الثلاثاء ١٠ شباط (فبراير) ٢٠١٥
بقلم إيمان أحمد

خطايا الشهد

الفارس الذي ملأ خيالي، والذي كففتُ عن كتابته والكتابة إليه لعلّي أراه في الحقيقة؛ لم أجده. فهل أكمل البحث أم أذهب إليه في الأوراق أبكيه وأشكي إليه هجره؟

"خطايا الشهد" رواية جديدة للكاتبة والصديقة العزيزة "مروة سمير" منشورة عن دار ن للنشر والتوزيع؛ ليست الرواية الأولى لها لكن فيما يبدو أّنّ كل رواية لمروة ستكون أجمل من سابقتها. الرواية تتحدث عن مجموعة من الصديقات وحيواتهنّ العاطفية، أبرزهنّ الكاتبة التي تبحث عن رجل لا يخشى من أبطالها الخياليين ولا يشعر بأنّه في تحدّ دائم مع رجال صنعهم خيالها لا يريد أن يقتنع أنّ الكاتبة تبحث في الحقيقة عن رجل حقيقي تحبّه بألف طريقة لا عن ألف رجل للحبّ. وبين ربّة المنزل فائقة الجمال، وبعض الصديقات والشخصيات الأخرى المحيطة بهنّ.

"أعلم أنني صنعتك.. ابتكرتك.. لكنني حقا في حاجة إليك
فما أنت إلا حلم امتد من قلبي للورق.. وإني أريدك لنفسي!"

لم أكن أقصد..
أن أجعلك بهذا التمنّع..
لم أكن أريد..
أن أمنحك كل هذا البُعد..
لكن؛
من يوقظ الأنثى بداخلي عليه أن يعتني بها جيّدًا..
قل لي، كيف أجعلك حقيقة؟
أنا التي تخشى الحقائق التي لا تعجبها..

"هل سأتوقف عند التعرّف على أي شخص جديد عن هوس التفكير في إن كان هو محرك قلبي أم لا؟
كل هذه الحيرة بسبب إحساسي بأنوثتي التي أريد إهداءها لرجل أحبّه ويريدها.. لا يعتبرها دليل عار وانحراف..
لرجل أحب أن أرقص له.. وأخطو على أوتار مشاعره.. لتمتزج نغمات قلبه مع نبضات جسدي.. دون خوف أو شكّ
هل أحلم أكثر مما ينبغي؟ هل لازلت مراهقة التفكير؟"

توهّج قلبي عندما رأيتُك، أردتُكَ لي خالصًا، أنا التي تتغنى بالتعصب للحقيقة لم أستطع احتمالها، لطالما عشتُ في خيالي، أقترب من الواقع قليلا لأنهزم وأتذكّر أنّه ليس لي سواك حصنُا من ألم لا أحتمله.
ربما لن أجدك أبدًا.

"هل كان علينا أن نصيب بعض الإثم لنسامح؟"

أعرف أنّك موجود..
لأنني موجودة..
وأرغب في أنْ تعانقني لأتيقّن من وجودي..
أعرف أنّ قلبي سيتعرّف عليك..
وأنّ قلبك سيدلّك عليّ..
وأنّ انتظاري لك كان لازمًا لنكتمل.. لتكون الحبكة الإلهية لقصّتنا أكثر بهاء..
ليكون جمالنا معًا جليلا فوّاحا..
أعرف ذلك يقينًا..
وسأكتبه يومًا..

الرواية تستحق القراءة، الكاتبة تجيد استخدام أدواتها جيدًا، وتجيد توجيه القارئ لزاوية الرؤية التي تريدها.. أنصح بها لمن يبحث عن الاستمتاع بكلمات راقية..
تدور أحداث الرواية في القاهرة حيث تتسارع دقات القلب ويغلب الشوقُ، حيث نجد البكاء في صمت أحيانًا والبكاء في حضن الأحبّة أحيانًا أخرى، البوح أحيانًا والصمتُ أحيانًا..
نهاية الرواية جاءت بديعة، أحيانًا نجد أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان.. وربما لا يأتينا الحُبّ الكبير إلا متأخرًا بما يكفي لينضج لنا، أو ننضج له..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى