السبت ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم
الإمبراطورية
(1)كانت مملكتي..قبل أن تحتلها إمبراطوريتكِجسداً.. وروحاً لم تعارضني..لكنّ بات كل شيءٍ موالياً لجبروتكِبعدما أصبح الفؤاد عاصمة حكمكِوعرش عينيكِ..فقمتِ تتحكّمين حيثما شئتِتصدرين قراراتٍ وتُطالبين بها..وتفرضين عُقوباتٍ وتُنفذينها..فصارتْ الدورة الدمويةلا تدورُ إلاّ بأمرِكِوبات الدّم المتجوّل..كيفما يشاء في شرايين حياتيتوزعينه أنتِ..(2)فأصبح مطار الفكرلا تترُكه طائرات الشوقإلا لتُحَلّق في سماء خيالكِوأصبَحَتْ إذاعة السّمع والبصرلا تَبُثّ برنامجاً مباشراًإلا ما يُقال في عينيكِوتُقدّم آخر الأخبار..علی مدار السّاعةعن كل ما يتعلق بكِوأحدث التقارير الطقسيةعن آخر تحولات جفنيكِ!(3)وفي الإستنطاق العام..الأول من نوعه والأخيرأدلی النّاخبون بأصواتهم..من أدنی الحدود الجسديةإلی أقصی الحدود الروحيةمن مَفرق الرأس..إلی أخمص القدم..ومن مشارق الروح إلی مغاربهاسهلها وجبلها..برّها وبحرها..من الطبيعة فيها إلی ماوراء الطبيعةبأن تكوني..الملكة الفريدة ما دام العمر..واتفقوا..بأن يبذلوا كل الجُهدفي امتثال أوامركِمُلبّين كل دعواتكِمُضَحّين بأنفسهم من أجلكِمُحتفلين يومياً طيلة أيام السَّنةإجلالاً لعينيكِ..وإذا يوماً ما ــ لا قدّر الله ـغادرتِ بلادهم لأيّ سببأن ينتحروا جميعاً..!(4)فغدا المواطنونيتكاثرون ويزدحمونفي شوارع الشرايين..المنتهية إلی القصر المَلكيلإلقاء التحية علی الملكة اللابديل لهامجدّدين بيعتَهمفي كلِّ عشية وضحاها..وهذا أروع احتلال..تتبعه ديموقراطية مَلَكيةيشهدها التاريخ في عُمره..(5)أمّا المَلِك الحاكم والسابقالمُسمّی عقلاً..والمسجون منذ بداية الإحتلاللقد أخرجه المواطنون من السجنوشَنقوه في الملأ العام..!
من ديوان «يوميات مجنون ليلى»