الثلاثاء ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم إيمان أحمد

إلى رجلي

من السعادة والدهشة أرغب في البكاء بصوت مرتفع.. أشعر بدموعي محتبسة داخل صدري، وقلبي أصبح كعصفور مبلل في الشتاء ينتفض بخوف وقلق..وترقب..
 
هل ستأتي حقًا؟ هذه ليست كذبة أخرى من أكاذيبك التي كذبتها عليّ وأنا صغيرة؟ هل سأراك ملء عينيّ بدون حواجز ولا إطارات-حقًا-؟!
 
كيف ستكون هي النظرة الأولى؟عندما تقع على وجهك؟وكيف ستراني أنت؟هل سأكون –كما كنتُ- فتاتك المدللة وامرأتك الجميلة الحنون الدافئة التي تخيلتَها؟
 
أم أنك ستجد أنثى غريبة لا تعرفها؟ وستجد أنك طرقت الباب الخطأ؟
 
هل سيخفق قلبك عندما تراني حبّا وحنينا؟
أم سينفر مهاجرًا إلى بلادٍ بعيدة لستُ من سكّانها؟
لماذا أشعر الآن أنني أحبك كثيرا؟!
ألأنّ قدومك يثير داخلي مشاعر أنثى على موعد مع رجلها وحبيبها بعد طول غياب؟
لماذا أشعر بكل المتناقضات معًا؟أشعر بالخجل منك...وبالرغبة في احتوائك بين ذراعيّ..بكلّ قسوة الأيام الفائتة ومرارة الماضي وآلامه وحرمانه وذكرياته؟!
لماذا أريد أن أختفي ولا أراك؟-في الوقت نفسه الذي أريدك أن تبقى هنا وإلى الأبد-؟
أرجوك لا ترحل ثانيةً..لا تدعني أعاني ما عانيته وحدي..
كيف سأستقبلك؟
ألا يوجد قانون للمحبين يسمح بارتمائي بين ذراعيك دون مقدّمات؟
وكأنني أقترب من النار شيئا فشيئا...أو أقف تحت الشمس مباشرة بينما تزيد حرارتها ويلفحني لهيبها..مع اقترابك..ترتفع درجة حرارة الأرض فجأة، وأشعر بوعيي يسقط تدريجيًا في غياهب الانتظار..
يا لك من رجل..وحده جعلني أخشى..أقلق..أحبّ.. أرغب..وحده علّمني معنى الحبّ..الحبّ بمعناه الناضج لا بمعناه المراهق..علّمني كأستاذ محترف متخصص مخلص في مهنته..رغم أنك لم تعطني درسًا واحدًا قط!
 
يا لك من رجل.. خلع عنّي كل ملابس النفاق والتجمّل..عرّاني أمام نفسي..وجعلني أمام تناقضاتي وجهًا لوجه..وحدك فعلتَ ذلك..وحدك أجدت السباحة داخل نفسي دون مشقة..أو كلل!!!
 
يا لك من رجل..كنتُ ابنتك أحيانا..وحبيبتك أحيانا أخرى..وعشيقتك في وقتٍ آخر..كنتُ أمك..و صديقتك..
كيف استطعت أن تجعل منّي كلّ هؤلاء؟؟!!
كيف أجدتُ تمثيل كل هذه الأدوار بمنتهى البراعة؟ وبدون أي خلل في أحدها؟ كيف يا رجل؟
 
يا لك من رجل..علمتُ معه أنّ الفرق بين العذوبة والعذاب..شعرة، كما جعلتها اللغة "حرفًا" !
كيف أذقتني عذوبة التوحد فيك والذوبان بروحك اللامتناهية الحدود والجمال..
وعذاب فراقك وهجرك وتحوّلك إلى شخص آخر لا أعرفه؟!
’آه لو تغرق ذاكرتي
لو يغرق وجهك..والتاريخ وتغرق آلاف الأشياء..
آه كم أشعر بالإعياء’
كذا قال نزار..
وأقول...
آه كم أشعر بالإرهاق..
أحبك يا رجلا
وأخشى طباعك
أخشى ألا أعتادك
لقد أدمنتك-ويا للسخرية- دون أن أعرفك
كم أحبّ وأكره
وتقتلني الأشواق..
يا رجلا تعدّى كل الحدود
وكل الخطوط الحمراء..
وعبَرَ كل الأنفاق..
آه كم أشعر بالإرهاق..
وحدي مغرقة في هذا الشعور
وأنت في عالم بعيد
لا تشعر بما حدث لي
في زمن الغياب
ولا الحضور..
آه..كم أرهقني التفكير..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى