

الجوع
على طاولتي حطّت ذبابة. حطت تماما بين القارورة والكأس. التحقَتْ بها توّا "ذبابة" أخرى (آخَر؟) واعتلَتْ ظهرها. كثمتُ أنفاسي كي لا أزعجهما في لقائهما الحميمي.
بحذر شديد أخرجتُ من جيبي هاتفي المحمول لكي ألتقط لهما صورة تذكارية. غير أنني ما كدتُ أضغط على الزر حتى رنّ الهاتف. انتفضت الذبابتان منزعجتين ساخطتين وحلقتا بعيدا. نظرتُ إلى الشاشة الصغيرة لهاتفي. كان المنادي أليفا لديّ:
ـ نعم حُبِّي! ما بكِ؟ توحّشتِني؟
ضحكَتْ تلك الضحكة التي اعتدتُها لها حينما تكون راغبة فيَّ. قالت:
ـ لا تتأخر يا حبيبو. أنا في البيت هذه الليلة وقد تركتُ الصغار في بيت أمي. أريد أن أفترسك.
طرتُ كالبرق لكي أُفتَرَس. ولما دخلت البيت رأيتها فوق السرير فسُرِرت... و...
وهلم جرا...
ثم أخذت أحلق وأجوب أرجاء المكان كذبابة إلى أن وصلت المطبخ. هناك حططتُ فوق الطاولة وأخذتُ "أَنْقُب" ما تيسر مما أعطى الله.
كان الجوع قاتلي وكانت هناك ذبابتان ملتصقتان وتنظران إليَّ بمكر.
مشاركة منتدى
28 كانون الأول (ديسمبر) 2012, 04:54, بقلم مصطفى أدمين
سير الله يمسخك من اديب إلى ملاك
28 كانون الأول (ديسمبر) 2012, 18:31, بقلم مصطفى عبا
آمين يا أخي أدمين !
المزيد المزيد منك ومن إبداعك الجميل أيها المشاغب...
شكرا على المجالسة.
تحياتي.
28 كانون الأول (ديسمبر) 2012, 10:32, بقلم مصطفى أدمين
لا يلتقط مثل هذه المشاهد سوى شخص آية في اللطف والتأمل. ق ق ج جميلة جدا.