

إلـــه ُ الصـَّــــــــديد
«إلى شهداء الفكر في العالم العربي منذ الحسين بن منصور الحلاج»
رقـصَـة ُ الموْت ِ في أريج ِ الوُرود ِ | والنـِّهــايــات ُ في صُــراخ ِ الوليـد ِ |
لا أرى خلـْـفَ هَــدْأة ِ المَـــوْت ِ إلا | ظـُلـْمــة َ القبـر ِ أو رُفـات َ الجُــدود ِ |
إنّ في المهرجـــان ِ أسْــرارَ ظِلـّي | كـَسـْــرَ طـَيْفي على مـرايا الوجــود ِ |
ليـسَ آت ٍ وليـسََ مـاض ٍ بمـُجْـــد ٍ | والعِـبــــادات ُ ملجــــأ ٌ للعـبيـــــــــد ِ |
عاصِفــا ًفي مَفاوز ِالأرض ِخـَطـْوي | مهْجَعــي بين َ هـــادِرات ِ الرّعـــــود ِ |
ثائِــرا ً في وجـوه ِ أصـنـــام ِ مِلـْح ٍ | لســت ُ من أ ُمَّـــة ٍ قضـت بالقـُيــــود ِ |
لست ُ من زُمْـرَة ٍ تـنــادت مطــايـــا | وجـِمــالا ً مجــروبة ً في النـُّجـــود ِ |
زُمْـرة ٍ تقتـُـلُ النفــــوسَ وتهــــذي | فـَــرَّ منها النـُّـهى ، غـدا كالـطـَّريـد ِ |
زُمْـرة ٍ أهـْــدرتْ دم َ العِلــــم ِ حتى | خالـَنـــا الغـَيـْـرُ أننــا مـــن قــُــرود ِ |
كلـّمـــا خـَــرَّ عالـِــــم ٌ برصــــاص ٍ | مـَلأ العُــــرْبُ جَـوْفــَـهُم بالثـّريــــد ِ |
أيُّ رب ٍّ يُبيــــح ُ قتـْــل َ عُقـــــول ٍ | إذ أشــارت ْ مَسْـنـونة ٌ من حَقـــود ِ ؟ |
أيــن ََ أنتـُم مِـن َ الألى أشعلـوهـــــا | ثــورة َ العلـم ِ في قـُصـور ِ الرّشيـد ِ؟ |
الحضـــــارات ُ أنكــرتكــم، فمــــاذا | جــاءَ منكم سِـوى الرّدى والوَعيــــد ِ |
لفـَظـَتكـُم حضـــارة ُ القـرْن ِ هُــــزأ ً | فانتـَحـُوا عـن مُجَنـَّحــات ِ الخـُلـــود ِ |
قد خرجتـُم من حَلبة ِ الضـّوْءِ قِسْراًً | فاستكنـْــتم إلى العَـمـــى والجُمـــــود ِ |
جَوْقــــة ٌ لا تـُجيــد ُ غيـــرَ التـّغنـّي | بالـّذي كـــــانَ في غـُبـــــار ِ العُهـــود ِ |
جوقـَــة ٌ نحــوَ قبـــــرهـــــا تتـثـنـّى | تتغنـّــى ... بـطـــــــارف ٍ وتـليـــــــد ِ |
إنني أ ُنكـِــــــرُ انتمـــــائي إليكـُـــــم | يـا أفــاعـي الفـَــلا .. وذؤبــانَ بيــــد ِ |
أيّهـا التائهـــون َ في الضـّوْءِ مَهـْلا ً | أنتــم ُ الـــــدّاءُ في حنــايا الوريــــــد ِ |
يا بنــي جلدتـــي أفيــقــــوا .. فإني | أذرف ُ الدّمــعَ فـوقَ قبـري المـَشيـد ِ |
إنّ نعْــلَ الشـّهيـد ِ أسمــى وأنقـــى | من طريـــدي مُنـَكـّسـات ِ البنــــود ِ |
إن قســا شاعِـــرٌ فيطلـــب ُ عفــوا ً | عفــوَ مَجْـــدٍ مُــؤزَّر ٍ يا شهيـــدي! |
أيها الجَهـْــلُ في نـُخاع ِ الصّحـارى | أنـــتَ فـي أ ُمـَّـتي إلــــهُ الـصَّديــد ِ |