الأحد ٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم أحمد حسن العبد الله

الشعر الريفي - الرعوي عند الشاعر سعود الأسدي

في مقالة احتفالية كتبها الشاعر أحمد دحبور في صحيفة " الاتحـاد " الحيفاوية بمناسبة صدور " شَبَق وعَبَق " المجموعة الشعرية الرابعة لسيّد الكلمة المحكية الفلسطينية الشاعر الكبير سعود الأسدي كلمة معبّرة وصادقة في وصف المجموعة إذ يقول :
" تأخذ هذه المجموعة طابعاً ريفياً ، فالريف هو بكارة الأرض وصورتها الأولى . والنوستالجيا تذهب دائماً إلى هناك ، إلى البعيد والموجع ، فكيف جَمَعْتَ بين سعادة اللحظة الريفية وبين آلام الحنين إليها ؟! حقاً تسلم يا سعود الأسدي .. " .

ثم يتابع : "يرسم سعود الأسدي بالكلمات خريطة لهذه البلاد المجرّحة (فلسطين).. يوقظ الراعية السمراء في مغارة المعزى، ويصغي إلى كل زهرة ونوّارة تهمس في بلادنا: الزقوقيا والبرقوق والسوسن والنرجس والفيجن وتفاح المجن (المجانين) والدّوم. بل إنّ الكلمات العامية الراقدة بين حبّات التراب وفي عروق الصخر تسترد عافيتها على يد هذا الشاعر الصَّنـَاع فإذا بكل سنبلة في البيدر تميل.. حتى إذا أتى دورها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" [1].

وانطلاقا من هذه الكلمة النبيهة بخصوص صفة الريفية في شعر سعود الأسدي ، وهي جانب من جوانب متعدّدة في أشعاره، والتي نوّه بها معظم النقاد الذين عالجوا أشعار الأسدي بالمراجعة والتعليق والتقييم والنقد أقول: إنهم لم يتوسّعوا فيها بل اكتفوا بالإشارة إليها إشارة عابرة. فلم يلمسوا دواعيها ولم يوضحوا أبعادها، ولم يضعوها حيث يجب أن تكون في مصافّ ما يشبهها من هذا اللون بين الأشعار الريفية أوالرعوية في الآداب العالمية. ولذا أحبّ أن أتركّز في هذه الصفة بل هذا اللون المميّز في شعر سعود الأسدي . وهوالمعروف في آداب الغرب بـ"الايديلا" Idyll من Idyllium اللاتينية أو Idyllion اليونانية تصغير Eidos بمعنى صورة أو شكل، وتنسب إلى دافنس بن هرمس " لأنّ ربّات الفنون أوْحَيْنَ إليه حبّ الشعر، وإبداع الأغاني الرعوية والقصص ااريفيّ [2].

إنّ الإيديلا في الاصطلاح الأدبي كل قطعة شعرية أو نثرية قصيرة تصف حياة ريفية، أو ترسم مشاهد طبيعية رعوية، أو تحمل صوراً لحياة عائلية بسيطة ممزوجة بذكريات طفولة، وتتسم بحالة من الطمأنينة والرّضا وهداة البال. [3]

كما أن الإيديلا تطلق على كل موضوع ملائم للقصيدة الريفية والأناشيد الرعوية، وتعني في الموسيقى أيضا كل قطعة موسيقية صغيرة ذات طابع رعوي أو رومانسي.

لقد قلت إن النقّاد تنبّهوا إلى موضوع الإيديلا أو الصور الحياتية الريفية الرعوية في دواوين سعود الأسدي وهي:
 أغاني من الجليل 1976
 نسمات وزوابع 1986
 عَ الوَجَع 1992
 شَبَق وعَبَق 1999
 دَعْسِةْ بنت النبي 2000

وأول المتنبّهين لذلك حقا الناقد د. نبيه القاسم لقوله: "جاء شعر سعود الأسدي متميّزا بهدوءه وتأثيره وجاذبيته، ينقل الواحد منا على أجنحة كلماته من موقع إلى موقع في الوطن مصادفاً طيوره وأزهاره ونباتاته وأشجاره وغيماته ونجماته وعيونه وحبات ترابه ورمله.. ينسج قصص الحب البريئة ويرسم أجمل المشاهد لحياة الناس العاديين. يعيدنا إلى أجواء القرى وحياة الناس فيها إلى البيادر والكروم وعيون الماء والساحات والأزقة والشبابيك التي شهدت قصص الحب مابين العشاق وحفظت أسرارها" [4]..

إن قصائد سعود الأسدي ترسم الأجواء الفلسطينية الموروثة الدافئة والعلاقات الحميمية والحياة البسيطة المعتمدة على فلاحة الأرض واستثمارها، وتصوّر مدى علاقة الإنسان بها، وعشقه لكل موقع فيها.. كل ذلك بقصائد تطغى عليها التعابير والأجواء الرومانسية مما جعل منها قصة حبّ متواصلة المشاهد ما بين العشّاق والأرض التي تحتضنهم، وترعى حبّهم [5]. ويستشهد د. القاسم بعدد من القصائد والمقطوعات المتدفّقة "من خلال اللفظة والصورة المفردة والمركبة، ويتطرق إلى أسلوب الشاعر باللجوء إلى البناء القصصي والحوار أحياناً حيث تكون القصيدة عبارة عن قصة متكاملة بوحدة عضوية لها بدايتها وتصاعدها ونهايتها، تأخذ بالقارىء وتشدّه حتى النهاية وتبقيه يعيش معها تفاصيلها الساعات الطويلة" [6]، مثل قصيدة «عَ البير» و«حبّتين لوز» و«عَالعين» ألخ.. [7]

أما الناقد صبحي شحروري في مراجعتة القيمة لديوان ع َالوجع فإنّه يقول:

"إنّ شعر سعود الأسدي يشكّل نوعاً من الإعجاز لما فيه من إنجاز وإيجاز.. لأنه يقول الكثير بكلمات قليلة، ولا يحاول توظيف أسطورة ما. ولكن يحاول أسطرة الواقع أي «خلق الأسطورة من الواقع»، ليصبح عالما يستحق أن يكون جذراً للحياة وحاملاً لها" [8].

وأما الشاعر محمود مرعي فيذهب إلى القول: "إن المرأة في شعر سعود الأسدي تمثل جزءاً من المشهد العام.. وهي دائما مقرونة بالأرض التي هي المسرح الوحيد الذي تتحرّك فيه / الرعي / الزراعة / القلاعة.. وكثيرة هي القصائد" المشاهد "التي لا تكتمل إن لم تدخل فيها المرأة".. [9] والمشهد العام كما يراه الشاعر محمود مرعي "هو الحياة".. وأما اقتران المرأة بالأرض فيفسّره بقوله: "وإذا كانت الأرض رمزاً للخصب والنبات والثمر فالمراة بالذات هي بُعْدٌ آخر للخصب.. وبالتالي فلا حياة ولا عيش بدونهما" [10] ثم يذهب إلى القول: إن قصائد شبق وعبق هي غزلية في الظاهر، ولكنها في باطنها تحمل الطبيعة وطقسها وثمارها، ويمثّل على ذلك بقصائد: بعُبّ التوتة، ونجاصة برّية، وشبق وعبق [11]، وفي الأخيرة دعوة إلى العودة إلى الأرض حتى ولو كان الثمن الحفاء والعري والجوع:

يا ريتنا إنتي وأنا نرجع رْجوعْ
للأرض ولو بدنا بقَى نِعْرَى وِنْجوعْ

وأما الناقد رياض كامل فيرى "أن تشبيهات سعود الأسدي مشتقّة من عالم الفلاح الفلسطيني ذلك النبع الذي منه يغرف. حتى غاص فيه إلى الأعماق.. وشعر سعود الأسدي يعكس روح الإنسان الفلسطيني قديماً وحديثاً.. صوّره مع أرضه، وصوّره بدونها وفي كلتا الحالتين تعبق رائحة إنسانية، تنفح بأريج المحبّة والتسامح والعطاء.." [12]

ولا يخفي الشاعر محمد سلاّم جميعان – فلسطينيّ مقيم في "مخيم البقعة" في الأردن – لدى مراجعته "دعسة بنت النبي" انجذابه الى ديوان "شبق و عبق"، فقد أغرتني قصائده الريفيّة وأعادني إلى مضارب أجدادي، و"حَكْيات ستّي" فالكتابة بلغة القرية، ومن فيها من فلاحين، و حطّابين، ومعّازين أقرب عندي الى آبار الروح العميقة.. ثم يرفع نبرة صوته الى طبقة أعلى فيقول:

"سعود الأسدي تتنفّس فيه الروح الكنعانيّة، يقيم الحياة على المحبّة، فالمحبة جسد نابض تنعم به خلاياه بالشوق إلى الحياة.. سعود الأسدي يعيش للشعر والحياة يقضي وقته متأمّلاً في قبة السماء صوفياً ناسكاً على طريقته وحده، فهو على تماسّ عبقري بالأرض ونباتاتها ففيها يتمكن من العثور على مفردات شعره، وعلى ظلّه الكنعاني المديد، وعلى أحاسيس الحياة ونبضها، ليكوّن منها صوراً شعرية لها نظامها الخاص والشامل الذي يأبى الاهتزاز" [13].

وجدير بالذكر أن كنعانيات أشعار سعود الأسدي ليست بلفظة تقريرية كقولك "سجّل أنا كنعاني أو أنا عربي أو أنا فلسطيني. إنّه كل هؤلاء من خلال الروح السارية في الوطن / لغة وحياة وتقاليد وعادات وتراثاً وثقافة وحضارة. ومن هنا "كان للحياة الشعبية التي يشكلها سعود الأسدي في شعره أو تشكّل شعر سعود الأسدي صدىً عميق عند قارئها أو سامعها. وهذا الصدى هو الصخرة التي يقوم عليها هيكل عبادة يعبق بمجامر الطيب، ويسهر فيه كاهن أبديّ منزرع في وجدان الحياة الشعبية متمثل للموروث بمساحات مفتوحة من الحنين يمتزج فيها الماضي بالحاضر، والرضا بالغضب، والألم بالأمل وتطفح بها صفحات دواوينه، وكأنّ قارئها يولد من جديد مع سماع أو تلاوة كل قصيدة منها.. وبمثل هذا الانزراع في وجدان الحياة الشعبية تصبح العولمة هباءً سابحاً في فضاء التكوين الجمعي لروح الشعب الذي لاتقوى تغيّرات الطقس العولمي على اجتثاثه" [14]. أو برغم الدمار الذي حلّ بساحة الوطن الفلسطيني الذي تمثله هذه الصورة الراسخة في ذهن سعود الأسدي الطفل عندما كان في عام النكبة ابن عشر سنوات، وهي بعنوان دمار:
بتحوم فوق القريه هـَ الشُّوحَه
من المراحْ للعينْ
والناس مذبوحَهْ
والحاره ما فيها
صوص إبن يومين [15]

في مراجعةحديثة ورهيفة بقلم د. بطرس دلّة نشرتها مجلة "الفكر الجديد" عبارة صريحة تقول بأن قصائد سعود الأسدي تعبرّ عن تجربة إنسانية جماعية مستمدّة من الحياة من الناس من الأرض من الطبيعة من الوطن، وأي سياسة أجمل للشعر من هذه السياسة، سياسة الإنسان والحب والجمال والوطن ؟! [16]

بعد شرح المفهوم السياسي للأرض والوطن في ديوان "شبق وعبق" وغيره من قصائد دواوين سعود الأسدي يقول د. دلّة:

"إن شعر الأرض عند سعود الأسدي هو شعر حياة، وهو متناثر عنده في جميع قصائد دواوينه، وإنه يشابه في كثير من قصائده الريفية قصائد كبار شعراء الرومان في إيطاليا، الذين وصفوا بأشعارهم مشاهد المناظر الريفية التي أنبتتهم" [17]

ولعل المقصود بكبار شعراء الرومان كاتولوس وفرجيل وبروبيرتوس وهوراس وأوفيد ممن أوسع لهم البروفيسور جلبرت هايت أستاذ الكلاسيكيات / اليونانية واللاتينية فصولاً في كتابه Poets in a Landscape تحدّث فيها عن المشاهد والمناظر الريفية التي رسموها بأشعارهم، وشفع حديثه بقصائد / لوحات لمناظر ومشاهد بيئتهم ومنها قصائد للشاعر هوراس (65- 27 ق.م) أقتبس منها هذا المقطع من قصيدة ساخرة من حياة المدينة، يحنّ فيها إلى حياة الريف ويتمنّى لو يستطيع أن يمتلك قطعة أرض يبني فيها بيتا ريفياً يكون مأوى له طيلة حياته:

إنّ إحدى صلواتي
أن تكون لي قطعة أرض
بجانب جدول نمير
وحرش صغير
إنها أغلى أمنياتي
لست أرجو أكثر
فاجعلها يا ميركوري
يا رسول الآلهة
ملكاً لي طول حياتي
حتى مماتي [18].

أليست هذه القطعة تشابه في جوهرها قصيدة "شبق وعبق" عند سعود الأسدي، إلاّ أن قصيدة الأسدي تنيف عن قصيدة هوراس في تصوير المشهد بتفاصيله ومركباته، وإدخال العنصر الإنساني والتشخيص، وهي صورة ريفية فلاّحية من الطراز الرفيع:

يا ريتنا إنتي وأنا نرجع رْجوعْ
للأرض ولو بَدْنا بَقَا نِعْرَى وِنْجوعْ
وِيْكون إلنا بْهالجبل نِتْفِة رْباعْ
وِالأرضْ من قُدّامنا مَرْجِه وَساعْ
وِبْكل صيفْ هَالرَّبْعَه نِزْرَعْها حَبَقْ
والحَبَقْ لما يْهيجْ في الجوّ البهيجْ
وِتْصير إيدين العَبَق تغزلْ شَبَقْ
عا كِتِفْها نُنْصُبْ عريشِه من فَقُوعْ
وْهالعريشِة نْسَهْمِد تْراباتْها
وْنُفْرُشْها نُعّيمِه وْعليها نْغُز كُوعْ [19]

إن الحنين للأرض في هذه القطعة له مفهوم سياسي وهو الحنين إلى الوطن عند الفلسطيني الذي يعيش في الغربة في مخيم للاجئين، أو الذي يعيش في وطنه وقد صودرت أرضه. فهو مستعد لأن يجوع ويعري ويكون له في وطنه "مرقد عنزة"، أو "مفرش حصير" على سطح بيت، أومضجع ولو في عريشة كعريشة ناطور الكرم يغطيها بقشّ نبات الفَقُوع ، ويفرش أرضها بنبتة النُّعّيمة التي سماها الفلسطيني بهذا الاسم لنعومتها. ثم انظر معي حيوية الصورة بفوح الحبق الذي يغزل بيديه شبقاً مثيراً بين حبيبين جلسا في الظلّ علي نبت ناعم طيّب الرائحة بعد أن سَهْمَدا أي مهّدا تراب عريشتهما، ثمّ غزّ كل منهما كوعه أي اضطجع على جنبه واستند بمرفقه للمؤانسة والمسامرة. هذه صورة راسخة في ذهن كل فلسطيني لصيق بالأرض والتراب، وقد رسمها سعود الأسدي بريشة لغة الأرض اللغة المحكيّة، وأنا مطمئن إلى أن هذه الصورة الأليفة هي من الصور الأجمل في الشعر الفلسطيني لما حشد فيها صاحبها من موهبة شعرية وعبقرية لغوية.

وبعد هذا الرصد الواعي والنظرة الصادقة والموضوعية من قبل النقّاد لأشعار سعود الأسدي والتي إحدى مميزاتها ميزة (الباستورالية) الرعوية أو الريفية التى أزعم أنه انفرد بها بين شعراء فلسطين جميعًا، بقي أن ندرج ذلك الإبداع الأسدي الفلسطيني الكنعاني بلغة الأرض والأم الفلسطينية اللغة المحكية في جانر أدبي معروف في الآداب العالمية القديمة والحديثة منذ اليونان والرومان وعصر النهضة والباروك وإلى يومنا هذا والذي يسمّيه النقّاد "إيديلا"، وقد سبق تعريفها.

تجمع المصادر التي تتحدّث عن الإيديلا وأصحابها على أن الأشعار الريفية /الرعوية الأولى تعود في أكمل صورها وأجمل أشكالها إلى الشاعر اليوناني تيوكريتوس.

يقول الأستاذ الشاعر عبد الرحمن صدقي: "ولما كان القرن الثالث قبل الميلاد جعل الشاعر ثيوكرتوس (310-250 ق.م) من وصف الرعاة فناً مستقلاً من فنون الآداب اشتهر به، وهو المعروف بالرعويات Pastorals. والشاعر وبلا ريب كان قد استوحى قصائده الرعوية من تلك الأودية الناضرة والمراعي الغنية في جزيرة صقلية، منبت الشاعر ومسقط رأسه، حيث كان يستمع إلى ما يردّده الرعاة من الأغاني الشعبية، وما كانوا يرتجلونه من المقطوعات الريفية وخاصة في المباريات التي كانت تقام في تلك الجزيرة، ويمنح فيها الفائز آنية ثمينة بديعة الحفر" [20].

ومهما يكن من أمر فإن الإيديلا كانت قد بلغت ذروة نضجها عند ثيوكريتوس ، وقد تأثّر به من جاء بعده من شعراء اليونان الرعويين منهم بايون (Bion من شعراء القرن الثاني قبل الميلاد اشتهر ببكائيته على أدونيس) ومُسكوس (Moschus) وهو كذلك من شعراء القرن الثاني قبل الميلاد، من صقلية عاش في الأسكندرية مقطوعاته قليلة أشهرها رثاء بايون ) وبعض شعراء الإسكندرية، ثم فرجيل الروماني (Virgil 70- 19 ق.م) صاحب "أناشيد الرعاة"، وعشرات الشعراء الأوربيين في القرون اللاحقة.

هناك أغنية باستورالية لثيوكريتوس مؤدّاها أن راعيين صديقين كانا يرعيان المعز في سفح جبل أخضر في صقلية، فطلب الأول من الثاني، وكان هذا ذا صوت حسن، أن يغنّي له قصيدة دافنس بن هرمس، فغنّاها لقاء أجر مدفوع: عنـز حامل وكاس ذات نقوش وزخارف [21].

وأما سعود الأسدي فأنه مستعد لإن يدفع ثيابه إذا لقي في هذه "الغابة" عازف شبابة بحق وحقيق، يستطيع أن يعزف له اللحن الذي يليق:

قولوا لي يا صْحابي
شوصار بغيابي ؟!
صَارْ لي قَدَر ألفين سنِه
داير بهالغابِه
بلكي بلاقي عَ الصُّدَف
راعي بشبابِه
وِيْدُق لي دقّه عَ الوَجَع
ويوخذ ثيابي [22]

يقول ثيو كريتوس في إحدى مقطوعاته :

ماأحلى أن أضطجع في يوم قائظ
إلى جانب نبع صافٍ رقراق
بجانب صخرة إلى ظلِّ شجرة وارفة
تختلط بين أغصانها زقزقة العصافير
وصرصرة الصراصير
وتأتي من بعيد
وقد أوشكت الشمس أن تغيب
أصوات غناء الرعاة والفلاّحين
العائدين من المراعي والحقول [23]

وأمّا سعود الأسدي فيقول :
وأنا شَبّ زْغيرْ
وأرْعَى بالبكاكيرْ
هْناك غربيّ البلدْ
في قريتي دير الأسدْ
لما أجيت انامْ
عافرشِه سَنامْ
كانت الصخرَه سْرير
والنسمِه حريرْ
تحتيّ خرّوبِةْ أبو قاسمْ لمَيرْ [24]

ولو يتسع المجال في هذه المراجعة العاجلة لأوردت قصيدة "في مغارة المعزى" [25] أو"الشبّابة الحزينة" [26] وهما مطوّلتان: ألأولى يتنفّس فيها الشاعر من خلال رئتي راعٍ وراعية، والثانية سيمفونية ريفية بالكلمات لما فيها من تنويع في المشاهد وحركات.

إن الصورة الصغيرة أعلاه تحكي بلسان الشاعر عن راع يرعى بقرات بكاكير(جمع بَكِّيرة وهي البقرة صغيرة السن والتي لا زالت بكراً) في مرعى غرب قريته، وقد تفيّأ شجرة خروب وارفة الظلّ مضطجعاً على صخرة منبسطة ملساء، ومسنداً رأسه إلى نبتة «سَنام» ناعمة، متخذاً إياها وسادة لرأسه، وقد غلبه النعاس حين هبّت عليه نسيمات باردة منعشة تحت خرّوبه لصاحبها المسمّى «حقيقة» أبا قاسم الأمير!

وحول المشهد الريفي والصورة القمّة عند سعود الأسدي يقول الشاعر الناقد راشد عيسى: "أن سعود الأسدي سيّد القصيدة المحكية في فلسطين.. وهو بإبداعه متفرّد في صياغة الصور الشعرية الحديثة والجميلة معاً، ونحن نعلم أن الصورة الشعرية هي التي ترشّح القصيدة للمجد، والشاعر للتميّز فلا تخلو قصيدة من "شبق وعبق" من تخيّلات فذّة تستفيد من عبقرية البساطة اللغوية وجنون الصورة.. وقد لمست أن أحاسيس الشاعر قد اندمجت بما حوله من أشياء مصوّرة بحيث أصبح الموصوف شاعراً والشاعر موصوفاً، كما أن العديد من القصائد ينحو منحى" الهايْكَوِيّة" على غرار الشعر الياباني العالمي، وهي قصائد قصيرة جدّاً، تتعامل مع أرواح الأزهار والفراش والحجر والشجر كما لو كانت بشراً مثاليين، ومن أمثلة هذه الصورة الفائقة قوله:

زهرة الزقوقيا الطالْعَه بْصخرَه
وِمْدوكْنِه بحسره
مشْ مثلِك وإنتي قَبِلْ يومينْ
واقْفِه عامفرق الدربينْ
تَتْقولي لي صارْ صعب كْثيرْ
نِتْلاقى عَ الموعدْ بَعِدْ بُكْرَه [27].

فقد أحال هذا العتاب إلى تمثيل مصنّع ليقول لحبيبته «المدوكنة» أي المطرقة أسفاً: "ينبغي أن تكوني كزهرة الزقوقيا التي تتحدّى الصخر وتنبت" [28].

و"هناك كثير من قصائد القصص المكثّفة، والصور الفائقة في روعتها في شعر سعود الأسدي المولع بالصورة الشعرية القمّة" كما يقول صبحي شحروري [29]، فهي كزهور أقحوان في حقل بنفسج، أو كنجوم زاهرة في قبة سماء زرقاء، وأجرؤ على القول لا يوجد لها شبيه من نوعها في الشعر الفلسطيني:

يا ما بقيتْ هونا بأرض التُّونْ
أنطر التين وتحتْ هَـ الزيتونْ
آخذ لي غفوِه كلّ ظُهْريِّه
ولما الشّمِس تِلْحَقني عَصْريِّه
أفيق وهي مَشّايْتي بْحَدّي
والتراب مْلَزِّق بْخَدّي
وعلى جْنابي مْلبّد الطَّـيُّونْ [30]

في الصورة أعلاه حكاية فلاح ينطر كرم تين.. يفترش التراب تحت زيتونة إبّان الظهر حتى إذا مالت الشمس ودغدغته أشعّتها عند العصر استيقظ من نومه، وحذاؤه بجانبه، والتراب ملتصق بخده، ونبات الطيّون الدّبِق عالق بجانبيه!

وإنني على يقين أنّه لو سمع أي لاجىء فلسطيني هذه الصورة وتخيّلها ممن وعوا الوطن ومارسوه أرضًا وتراباً وزيتونًا وتيناً وطيناً وطيّوناً وأعشاشاً ورفوفاً من عصافير الدوري وأسراب الحمام لبكى وشهق وشَّق ثيابه على وطنه الذي هجره عام 48، وتمنّى أن يعود حَبْواً، ويأوي إلى عراء كرمه المصوِّح المهجور.

وأحبّ أن ألفت النظر إلى أنّ التجربة المحكي عنها بضمير المتكلم "أنا" عند سعود الأسدي ابن الأرض والطين والفلاحين هي "أنا الجمعي" بلغة الفولكلوريين، وتجربته هي تجربة الجيل القروي الفلاحيّ الذي ينتمي إليه، فكما أن هناك وعياً جماعياً ووجداناً جماعيا كما يقول الفلاسفة فهناك تجربة جماعية. وما شاعرية الأسدي إلا "انضغاط تجربة الجيل الذي ينتمي إليه الشاعر" [31]، كما عبّر عن ذلك الناقد أنطوان شلحت الذي يرى في تجربة الأسدي انفتاحاً على التجربة البشرية في حدودها القصوى. وما ذلك في رأيه إلا من خلال حياة الفلاحين القرويين والحرّاثين والرعاة والبداة من أبناء فلسطين منذ كنعان إلى يومنا هذا.

وسعود الأسدي إذ يرسم بأشعاره مشاهد الحياة الفلسطينية أنما يريد في الحقيقة أن يتعامل مع مضمون سياسي ولكن بعمق، وليس بالسطحية الممجوجة والشعارات الخطابية الفجّة الطاغية للأسف على معظم الشعر السياسي الفلسطيني. و"هذا هو المدهش في الفن الشعري عند الأسدي. فهو لا يقول ما يقوله مباشرة بل يتوارى وراء بناء فنّي" [32]. وما الحياة الفلسطينية في لغتها وتراثها وثقافتها وحضارتها إلا وجود سياسي يكوّن بناءً بين مباني تراث الشعوب وثقافاتها وحضاراتها، وهذا الوجود السياسي الفلسطيني لايمكن إلغاؤه ولو اجتمعت الأنس والجن وكان بعضهم لبعض ظهيراً.

ولذا أعتقد أنه لاضير في الإشارة هنا إلى حجر الزاوية، وأن يُرفع المكيال عن المصباح لدى قراءة الشعر الفلسطيني على الفلسطينيين، وعلى غيرهم من الشعوب. ولعلنا نستفيد مما قاله د. نبيه القاسم:

"إن سعود الأسدي لا يصرخ بأعلى صوته مردّدًا شعارات، ولا باكياً على ما كان، ولا يائساً مما سيكون.. جاء شعر سعود الأسدي مميّزاً بهدوءه وتأثيره وجاذبيته. وهو حتى في قصائده الأولى " أغاني من الجليل" آية في الكمال والإتقان والشاعرية الأخّاذة بلغتها وسلاستها وفنيّتها وصورها" [33].

وبعد هذا فإن السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن القارىء: هل ما كتبه سعود الأسدي من مشاهد ريفية فلاحية، وحبّ ريفي رعوي، وصور حياتية "إيديلا" كان بالفطرة عند صاحبها أو بالمطالعة، وهو بالطبع قارىء مطّلع كما يقول د. بطرس دلّة:

"إن سعود الأسدي نما وترعرع على سماع الأقوال الارتجالية في كنف والده الشاعر الشعبي الشهير محمد أبي السعود الأسدي، إلى جانب وعيه الحقيقي للأدب العربي والتراث والفولكلور عامة، إضافة إلى ما يلمّ به من آداب الغرب وموسيقاه وثقافته" [34]. ولكن أرى أن الجواب عن السؤال المتقدّم لا يهمّ ما دامت الإيديلا موجودة عنده سواء كانت من إبداعه أو مكتسبة، وبوجودها عنده يكون قد عوّض الأدب الفلسطيني، أو سدّ ثغرة فيه كانت تنتطر من يسدها منذ القدم.

لقد أجمعت الآراء كما ذكرت سابقاً على أن ثيوكرتوس اليوناني هو أول من ابتدع الإيديلا في المنتصف الأول من القرن الثالث ق.م، ورغم أنه ولد وعاش في جزيرة كوس Cos أو سيراكوزة في صقلّـية إلاّ أنه قدم إلى الأسكندرية، وكانت ملتقى حضارتين شرقية وغربية.. ثم هجرها عائداً إلى موطنه صقّلية الشهيرة بمناظرها الخلاّبة وينابيعها الرقراقة المنسابة، ليتابع أناشيده، وهو الذي نشأ على حبّ الموسيقى والأغاني الريفية في إقليم جنوب أوروبي ـ شبيه بإقليم فلسطين ـ معتدل وهادىء رائق، ومناخ أدبي فنّي شعبي (كمناخ فلسطين) يعجّ بالغناء، ويضجّ بالأناشيد والأقوال المرتجلة في أعياد القرى واحتفالات القرابين وشكر الآلهة بين أبناء الشعب الدوري، وليس بعيداً أن يذهب بعضهم إلى القول: إن الإيديلا عند ثيوكرتوس كانت نتيجة لصدمة أوصدام بين حياتين: حياة أولى ريفية بسيطة مطمئنّة وقانعة وادعة وحياة ثانية مدنية ضاجّة ومادية صاخبة.

لقد توّفرت لدى سعود الأسدي في طفولته وصباه منتصف القرن الماضي كتب الشعر من عاميّ وفصيح ، واستمع منذ نعومة أظفاره إلى شعر الزجل من محفوظ ومرتجل خاصة من والده في قريته دير الأسد، وتمتّع أثناء دراسته الثانوية والجامعية بمطالعة مئات الدواوين الشعرية، وتركت معرفته بالتراث في أمهات المراجع ورجوعه إلى أجواء البيئة وتجارب الطفولة في محيطه الريفيّ أثرها في شعره، ولعله أكثر شعراء فلسطين كتابة باللغة المحكية عن طفولته وبيئته وتجاربه فيها، وهي بالطبع الطفولة والتجارب الجماعية لأطفال فلسطين وهم في غالبيتهم من البدو والفلاحين مما حدا بالشاعر محمد سلاّم جميعان عندما كتب مراجعته لدعسة بنت النبي أن يجعل عنوانها "الإنشغال بطفولة الحياة الفلسطينية" [35]، وهي حياة تستحق الاهتمام حقاً، فإن أحداث نكبة 48 وقد وعاها سعود الأسدي الطفل (ابن عشر سنوات) كانت بمثابة الصدمة التي ما لبثت أن تحوّلت في صباه وشبابه إلى صدام. ناهيك عما تبع تلك الأحداث من هزائم عربية وتطورات مأساوية في القضية الفلسطينية حتى اليوم.

ولعل الصراع المعتمل في صدر سعود الأسدي بين الواقع الفلسطيني المر الموجود والمثالي العذب المفقود دفعه إلى استنفار مرحلة الغليان الطفولي المدعّم والمحصّن كجذر عميق للذاكرة الفردية والجماعية يُؤَطِّرها، ويصبح علماً لها كما يقول الأستاذ صبحي الشحروري "لخلق حالة من الديمومة أو الاستمرار ليس في إطار سكوني وإنما في إطار حركة وتواصل .. وتعرف هذه العملية بالـ"presentation" لانّ الواقع مشوّه، ولا يمثل الحياة الفلسطينية الحقيقية، لذا فهو يسعى لخلق امتداد، أو بناء قنطرة تذكّرنا باستمرار بالذات الوطنية، قبل أن تُشَوّه، الأمر الذي أوقعنا في جلد الذات بسبب صعوبة تجاوز هذا التشويه" [36].

لن أذهب إلى أبعد من ذلك لأعلل وأجيب على تفرّد سعود الأسدي بالإيديلا الفلسطينية التي استلزمت اللغة المحكية للتعبير عنها، وهي اللغة القومية (من القوم) كما يسمّيها الشاعر نفسه.

ثمّ ولبيان حقيقة غاية الإيديلا ومغزاها أينما وجدت بعد بيان مسبباتها أرى أن أستعين مباشرة برأي شاعر ألماني كبير هو فريدريك شيللر (1758- 1805) الذي يرى في الإيديلا "صورة عاطفية غايتها ترميم الوحدة المتصدّعة بين الروح الإنسانية والطبيعة". وهذه المقولة هي المقبولة لدى غالبية ذوي الصيغ المعقولة في تأويل الإيديلا، حتى إن بعضهم، وخاصة في نهاية القرن التاسع عشر قالوا: "إنها حنين إلى الفردوس المفقود"، ومنهم الشاعر السويسري جنسر(1730- 1788)، وغوته الألماني (1749- 1832).

وللإيديلا مغزى سياسي لأنها لا تصوّر الماضي البعيد فحسب، وإنما الحالة التي تصبو إليها الحضارة ، وإن الإيمان بإمكانية هذه الحالة هو الأمل الوحيد الذي يجعل الإنسان يخطو لتحقيقه في طريق الحضارة، ولكن ليس كل ما يرغب فيه الإنسان تستطيع الإيديلا تحقيقه، إلا ان الطمأنينة وهي الميزة الأولى للإيديلا لا تكون إلا بعد اكتمالها وليس بالتراخي والكسل.. وفي أحايين كثيرة لايكون الدافع لكتابة الإيديلا الرغبة في تصوير الماضي البعيد، او المستقبل الذي تطمح إليه الحضارة، وإنما الرغبة في استعادة السعادة المفقودة. وهذا ما شعــر به الناقــد شحـروري عنـد قراءته الصورة الفرديـة الفردوسيـة في نهايـة قصيـدة "هيك وهيك" من ديوان "عَ الوجع" فهي مزيج سحري أو طقس أسطوري [37]

يحلالنا إنتي وأنا يحلالنا
هـَ المنظر اللي قبالنا
وِيْكون هادي بالنا
وِنْقول: يا نِيّالنا
بِسْهولنا وِجْبالنا
في حين مانطلع سوا مِشْوارْ
عَ كروم هـَ الزيتونْ
والجوّ زَيّ ما يكونْ
نسمِه وندى وأزهارْ
والدنيا هيك وهيك
لاحامْيِه ولا بارْدِه
ولا هِيّي عتمِة ليل
ولا هِيِّ ضَوّ نْهارْ [38]

إننا نستطيع ان نفهم حالة الغياب القسريّ أو الطوعيّ عن الوطن، فهذا الشاعر الليتواني ميسكوبيتش يشعر عن طريق "القصيدة القروية"، وهو في غربته كأنّه في ربوع وطنه وبلدته مسقط رأسه. ولكن كيف نفهم الغربة التي يشعر بها الإنسان وهو في وطنه وغير مغترب عنه سوى حضور وغياب للأنسان والوطن في آن واحد؟! يقول سعود الأسدي:

أنا بشعرْ بهالدنيا اللعينِه
شعور كْبير بالغربِه الحزينِه
مثل غُرْبِةْ زتونِه بِقْلَعُوها
من كرم الزّتونْ تا يِزْرعوها
على دَوَّار في ساحِة ْ مدينِه [39]

وبعد فهذا هو سعود الأسدي المزروع في وطنه أوالمقلوع منه في آن واحد ، وقد أرسل الإيديلا غماماً ماطراً مطراً ناعماً جديداً خفق له قلب الشاعر شكيب جهشان فحيّاه في حفل تكريمه الذي نظّمته "مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع" يوم الثلاثاء 11 تموز 2001 بقوله: "صلاة الكنعانيين الصاعدة من مغارة الخضر، والبخور المتضوّع من مباخر السنديان والنرجس، إنه يغرسني في تراب الوطن وإلى الأبد كما انغرست دعسة بنت النبي في صخرة دير الأسد.. يعبّىء كفّي بحفنات من اللوز والسكّر، والتراب الأسمر النبيذي، حنّاء العرائس ووجناتهنّ الفوّاحة [40].

وختاماً أرجو أن أكون بهذا قد ألقيت الضوء على جانب فريد في شعر سعود الأسدي، وأوضحت بعداً آخر من أبعاد يحملها شعره. وآمل أن أكون بذلك ، وبكل تواضع، قد فتحت باباً للقارىء والناقد على السواء كي يكتشفا تلك الجوانب المتعدّدة في شعر سعود الأسدي بلغته المحكية، لغة الأرض والأم الفلسطينية، وما تتضمّنه هذه اللغة القومية البكر من معان سامية بحسّ إنساني صادق وعميق.


[1دحبور أحمد. من طهرانية الريف ألى الحداثة. الاتحاد16 آب 1999 ص 15

[2J.E. Dictionary of Classical Mythology. New York, Zimmerman, Bantam books 1966, P.

[3انظر مادة Idyll فيMerriam. Encyclopedia of Literture. 1999, Websters.

[4د. القاسم نبيه. حركتنا الشعرية إلى أين؟ "فصل سعود الأسدي والوجه المشرق للشعر العامي": دار الهدى، طبعة أولى 1991 ص 47-48

[5د. القاسم نبيه. نفس المصدر ص 48

[6د. القاسم نبيه، نفس المصدر ص 50

[7ألأسدي سعود. نسمات وزوابع، إصدار جفرا، 1986 ص 72، 91، 98

[8شحروري صبحي. في تأويل الشعر المحلي بين نهوضه واستنساخ الواقع: نابلس دار الفاروق للثقافة والفكر والعلوم والآداب، طبعة أولى، تموز 1995

[9مرعي محمود. قراءة في كتاب شبق وعبق. صحيفة أيام العرب 29 أيلول 2000 ص16

[10مرعي محمود نفس المصدر.

[11ألأسدي سعود. شبق وعبق، الناصرة، 1999 ص 13، 15، 35

[12كامل رياض. نصوص وظلال "مقالات في دراسة الشعر الفلسطيني". الناصرة: مطبعة فينوس، طبعة أولى كانون ثاني 2001

[13جميعان محمد سلاّم. "الانشغال بطفولة الحياة الفلسطينية" الدستور، 18/1/2001 عمان.

[14جميعان محمد سلاّم. نفس المصدر.

[15ألأسدي، سعود. دعسة بنت النبي. رام الله: مؤسسةالعنقاء للتجديد والإبداع، وبيت الشعر للتوزيع والنشر، طبعة أولى آب 2000

[16د. دلّة بطرس. "مع شبق وعبق للشاعر سعود الأسدي" الناصر ، الفكر الجديد 2002 عدد 4 ص 37.

[17د. دلة، بطرس. نفس المصدر.

[18Highet, Gilbert. Poets ina Landscape, Harmondsworth: Penguin Books, 1953

[19ألأسدي، سعود. شبق وعبق، الناصرة، 1999 ص 35

[20صدقي، عبد الرحمن. "الحياة الريفية الرعوية تتبوّأ عرش الفنون الأدبية في الشعر وفي القصةوعلى المسرح" القاهرة: المجلة، العدد21 كانون الاول 1958

[21Zimmerman, J.E. Dictionary of Classical Mythology, New York: Bantam Books, 1966.

[22الأسدي، سعود. عَ الوجع. ألناصرة: مكتبة الناصرة الشعبية / بيت االصداقة ص 13

[23Twersky, Yohanan, Dictionary of World Literature ترجمة عبرية. دبير وعام عوبيد سنة تشكاد تل أبيب ص 465

[24ألأسدي، سعود. شبق وعبق ص 19

[25ألأسدي، سعود. شبق وعبق ص 84

[26ألأسدي، سعود. عَ الوجع ص 145

[27ألأسدي، سعود. شبق وعبق ص 84

[28عيسى، راشد "الشعر المحكي: شعر سعود الأسدي نموذجاً" الفينيق. عمّان. أيلول 1992

[29شحروري، صبحي مصدر سابق.

[30ألأسدي، سعود. عَالوجع ص 19

[31شلحت، أنطون. على فوّهة بركان. متابعات نقدية عن الأدب الفلسطيني. الناصرة. الثقافة العامة. طبعة أولى .1996 ص 113 ـ 134

[32شلحت، أنطون. نفس المصدر.

[33القاسم، نبيه. مصدر سابق.

[34د. دلّة، بطرس. مصدر سابق.

[35جميعان، محمد سلاّم. مصدر سابق.

[36الشحروري، صبحي. مصدر سابق.

[37الشحروري، صبحي. مصدر سابق.

[38ألأسدي، سعود. ع الوجع ص 26

[39ألأسدي، سعود عالوجع ص 130

[40جهشان، شكيب. صحيفة الاتحاد، 15 تموز 2001، ص 16


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى