الأحد ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم
الأجنحة ُ السوداء
منْ سنينْمنذ ُ أنْ كنتُ صغيراًمنذ ُ أنْ كانَ أبي الفلا ّحُ محروماً فقيراًمنذ ُ أنْ كنتُ جنينْو على وجهي علاماتُ شقائيو علاماتُ ضياعيوعباراتُ حزينْفإذا ما طارَ في الريح ِ قناعيظهرَ السِـرّ ُ الدفينْو رأى الناسُ جميعا ً ما بقلبيو تجلـّى للملايين ِ منْ المالكُ قلبيو مَن القاهرُ قلبيأيها الآسرة ُ القلبَ و يا رأسَ عذاباتيو يا كلّ َ حنينيأيها القلبُ و إنْ لم تعرفيني ... كلـِّمينيفأنا منذ ُ بداياتِ الحياة ْفي دواويني و في أبياتِ أشعاريو في كل ِّ معاني الكلماتْقد تخيّـلتـُكِ نبراساً مضيئا ًو دروبي كلـّـُها محكومة ٌ بالظلُماتْمنذ أنْ كنتُ صغيراًو أنا أحلُـمُ بالألوان ِ والنورِ الى حدِّ اكتآبيو تمنّيْتُ بأنْ أصبغَ بالأزرق ِ أحلاميوأوراقي , وأحداقي , وأزرارَ ثيابيمنذ أنْ كنتُ صغيراًلم أجدْ في كتـُبِ الأحلام ِ تفسيراً لأحلاميو لا أفهمُ ما سرّ ُ عذابيكنتُ أستغرقُ بالتفكيرِ حدّ َ الموتِوالأمواتُ لا تعرفُ ما بيثمّ علــّـقـْتُ ببابي كلماتْبعدما فتـّـشـْـتُ كلّ َ المكتباتْمنذ ُ أن كنتُ صغيراًو أنا أصبغ ُ بالأزرق ِ حتى الكلماتْو على جدران ِ بيتيو على أرصفةٍ في الطرُقاتْأرسمُ الشمسَ على شكل ِ فتاة ْولها عينان ِ زرقاوان ِ مِثلُ الموج ِينسابُ بها البحرُو تهتزّ ُ لها ذلا ّ ً عيونُ الملكاتْو لها شَـعْـرٌ الى الساق ِ كثيفٌيُشْبـهُ الأجنحة َ السوداءَأو بارجة ً من أمسياتْقد تخيـّـلتـُـكِ نبراساً مضيئاًو دروبي كلـّها مرصوصة ٌ بالظـُلـُماتْقد تخيّـلتـُـكِ شكلا ً.. و تخّـلتـُـكِ لحناو تخيّـلتـُـكِ عطراً .. وتخيّـلتـُـكِ لوناثمّ أعددتُ ثيابَ العُرْس ِ من ضوءِ المصابيح ِو ألوان ِ الفراشاتِو أهدابِ رموش ِ الفتياتْثمّ ناديتـُكِ لما تسمعيني .. كلـِّمينيواكتبي بيتين ِِِ من شِـعْـرِي ..وأسماءَ دواوينيعلى الباصاتِ ...والساحاتِ والدورِ وجدران ِ البيوتْمنذ أن كانَ صغيراًكانَ يرجو أن يعيشَ العمرَ في بغدادَأو فيها يموتْو على أسوارِ بغدادَ الجديدهكانَ يستلقي الى الصبح ِ أمامَ السينما البيضاءِكي يكتبَ لي أحلى قصيده