"، بقيم وأدوات فنية نحو موسيقا الكلمة أو إيقاعها؛ وقد يستعين بإشارات إيماءات، أو تكون له حركية صوتية مؤثرة. ولا شك كذلك أن شخص الملقي والموضوع والظرف الذي يقال فيه النص وغيرها – وهي مؤثرات من شأنها أن تغير من طبيعة الحكم أو موضوعيته..... وليس الـمـشاهد ببعيد عن حكم المستمع من حيثُ التأثر بالأجواء والظروف التي تهيمن أحياناً بسبب مقومات خارجية عن النص.

وأما اختيار القصيدة الوجدانية لمعالجة استشفاف الصدق في تلقيها فذلك بعود أولاً إلى ضرورة حصر الموضوع في لون أدبي واحد، والشعر هو الغالب في الأدب العربي في تأثيره. إنه لغة مكثّفة إيجازية أو مركّزة، وهو من أكثر الألوان الأدبية التي تكشف ما في نفوسنا من انفعال. ثم إن إمكانية استخلاص الصدق من الرواية التاريخية مثلاً أو المسرحية الكوميدية أو المقالة الاجتماعية أو القصة القصيرة يكون متعذراً.... بل أنه يصعب كذلك في الشعر المسرحي أو الكوميدي أو الوصفي.

ولذا اخترت القصائد الوجدانية لأنها هي أصلاً – تعبير عن ذات الإنسان وعواطفه أو وجدانه.

إن قارئ القصيدة إذا أحس الصدق فيها أحس بـ "تهدجات العاطفة" [5] وتلاعبها بالنفَس الصادر من الرئتين، إنه
يقنعنا أنها تنبعث من صميمه، وتنبثق من معاناته الشخصية والفكرية والعاطفية، لذا يستعمل العبارات والألفاظ (اللغة) التي تؤلِف له خصوصية ما.
ولكن لنقف أولاً على معنى الصدق الذي يحسه المتلقي، وكيف عرّفه النقاد العرب.

معنى الصدق في الأدب

إذا كان الصدق في المواضيع العلمية يعني التدقيق والوضوح واستعمال المنطق والابتعاد عن لغة الخيال، وملاءمة الواقع فإنّ الصدق في الأدب يتحقق إذا انطلق من عاطفة المبدع وانفعاله. وهو إذا كان يخرج من القلب فإنه يصل إلى قلب المتلقي، فيشعر بما شعر به المبدع وينفعل معه؛ والصدق هنا يتحقق؛ ولا يتم هذا إلا بالخيال أو الصور الفنّية، واستعمال الكلمات بأسلوب معيّن، وكم من موضوع واحد يتناوله عشرات الشعراء، ولكنّنا نحس الصدق لدى هذا، ونرى التكلف لدى ذاك ، نرى الطبع – وهو من مقومات الصدق – عند هذا، ونرى الصنعة أو التقليد – وهما نقيضان للصدق – لدى الآخر.

إن الخيال هو الثوب الذي يُلبسه المبدع لفكرته أو لمعناه، فالخيال مرفوداً بالعقل يقدّم خصوصية للشاعر تنبثق من خلال انعكاسات الأشياء في حسه وفي نفسه.

يقول أنور المعداوي: "أما الصدق الفني فميدانه التعبير، التعبير عن دوافع هذا الإحساس، بحيث يستطيع الفنان أن يلبس تجاربه ذلك الثوب الملائم من فنية التعبير، أو يسكن مضامينه ذلك البناء المناسب من إيحائية ذلك الثوب الملائم من فنية التعبير، أو يسكن مضامينه ذلك البناء المناسب من إيحائية الصور". [6]

إن الصدق في الشعر يستلزم أيضًا النظر إلى مقومات الشعر من إيقاعات.. ولغة مميزة مكثّفة، ومعان تحملها صور أو خيال. وثمةّ تأثيرات أخرى خارجية عن النص ألمعنا إلى بعض منها أعلاه.

لكن : هل من السهل أن نحدّد مقياس الصدق في هذه القصيدة أو تلك؟
يستصعب أدونيس ذلك، ويرى أننا "لم نعد نستطيع أن نميّز بين صادق وزائف في الفن" [7].

وقد سبقه الناقد محمد النويهي الذي وضع كتابًا خاصاً يعالج موضوع "الصدق في الأدب"، ويتبن لنا من خلاله صعوبة التحديد مطلقاً، رغم أنه قدّم لنا فيه بعضًا من شروط الصدق:

  1. تكون عاطفة الأديب التي يدّعيها قد ألمت به حقاً، وأن تكون عقيدته التي يبنها هي عقيدته الحقيقية في الموضوع التى يتناولـه.
  2. أن تكون حدة تصويره ناشئة عن حدة شعوره وقوة حساسيته - لا عن رغبة المبالغه والتهويل.
  3. ألا يخالف تصويره النواميس البدائية للكون كما نعرفه، ولا حقيقه
    السلوك – السلوك الإنساني فيما نخبره من البشر في تجاربهم ومواقفهم (هذا فيما عدا الموضوعات الخرافية والأسطورية .....).
  4. أن يكون من شأن صنعته أن تزيد عاطفته جلاء وقرباً، لا أن تقف أمامها حجاباً يشغلنا تأمله من النظر فيها [8].

ورغم وضعه الشروط بلغه فيها الكثير من التعميم - ورغم اجتهاده في بيان الصدق في هذا البيت أو بيان التكلف في ذاك – وهي مسألة ذوقية محضة – إلا أنّه يوجز الموقف الصعب في التحديد – في وقت لاحق – فيقول:

"الإجابة عن التمييز بين الصدق والزائف هي عسيرة جيداً، لأنه في حقيقته سؤال عن كيف نميزّ بين الصادق والزائف في الفن." [9].

ومع هذا فإننا في هذه الصفحات سنحاول البحث عن إشارات مصاحبة للإحساس بصدق القصيدة، نحاول أن نستشفها ونحن مدركون أن المعوّل الأساس في كل عملية قراءة - هو الممارسة الطويلة أو الدربة المتواصلة، ولكن قبل ذلك علينا أن نتقرى معنا "الصدق" في النقد العربي – قديمه وحديثه.

مصطلح "الصدق" في النقد العربي

 من الاستعمالات الأولى لمعنى الصدق ما ورد على لسان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في زهير بن أبي سلمى: "ولا يمدح الرجل إلا بما فيه" [10]. ونحن نفهم من هذه العبارة معنى الموافقةٍ مع واقع الحال، أو الصدق في الواقع.

كما ورد في بيت شعر لحسان بن ثابت ذكر للصدق، ولكنه هنا جاء مطابقًا لنفسية الشاعر أو حاله:

وإن الشعر لب المرء يعرضه
على المجالس إن كَيسًا وإن حُمُقًا
وإن أشعر بيت قائلـه
بيت يقال إذا أنشدته صدقا [11]

وقد أورد صاحب الأغاني حوارًا بين عبد الله بن أبي عتيق وكثيّر عزة – يستعمل فيه عبد الله عبارة " أقنع وأصدق منك "، وذلك في معرض الموازنة بين كثير وشاعرين آخرين. [12]

 ويبدو لنا هنا أن معنى "الصدق" يقارب ما ننحو إلى معناه هذه الأيام، بدليل استعماله تعبير "أقنع" قبل "أصدق"، فهنا نرى أن "أقنع" تهتم بالمتلقي ومشاعره وتمثّله للحالة التي كان بها الشاعر.

وقد وقف إحسان عباس [13] على معنى "الصدق" في نقد ابن طباطبا في كتابه "عيار الشعر"، فرأى أن لدى ابن طباطبا استعمالات مختلفة له:

  1. الصدق الفنّي أو إخلاص الفنان في التعبير عن تجربته الذاتية.
    يقول ابن طباطبا "فإذا وافقت هذه الحالات تضاعف حسن موقعها عند المستمع لا سيّما إذا أيدت بما يجلب القلوب من الصدق عن ذات النفس بكشف المعاني المختلجة فيها، والتصريح بما كان يكتم منها والاعتراف بالحق في جميعها استفزازًا لما كان يسمعها". [14]
  2. صدق التجربة الإنسانية – وهذه تتمثل في قبول الفهم للحكمة – يعلل ابن طباطبا ذلك "لصدق القول فيها، وما أتت به التجارب منها". [15]
  3. الصدق التاريخي – وذلك "يتمثل عند اقتصاص خبر أو حكاية أو كلام .....، فانظر إلى استواء هذا الكلام وسهولة مخرجه وتمام معانيه وصدق الحكاية فيه". [16]
  4. الصدق الأخلاقي – فالقدماء كانوا يؤسسون أشعارهم في المعاني التي ركبوها على القصد للصدق فيها مدحًا وهجاءً ... إلا ما قد احتمل الكذب فيه حكم الشعر من الإغراق في الوصف والإفراط في التشبيه ....... فكان مجرى ما يوردونه مجرى القصص الحق والمخاطبات بالصدق. [17]

الصدق التصويري – ويسميه ابن طباطبا "صدق التشبيه" فعلى الشاعر "أن يعتمّد الصدق الحق والوفق في تشبيهاته". [18]

وقد حدّد ابن طباطبا أنحاء للتشبيه، وكلّما زاد عدد هذه الأنحاء قوي التشبيه وتأكد الصدق فيه.

يرى ابن طباطبا "أن الشعر إذا تضمنّ صفات صادقة وتشبيها موافقة وأمثالاً مطابقة يصاب حقائقها ارتاحت إليه النفس وقبله الفهم". ويرى أن الشاعر الذي يكرم عنصر الشعر صدقًا هو ذلك الذي "يعلم أنه نتيجة عقله وثمرة لّبه وصورة علمه" [19].

بل إن ابن طباطبا يدخل المتلقي في مقاييسه، فالشعر إذا حسنت عبارته، وكان قائمًا في النفوس والعقول "يبتهج السامع لما يرد عليه مما قد عرف طبعه وقبله فهمه ... فالنفوس تألف مثل هذه الأشعار ... وترتاح لصدق القول فيها، وما أتت به التجارب فيها، أو تضمن صفات صادقة .. تصاب حقائقها". [20]

ويقف عبد القاهر الجرجاني على مسألة الصدق والكذب ، فيتناول بيت حسان – أعلاه – ويقول:

"فقد يجوز أن يراد به أن خير الشعر ما دل على حكمة يقبلها العقل وأدب يجب به الفضل ... وقد ينحى بها نحو الصدق في مدح الرجال كما قيل (كان زهير لا يمدح الرجل إلا بما فيه)، فالالتجاء إلى الخيال والتمثيل واختراع الصور والمبالغة هو كذب، ونحن هنا لا نقف عند حدود ما يقوم على إثباته البرهان واليقين ... فمن قال (خيره – أي الشعر – أصدقه) كان ترك الإغراق والمبالغة والتجوز إلى التحقيق والتصريح واعتماد ما يجري من العقل على أصل صحيح أحب إليه وآثر عنده، إذ كان ثمره أحلى وأثره أبقى .. ومن قال (أكذبه) ذهب إلى أن الصنعة إنما قد باعها وتنشر شعاعها ويتسع ميدانها وتتفرع أفنانها حيث يعتمد الاتساع والتخييل، ويدعي الحقيقة في أصله التقريب والتمثيل، وحيث يقصد التلطف والتأويل، ويذهب بالقول مذهب المبالغة والإغراق في المديح والذم والوصف والنعت والفخر والمباهاة وسائر المقاصد والأغراض، وهناك يجد الشاعر سبيلاً إلى أن يبدع ويزيد ويبدئ في اختراع الصور ويعيد". [21]

فالتخييل، أساس الشعر وهو يرفض أن يعتبر في عداد "الكذب"، فمن ضرورة الشعر أن يكون فيه "فطنة لطيفة وفهم ثابت وغوص شديد" [22]

أما في الأدب العربي الحديث فقد كان الديوانيون من أوائل من اهتموا بعنصر الصدق في الأدب، وعالجوه في كثير من مقالتهم:

فالمازني يرفض أن تكون وظيفة الشعر مقرونة بالكذب، وأن أعذبه أكذبه، فالشعر منظار الحقائق ومفسر لها، وهو يصف أبياتًا قرأها، فيقول:
"فما أحلى هذا الكلام وأصدقه، وما أبعد قائله عن العمل وأدناه إلى المتأخرين ..." [23]

يرى المازني أن الصدق وحقيقة أمران أساسيان لنجاح النص الأدبي، فلا يكفي أن يصطنع الكاتب العاطفة ويتلبسها ويتخيلها ثم يعبّر عنها، فكل هذا زيف فقد يخدع زمنًا، وقد يلقى النجاح .. وقد يبهر المتلقي العابر الذي لا يتلقى بقلبه ووجدانه، وإنما يتلقى بحواس مسطحه لم تتدرب ولا تريد أن تتدرب". [24]

وهنا نرى أن المازني يربط بين الأثر الأدبي ولحظة الصدق فيه – وبين وصوله إلى المتلقي واستشرافه فيقول: "وعلى قدر ما يتطلبه الكشف عن الصدق من حماس وما يوفره عند الناقد من اندفاع مليء بالانفعال فإنّ الكشف عن الزيف والكذب الفني يقول دائمًا إلى القسوة في الحكم". [25]

ويتناول المازني قصيدة للبحتري فيرى أن الشاعر روحه مراقة على كل بيت، وأنفاسه مرتفعة من كل لفظ، وهل الشعر إلا مرآة للقلب، وإلا مظهر من ظاهر النفس، وإلا صورة مما ارتسم على لوح الصدر وانتقش في صحيفة الذهن، وإلا مثال ما ظهر لعالم الحس وبرز لمشهد الشاعر. نعم إنّ الإحساس الجمّ والشعور الملح لا يكفيان، بل لا بدّ من قوة التأدية وعلو اللسان للترجمة عنهما". [26]

أما العقاد فهو يعالج شعر "الطبع" ويقول: "إن خير الشعر المطبوع ما عالج العواطف على اختلافها، وبثّ الحياة في أجزاء النفس بأجمعها" [27]، بل إن صدق الشاعر مع ذاته يجعل الشعر مؤثراً في تلقيه. [28]
ويعود عبد الرحمن شكري إلى هذا المعنى كذلك فيقول: "وصف الأشياء ليس بشعر إذا لم يكن مقرونًا بعواطف الإنسان وخواطره وذكره وأمانيه وصلات نفسه. وعندما يعلق شكري على أبيات شعرية معينة – يقول فيها:

"مثل هذا الشعر يصل إلى أعماق النفس، ويهزّها هزاً. والشعر ما أشعرك وجعلك تحس عواطف النفس إحساسًا شديداً". [29]

من هنا نرى أن عملية التواصل بين المبدع والمتلقي لها أهميتها البالغة ، بل هي الأساس في تحديد مدى الانفعال أو المشاركة الوجدانية.

من هو القارئ؟

لا شك أن مفهوم "القارئ" يتسع ويضيف حسب التكوين الاجتماعي والنفسي والتاريخي للمتلقي ... إن بنيته أو مكوناته تحدد له – إلى حد بعيد – أنساق المعاني التي يتقبلها ... فالقراء مختلفون باختلاف ظروفهم وقدراتهم على الفهم والاستيعاب.

إن منهم الطفل والرجل، ومنهم الذكر والأنثى، ومنهم الفقير والغني، الذكي والغبي، السليم والمريض. فالمتلقي وهويته و"ثقافته" والمضامين والأنماط السائدة في واقعه المعيش تحاور معًا النصّ .. وما يحمله من شحنات ثقافية ونفسية ومضامين وأنماط مشتركة بينها وبينه.

وعلى ذلك فإنّ المهيّأ للتلقي الشعري هو ذلك الأقرب إلى الثقافة العامة – والشعرية منها خاصة، لأنه يكون واعيًا بالظروف المهـيـِئة، ولديه أصلاً استعداد للفهم والتلقي.

وإذا كان المازني قد حذّر من المتلقي العابر [30] الذي لا يتلقى بقلبه ووجدانه، وإنما يتلقى بحواس مسطحة لم ولا تريد أن تتدرب، فإنّ ذلك لا يحول دون معالجة الموضوع – معتبرين المتلقي ذلك الذي تعنيه الأفكار السياسية مثلاً، أو ذاك الذي يتفاعل مع صدام حضاري، أو يتخذ موقفًا اجتماعيًا ما ، ومن نافلة القول أن هنالك قراء – حتى ولو قلوا - ، فما قيمة القصيدة من غير قارئ إذًا ؟ إنها ستكون كلامًا عابرًا ، فإذا لم يكن هناك جسر تواصل بين المبدع والقارئ فإنّ الانقطاع لا يحقق وصول المرسَلة إلى المستقبِل، فالمطلوب من قارئ النص أن يحلله – ولو تحليلاً أولياً – لغويًا ونفسياً واجتماعياً. وقد يتصل التحليل إلى مهارات أخرى تتعلق بمجملات ثقافية.

يتوارد التحليل من غير أن يقصده القارئ مباشرة أو ينظمه، يرد إليه من مكّوناته، وقد يتنامى له منه موقف – فيه متعه الاكشاف. وسواء أكان المتلقي راضيًا أو غير راضٍ فإنه يمر مرحلة تذوق أولاً وآخراً. الذوق أولاً لأنه يلتقط النص ومؤشراته ، وآخرًا لأنه مر عبر التحليل (المجاز، الصو ، النحو والتركيب إلخ ...) ، ومر عبر الظواهر النفسية أو الاجتماعية في النص.

إذا وصل القارئ إلى هذه المراحل في النص فإنه سيجد نفسه معايشًا شعور المبدع ومتمثلاً عواطفه، وبالتالي سيجد أن تأثيراً ما طرأ عليه، وإذا ارتقت قراءة القارئ وجديته تصبح قراءته ناقدة تحتمل تقييمًا مسؤولاً.

ليس عدد القارئين الجديين ذا أهمية بالغة هنا، لأن الذوق السائد هو سبيلي في هذه الدراسة ... الذوق السائد الذي يجعل نزار قباني مثلاً "شاعر الإجماع وشاعر الجميع : لقد جعل الشعر أبسط وأسهل ، وأدرجه في متناول الجميع" [31]. لكل قارئ نصيبه من النص تبعًا لمزاجه وثقافته، ولكن ثمةّ عناصر مشتركة لدى الكثير من القراء، ولا بد أن تكون هناك عناصر مشتركة لدى الكثيرين ما دامت الصلات الاجتماعية والفهم اللغوي تربط بين معظم الناس في المجتمع الواحد، ولا بدع – بناءً على ذلك – أن يكون التشابه في العاطفة والذوق الأدبي ممكناً.

من الإشارات الأولى التي تبين الصدق في القصيدة ما يتبدى في لغة النص ، وما ينعكس على القارئ من تماثل شخصي، وما يكتشفه القارئ من صوت خاص للشاعر في قصيدته؛ وبسبب تأثيرها في نفسه داخليًا أولاً، أو بطريقة أخرى يعبّر فيها عن المشاركة. وبالطبع فإن الاندهاش أمام النص يعبّر – كذلك – عن الإحساس بصدق القصيدة.

سأورد – فيما يلي – هذه الإشارات المصاحبة للنص – التي تعكس صدق الشاعر في قصيدته مواكبًا لإحساس القارئ وانفعاله إزاء هذا الصدق.

لغة النص هي المفتاح الأول للتلقي:

ثمة سـر في النص هو الذي يجعلنا نحكم على النص وجودته، فلغة الشعر التصويرية تصل إلى مخيلة المتلقي، وللتخييل سيطرة على مشاعره، وليس بالضرورة أن تكون اللغة الشعرية لغة واقع صرف. إن القصيدة ذات تجربة معينة، وفيها لغتها الذاتية الخاصة، فإذا أقبل القارئ عليها بكل مكوّناته التي أشرنا إليها، فإنه يتوصل إلى إيحاءات أولى عن طريق هذه الحوارات الداخلية بين النصوص السابقة وهذا النص. [32]

يقو جابر عصفور في هذا السياق "إن التوصيل الشعري ليس توصيلاً حرفياً لقيمته، وإنما هو صياغة مجازية لها، وفي هذه الصياغة يتجلى تأثير الشعر، فإذا ربط المتلقي بين المعاني الأصلية بأخرى فرعية على نحو يفرض الأصلية على انتباه المتلقي ، ليجبره على التأني إزاءها، والتأثر بما تتبدى فيه المعاني الفرعية من معطيات حسية تشير إلى المعاني الأصلية ضمنية تنطوي على تعدد في الدلالة أو تنطوي على معان كثيرة". [33]

ولكن النص – عادة – ينطلق من ذاتية، فإذا وصل إلى القارئ فإنه هو كذلك يتقبله بذاتية أخرى، والذاتية لا ضوابط لها محددة.

أما كيف يتم التواصل الأول، فالإجابة تطرق إليها كل من ياوس وآيزر في أكثر من دراسة عن التلقي، وقد ارتأينا أن لربط الفجوات (Gaps) في النص ما يقدّم حرية للتفسير تتـيح للقارئ الفرصة ليبني جسوره الخاصة، ففجوات النص لا يمكن أن تعد عيباً..... إنها في نظر آيزر عنصر أساس للاستجابة الجمالية. [34]

ويرى آيزر أن النصوص الأدبية يكون فيها حيوية بسبب الاعتماد على القارئ الفردي في إدراك المعنى أو الحقيقة المحتملين ، فالمعنى يحدده النص نفسه، ولكن ذلك لا يتم إلا بصورة تسمح للقارئ نفسه أن يوضحه. أما "أفق التوقعات" - الذي أشار إليه ياوس [35] فهو افتراض بأن العمل الأدبي يعدّ جمهوره لضرب خاص جدًا من التلقي من خلال علامات ظاهرة وخفية أو مميزات خفية أو إيماءات خفية ....." وببدايته يثير توقعات حول "الوسط" و "النهاية".

ويمكن بعدئذٍ أن يحافظ عليهما كما هي، أو تغير، أو يعاد توجيهها ... ويستحضر النص الجديد عند القارئ أفق توقعات وقوانين مألوفة من نصوص سابقة يمكن عندئذٍ أن يغيّر أو يصحح أو يبدّل أو حتى ينتج من جديد. [36]

فالفن يقوم على الإيماءة التي لا تكشف كل أبعاد النص، إنما تترك فسحة من التخيل، ولا يتأتى هذا إلا عن طريق اللغة المجازية. إن القارئ في تلقيه النص بالوسط اللغوي – أي بالصيغة اللغوية المألوفة لديه نحواً وبلاغة إنما يغني تجربته هو بما يقع تحت نطاق حسه وفهمه فتتصل "أنا القارئ بالنص.

اللغة في النص هي التي يستقبلها القارئ، فيعيد تنظيمها في أنساق ودلالات تبعاً لطاقته وقدرته على فهم العلاقات النص- تصوير مصاحب لتجربته ورؤيته للوجود.إنها تؤلف أسلوبه، أي ذلك النظام اللغوي المنطلق من نفسية المبدع أو دخيلته، فالشخص المبدع كائن في اللغة – لغته – أو محلقًا فيها. فإذا سيطر الأديب على عناصر لغته واستثمر علاقاته وقرائنها فإنه سيصل الى الطرف الآخر؛ وكثيرًا ما يحس هذا بوقعها في نفسه وأثرها في وجدانه.

ودراسة اللغة في النص لها إيجابيتها ، ذلك أننا نستطيع أن ندرس التطور اللغوي لدى الشاعر الواحد، أن نوازن لغته بلغة أخرى، أو ندرس لغة نوع أدبي معيّن، أو نوازن عوالم شعرية متباينة...

إن المبدع عندما يقدم لنا معاني دلالية إنما يقدم معها ظلالاً وطاقات مصاحبة، وهي متفاوتةفإذا وصلت بعضهذه ظلال إلى القارئ فإنه لا شك واجد تماثلاً نفسياً، وسأشير إلى هذا التناول لاحقًا.

هناك من رأى أن استعمال العامية والحديث عن الواقع المباشر هما مما يقرّب النص لغة وتماثلاً نفسيًا، لكن محمد النويهي يحذرنا من الإغراق في الواقع، وكذلك من استعمال العامية، ورأى أن هذا القرب من لغة الكلام يجب أن تستلزمه طبيعة موضوعه والظلال الدقيقة الفكرية" وأن يجيء استجابة طبيعية لاهتزازات هذه الروح – كما تتجلى في نبرات حديثه اليومي". [37]

ومهما يكن فإن المعنى هو الذي يؤلف الرابطة الروحية، أو يكمن فيه سر النص الذي ألمعت إليه آنفاً. ومن الضروري أن تّتحد خيوط النسيج اللغوي والأداء بشبكة من العلاقات، لتعطي استقلالية وإيحائية.

التماثل الشخصي :

ومن إشارات الصدق في القصيدة أن يقدّم النص دلالات جديدة في ذهن القارئ- دلالات لم تكن من المنظورات المبنية مسبقاً، وإنما هي تبنى بعد مراجعة النص واسترجاعه داخل نفس المتلقي – القارئ ، فالنص أشبه بخلية حية تداخلت بخلية حية أخرى في القارئ، فيحدث التفاعل أو يحدث التلاقح بين البذرتين، وينشأ هذا الموقف المتمازح بين النص وبين ذاتية القارئ.

إن القارئ يستدعي صوراً حسية أو معنوية كانت – أصلاً – في ذهن المبدع بصورة مقاربة ، والصدق هنا يقاس بمدى ما بعبّر عن القارئ، أو ما يود أن يعبّر عنه، إذا كانت البلاغة موافقة مقتضى الحال، فإن الحال يعني – كذلك – حال المتلقي، لأنّ النص ينطق بلسانه أو معه.

يقول عز الدين إسماعيل: "الفن ونحن أساسيان ومتلازمان في كل عمل شعري يحظى بتقديرنا". وهو يرى أننا حين نحكم على قصيدة ما بالصدق "فإننا نعبرّ بذلك الحكم في الحقيقة على نجاح الشاعر في التعبير كذلك عن مشاعرنا وأفكارنا – عن الموقف الذي نتخذه من الحياة أو يجب أن نتخذه". [38]

أما تماثلنا مع قصائد قديمة تحمل منطقًا غير منطق عصرنا، أو تحمل عقيدة مخالفة أو أفكاراً مناقضة فإنه يتأتّى بتقديرنا المسبق على أن روح العصر أو ذوقه هو الذي يوجهّ القارئ عند تقبّل القصيدة. [39]

إننا في قراءتنا نستحضر في أذهاننا هذه المقاييس المغايرة لنا، من غير أنّ نبحث عن صورة لواقعنا نحن: فالتخيّل الشعري يوصل إلى استيعاب الصورة الفنية، وهو الذي ينقلنا إلى إطار تاريخي آخر وظروف أخرى، ويضع لنا مقاييس لغوية وأدبية مختلفة، فتكون التجربة التي يتلقاها القارئ ( وَعْيوَية ) إذا صح التعبير. إنها نوع من الإزاحة تتم بربط هذه الأشياء أو المقاييس بالاتجاه العام الذي كان سائدًا في الشعر.

ولكن ثمّة فرق بين القصيدة التقليدية التي يكتبها شاعر اليوم ، كأن يهجو مثلاً بأساليب الشعر القديم، وبين تلك القصيدة التي طالعنا بها الفرزدق مثلاً. فالأحوال المادية والثقافية والنفسية والاجتماعية مختلفة، لذا يصعب على القارئ في أيامنا أن يحيل هذا النص الأول إلى التاريخ، أو إلى مقاييس العصور السالفة، إنه يحيله إلى واقعه اليوم، فسرعان ما يجد الهوة بين لغة الطرح الشعري ومضمونه.

إن النماثل يحتاج منا أن نبذل جهداً، لنتعرف على النص عقليًا ووجدانياً، فنستكشف ما فيه من مواقف وأحاسيس، ولا يتم ذلك إلا بالمعايشة والألفة [40]، والاستعداد المحايد المسبق للنص بعيداً عن التعقيد والإبهام.

للشاعر في قصيدته رؤية خاصة في الكون، وأن له لغة تختلف عن لغة سواه – لغة فيها أنساق وسياقات منسوجة بصورة متميزة، أو غير مألوفة – تُبين أو تشفّ عن التجربة فإنه يكتشف له خصوصية – خصوصية فيها أصداء نفس مطلقها، فيها همساته الوجدانية، ولا أعني بها الخصوصية العامة التي عناها نزار قباني في قوله:

"ولكن ليس هناك سوى نزار قباني واحد، له خصوصية في اللغة، وله ورشة للقص والتفصيل والخياطة".

وإنما أعني بها الخصوصية الخاصة للقصيدة الواحدة. [41]

وتبقى مسألة الخصوصية العامة مشرعًا للنقاش حول كونها صورة إيجابية أو سلبية.

الإلقاء الداخلي أو الشخصي للقصيدة:

إن من دلائل تذوق القصيدة أن يعمد القارئ إلى ترديدها أو إلقائها، سواء كان ذلك بصوت مسموع أو بصوت داخلي. إن في قراءتها الهمس والخطاب والموسيقية التي يحسها في نفسه. يقرأها بصورة تدل على مشاركه – كأن تكون بصورة طربية أو إيقاعية.

فهذا الإقبال على قراءتها عاليًا أو إلقائها يجعله يتماشى مع وتيرة النص، فيكون هناك وقوف أو تدبّر أو مضيّ على إيقاع ما، وخلال هذا تتمّ عملية التقييم المستمرة، ويكون عنصر الاكتشاف موصلاً إلى هذا الصدق الذي يستشفه القارئ. [42]

يقرأ القارئ القصيدة دون تصور لجمهور مسبق، ينطق الشعر، ثم يسمعه، وقد يعود إلى القصيدة أكثر من مرة مستمعاً إلى أصواتها أو ألفاظها، وقد يحاول أن يرددها على مسامع من حوله ليتذوقوها كما تذوقها، بل قد يسوقه ذلك إلى حفظ مقاطع منها عن ظهر قلب.

وقد أشار النويهي إلى ظاهرة مصاحبة لهذه القراءة – وهي أن تشير القصيدة صورًا وأنغامًا في الشعر الدارج من الألفاظ العامية، "وأن الصادق الأصيل في تراثنا الشعري كان ينطبق عليه رأي إيليوت ، فقد كان قريباً من لغة الكلام، صادقا في حكايته لطريقة الناس في الحديث اليومي. وبالطبع فإنّ استدعاء هذه التعابير هو جزء من التناصّ. [43]

الاندهاش:

إذا أقبل القارئ على النص، ونتجت لديه دلالة جديدة ، فخرج من حياديته إزاء المقروء، فإنه يقع في لحظات دهشية أولية، وذلك بسبب ما شحنته الكلمات من أبعاد فنية أو لغوية أو نفسية. إنه هنا يقف أمام تجربة بها خصوصية الشاعر، هنا يقع "الصدام" الأول الذي قد يؤدي به إلى المتعة، فيثيره أو يلهيمه. وكم من قراءة كانت تستدعي قراءات سابقة فتخرج عن مألوفيتها لتجديد بكارة الموضوع. [44]

إن القدرة الفردية على الوصول إلى هذه الدهشة الأولى، والوقوف أمام جمال أدبي فني يتعلق أولاً بظروف المتلقي وثقافته ،فإذا انفعل القائ ، أو أصابته تلك الومضة التى تضىء ركنًا ما في نفسه، أو تهز جزءاً من مخيلّته، فإنه يحقق بذلك هذا التواصل وبصورة حميمة أكثر.

يقف القارئ على باب النص ، فيستقيل إيماءات وإشارات، وما يلبث أن يقود نفسه إلى الدخول في حرم هذا النص، وبشكل تلقائي، حيث أمامه مجال التخيل والبناء الشعوري.

إنه لا يسير إلا بخيط الصدق الذي تركته له الدهشة، فالدهشة المتأنية من استيعاء عصارة إحساس المبدع – تترك متعة لذيذة، فيحس القارئ أنه أمام صدق فني، عبّر فيه المبدع عن عاطفته الفردية وتجربته الانفعالية.

خاتمة وإجمال

تناولت الدراسة أهمية التلقي في النقد الأدبي عامة، واهتمام الأدب العربي به بدءاً، وتوقفت على المتلقي-القارئ لكون المستمع واقعًا تحت تأثيرات خارجية عن النص. وكانت القصيدة الوجدانية محور الاهتمام، لان الشعر فيه كثافة المعنى، ولأن العاطفة هي أكثر ما يتواصل مع القارئ.

تناولنا معنى "الصدق" في الأدب، وبينت أن ميدانه الأول هو التعبير، وأنه في الشعر يستلزم أسسًا يقوم عليها هذا الفن – ومنها التخييل، والموسيقى والإيقاع...، وتوقفت – وبصورة خاصة – على رؤية محمد النويهي، وهي هامة في هذا المجال.

وكان لابد من العودة الى مفهوم "الصدق" عبر العصور المختلفة في أدبنا، وخاصة لدى ابن طباطبا، فعبد القاهر الجرجاني، ثم مساهمات الديوانيين- العقاد والمازني وشكري- في ذلك.

أما "القارئ" فقد لاحظنا أن مفهومه يتسع ويضيق تبعًا للمكونات والظروف التي يعايشها. وعليه، فإن "القارئ" في الدراسة هو الذي يتذوق النص ويحاوره من خلال عناصر اللغة، ومن انعكاس الظواهر الاجتماعية والنفسية فيه، وهو ليس ذلك "القارئ العابر" الذي ألمع إليه المازني.

اعتبرت الدراسة أن هناك إشارات قد تسوق القارئ إلى تذوق القصيدة، فالإحساس بصدقها، وهي تبدأ باللغة، وفيها يتم ملء فراغات- يكون القارئ فعالاً فيها، وباللغة يتبين ارتباط المبدع بأسلوبه، فيحس القارئ أن للشاعر صوتًا خاصًا ينطلق منه، فإذا تماثل شخصيًا مع النص، ورأى أنه يعبر عنه فهذا دليل على أن القصيدة صادقة في معاييره، وكثيراً ما يجد القارئ نفسه وهو يردد أو يلقي القصيدة إلقاء داخليا،ً أو يقف في حالة اندهاش أمام النص، وهذه كلها أو بعضها أمور تشكل العلاقة بين المبدع والمتلقي- القارئ.

هذا البحث هو محاضرة في مؤتمر النقد الأدبي السابع الذي عقدته جامعة اليرموك في إربد ما بين 20 –22 تموز 1998 ، وكان موضوع المؤتمر : استراتيجيات التلّقي.

مصادر الدراسة ومراجعها:

ابن رشيق: العمدة- في محاسن الشعر وآدابه، ( ج1) مطبعة حجازي، القاهرة -1934.

ابن طباطبا: عيار الشعر، دار الكتب العلمية، بيروت-1982.

ابن قتـيبة:الشعر والشعراء، (ج1)، دار المعارف بمصر- 1966.

إسماعيل، عز الدين: الشعر في إطار العصر الثوري، القاهرة-1966.

الأصفهاني، أبو الفرج: الأغاني، (ج5)، مطبعة أجيون، حيفا-د.ت.

الجاحظ: البيان والتبيين،(ج1)، الطبعة الخامسة- مكتبة الخانجي، القاهرة، 1966.

الجرجاني، عبد القاهر: أسرار البلاغة( تحقيق ه. ريتر)، مطبعة وزارة المعارف، استنبول-1954.

دلائل الإعجاز، دار المعرفة، بيروت-1981.

حسان بن ثابت: ديوان حسان، (ط3)، دار الهلال، القاهرة-د.ت.

درويش، محمود: " عن نزار قباني" صحيفة فصل المقال عد7/5/1998.

سلدن، رامان: النظرية الأدبية المعاصرة.( ترجمة وتقديم جابر عصفور).دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة -1991.

الشايب، أحمد: أصول النقد الأدبي. ( ط8)، مكتبة النهضة، القاهرة -1973.
شكري، عبد الرحمن: المجموعة الكاملة لأعمال شكري النثرية. ( تحقيق زكي كتانة)، مكتبة النجاح –نابلس-1981.

الصكر، حاتم: كتابة الذات، دار الشروق، عمان -1994.

عباس، إحسان: تاريخ النقد الأدبي عند العرب، دار الثقافة، بيروت-1981.

عصفور، جابر: مفهوم الشعر، (ط3)، دار الثقافة، القاهرة-1978.

العقاد، عباس: مطالعات في الكتب والحياة، دار الكتاب العربي، بيروت، 1966.

العقاد، عباس والمازني، إبراهيم: الديوان في الأدب والنقد، ط3، مطبعة الشعب، القاهرة-د.ت.

العلاق، جعفر: الشعر والتلقي، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان-1997.

فاضل، جهاد: أسئلة الشعر، الدار العربية للكتاب،( لا تفاصيل أخرى).

كفافي، عطاء: النزعة النفسية في منهج العقاد النقدي، مطبعة هجر، القاهرة-1987.

المازني، إبراهيم: الشعر- غاياته ووسائطه، (ط2) دار الفكر اللبناني، بيروت-1990.

المعداوي، أنور: كلمات في الأدب، المكتبة العصرية، بيروت، 1996.

النويهي، محمد: قضية الشعر الجديد ، دار الفكر ومكتبة الخانجي، 1971.

 محاضرات في عنصر الصدق في الأدب، معهد الدراسات العربية العالية، القاهرة، 1959.

نيوتن،ك: نظرية الأدب في القرن العشرين، (ترجمة عيسى العاكوب)، عين للدراسات والبحوث، القاهرة-1996.

الواد، حسي: مناهج الدراسات الأدبية، منشورات عيون، الدار البيضاء-1988.

Eiser.w.:” interaction between text & reader” in s.suleiman & I
crasman

(eds) the reader in the text…..، Princeton university
press- 1980 ( pp.106-119)


[1خضر ناظم: الأصول المعرفية لنظرية التلقي، ص 145.

[2يقول ابن قتيبة مدللاً على أهمية النسيب لدى الشاعر: "..... فشكا شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق لتميل نحوه القلوب، ويصرف إليه الوجوه وليستدعي به إصغاء الأسماع لأن التشبيب قريب من النفوس لائط بالقلوب ..." (ابن قتيبة: الشعر والشعراء، ج 1، ص 75).

[3أقول "حيادية ما" لأن النص قد لا يكون حياديًا، وذلك إذا وجدت فيه علامات مصاحبة ، كالطباعة المميزة، اللون، أو الإهداء ...... (انظر: الصكر حاتم: كتابة الذات، ص 26).

[4عن علاقة الشعر بالاستماع – انظر: العلاق جعفر: الشعر والتلقي، ص 67.

[5النويهي محمد: قضية الشعر الحديث، ص 104.

[6المعداوي: كلمات في الأدب، ص 24، أنظر كذلك: الشايب أحمد: أصول النقد الأدبي، ص 19، 22، 25

[7فاضل جهاد: أسئلة الشعر ، ص 59.

[8النويهي: محاضرات في عنصر الصدق في الأدب، ص 70

[9النويهي: قضية الشعر الجديد، ص 135.

[10ابن رشيق: العمدة، ج 1، ص 80.

[11حسان بن ثابت: ديوان حسان، ص 169.

[12الأصفهاني: الأغاني، ج 5، ص 85 – 86، ومن الأبيات التى يقصدها بالصدق قول ابن أبي ربيعة:
ليت حظي كلحظة العين منها
وكثير منها القليل المهنا

[13عباس إحسان: تاريخ النقد الأدبي عند العرب، ص 142-144.

[14ابن طباطبا: عيار الشعر، ص 21 –22

[15ن.م، ص 125.

[16ن. م، ص49.

[17ن. م، ص 15.

[18ن. م، ص 22 –23.

[19ن.م، ص129.

[20ن. م، ص125.

[21الجرجاني عبد القاهر: أسرار البلاغة، ص 250.

[22ن. م، ص 253.

[23العقاد والمازني: الديوان، ص 62.

[24نقلاً عن خورشيد فاروق: مع المازني، ص 83.

[25ن. م، ص 48.

[26المازني: الشعر غاياته ووسائطه، ص 5.

[27العقاد عباس: مطالعات، ص 422.

[28أنظر: كفافي عطاء: النزعة النفسية في منهج العقاد، ص 156.

[29شكري عبد الرحمن: المجموعة الكاملة لأعمال شكري النثرية، ص 586.

[30أنظر الملاحظة 24

[31درويش محمود: صحيفة فصل المقال، عدد 7/5/ 1998

[32p.106 -209 Iser:Interaction between Text and Rader

[33عصفور جابر: مفهوم الشعر، ص 162

[34نيوتن.ك.:نظرية الأدب ...، ص 184.

[35ن.م،ص 242.

[36ن.م، 235.

[37النويهي: قضية الشعر الجديد، ص 135.

[38إسماعيل عز الدين: الشعر في إطار العصر الثوري، ص 23-24.

[39نحو انّ الألفاظ الجنسية – مثلاً – كان التصريح بها أمرًا طبيعيًا وعاديًا في النصوص العباسية، بينما نحن اليوم نفضّل الإشارة والإيماءة؛ وكذلك ألفاظ الفخر لا تجد لها محبذين في عصرنا إلا ما ندر.

[40يبدو أن "الألفة" يصعب ضبطها، وقد ذكر الجاحظ "أن الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب ، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان" .(الجاحظ: البيان والتبيين، ج1، ص 83- 84) وقد رأى عبد القاهر الجرجاني أن مسائل الذوق – "أمور خفية، ومعان روحانية أنت لا تستطيع أن تنبه السامع لها وتحدث له علمًا بها حتى يكون مهيئًا (مهيّأ) لإدراكها، وتكون فيه طبيعة قابلة لها، ويكون له ذوق وقريحة" (الجرجاني عبد القاهر: دلائل الإعجاز، ص 420).

[41قباني نزار: مجلة الكرمل (قبرص)، عدد 28، ص 19.

[42النويهي: قضية الشعر الجديد، ص 14.

[43ن. م، ص 134.

[44الواد حسين: مناهج الدراسات الأدبية، ص 72.


مشاركة منتدى

  • عنوان فخم جدا

    إشارات الصدق في القصيدة الوجدانية كما يستشفها القارئ

    للاسف الموضوع جاء تقريريا ومباشرا ولا يمتلك اداة ابتكار واحدة ولا اضافة جديدة للمنظور العتيق

    اظن ان قدم المراجع نوعا ما و التماهى مع تصورات عربية لاسماء لها وزنها الهام فى الثقافة العربية هو ما ادى الى ذلك

    ببساطة هذة مشكلة كونية لا يمكن الدخول فيها - بمساق بحثى فخم - الا بالاطلاع على المحصول الفكري فى هذا السياق باكثر من مصدر وهو ما لم يتحقق ههنا

    محبتي

    تلك التى لا املك غيرها

    احمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى