الأحد ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عادل سالم

الأدب وقيم التسامح - القسم الثالث من ٤

العودة إلى القسم الثاني من الحوار انقر هنا
العودة إلى القسم الأول من الحوار انقر هنا

عزة رشاد: التقصصير في حق الأطفال حقيقة يجب أن نواجهها
رابعة حمو: علينا أن لا نفرط بالتفاؤل لأن أدب الأطفال في الوقت الراهن يعتريه الكثير من التحديات مع الانفجار الفضائي الذي ساد العالم في السنوات الأخيرة حيث لم تعد الكتابات الادبية الموجهة للطفل هي المشكلة الأهم لرسم شخصيته.
مادونا عسكر: كلّنا يتحمّل مسؤولية التّقصير في حقّ أطفالنا وبالدّرجة الأولى الإعلام والقيّمين عليه.
لبنى ياسين: كلنا يعلم أن جيلاً صاعداً بأغلبيته لن يكون قادراً على القراءة باللغة العربية قريباً، إما لأنه في المخيمات والشوارع دون تعليم يذكر، أو لأنه في المنافي يتعلم لغة أخرى وينسى لغته الأم.
نجمة حبيب: رغم أننا نكن أقوى العواطف والمشاعر تجاه أبنائنا، إلا أن العائلة الغربية على المستوى العملي أكثر انخراطاً في عملية تنشئة الأبناء.
كوكب دياب: ما يُكتب للأطفال العرب هو يسيرٌ إذا ما قيسَ بإبداعات الآخرين.


 هل أثرت التقنيات الحديثة من فيس بوك وما شابهها على تطور الإبداع أم أنه أدى إلى تراجعه لانشغال الكتاب بالتواصل الاجتماعي وإبداء الآراء؟
الطبيبة والأديبة عزة رشاد

- الدكتورة عزة رشاد:

النتيجتان ممكنتان حسب المبدع، فالفيسبوك يفيد المبدع طالما يظل قادرا على التحكم في الوقت والاستفادة من تنوع الأصوات عليه

- الدكتورة نجمة حبيب:

الأديبة الدكتورة نجمة حبيب

هذه التقنيات الحديثة هي ككل منتج حداثي لها سلبياتها وإيجابياتها، فهي من ناحية تغري الكاتب/الكاتبة بالمنتج السهل كالوجبة السريعة يشبع شهوة الكتابة ويخفف الحماس لوجبة إبداعية خلاقة. ولكنها من ناحية أخرى تفتح أمام الكاتب أبواباً جديدة تعرّفه على شرائح متنوعة من المجتمع. تحضرني طرفة قيلت على لسان جورج برنارد شو حين تقدمت منه سيدة جميلة وسألته: كيف أصبح شاعرة ناجحة، فأجابها: إذهبي واشتغلي عاهرة. بمعنى أنه اراد لها ان تذهب إلى معترك الحياة وتتعرف على كل شرائح البشر وإني لأرى الفيسبوك سوبرماركت حياتي بامتياز. على صفحاته تلتقي بكل أنواع البشر: التافه والحكيم. المثقف والجاهل المغرور والممتلئ طيبة وتواضعاً. ومن كل نموذج يتعلم الكاتب درساً يثيري مخيلته المبدعة. لنتذكر أن الفايس بوك كان موضوع أكثر من عمل أدبي. يحضرني منها: "بنات الرياض" و"نسيان .com"

- الأستاذة مادونا عسكر:

الأستاذة مادونا عسكر

للتّقنيات الحديثة إيجابيّاتها وسلبياّتها، ولعلّها ساعدت الكاتب على إيصال إبداعه بشكل أسرع للقارئ، كما أنّها قرّبته منه. يبقى أن نرجو تطوّراً على مستوى المضمون وعلى مستوى شخصيّة الكاتب نفسه. فعلى الكاتب إذا ما أراد أن يطوّر إبداعه، أن يبتعد عن الأجواء المشحونة والانخراط فيها. هذا لا يعني ألّا يعبّر عن رأيه وإنّما مراد القول، أن يكون متحرّراً ومراقباً.


- دكتورة كوكب دياب:

الدكتورة الشاعرة كوكب دياب

التقانة الحديثة سلاح ذو حدّين، فمَن أحسن استخدامها زاد من تألقه وإبداعه، ومَن أساء استخدامها نالت من إبداعه حدًّا لا يمكن الندم عليه بعد فوات الأوان...
ولو راقبنا عن كثب ما يجري في بعض المواقع والصفحات الرسمية والخاصة والمجموعات المختصّة بالأدب شعرًا ونثرًا - ولا سيما في المنتديات المفتوحة ومواقع التواصل الاجتماعيّ- لوجدنا هناك عددًا غير يسير من المبتدئين استطاع الاستفادة من التعليقات والتصويبات والإرشادات والقراءات هنا وهناك ومن الآراء بعد تمحيصها، فتقدّم بذلك خطوات بعيدة نحو الإبداع، في حين نجد آخرين مبدعين قد أخذت بهم الردود والتعليقات على أنواعها وإبداء الرأي وربّما الغرور والتقليد العشوائيّ والتواصل الاجتماعيّ إلى نَواحٍ من الركود وربما الى الانكفاء والاعتزال، غير آبهين بالدور الذي يمكن للكلمة الراقية أن تلعبه في وسطٍ اختلط فيه الغثّ بالسمين، ذلك الوسَط الذي لم يعدْ "افتراضيًّا" ما دام "يفرض" على قرّائه ما شاء لا ما يشاؤون.

الأديبة لبنى ياسين:

الأديبة لبنى ياسين

الحقيقة منذ فترة كنت قد قمت بعمل تحقيق عن وسائل الاتصال الاجتماعي، ومن ضمنها " الفيس بوك"، واتضح من خلاله أن وسائل الإتصال الإجتماعي هي وسائل عزلة حقيقية للإنسان عامة، أما فيما يخص المبدع، فهي تشكل عامل إلهاء كبير له ما لم يكن حكيماً في استخدامها، مما يقلل من انجازاته الفعلية على صعيد الكتابة، إلا أننا لا يمكن أن ننكر أنها تعمل كإعلان يومي دائم، فوجود الكاتب في الفيس بوك يحقق لنصوصه قراءة أكبر، وتجعله في تواصل مباشر مع القارئ، وفيما عدا ما يكون مجاملة لطيفة من القراء، يمكن أن يرى وجوه القوة والضعف في نصوصه من خلال الآراء والتعليقات.
كما أنها في الآن ذاته تجعله في اتصال مع بقية المبدعين، وفي إطلاع على نتاجاتهم الأدبية، ومناسباتهم، ويساعده في تكوين علاقات جيدة مع مبدعين آخرين في كافة أنحاء العالم، وذلك يحقق تبادلاً جميلاً للخبرة والأفكار.
باختصار هي "موسٍ ذو حدين"، إن استطاع الكاتب استخدامها بشكل صحيح أفادته، وإلا ضيعت عليه فرص الإنجاز المتوقعة منه.

- الدكتورة رابعة حمو:

الدكتورة الناقدة رابعة حمو

يعتبر الفيسبوك ظاهرة إعلامية واجتماعية جديدة فرضت نفسها على واقع المجتمعات والشعوب في العالم. وككل الظواهر الاجتماعية الجديدة في المجتمع يحمل في طياته السلبي والايجابي. فمن ايجابيات الفيسبوك على تطور الإبداع هو سرعة الانتشار للعمل الأدبي، فالفيسبوك اخترق الحواجز الزمانية والمكانية وجعل العالم أجمع شعباً واحداً، وأصبح بإمكان أي شخص الوصول بأي مكان كان وأي شخصية لم يكن ليتوصل اليها بالأمر السهل. ولا ننسى أن الفيسبوك هدد الصحف المحلية والمجلات الموسمية والكتب وغيرها من مواد النشر الورقي وخففت العبء والعقبات التي تواجه الإعلاميين والأدباء والمحللين وكذلك كما اشعلت الرغبة لدى الأشخاص في تقديم كل ما هو جديد فلم تعد هناك عقبات نشر وغيرها وأصبح هناك تواصل مع العالم بطريقة سهلة لحد كبير. إن هذه الشبكات أصبحت تربط المجتمع بروابط قوية بين المبدع والمتلقي فلا يلبث الأديب ان ينثر قصيدته أو يكتب قصته حتى يجد صداها في هذه الشبكات الاجتماعية. ولذلك فإني أرى أن الفيسبوك أصبح يحل مكانة عظيمة في مجتمعاتنا ومحفزة في ميادين الإبداع ومنافساً قوياً للنشر الورقي وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.


 الأطفال، ماذا قدم المبدعون العرب لجيل الأطفال؟ هل كم الإبداع الموجه للأطفال العرب يوازي ما يبدعه الآخرون لأطفالهم؟ وإن كان هناك قصور فمن يتحمله؟؟

- الأستاذة مادونا عسكر:

الأستاذة مادونا عسكر

كلّنا يتحمّل مسؤولية التّقصير في حقّ أطفالنا وبالدّرجة الأولى الإعلام والقيّمين عليه. كما أنّ المساحة الإعلاميّة الصّغيرة والمقدّمة لهم لا تكفي لاستفزاز ملكاتهم الفكرية ولا تؤثّر في تطويرهم. الطّفل عالم كبير ينبغي الدّخول إليه بدقّة وتأنٍ، متنبّهين لكلّ ما يقدّم وملاحظة إذا ما كان يفيد أم لا. ولا يمكن طبعاً أن ننسى الجهود الضّئيلة المبذولة في سبيل تثقيف الطّفل، إنّما المطلوب أكثر بكثير ممّا يقدّم.

الأديبة لبنى ياسين:

الأديبة لبنى ياسين

ليس هناك ما يعتبر انجازاً هاماً للطفل على الساحة العربية، وفي ظل الخريف العربي حتى المحاولات البسيطة التي كانت تحاول أن تضع ركائز انتاجاتها اختفت وسُحقت تحت آلة الحرب، الطفل العربي نفسه صار متشرداً في المخيمات والمنافي وحتى الشوارع والحدائق، وأصبحت الأولوية الآن لمنحه رغيف خبز وحذاء، بينما كلنا يعلم أن جيلاً صاعداً بأغلبيته لن يكون قادراً على القراءة باللغة العربية قريباً، إما لأنه في المخيمات والشوارع دون تعليم يذكر، أو لأنه في المنافي يتعلم لغة أخرى وينسى لغته الأم..

وهنا أود الإشادة ولو من باب التنويه والشكر للصديقة الأديبة السورية ابتسام شاكوش التي من خلال تواجدها في مخيم تركي للاجئين السوريين، تقوم بكل ما تستطيع لتحارب الجهل والتجهيل، من تدريس، وافتتاح مركز ثقافي سوري داخل المخيم، حتى أنها أنشأت مكتبة عربية داخل المخيم، وأستغل هذا المنبر لكل أطلب من كل كاتب ومثقف أن يرسل حتى ولو كتبه وإصداراته لتغذية المكتبة المتواضعة التي ربما تستطيع تلبية بعض الاحتياجات الثقافية والتعليمية للأطفال والمراهقين والشباب في المخيم، وأتمنى أن يتبنى من هم في مخيمات اللجوء أفكاراً مشابهة نستطيع فيها تقديم ما يمكن تقديمه ضد محاولة التجهيل المتعمدة على الغالب لجيل بأكمله.

- الدكتورة نجمة حبيب:

الأديبة الدكتورة نجمة حبيب

إن طبيعة مجتمعنا البطريركي القائم على القاعدة الهرمية، يضع الأب في أعلى الهرم والأبناء في أسفله وهذا يجعل الاهتمام بالطفولة مقصوراً على تأمين حاجاته الأولية كالغذاء والملبس والمأوى والتعليم المدرسي، أما الأمور الأخرى كحاجات الطفل النفسية وتنمية مواهبه فترف لا ضرورة له. ثم إن المشاكل الحرجة التي تواجهها مجتمعاتنا من فقر وبطالة وفساد وقمع حريات تشغل المبدعين وتأخذ كل اهتماماتهم على مقولة "الأبدى بالأبدى". كما أن في تقاليدنا أيضا ثقافة احترام السن بحيث الأكبر له الكلمة العليا والمقام الأول. فالطفل إذن انسان دوني ومشاكله ليست أولوية. من هنا نشأ في ذاكرتنا الجمعية عدم اهتمام لصحة الطفل النفسية فهي ترف نحن مشغولون عنه بالأساسيات.

رغم ان العلاقات الأسرية في مجتمعاتنا العربية أقوى وأمتن مما هي في المجتمعات الغربية ورغم أننا نكن أقوى العواطف والمشاعر تجاه أبنائنا، إلا أن العائلة الغربية على المستوى العملي أكثر انخراطاً في عملية تنشئة الأبناء. فهم قد لا يمطرون ابناءهم بالقبل ولا يظهرون محبة جياشة ولا ينامون تحت أقدام أبنائهم إذا مرضوا، ولكنهم يعملون جاهدين لتنمية مواهبهم وتربية أجسادهم. فلكل طفل عندهم أجندا فعاليات أسبوعية على الأهل ان يتمموها. اليوم لدرس السباحة وغداً لدرس الموسيقى وبعده للدراما. وفي كل يوم وقت للقراءة وآخر للذهاب الى المنتزه القريب وغيره لزيارة المكتبة العامة وهكذا. إنهم مجتمعات مرفهة تملك الوقت والمال لصرفهما على كماليات ابنائهم وحاجاتهم النفسية، عكس مجتمعاتنا الرازحة تحت نير الحاجة والقمع والدكتاتورية لا وقت لديها للتفكير بهكذا كماليات. ثم إننا نفتقر لعادة القراءة. فالطفل الذي بالكاد يرى والده أو والدته تقرأ كتاباً لن يتحمس هو للقراءة ولن يكون سعيدا لو نحن اهديناه بدل لعبة بلاستيكية كتاباً. نعم هنالك تغيير في المشهد الثقافي الطفولي، سببه التلاقح الثقافي ونشوء بيئات مستقرة مادياً وسياسياً كالخليج مثلاً. لقد بدأنا نرى في معارض الكتب زاوية مخصصة لكتب الأطفال والناشئين في جناح كل دار نشر. وبدأنا نسمع عن دعوات توجهها مؤسسات تربوية إلى كبار الروائيين والقصاصين للكتابة للأطقال والناشئين. المشهد يتغير وأملي أن يمسي على قدر طموحاتنا

- دكتورة كوكب دياب:

الدكتورة الشاعرة كوكب دياب

ما تزال الأعمال الإبداعية العربية المقدّمة لجيل الأطفال العرب غير كافية، وإن وُجِدت، فهي في معظمها للتسلية أو للترفيه أو لإكساب بعض الأهداف المعرفية واللغوية، والقليل منها ما يركّز على الأهداف التربوية والوجدانية والقيميّة والسلوكيّة. ثمّ إن ما يُكتب للأطفال العرب هو يسيرٌ إذا ما قيسَ بإبداعات الآخرين.

هذا القصور لا يمكن أن تتحمّله جهة واحدة، فكل مسؤول في أيّ قطر عربيّ هو مسؤول عن ناحية من نواحي هذا القصور، فغياب سياسة الدولة عن الواجهة التربوية، وعدم تشجيعها للكتّاب المبدعين ماديًّا ومعنويًّا، وانشغالها في أمور الأمن والاقتصاد والسياسة البحتة، وانهماكها في بناء الحجر على حساب البشر، وعدم وعي أهمية الأعمال الموجهة للأطفال، وإهمال تشجيع الأطفال على الإنتاج، وتلكؤ المبدع العربي في الكتابة للأطفال لسبب أو لآخر، وندرة مشاركة الأسرة والمدرسة في اللجان والمنظمات التثقيفية والتربوية والإبداعية، وعدم وعي المعلّم نفسه مربّيًا وموجِّهًا ومشجِّعًا مستمرًّا للإبداع في النشاطات الصفية واللاّصفية، بالإضافة الى عوامل أخرى كثيرة... كلّ ذلك يتحمل بعض جوانب ذاك القصور، ولا يمكن تلافيه إلا بالوعي الكافي الذي يجب أن يبدأ برأس الهرم، وإلا فسيكون الإبداع الموجّه للأطفال مجرّد محاولات فرديّة، قد تكون هادفة وسليمة، وقد تحمل السّمّ في الدسم، وفي الحالتين لا حول للطفل العربيّ ولا قوة.

- الدكتورة عزة رشاد:

الطبيبة والأديبة عزة رشاد

التقصصير في حق الأطفال حقيقة يجب أن نواجهها، ومن جهتي لدي مشروع للكتابة للأطفال آمل أن تساعدني الظروف الحياتية على إنجازه

الدكتورة رابعة حمو

الدكتورة الناقدة رابعة حمو

أعتبر أن الكتابة للطفل من أصعب الفنون الأدبية، حيث ليس من السهل مخاطبة أطفال العصر الحديث نظراً لذكائهم وحساسيتهم. وأعتقد أن أدب الأطفال في بلادنا العربية قد نما نموّاً واضحاً بين السبعيّنيات والتسعينيات ونستطيع القول أننا قادرين أن نعثر في كل دولة عربية على رصيد مقبول من النصوص الأدبية ذات المستوى الفني الجيّد للأطفال. وهذا الأمر يدعو إلى التفاؤل بمستقبل أدب الأطفال في الوطن العربي. ويُعزِّز هذا التفاؤل شيءٌ آخر هو حرص النصوص الأدبية على القيم الايجابية حتى إنه ليصعب العثور على نص عربي للأطفال ليس فيه قيمة وطنية أو قومية أو اجتماعية أو أخلاقية ايجابية. لكنّ علينا أن لا نفرط بالتفاؤل لأن أدب الأطفال في الوقت الراهن يعتريه الكثير من التحديات مع الانفجار الفضائي الذي ساد العالم في السنوات الأخيرة حيث لم تعد الكتابات الادبية الموجهة للطفل هي المشكلة الأهم لرسم شخصيته، بل تداخلت معها الكثير من العوامل الأخرى المؤثرة في بناء شخصيته ومنها القنوات والبرامج الموجهة للطفل، التي غالباً ما تتكئ على برامج مترجمة أو مدبلجة من شعوب أخرى تحمل أفكار لثقافات تختلف في تركيبتها وتكوينها فى تكوين الطفل العربي. وهذه مسؤولية كبيرة لا تقوم على عاتق الكاتب فحسب بل تتوزعها الأسرة والفضاء الإعلامي ايضا الذين يعملون على أدب الطفل. وهنا يجب أن لا نغفل قضية مهمة جداً أن طفل اليوم ذكي جداً لما يشاهده بحكم محيطه المعقد الذي يختلف عن أجيال الأطفال في عصر ما قبل التقدم التكنولوجي. ولذلك فإن دور كاتب الطفل الذي يعمل على أدب الأطفال التوجيه الصحيح في عصر التقنيات والمعلومات والإفادة منها لجذب الأطفال واليافعين لعالم القراءة.

أما بالنسبة للشق الثاني للسؤال وهو هل كم الإبداع الموجه للأطفال العرب يوازي ما يبدعه الآخرون لأطفالهم ؟ يؤسفني أن تكون إجابتي بالنفي. حيث من لو أخذنا على سبيل المثال فرنسا التي أقيم فيها أرى العناية التي تقدمها الدولة لأدب الطفل تُعد أضعاف ما تقدمة اوطاننا بشكل عام. أعطيك أمثلة على ذلك: مثلاً في كل معارض الكتب هناك أقساماً خاصة للأطفال فنراهم يسرحون ويمرحون في كل أروقة معارض الكتب بشكل ملفت للنظر. وكذلك نرى طوابير من الطلاب في المراحل الإبتدائبة والمتوسطة تُجدوِل إدارة معارض الكتب مثلاً زيارات لشراء الكتب بأسعار تشجيعية وتخصص لهم غرف لسرد القصص والحكايات والحوار معهم وتنمية حب المطالعة والحوار. وهذا ما يجعل أدب الطفل في بلاد الغرب متطور بشكل أكبر بكثير من بلادنا العربية. وتقع المسؤولية في هذا الواقع على الدولة وأجهزتها التي يجب أن تُعنى بتطوير شخصية الفرد وخاصة الأطفال وهم أجيال وبناة الوطن في المستقبل ومن ثم أيضا على الأسرة التي يجب أن تشجع الأبناء على القراءة البناءة والمفيدة وتأصيل حب القراءة لديهم كما لا تخلو المسؤولية من أدباء الأطفال في كتابة ما يناسب طفل اليوم وذكائه وعالمه المعقد والعمل على جذبه واحتوائه لحب المطالعة وتنوير عقله والسمو به.

متابعة القسم الرابع والأخير من الحوار


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى