السبت ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم
الشعب يختار
لُم يا ربيع فإن اللوم إبصارُ | خلَّيتنا وعلى أحلامنا نارُ |
أشعلتَنا فصحونا كي نميطَ أذىً | ثم ارتخينا فشدَّ البأسَ جَبَّارُ |
عامٌ ونصفٌ بنينا نصفَ مئذنةٍ | وما درينا بأنّ الريحَ إعصارُ |
ها هم يقومون من صدْماتهم ولهم | من كلِّ قحطٍ على الآمالِ تيّارُ |
يا مصرُ وجهتُنا إلى الأمام فلا | تُبْقي العيونَ ترى قومًا قدِ انهاروا |
ومهِّدي الروحَ نجري في مرابعِها | ونبِّهي القلبَ قد يغويكِ فُجّارُ |
إنّ الشبابَ مضَوْا فوقَ الدماءِ إلى | أفق جديدٍ فيا نِعمَ الذي اختاروا |
فهل نخونُ دموعاً أم نبيعُ دمًا | أجراه في أرضنا حبٌّ وإيثارُ |
توحّدوا يا دعاةَ الخيرِ لا تهنوا | فقد تألّبَ أخطارٌ وأشرارُ |
من كلّ صوبٍ أتى الأعداءُ يجمعُهم | كُرْهُ الشريعةِ في أعناقِهم نارُ |
لم يكفِهم ما مضى لم يهدِ شاردَهم | من بعدِ كبوتِهِ وعظٌ وإبصارُ |
والفاسدونَ على إعلامِهم مكثوا | يضلّلونَ ويفري الزيفَ ختارُ |
ماذا يريدون من شعبٍ على دمِهِ | قادَ المسيرَ وزفَّ النصرَ إصرارُ |
ماذا يريدون من مصرَ التي بَليَتْ | أثوابُها، أَلِأَنَّ الثوبَ جَرّارُ؟ |
كم قد تنكّر أبناءٌ لها وعلى | وجْناتِها من خدودِ الدمع أنهارُ |
والآن ثورةُ حبٍّ أُشْعِلَتْ ولها | في كلّ قلبٍ من الإيمانِ أسرارُ |
اليوم َيا مصرُ نختارُ الذي وُئِدَتْ | من أجلِهِ غضبةٌ هاجتْ وأفكارُ |
لكنّها الروحُ تسري في الشعوبِ إذا | ما مزّقوا دفترًا تهتاجُ أحبارُ |
ويصنعُ الفلكَ تجري في مطامِحِنا | نحوَ النجاةِ عفيفاتٌ وأحرارُ |
ربّانُها خادمُ الشعبِ الذي نزفَتْ | أضلاعُه كي يُرى في الحكم أخيارُ |
اليوم نرسمُ يا مصرُ الذي طمحتْ | إليه أحلامُنا والشعبُ يختارُ |