السبت ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم حامد صدقي, سيدة اكرم رخشنده نيا

الشعر القصصي في ديوان ايليا ابي ماضي شاعر المَهاجَر الاكبر

تتناول هذه الدراسة ادب المهاجَر و القصة الشعرية في هذا الادب عامةً و القصة الشعريةعند اَبي ماضي خاصةً. يُعْتَبُر ادب المهاجر مِن اَغنی الآداب قيمةً، و يُعتبر ايليا أبي ماضي مِن أحد اكبر شعراء القصه المهاجرين ومن اَشهر الشعراء المعاصرين. اِنَّ دراسة وتحليل القصة الشعرية ـ التي هي مِن اَروع فنون الادب ـ لها اَهمية كبيرة. حيثما ندرس القصة الشعرية حقيقةً نري شيئين متلازمين: الشعر و القصة و هماكانامِن اَغنی فنون الادب في تاريخ البشر كله مِن البداية حتي الان. دراسة القصة في شعر اَبي ماضي دراسةً شاملةَ في الواقع ستنكشف آفاقاً جديدةً في الادب و ستزود محبي الادب عامةَ و اِلي دارسي الشعر و القصة خاصةً بمعلومات مفيدة.

إن السبب في اختيار هذا الموضوع للدراسة هو شخصية هذا الشاعر المعاصر الكبير و كثرة الشعر القصصي في ديوانه الذي يصل اِلي حوالي اَربعين قصيدة اَواكثر.كما أن الدراسات لم تتناول شعره القصصي بالدراسة مثلما تنازلت قضاياأخرﻯ كالتفاؤل والتساؤل.
إنَّ الهدف في هذه الدراسة هو: 1. تحديد مفهوم الشعر القصصي، 2. نظرةٌ عامةٌ اِلي اَدب المهاجَر و شعراء القصة في المهاجَر، 3. خلفية القصة الشعرية في الادب العربي 4. وعرض تصويراً واضحاً مِن الشعر القصصي في ديوان اَبي ماضي و شرح وتحليل بعض مِن اشعاره القصصي، إذ لايمكن تحليل كُلِّ أشعاره في مقالة واحدة.

ماهو الشعرالقصصي؟

الشعرالقصصي، هوالذي يعتمد في مادته علي ذكر وقائع و تصوير حوادث في ثوب قصة تساق مقدماتها، و تحكي مناظرها و ينطق أشخاصها.
فالشاعرالقصصي قد يطوف بحياته حادث مِن الحوادث تنفعل به نفسه و تتجاوب له مشاعره و يهتزإحساسه، فيعمد اِلي تصوير هذا الحادث كما تمثل لديه في قصة ينسج خيوطها و يرسم ألوانها و يطرز حواشيها.(1)
كل مافي الامرأنّ القصيدة القصصية صارت تكتب الان علي أنها نوع ادبي متميز، تحكي بأجمعها قصة، هي بطبيعة الحال، قصة خيالية اكثر منها واقعية و لا يعد هذا عيبا فطيبعي أن يعتمد الشاعر علي عنصر الخيال و قد يبني مِن تجربة خيالية عملاً فنياً كاملاً.
فماذا نقرأ نحن في القصيده القصصية أنقرأ شعراً اَم قصة؟ و دون أن نستغرق في التفكير نرى أنّ التسمية نفسها تحمل الجواب عن هذا السؤال، فبحكم أنها قصيدة، لابد أن تَكون شعراً و بحكم أنها قصصية لابد أن تنقل إلينا قصة. فهي شعر و قصة في آن واحد، و بمقدار متساوٍ. اِنّما تستفيد القصة مِن الشعر التعبير الموحي المؤثر و يستفيد الشعر مِن القصة التفعيلات المُثيرة الحية. فهي بنية متفاعلة، يستفيد كل شقِ فيها مِن الشق الآخر و ينعكس عليه في الوقت نفسه.(2)

الشعرالقصصي في‌الادب العربي:

قاريء الشعر العربي يقع علي كثير مِن الحكايات التي تؤكد النزعة القصصية عند بعض شعرائنا القدامی كامريء القيس الذي تبدو هذه الظاهرة في شعره (عند وصفه للصيد) حديث يبدو الموضوع ذا مقدمة وعقده وحل، و غالباً ماتكون المقدمة وصفاً للفرس اَوالناقة و تنسب العقدة عندما يعن لسرب مِن البقرالوحشي فيطارده و يكر ويفرّ حوله حتي يعود و قد اوقع طريده او عدّة طرائد(3).
والفرزدق عرض لحادثة وقعت بينه و بين الذئب في قصيدة تكاد تخرج عن طبيعة الوصف النقلي التقليدي للذئب لانه التفت فيها اِلي الجانب القصصي، و أفاض عليها شيئاً مِن‌الرقة الوجدانية، اِذقال:

وليلةٍ بتنا با لفريين ضافنا علي الزاد ممشوق الذراعين أطلسُ
تَلَمّسنا حتي أتانا ولم يزلْ لَـــدُنْ فطمتـْــه امـــــّه يتـــلمّـــسُ(4)
ويرى الدكتور احمد امين أنّ عمربن ابي ربيعه هو مبتكر فن القصص الشعري ،و كان حرياً بتجربته أن تسهم في تطوير القصيدة العربية و تخرجها عن ما رأى لتقليد القصيدة الجاهلية(5).

اِنّ ما تقدم عن الظاهرة القصصية في شعري امرؤ القبس و الفرزدق ماهواِلاّ حكاية لحال، كان يمكن لها أن تكون خطوة علي طريق الفن القصصي الشعري بما تنبي عنه مِن جيشان العواطف و صدق الانفعالات اِلاَ اَنّ العناية بها لم تتجاوز هذا البوح الوجداني.
لم تعرف العربية اذن الشعر القصصي بمعناه الغربي و انّما عرضَتْ ضروباً مِن نظم التاريخ تشبه اَن تكون متوناً للحفظ و التسميع و مازال هذا شأننا حتي اتصلنا بأورباو آدابها في القرن التاسع عشر و لم يلبث سليمان البستاني أن نقل إلياذه هوميروس اِلي لغتنا شعراً و بذلك رأی شعراءنا تحت أعينهم هذااللون من الشعرالقصصي ورأوا مايجري فيه مِن حروب و حوادث مثيرة تدورحول أبطال اليونان و طروادة. إذن القصص الشعري بمفهومه الغربي لم يظهر اِلاّ في العصر الحديث(6).

ادب المَهاجَر(7):

هو أدب المهاجرين العرب الذين تركوا بلادهم فترة الحكم العثماني للعالم العربي و استقروا في الأميريكيتين الشمالية و الجنوبية و أنتجوا ‌أدباً و ابدعو شعراً و أصدروا صحفاً وكونوا جاليات و جمعيات و روابط ثقافية، و كان إبداعهم الادبي له صفة التمايز عن أدب الشرق بما يجمع مِن ملامح شرقية و ملامح غربیة(8).

وباستقرارهم في الأميركييتين الشمالية والجنوبية أنشاؤارابطتين ادبيتين،إحداهما في المهجرالشمالي و الثانية في المهجر الجنوبي، و هما الرابطة القلمية و العصبة الأندلسية. أهم أعضاء الرابطة هم: جبران خليل جبران، ميخائل نعيمة، نسيب عريضة، رشيدايوب، ايليا اَبوماضي و ... اما اعضاء العصبة فأهمهم رشيد الخوري، الياس فرحات، شكرالله الجر، جبران سعاده، امين الريحاني، سعيد اليازجي ...(9).
القصة في شعرالشعراء المُهاجَريين:

كانت القصة في شعرالشعراء المهاجريين مِن أهم فنون شعرهم، فهي التي تتناول كل احداث الحياة، و تصور كل مادقّ و جلّ مِن امور الوجود. و لعلّ الشعرالقصصي هو مما أخذه المهاجريون عن أخوانهم مِن شعراء لبنان و الأقطار العربية الثانية، كما يعترف بذلك البعض منهم. حيث ‌تري فريقاً ينسب الفضل في ذلك اِلي شاعر الارزشبلي ملاط و آخر يعود به الي خليل مطران.
القصة الشعرية التي نظم فيها مِن شعراء المشرق: مطران (1872- 1949)، و الرصافي (1875- 1945)، و حافظ ابراهيم (1871- 1932)، والياس ابوشبكه (1903- 1947) و بشارة الخوري (1889- 1968)، نظمها شعراءالمهجرو صوروا فيها حيرتهم و تساؤلهم و ألمهم و أملهم و بكاء هم و فرحهم. نظمها إلياس فرحات (1893- 1977)، و رشيد ايوب (1871-1941)، و ابوشادي (1892- 1955). والشاعر القروي (1887- 1984)، و فوزي المعلوف (1899- 1930)، وايليا ابوماضي. اِذن القصة الشعرية كثيرةٌ في دواوين الشعراء المهاجريين، منها: لإلياس فرحات قصة شعرية بعنوان «احلام الراعي» و قصة «الاحتجاج علي مذهب داروين» و كذلك قصة الراهبة. و لفوزي المعلوف قصتُةُ المشهورة: آدم و حواء. و لنسيب عريضة مسرحية شعرية عنوانها: «احتضار أبي فراس»(10).
و اَشهر مَنْ برع في القصة الشعرية، هو إيليا ابو ماضي، و كثيراً مايعتمد اَبو ماضي علي أسلوب القصص في شعره ،اَو القصص الأسطورية و يستخرج منها دروساً إنسانية ذات قيمة، يعتمد فيها علي عنصري المفاجأة و التشويق. و مهما يكن من أمر يظلّ أبو ماضي مِن الرواد الذين فتحوا صدر الشعر لغير الغنائية الذاتية فزرعوا فيه مواسم جديدة لموضوعات شعرية جديدة تتناول الإنسان، في شتي صوره و تتناوله فكرةً وجوهراً، نفساً و عقلاً. و مثل هذا الغنی في الطاقة الشعرية، مجموعاً الي القدرة علي التمثل الجماعي لنفسية الاُمَّة، هوالذي يجعل مِن أبي ماضي شاعراً كبيراً(11).

ترجمةُ حياة ايليا أبي ماضي:

يُعْتَبر ايليا ابو ماضي أحداكبرشعراءالمهاجرومِن اكبرالشعراء العرب المعاصرين(12). وُلِدَ في قرية «المحيدثة» القريبة مِن بكفيا في لبنان، سنة 1889(13). حيث تلقی علومه الا بتدائية ، ثم رحل اِلي مصر و نزل الاسكندرية حوالي (1900)، حيث مكث فيها اِحدى عشَرْسنة.
أصدر ديوانه الاول «تذكار الماضي» قبل أن يهاجراِلي أميركا الشمالية، عام 1911. ففي مصر بدأت موهبته الشعرية تتفتح و كان للأديب اللبناني أنطون الجميل، الفضل في اكتشافها و نشر بعض قصائدة في مجلة «الزهور» المصرية (1910-1913).
عمل ابوماضي في حقل التجارة و الصحافة، قبل أن يهاجر اِلي مدينة «سنسناتي» في أميركا حيث أمضي خمس سنوات فيها، ثمّ اتجّه نحو نيويورك سنة 1916. ليواصل عمله في نظم الشعر و الاتصال بالأدباء و الكتاب في بعض الصحف التي كانت تصدر هناك. ثم أصْدَر ديوانه الثاني «ديوان ايليا ابو ماضي» سنة 1918، مما حقق له شهرة واسعة في عالم الاغتراب و كذلك في المشرق العربي. ثم صدر ديوانه الثالث «الجداول» سنة 1927 و في سنة 1929 أصدر مجلة السمير، و في سنة 1946 صدر ديوانه «الخمائل» و ظلّ مقيماً بنيويورك اِلي أن توُفّي سنة 1957(14).

القصة الشعرية عند ايليا أبي ماضي:

في قراءَ تنا للقصص الشعرية التي تحفل بها دواوين اَبي ماضي، نجدها قصصاً تفيض ألواناً شتي مِن واقع الحياة و خيالها و رمزها و تشعبات مذاهبها في الرومانسية و الرمزية و الأسطورية. و قدخاف أنْ يؤخذ عليه حصر قصصه بأبناء وطنه، فعمد اِلی ابراز واقع الشرق ممزوجاً بجوانب الغرب و معطياته الرمزية و الرومانسية، التي تستمد عناصرها مِن خياله تارة، اَومِن الاساطير القديمة طوراً و حرص أيضاً أن يجعل تلك العناصر تتلوّن بألوان الوحدة المعبّرة عن الوحشيّة، الألم الموحي بالعصر، كما أنّه اهتمَّ اهتماماً بالغاً بالحوار القصصي المعبر عن الضياع المحيط بالمجتمع الغربي و الشرقي في آنٍ واحد. و هو في كل ماذكرنا كان ملماً اِلماماً ناجحاً بفن القصة الشعرية و أصول نظمها المعبّر(15).
إذن قد تنوعت هذه العناصر القصصية عند اَبي ماضي، فهي تاره: عناصر قصصية واقعية،‌و تارةً اُخري حكايات خيالية، و تارة ثالثة حكايات رمزية(16).

مِن قصصه الواقعية:

«حكاية حال»: و هي قصة رجل مسن أخلص لزوجته، ولكنها غدرت به لِكبرسنه.
«أنت و الكاس»: و خلاصتها أن الحب لايدوم، و آفته أنّه كالنار في الهشيم...
«قتل نفسه»: و هي قصة شاب أضاع غناه، فتخلی عنه صحبه، فانتحر بعد افتقاره «العاشق المخدوع»: و هي تحكي حب فتی لفتاة، تزوجت مِن غيره، فلّما مات الزوج تزوجها الحبيب الاول، فشيبتهُ باسرافها، و نزواتها، فخرج منها بتجربة خلاصتها (لاتمدح حتي تجرب).
«أناهو»: و هي قصة فتاة تعطلت سيارتها في الصحراء، و باتت في رعب مِن قاطع طريق معروف في المنطقة، و في النهاية اتضح ‌لها أنه اخوها الذي افتقدته... و هكذا مع العسر يسر، و مَنْ يصبر ينل خيراً.

«الشاعر والامة»: و مغزاها أن الشعوب النائمة يستبد بها الظالمون.
«طبيبي الخاص»: و هي قصة فتی ادعي المرض، و ادّعَتْ حبيبتة أنها الطبيب فجاءَت لزيارته.
«بائعة الورد»: و هي تحكي حال فتاة غدربها حبيبها بعد أن خدعها فقتلتْه، و انتحرت. «ضيف ثقيل» و فيها نقمه علي رجال الدين.
«ذكری و عبرة»: وخلاصتها أنّه أسكر حبيبته حتي اعترفَتْ بحب غيره فأعرض عنها و هجرها...
«حكاية حا ل» و له قصيدة اُخري بهذا العنوان، و لكن هذه القصيدة تحكي قصة شاب كان ثرياً، ثم عضه الدهر بنابه فقررالانتحار، و لكن امرأة محسنة انقذته مِن كبوته.

«وردة و إميل» و هي قصة شبيهة بقصة روميو و جوليت، فقد مات الحبيبان شهيدی الحب .
«حكاية حال» و هذه قصة اُخری بهذا العنوان، و فحواها ينطبق عليه قول الشاعر:

اذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة اهل البيت كلهم الرقص

«الشاعر و الملك الجائر» و خلاصتها أن افكار الشاعر و نصائحه و حكمه باقيه خالدة ، و أنه أبقي علی التاريخ مِن أي سلطان ظالم(17).
و منِ حكاياته الرمزية: دودة و بلبل، رؤيا، الضفادع و النجوم، الغدير الطموح، الصغيرالصغير،السجينة،الغراب والبلبل،التينة الحمقاء، الابريق، ابن الليل، العير المتنكر، العليقة، الكنارالصامت و...

و من حكاياته الخيالية: الاسطورة الأزليه... أمنية إلهة ... و الشاعرفی السماء(18) و...
و سنكتفي فيما يلي بدراسة نماذج لهذه العناصرالقصصية من حيث المضمون و الأسلوب .

شرح و تحليل نماذج من قصصه الواقعية:

الف: الشاعر و الملك الجائر(19):

مضمونها: تنديد جورالحكام

ملحض القصة أن ملكاً ظالماً معتداً بنفسه يري حدود العالم و ما فيه مِن شؤون و شجون ينتهي في حدود سلطانه الذي تمثّل في مملكة واسعة حوت القصور الفخمة و الجنائن المعلقة و العزّ البراق و مظاهر العظمة و الفخامة التي شُيّدت بدماء المساكين و علی حساب حياتهم و بالمقابل جعل ابوماضي مِن شاعر موهوب، حرّ و طليق يتغني بسّر الكون و يتحلي بفكر جّم و بنفس عالية المثال... جعله نقيضاً للملك، فالشاعر مثال للحكمة الأزلية الشاهدة علي بقاء القيم، و الملك نموذج للمغترّين الذين نظروا لآنهم و كأنه ديمومة، و صدروا عن أحكامهم و كأنهم خُلقوا وحيدين في هذا العالم.

تبدأ لحظة الصراع بالاحتكاك بين هاتين الشخصيتين النقيضتين... اِذ يستدعي الملكُ الشاعر و يطلب منه أن يصف جاهه و سطوته و ملكه...

قال: صِفْ جاهي، ففي و صفك لي للشعرجاهُ اِنّ لـي القصر الذي لاتبلُغ الطيُرذُراهُ

ولــــي الروض الـــذي يعبَقُ بالمســـك ثراه ولــي الجيش الذي ترشحُ بالموتِ ظِباهُ

فماكان مِن الشاعر اِلاّ أن سخر مِن الملك و مِن طلبه ... و أجاب بأبياتِ لاذعة تنم عن هزء و استخفاف، تصور مجد الملك الباطل و قوته المصطنعة الزائلة و عرشه المزعوم المشاد مِن جماجم البشر و قال اَبو ماضي متابعاً وصف الموقف(20):

ضـــحك الشــاعرُ ما سمعتهُ اُذناهُ و تمنـــي أن يُــــداجي فعــصتهُ شفتاهُ

قال: اِنيّ لاأري الأمرَ كما أنت تراه اِنّ ملكي قدطوي ملكك عني و مَحاهُ

فا لشاعر ضحك مِن كلام السلطان و لم يطاوعة قلبه و لسانه علي أن يحابي اَويتملق، فإنّ لَهُ منِ نفسه ملكاً يتضاءل أمامه اَي سلطان آخر. و لذلك أجابَ السلطانَ بقوله:

القصر ينْبيء عن مهارة شاعر لبق، و يخبر بُعْدَه عنكـــــــــا

هو لـــلالي يَدرون كُنه جماله فـــــإذا مضوا فكأنه دُكــــــــا

ستزول أنت ولايزول جلاله كالفُلكِ تبقی، إنْ خَلَتْ، فُلكا

ثمّ تحدث عن الروض و الجيش، والبحر، و الجبل التي يدعي السلطان أنّه يملكها، و ختم حديثه بقوله:

و مررتُ بالجبلِ الأشْمَّ فما زوى عني محاسنََه ولستُ أميراً

و عند ذاك احتدم غيظ السلطان عليه فأمرالجلادَ أن يدحرج رأس الشاعر عن كتفيه، فلما. سقط رأسه يتدحرج علي الأرض، غضب السلطان و قال: "ذوجنة، أمسي بلاجنتهْ"(21). فانظر اِلي هذه الصورة التي يحشد فيها ابو ماضي جملة مِن الشروط الفنية للعمل القصصي:

فاحتدمَ السلطانُ ايَّ احتــــدام ولاحَ حـــُبُّ البطش في مقلتيهْ

وصاح بالجلاد: هاتِ الحسام فـــأسرعَ الــجلّادُ يسعــــي إليهْ

فقال: دحـــرجْ رأسَ هذا الغلام فــــرأسُهُ عبءٌ علـــــي منكبيه

سمعاً و طوعاً، سيّدي: وانتضی عَضَباً يموج الموتُ في شفرتيهْ

نشیر في هذا المقطع الي جملة مِن الامور:

اولها: الموقف الانفعالي للملك... و هو تتبع لحركة نفسه الداخليه التي استثارها الشاعر بحديثه المطول حتي نال مِن الملك و بلغ عمقه النفسي البشْع، ولعلّه يعرفه مسبقاً و يعرف اَي مورد يورد نفسه... و هو موقف فيه مِن التزواج و الانسجام بين ظاهر الملك و باطنه.
أماثانيها: فهوا الحوار السريع الذي رافق المشهد: احتدام الملك و توجيهه الاوامر للجلاد و اسراع هذا الآخير للتلبية...
ثالثها: ميّزات الشخصيات التي تتحرك أمامنا: فالملك مغتّر بنفسه و الجلاد عبدٌ مطواع ينفذ من دون اعتراض، بطبعه و بحكم مهنته خاضع مسير(22).

أكدّ الشاعرفي هذه القصيدة أن الجاه الحقيقي هو في غني النفس و ترفعها عن السفاسف. فلم يَرفي الملك اِلاّ عظمة مفتعلة واهنة و في العرش كرسياً مِن حطام خشب(23).

يعتمد ابوماضي اذاً علي الزمن اعتماداً كلياً ليرینا نتائج موعظته... فإذا المغتر بقوته يدور عليه هذا الزمن و يفقد عرشه و تتحول مملكتهِ إلي هشيم. و يزحف إليه سلطان الموت ليلتقي بالشاعرفي العالم الآخرلقاء مواجهة اُخري تظهر عظمة الفكر و انتصار الشاعر بآرائه التي عمّت العالمين و خلدت صاحبها، بينما المجد الباطل و السؤدد المصطنع ينهار ويندثر مع الزمن و لايعود ذكر في الآفاق، علي عكس اقوال الشاعر التي لاتزال حيّة يتوارثها الناس مِن جيل اِلي جيل و يردد و نها حكمة اُزلية(24).
و في النهاية:
في ليلة طامسة الانجم تسلّل الموتُ اِلي القصرِِ

بين حراب الجند و الأسهَمِ و الأسيفِ الهنديه الحمرِ

اِلي سرير الملكِ الأعظم اِلـــــــــي أمير البَّروالبحرِ

في حومة الموتِ و ظلِّ البلي قــــد التقی السلطانُ و الشاعر

لايجزع الشاعرأن يُقتلا ليس و راء القبر سيفٌ و رمحُ

و الشاعر المقتول باقيةٌ أقــــــــواله فكانــــــــها الأبَـــد

الأسلوب:نجد أبا ماضي تارةً ينظم القصيدة الواحدة متعددة البحور و القوافي منها: هذه القصيده يعني «الشاعر و الملك الجائر». هذه القصيده، قصيدةٌ طویلة نسبیاً، في نحو سبعين بيتاً، مقسمة اِلي ستة مقاطع، و اختلفت فيها البحور و القوافي (نّوع ابو ماضي في اوزان القصيدة الواحدة و قوافيها)،‌المقطع الأول بحرهُ الرمل و قافيتهُ «ها» المضموم و في المقطع الثاني، بحرهُ الكامل و المقطع الثالث، والرابع و الخامس، بحرهُ السريع و المقطع السادس بحرهُ الرمل. ونری اختلاف القافیة فی المقاطع المختلفة أو فی الأبیات التی جاءت فی مقطع واحد.
ب: الشاعر والامُة(25)

(مضمونها: الحكمة: مَنْ يَعْرَف حقَّهُ لَنْ يُظْلَم)

في قصيدة «الشاعر و الأمة» و هي تتألف مِن 59 بيتاً ـ يتحدث الشاعر عن اُمَّةٍ كانت تعيش في رخاء و منعةِ و حريةِ، في كنف ملكٍ عادلٍ يُحِبّ شعُبه ويتفاني في خدمته، حتي اوصل شعبه اِلي اَفضل ما تتمناه اُمّةٌ مِن العيش و الرغيد. (26)

كان في ماضي الليالي اُمَّةٌ خلـــع العِزُّ عليها حـِبَرَهْ

يجِدُ النازلُ في أكنافها اُوجهاً ضاحـکــَةً مستبشرهْ

كان فيها ملكٌ ذوفطنة حازمٌ يصفحُ عندالمقدره

ثم مات الملك و خلفه ملك طائشُ الراُي، أفسدتْهُ حاشية سوءٍ لاتُحب الخير للشعب، و زينت له آثامه و شروره فركب رأسه و مضي في طرق البغي، لايلتفت اِلي مصلحة شعبه ولايعتني بمملكته، وسكت الشعب علي شروره فلم يحاسبوه، حتي استفحل فيهم ظلمه و بطشْهُ، فراحوا يبكون علي قبر سلفه العادل الأمين.

مات عنها، فأقامت مَلِكاً طائش الرأي كثيرَ الثَرثَرَه

حولَهُ عُصْبةُ سُوءٍ كُلّما جاءَ إذاً اَقبَلـــَتْ مُعْتــــَذَرَهْ

و في أحد الايام مرّشاعرٌ بمقبرة البلدة، فرأي شيوخها يبكون عند قبرالملك السابق. فلما سألهم عن سبب بكائهم،‌أجابوه بأنهم يبكون العدل و الرحمة و الحرية و العزة في ذلك القبر، و شكوا مِن جور ملكهم الحالي وطغيانه و فجوره.

مرَّيـــــوماً فــــرأي أشباهَ جـــلسوا يبكون عندالمقبره

قال مالكم؟ ... ما خطبكم اَيُّ كنزٍ في الثَري اَوجوهَرَهْ

قال شيخٌ منهم مُحْدَودِبٌ ودموعُ اليَأسِ تْغشَی بَصَرَهْ

اِنّ مَنْ نبكيه لو أبْصَرَهُ قيصــــرٌ أبصر فيه قيصَرَهْ

كلّما جاءَ إليه خائــــن و اشيــــاً قَرَّبَهُ و استـــَوْزرهْ

وعند ذالك:

هزأ الشاعر منهم قائلاً بلغ السوسُ أصولَ الشجرة

رحمةُ اللهِ علي اسلافكُم إنهـــــّم كانــــــوا تُقاةً بَرَرَهْ

إنّ من تبكونَه ياسادتي كالـــذي تشكون فيكم بَطَرهْ

لوفعلتم فِعْل أجدادكـــم ماقضي الظالمُ منكم و طرَه
والعبرة مِن هذه القصة الشعرية واضحةٌ جداً، فطغیان الحاکم وبغیه لا یمکن أن یسود شعباً يعرف حقوقه و واجباته، و يعمل لرفا هية نفسه و عزة بلادِه و يوقف الطغيان و الفساد و الفجور عند حدودها(27).

الأسلوب:اِنها قصيدة طویلة نسبیاً في نحو ستين بيتاً، علي بحرالرمل و روي واحد وهؤ«الراء»، مقسمةً إلي اَربعة مقاطع ويبدو تغيير المقاطع يرتبط بالتغييرالزمني والمكاني و الموضوعي.

ج: هي(28)
مضمونها: تمجيد الأم

هذه قصة محفل مِن الاخوان عندأحدسراتهم، تدورعليهم الكؤوس، و تغمرهم امواج المرح و البشر، و يدعوهم صاحب الحفل اِلي أن يشربوا نخب صاحبته، ثم يدعوهم اِلي أن يشربَ كل منهم نخب صاحبته في الحفل.

قام أميرالقصــرِ فــــي كفّهِ كأسٌ أعارنهُ مــعانيها

و قال: يا صحبُ علي ذكركم أملأها حبّاً و أحسوها

ولكن فتي ظل ساكناً دون أن يرفع كأساً اَويشارك في نخب فسأله صحبه:وأنتَ؟

قال: أجل، اَشرب سرالتي بالروح تفديني و أفديــــــــها

صورتها في القلب مطبوعة لاشيء حتي الموت يمحوها

قد وهَبَتني روحــــها كلــــها و لم تخف أني أضحيــــها

ولكن السيدات استشطن غضباً، و تحفر الرجال اِلي الانتصاف منه لهذه الإهانة الموجهة
لسيدات في مجلس أنس و شراب.

و هكذا يتاُزم الموقف و تتعقدالقصة و حينئذٍ يتقدم صاحب الدعوة و يقول

فصاح رب الدار: ياسيدي وصفتها لم لاتسميها

أتخجل باسم من تهوي أحسناء بغيــر اسم؟

و عندها تصل لحظة «التنوير« اِلي غايتها:

فاطرق غير مكترث وتمتم خاشعاً ... اُمي

تمتاز هذه القصه بالحركة و الحيوية. و ممالاريب فيه أن الحوارالذي سيطرعلي مواقفها هوالذي أضفي عليها هذه الصفة الواضحة، حتي قد بدت القصة في جملتها تصويراً لمجلس شراب جري فيه هذا الحوار الحيوي. فقد بدأ الشاعر برواية القصة دون مقدمة و تمهيد و انتهی كذلك بانتهاء الحدث، بل بآخر كلمة تتضمن الفكرة العامة في القصة، و هذا بلاريب يكشف عن براعة في السبك. و أصالته. فقد ظل يماطل القاري و يشوقه حتي النهايه، ثم فاجأه بهذا النتيجه غير المتوقعة، و قد بلغت براعة الشاعر في تصوير تلك العادة، اَن جعلها فذة فريدة. و القصة في جملتها مركزة، موجزة و قدعينت با براز الفكر المجردة و تجيدهادون الالتفات اِلي النواحي الفنيه الاُخري(29)
الأسلوب:قصيدة «هي» مقسمة علی مقطعين اِثنين ، بحره السريع و قافيته «ها»في نحو سبعة و ثلاثين بيتاً.

شرح و تحليل نماذج مِن قصصه الرمزية:

ليس المقصود بالرمزية هنا تلك الرمزية التي يفهمها الغربيون في‌الادب، لكن المقصود بها ذلك اللون الموضوعي الذي يرمز بالقصيدة كلها مثلاً، اَوبالعمل الادبي كله اِلي شيء معين،كالرمزفي حكايات كليلة و دمنة و خرافات لافونتين الفرنسية الدالة علی مصير الظالم و جزاء الواشي، اَوعاقبة المغرور في مساق حكاية علي لسان البهائم و الطيور و اذاكان اَبو ماضي يوحي في كثيرٍ مِن قصائده بأفكار، فليس ايحاؤه ايحاء الرمزيين، لأنّ هؤلاء ينتقلون أحياناً في قصائدهم مِن فكرة اِلي فكرة علي أساس الإحساس و الشعور النفسي مع ضعف الرابطة المنطقية بين الفكرتين، ولكن أبا ماضي بجانب عنايته بالاحساس و الشعور النفسي فهوأ يضاًً يعني بالرابطة المنطقية في قصائده الرمزية.(30).

التينة الحمقاء(31)
مضمونها: عاقبة التكبرهى الفناء

التينة الحمقاء التي و هبها الله الأفنان الباسقة، والجذع القوی، و الثمرالذكي، و لكنها رغم جمال منظرها، فقد اعتراها الكبر و الحمق حين قالت لِأترابها لا اُريد أن اَمتع الناس بثمري اَو جمالي، و لا اُعطي الطير منِ ثمري و أغصاني. و في سبيل ذلك سأجعل حجمي مفصلاً علي مايحتاجه جسمي(32)و في ذلك يقول:

اِني مفصلةٌ ظلي علي جَسَدي فلايكـــون به طولٌ و لاقِصَرُ

ولستُ مثمرةً اِلاّ علــــي ثِقَةٍ أنْ ليس يطرُقُني طيرٌ ولابشرُ

وعندماجاءَ الربيع، وقدزين الدنيا بالأخضرالسندسي من الورق، والطيب الزّكيّ مِن الثمر، ظَهَرَتْ التينة الحمقاء عارية، لامنظرَ يجملّها ولاكساءَ يكملها، فكانت النهاية الحزينة التي قال عنها الشاعر:

ولم يُطِقْ صاحـبُ البستانِ رؤيتها فاجتثها فهوتْ في‌النار تَستعر

مَن ليس يسخو بما تسخوالحياة به فإنّه أحمقٌ بالحـــــرص يَنتَحِرُ

هذه التينة هي نقيضُ "الحجرالصغير"(33) لِآنّ الطبيعة فاضَتْ عليها بكل خيرٍ فيها، توهم «الحجرأنّه عاطل منه كل عطلٍ. و كلاهما انتحر بوعي و اختيار. الشجرة ساقت الموت الي نفسها سوقاً، إذا امتنعت بذل ماسخت عليها الطبيعة به،وعطلت في ذاتها وظيفة الحياة. لِكل موجودٍ مبررٌ لوجوده فيما يهبه للحياة، والعطاء هو كالدم الذي يُغذي عروقها، فإذا ضنّ كلّ من ابنائها بخيره يبسَتْ شجرتها و ماتت. العطاء هو الفرح و التجدد، و في هذه القصيدة، أيضاً، تنساق المعاني و توقع لتخدم الخاتمه الحكمية التفاؤليه.

وقد لانعثر في‌الحياة علي مايشابه هذه التينة إذيعمد المرء اِلي البطالة خموداً اَوكسلاَ اَولهواً و مجوناً ولايطالعنا امروٌ يكف عن العمل ليمنع خيره عن الآخرين.

اِلاّ أن لَأبي ماضي مَرميّ آخر،يقصد فیه القتل والانتحار المعنويين اَواِلي افتقاد السعادة اِذا لاسعادةَ بلاعمل و عطاء(34)
و أخيراً:
في قصيدة «التينة الحمقاء» يرينا الشاعر أن مالا ينفع الناس لايسمح له الناس بالبقاء، و المنطوي علي نفسه لانفع منه و لافائدة في بقائه(35)
الاسلوب:قصيدة قصيرة نسبیاً فی أحدعشربیتاً،وروی واحد وهو حرف "الراء"فی البحر البسیط.

الضفادع و النجوم(36):

مضمونها: الهجاء السياسي

قصيدة «الضفادع و النجوم» فهي اسطورة ساخرة mockepic صوّر فيها ابو ماضي زعيمة الضفادع،و قدت تطلعت اِلي النجوم ذات ليلة،وهي تلقي ظلالها في السماء، فخيل إليها، و متي كان للضفدع قدرة علي التفكير و التمييز، أنّ النجوم قد نزلت من سمائها و أغارت علي الماء، فصاحت الضفدعةفي رفاقها:

يا رفاقيا! يا جنـــودي! احتشدوا عَبَرَ الأعداءُ في اليل التخوم

فاطردوهم، واطردوا الليل معاً إنـــــه مثلــــــهم بــــاغٍ أثيمْ

ولاشكَّ أنّ زعيمة الضفادع و جنودها رغم ضآلة أجسامها و حقارة شأنها، قدملأت الدنيا ضجيجاً، و أرسلت في الفضاء، أصواتاً مدوية مفزعة:

في أديم السماء مِن أصواتها رعدة الحمي، وفي الليل وجومْ

واحتشد الجنود وظلتْ تنق و تضج حتي طلع الفجر، و ماذا تستطيع أن تصنع الصنفادع حيال النجوم غير الضجيج و النقيق، و ما أن بزغت أنوار الفجر حتي ارتفعت ظلال النجوم،فظنتْ زعيمةالضفادع، أنّها قد أرعبت النجوم فطارت خوفاَ وفزعاَ إلی السماء(37).
فماذا صنعت زعیمةالضفادع؟ مشت في سرها:

أيها التاريخ سجَّل أننا اُمّةٌ قد غَلَبَتْ حتي النجومْ

هذه صورة رمزية للحقيرالذي يدعي أنه صنع شيئاً عظيماً، ثمّ يتفاخر بمالم يفعل دلالة علي حقارته وادعائه، يسخربها الشاعر مِن طبائع صنف مِن الناس طغت عليهم الكبرياء، علي الرغم من فشلهم و تقصيرهم و قداستعان الشاعر في ابراز هذه الفكرة بمظهر طبيعي وهوالليل و النجوم و الضفادع...(38)و في الحقيقة «الضفادع و النجوم» تفسير لفكرة الغرور والخداع النفسي(39).

الاسلوب: قصيدة قصیرة نسبیاَ في أحد عشربيتاً، في بحرالرمل و روي واحد و هو ميم الساكنة.
دودة و بلبل(40)

لأبی ماضی قصيدة بعنوان «دودة و بلبل » يرمز فيها اِلي أن الحقير يلتزم الخنوع دائماً، يرضي بالذل، لان طلب المجد يتطلب سلاح المغامرة و الاقدام... و الحقير خلوٌ منِ هذا السلاح فها هي دودةٌ نقمت علي حياتها و شكت لأنها لم تخلق طائرة كالبلبل، فقالت لها زميلتها النملة: لاتتمنی أن تكوني طيراً يصاد فالأرض لمثلك طيبة والخنوع مريح، و طلب المجد مغامرة ليست مأمونة العواقب...

(و هذه لفتة لتبرير عدم طموح الوضيع و ايثاره السلامة) و هي فكرة تذكرنابقول المتنبي

واذاكانت النفوس كباراً تَعِبَت في مُرادها الأجسامُ

و شاعرنا استخدم الطبيعة الحية في ابراز هذه الفكرة وزج العظة التي يبغيها مِن ورائها(41).

نَظَرَتْ دودةٌ تـــدبُّ علـــي الأرض إلي بلبل يطيرُ و يصـــــــــدَحْ

فمضَتْ تشتكي اِلي الورق الساقط فـــــي الحق أنها لم تجنـــــــّحْ

فَأتَتْ نمـــــلةٌ إليــــها و قالَــــــــتْ اقنعي و اسكتي فمالك أصلجْ

مــــــــــا تمنيـــــْتِ اِذا تمنيــــتِ اِلاّ أنْ تصيري طيراً يُصادُ و يُذبَح

فالزمي الارض فهي أحني علي الدودِ و خلّي الكلامَ فالصمــتُ أريح

الاسلوب: قصيده قصيرة جدا في خمسه أبيات، في بحر الخفيف و روي واحد و هو الحاء
الساكنة، استفادالشاعر فيها من اسلوب التهكم.

دراسة و تحليل نماذج من قصصه الخيالية:

الشاعر في السماء(42):
مضمونها: حُبُّ الوطن

في قصيدة «الشاعر في السماء» يفترض مشهداً خيالياً، فيزعم أنَ الله رقّ لبؤسه علي أرض الشقاء، فأرجعه اِلي السماء، و شيد له ملكاً علي الفضاء و جعل الضياء و الشهُب مِن دونه و سلّطهُ علي الصبح و المساء،و الغيوِم والريح. اِلاّ أن ذلك لم يُجْدِه عزاءً، وأقام علي وجومه و همومه، فخيل اِلي الله أنّه مازال يحِنّ اِلي الغيد و الخمرة، فاستل مِن قلبه حبهما، فطلب منه أن يتمني فيحوله اِلي مايشاء، نجماً اَو طيراً اَوذا ثراء و قصور، لكن الشاعر أبي ذلك كله و أجاب الله(43):

فقُلْتُ: ياربُّ فصــلَ صَيْفٍ في أرض لبنانَ اَوشتــــــاءْ

فإنّني مهــــــنا غـــــــريبٌ وليـــــس في غُربة هنـــــاء

فاستضحك اللهُ مِن كلامي و قــــــال: هذا هُوَ الغَبــــَاء

فقال: ما أنـــــــــت ذوجنون وَاِنّمــــــــا أنـــــــتَ ذووفـــاء

فإنَّ لبنانَ ليــــــــــس طَوْداً و لابــــــــلاداً، لكنْ سمــــاء!

انهّا القفلة المدهشة ذاتها في نهاية القصيده، إلا أنَّ القصيدة بمجملها ذات شفافية و رقّة إذتمثل مطامع الإنسان و تورد شريطاً مِن الصوروالبهجة في مثل أجواء الاسطورة(44)

هذه القصيدة الوطن الذي يؤثرهُ الشاعر علي الجنة، و قد جاء بمعانيها علي ايقاع السرد، حيناً و اِلي النجوي التي يتنفس فيها حلم الحرية و تسقط شهوات النفس و نزواتها ولايصمد فيها اِلاّ حب الوطن و الحنين إليه حیناً آخر.(45).

الاسلوب: قصيده مطوسطة الطول نسبیاً ، في نحو سبعة و ثلاثين بيتاً، في بحرالمنسرح و روي الهمزة الممتدة المسبوقه بحرف المد(اء) مقسمة علی ثلاثه مقاطع و يبدو تغيير المقاطع مرتبطً بتغيير الموضوع.

الأسطورةالأزلية(46)
(مضمونها: كل شيء في مكانه أجدر)

تتلخص هذه الحكاية في أنّ الناس قد ضجّوا مرّةً بالشكوي اِلي اللهِ، وودّوا لوأعاد تكوینهم مِن جديد، فنزل دوالجلال علي مشيئتهم، و هبط إليهم في‌لبلة قمراء، يستمع اِلي شكاياتهم و يتساءَل عن مصدرهياجهم، فتقدم إليه كل منهم بشكواه، و اول المتقدمين شاب ناقم علي حظه مِن الحياة، لأنّ الله قد جعله شاباً يعيش بين جماعات مِن الشيوخ لايرون في ‌الشباب اِلاّ طيشاً و رعونة و حمقاً فهولذلك يريد اَن يسرع به الزمن ليغدو شيخاً حكيماً، فيتخلص مِن احلام الشباب التي يشقي بها كثيراً:

عِبٌ علي نفسي هذا الصبّي الجائش المستوفزُ الطّامي

ولايكاد الفتي ينتهي من شكواه، حتي يقف بين الجمع شيخ «مشتعل اللمة، بالي الإهاب، فيصرخ سائلاً خالقه أن يأخذ كل حكمته و يرّد عليه الشباب، فقد ذبلت حياته بذبول أمانيه، و هو يريدالمني اَمامه لاوراءه، و لوزادت بها متاعبه:

مُرْتقِف الأيامُ عن سيرها فإنها تركض مثل السحاب

و نهضت بعده فتاة حسناء، تعاتب ربها لانها خلقها جميلة، و الجمال لايورث اِلاّ الفضائح و الأقاويل:

وجهي سنيٌ مشرقٌ، اِنّما مرعي عيون الخلق هذا السَّني

فهي لاتسلم من ثرثرات الألسنة، ومِن خيانة الأعين التي تلاحقها لِغمزات الحنيةو الريبة.
ثمّ تسكت الحسناء، فهبت الجارية الدميمة، حانقه ناقمه علي قسمتها القبيحه فتقول:

ذنبي اِلي هذا الوري خلقتي فهل أنا المجرمة الجانية؟

فهي تعلم أنّ للجمال الرتبة العالية،فلوكانت جميلة و تری أنّها تعيش في عالم أحكامه جائرةً، من جور هذه الأحكام أنه:

ليس لذات القبح مِن غافِر وفيه مَن يغفر للزّانية

وقد ذكر التاريخ أن السيد المسيح قد غفرللزانية، و اَنقذها مِن الرجم، فمن هوالذي غفر لفتاة دميمة دمامتها؟ و لِمَ لايهبها الله الحسن، و هوالذي خلق نفسها علي صورته و مثاله ؟

وهكذا يأتی دوراالصعلوك الفقير و الغني، والأبله و العبقري اللبيب و...

قال الغني: اِنني في‌القصر الرفيع الذرا كطائـــــــر في قفــص ميت

اِن كنـــــــت اِنسانــــــــاً فلم يــــــاتري لست بادراكي كباقي العباد؟

قال الفقير: يصرخ يا ربّاهُ حتّي متــــي تُحَكَّمُ المِـــــوسرَ في نفسي؟

و تضــــــــعُ التــــــــاجَ علــــــي رأسه و تضعُ الشوك علي رأسي؟

و أخيراً:

تنتهي الشكايات كلها ويقف الجميع في‌انتظار حكم الكائن الأعلي ... و...

لمّا و عي اللهُ شكايا الوري قال لهم: كونوا كماتشتهون

فكانوا كمايشتهون، ويطلع الصباح علي الكون، فإذا الحياة هي مِن جديد: فيها الشاب و الشيخ، الحسناء و القبيحة و الفقير و الغني، والأبله(47)
و اَما الحقيقه التي لاتتغير ـ كمايراها ابوماضي ـ فهي أنه:

وليسَ مِن نقص ولا مِن كمال فالشوك في التحقيق مثل الاقاح

و ذرة الرمل ككلّ الجبــــال وكالّـــــــذي عَزّ الـــــــذّي هانا

و هكذا الحقيقة لمن أمعن فيها: لانقص و لاكمال، و الشوك كالزهر، و ذرة الرمل كالجبل الاشم، و العزيز كالمهان و الناس يتمردون علي كل واقع.

و قد قال «ايليا ابوماضي» في مقدمة نشره لهذه القصة الخيالية اول ما نشرت في مجلة «السمير» سنة 1933:
«اِنّ يوماً يرضي فيه الانسان عن نفسه لهو اليوم الذي تنتهي فيه مهمة الانسان علي الأرض(48).

الاسلوب: قصيده طويلة نسبیاً في نحومئة و أربعين بيتاً مع تنوع القوافي و وحدة البحور، مقسمة علی عشرة مقاطع و في كل المقاطع البحر هو السريع ولكن القوافي تختلف. في المقطع الاول، حرف الروي هو«الهاء» الساكنة،و في الثاني الميم،و في الثالث، الباء الساكنة، و في‌الرابع،«النون»، و في الخامس «الياء»،و في السادس، «السين»، و في السابع،«ة»،و في‌الثامن،"الدال الساكنة"و في التاسع،"الباء الساكنة"ويبدوا تغيير المقاطع مرتبط بتغيير الموضوع. حين تكلم كلٌّ مِن الفتي، الشيخ، الجارية، الغني، الفقير، الأبله، الأديب و...
نظرة عامة اِلي القصائد الثمانية المدروسة:

وأخیراًفقد رأینا أن دواوین أبی ماضی تحتوی حوالی 40 قصیدة شعریة قصصیة

أکثرها واقعیٌّ ورمزيٌ ثّمّ خياليٌّ وقد حاول ابو ماضي اَن ينوع في اوزانه و قوافيه و كان تنويعه محموداً جدّاً. ففی مجال تنويع أبي ماضي في الاوزان والقوافي، نجدهُ ينظم القصيده الواحدة متعددة البحور و القوا في، كما ينظمها متنوعة القافيه فقط، و علاوةً علي هذا لم يحاول ابوماضي اَنْ ينتَقض علي أساليب التعبير العربية وظلّ في معظم أشعاره يتبع عمودالشعرالعربي ويلتزم بقوا فيه واوزانه(49).
رُعم أنَّه في فاتحة ديوانه «الجداول» يقول:

لست مني اِن حسبتَ اﻟَََﺷ ﻌرألفاظاً و وزنا

فهو لايعترف ـ رغم أنه شاعرـ باللفظ والوزن(50).
الخاتمة:

1. بحثنا و فهمنا اَنّ القصيدة القصصية بحكم أنها قصيدةٌ لا بد اَن تكون شعراً و بحكم أنها قصصية لابد أن تنقل إلينا قصةٌ.فهي شعروقصةٌفي آن واحدو بمقدار متساوٍ.

2. تطَرَّقنااِلياَدب المهاجروشعراءالقصه في‌المهاجروفهمنااَن للقصةالشعريةجذورٌعميقة في ادب المهاجر إذلم يكن فقط ابوماضي شاعر القصة بل شعراء القصة في‌المهاجَر كثيرون.

3. العنصر القصصي في الشعر مِن سمات التجديد في الشعر العربي الحديث و ليس معني ذلك خلو الشعر العربي مِن نوع ما مِن القصص،ولكن كل هذه الالوان لم تكن قصصية بالمعني الدقيق، لأنّ القصة شيء و الحوار الذي يرد خلال القصه شيء آخر. اِذن الشعر القصصي بالمعني المصطلح علیه فلم يكن من طبيعة العرب و لاهومِن مقتضيات اجتماعاتهم.

4. توجدحوالي اَربعين قصیدة شعریة قصصیة في ديوان اَبي ماضي، اكثرها واقعيٌّ و رمزيٌ، ثمّ خيالي. عناصر القصه و الشعر كلتاهما موجودة في‌هذه القصص الشعرية. لِكلٍّ منها وزن و قافيةٌ و فكرة ولِكل منها بداية، وعقدة وحل.

5. بعث ابوماضي في قصصه الواقعية عظةً و تنبيهاُ،فهو يدعو اِلي جعلها عنواناً لما يصيب المجتمع مِن مفارقاتٍ قد تصبح مواجع اجتماعيه قاتله. و قد تجنّب ابوماضي في رمزيته الاسراف و الغموض، و قد تنوعت أشكال الحكايات الرمزيه التي تناولها ابوماضي في ايحاءات افكاره المختلفه ولكن اكثرها يدخل في نطاق «الطبيعة» بقسميها «الحية و الجامدة»..

الهوامش

. محمد عبدالمنعم خفاجي: دراسات في‌العصر الجاهلي. ص 90.

.2 عزالدين اسماعيل: الشعر العربي المعاصر. ص 301 - 300

3. ايليا الحاوي: فن الوصف و تطوره في الشعرالعربي. ص 181 و يوسف الصميلي: الشعر اللبناني، اتجاهات و مذاهب ص 111

4. يوسف الصميلي: الشعر اللبناني، اتجاهات و مذاهب. ص 112 ـ 111

5. المصدر نفسه: ص 112.

6. شوقي ضيف: دراسات في‌الشعرالعربي المعاصر، ص 44.

7. قد استفاد شوقي ضيف في‌كتابه«دراسات في الشعر العربي المعاصر» كلمة المهاجَر بدلامِن المهجَر. جديرٌ بالذكر اِنَّ في الاستفادة مِن المهجَر و المهاجَر اختلافٌ لكن يقول الشاعر القروي في قصيدية «الوطن البعيد»:

ما البرازيلُ مَهجَري ليس لبنان لي حمي (شوقي ضيف: دراسات في الشعر العربي المعاصر، ص 279).

8. صادق خورشا, مجاني في‌الشعر العربي الحديث و مدارسه، ص 164 - 163

9. أمين وديع ديب: الشعرالعربي في المهجر الامريكي. ص 18

10. محمد عبدالمنعم خفاجي: قصة الأدب المهجري. ص 315.

11 . اكدكتوران احسان عباس و محمد يوسف نجم: الشعرا العربي في المهجر امير كا الشماليه. ص 158والجامع فی تاریخ

12. ميشال خليل جحا: الشعرا العربي الحديث. ص 112

13. هناك اختلافٌ غير قليل في مولده، فجريدة «السائح» في عددها الممتاز عام 1927 تذكر بأنه ولدسنة 1889، غير أنّ الاُستاذ محمد قرة علي في جريدة «الحياة» اللبنانية يقول أنه ساله مولده حين زار لبنان، فأجابه اَبو ماضي باُنهُ ولد عام 1890، اما الاستاذ جورج صيدح في كتابه «أدبنا و أدبا ؤنا في المهجر، فقد ذكر أنَّ أبا ماضي ولدعام 1891(عيسي الناعوري: ادب المهجر، ص 375)

14. عيسي الناعوري: ادب المهجر، ص 382 و جاء في الادب و النصوص: ابراهيم عابدين و آخرون ، ص 334، سنة موته 1958.

15. عبدالمجيد الحر: ايليا ابو ماضي باعث الأمل و مفجر ينابيع التفاؤل . ص 100

16. محمود سلطان: ايليا ابو ماضي بين الروما نسية و الواقعية. ص 258.

17. محمود سلطان: ايليا ابوماضي بين الرومانسية و الواقعية ص 258

18. المصدر نفسه؛ ص 259

19. ايليا ابوماضي: الديوان. ص 770

20. سالم المعوش: ايليا ابوماضي بين الشرق و الغرب في رحلة التشردو الفلسفة و الشاعريه. ص 352.

21. عيسي الناعوري: ادب المهجر. ص 177 ـ 176.

22. سالم المعوش: ايليا ابو ماضي بين الشرق و الغرب في رحلة التشرد و الفلسفه و الشاعرية. ص 356.

23. المصدر نفسه: ص 353.

24. المصدر نفسه: ص 354.

25. ايليا ابوماضي الديوان ص 427

26. عيسي الناعوري: ادب المهجر. ص 175

27. عيسي الناعوري: ادب المهجر، ص 176

28. ايليا ابوماضي: الديوان، ص 811

28. عزيزة مريدان : القصه الشعرية في العصر الحديث. ص 303

29. محمد غنيمي هلال: النقدالأدبي الحديث. ص80

30 ايليا ابوماضي: الديون ص 337

31. عبدالمجيد الحر: ايليا ابوماضي باعث الأمل و مفجرينا بيع التفاول ص 101

32. ايليا ابوماضي: الديوان، ص 121.

33. ايليا الحاوي: ايليا ابوماضي شاعر التساؤل و التفاؤل، ص 78

34. عيسي الناعوري: ادب المهجر. ص 178

35. ايليا اَبو، ماضي: الديوان. ص 667.

36. عبدالمجيد عابدين: بين شاعرين مجددين ايليا ابوماضي و علي محود طه المهندس، ص 104 - 103

37. محمود سلطان: ايليا ابوماضي بين الرومانسية والواقعية. ص 270.

38. الدكتوران احسان عباس و محمد يوسف نجم، ص 254

39. ايليا ابو ماضي: الديوان، ص 242

40. محمود سلطان: ايليا ابوماضي بين الرومانسيه و الواقعية ص 268- 267

41. ايليا ابوماضي: الديوان، ص 125

42. ايليا الحاوي: ايليا ابوماضي شاعر التساول و التفاول ص 338 ـ

43. المصدر السابق ، ص 40

44. يوسف عيد: المدارس الاديبه و مذاهبها، ص 169 و ايليا الحاوي: ايليا ابوماضي، شاعر التفاؤل و التساؤل . ص 178

45. ايليا ابوماضي: الديوان، ص 829

46 عيسي الناعوري: ادب المهجر ص 285- 280

47. محمود سلطان: ايليا ابوماضي بين الرومانسية و الواقعيه ص 265

48. عبداللطيف شراره: ايليا ابوماضي ص 53

49. ايليا ابو ماضي: الجد اول، ص المقدم

فهرس المراجع و المصادر:

1. اَبوماضي، إيليا: ديوان إيليا أبوماضي، دارالعودة، بيروت، د. تا.

2. اَبو ماضي، إيليا: الجداول، دارالعلم للملايين، بيروت، 1986 م.

3. اسماعيل، عزالدين: الشعرالعربي المعاصر، دارالعودة، بيروت، الطبعة الخامسه، 1988.

4. الحاوي، ايليا: فن الوصف و تطوره في‌الشعر العربي، دارالكتاب البناني، بيروت الطبع الثاني ، 1967.

5. الحاوي، ايليا: ايليا ابوماضي شاعر التساؤل و التفاؤل، دارالكتاب اللبناني، بيروت، 1981، م.

6. الحر، عبدالمجيد: ايليا ابو ماضي باعث الأمل و مفجرينا بيع التفاؤل، دارالفكر العربي، بيروت الطبعة الاولي، 1995.

7. خليل حجا، ميشال: الشعرالعربي الحديث، درالعودة، بيروت، المطبعةالاولي، 1999.م.

8. خفاجي، محمد عبدالمنعم: قصة الادب المهجري، دارالكتاب البناني، بيروت، 1986.

9. خفاجي، محمد عبدالمنعم: دراسات في الادب العربي الحديث و مدراسه، دارالجيل، بيروت، الجزء الاول، 1992 م.

10. خفاجي، محمدعبدالمنعم: دراسات في‌الادب الجاهلي و الاسلامي، الطبعة الاولي، قاهرة، دارالجيل، 1992م.

11. خورشا، صادق: مجاني الشعرالعربي الحديث و مدارسه، سازمان سمت، تهران، چاپ اول، 1381.

12. سلطان، محمود: ايليا ابو ماضي بن الرومانسيه و الواقعيه، منشورات دارالقبس، الكويت، 1979.

13. شراره، عبداللطيف: ايليا ابوماضي دراسة تحليلية، دار بيروت للطباعة و االنشر،بيروت، 1982.

14. الصميلي، يوسف: الشعر اللبناني... اتجاهات و مذاهب، دارالوحدة، بيروت، الطبعة الاولي، 1980.

15. ضيف، شوقي: دراسات في‌الشعر العربي المعاصر، دارالمعارف، مصر، الطبعة السابعة.

16. عابدين، ابراهيم و آخرون: ألادب و النصوص، وزارة التربية الكويت و ادارة المناهج و الكتب المدرسية, الطبعة الثالثه عشرة، 1993ـ 1994.م.

17. عابدين، عبدالمجيد: بين شاعرين مجددين، ايليا ابو ماضي و علي محمود طه المهندس دارالمعرفة الجامعيه، اسكندريه، الطبع الثاني.

18. عباس، إحسان و نجم، محمد يوسف: الشعرالعربي في‌المهجر، امير كا الشماليه، دارصا در، بيروت، الطبعة الثالثه، 1982.

19. عيد، يوسف: المدارس الأدبيه و مذاهبها، دارالفكرالبناني، بيروت، الطبعة الاولي. 1994. م.

20. غنيمي هلال، محمد: النقد الادبي الحديث، بيروت، دارالثافة، 1973 م.

21. الفاخوري، حنا: الجامع في‌تاريخ الأدب العربي، الحديث، دارالجيل، بيروت، د.تا.

22. مريدان، عزيزه: القصه الشعريه في العصر الحديث، دارالفکر،دمشق، 1984.

23. المعوش، سالم: ايليا ابوماضي بين الشرق و الغرب، في‌رحلة النشرد و الفسلفه و الشاعرية، مؤسسة بحسون للنشر و التوزيع، بيروت، الطبعة الاولي، 1997م.

24. الناعوري، عيسي: ادب المهجر، دارالمعارف، مصر، قاهره، 1959.

25. وديع ديب، اَمين: الشعر العربي في‌المهجر الأمريكي، دار ريحاني للطباعة و النشر، بيروت، 1955


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى