الشعر النسائي العربي القديم.. المُنطلقُ والمَسار
تمهيد
سيرورتان تاريخيتان طبعتا علاقة المرأة العربية بالكتابة منذ العصر الجاهلي إلى الآن، الأولى هي سيرورة الخلق والإبداع تبدو من خلالها المرأة كذات منتجة وفاعلة، والثانية تحضر المرأة فيها كمادة للاستهلاك يستمد منها الرجل/المبدع موضوع إبداعه الفني. إن هاتين الزاويتين حددتا المرأة كذات منتجة للإبداع وكموضوع له، فاعل ومفعول به في الآن نفسه. سنحاول في هذا المقال مقاربة هذه الثنائية لكن من زاوية ما تبدعه وتنتجه المرأة وهو ما يهمنا هنا. وبإلقاء نظرة شاملة على تاريخ الأدب العربي نتأكد من أنها لم تكن عقيمة أدبيا أبدا. وكان الشعر أبرز مجال إبداعي ارتمت فيه المرأة العربية بكامل قواها واحتضنها بدوره بكامل تيماته وموضوعاته، بداية بالعصر الجاهلي مرورا بالأموي والعباسي والأندلسي وصولا للعصر الحديث.
من هذا المنطلق يتناول هذا المقال بالدراسة والتحليل مسار تطور الكتابة الشعرية النسائية العربية، كيف كان المنطلق وما إشكالات المسار؟ وكذا أهم الموضوعات التي طرقتها الشاعرة العربية في الفترة الممتدة منذ الجاهلية إلى عصر الأندلس، إذ لم تغب المرأة المبدعة عبر هذا التاريخ الطويل رغم أن هامش التعبير والمشاركة في الحياة الأدبية آنذاك لم يكن متاحا بشكله الحالي، ولو أن فترة الأندلس عرفت طفرة إبداعية للمرأة العربية خصوصا في مجال الشعر، للعديد من الأسباب التي سنتحدث عنها في حينها. إلا أن هذا الحضور واكبته العديد من الإشكالات النقدية أبرزها قضية تدوين الشعر النسائي خصوصا في العصر الجاهلي.
أولا: الشعر النسائي العربي من الجاهلية إلى عصر الأندلس
في الشعر الجاهلي مجال كبير من تغزل الشاعر بالمرأة ووصف مفاتنها واستعراض مواطن الجمال فيها، واشتهرت الكثير من القصائد في هذا الصدد، لكن في المقابل لا نكاد نعثر في المدونات الشعرية القديمة على أبيات فما بالك بقصائد في تغزل المرأة بالرجل، ويعود ذلك للنظام الاجتماعي القبلي الذي كان سائدا في شبه الجزيرة العربية آنذاك، لكن ذلك لم يمنع من بروز أسماء نسائية شعرية عديدة في العصر الجاهلي، ولا نعدم نماذج لهن رغم أن ما وصلنا من شعرهن قليل، فقد أنشدت كرمة بنت ضلع الأراجيز الحماسية، ومنها أرجوزتها المعروفة:
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
مشي القُطى البارق
المسكُ في المفارق
والدرُ في المخانق
إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
عرس المولى طالق
والعار فيه لاحق
وكذلك السلكة أم السليك السعدي التي رثت ابنها القتيل قائلة:
طاف يبغي نجوة
من هلاك فهلك
ليت شعري ضلة
أي شيء قتلك
أمريض لم تعد
أم عدو ختلك
أم تولى بك ما
غال في الدهر السُّلك
نجد أيضا الشاعرة صفية بنت ثعلبة الشيباني، والتي كان لها دور هام في استثارة قومها لمحاربة الفرس في معركة ذي قار، خصوصا أنها كانت ذات منزلة رفيعة في قومها لرجاحة عقلها وذكائها. ومن شعرها قولها عندما استجارت بها هند بنت النعمان بن المنذر من كسرى:
أحيوا الجوار فقد أماتته معا
كل الأعارب يا بني شيبان
ما العذر؟ قد لفت ثيابي حرة
مغروسة في الدّر والمرجان
بنت الملوك ذوي الممالك والعلى
ذات الحجال وصفوة النعمان
إلى أن قالت:
إني حُجَيجة وائل وبوائل
ينجو الطريد بشطبة وحصان
يا آل شيبان ظفرتم في الدنا
بالفخر والمعروف والإحسان
وقد أجارتها وقاتل قومها بنو شيبان الفرس وهزموهم. وهند بنت النعمان نفسها شاعرة مخضرمة عاشت في العصرين الجاهلي والإسلامي لها بعض الأشعار منها قولها في تخاذل العرب عن حمايتها بعد هربها من كسرى:
لم يبق في كل القبائل مطمع
لي في الجوار فقتل نفسي أعود
ما كنت أحسب والحوادث جمة
أني أموت ولم يعدني العُوَّد
حتى رأيت على جراية مولدي
ملكا يزول وشمله يتبدد
فدُهيت بالنعمان أعظم دهية
ورجعت من بعد السَّمَيْذَع أُطرد
وغشيت كل العُرب حتى لم أجد
ذا مِرَّة حسن الحفيظة يوجد
ورجعت في إضمار نفسي كي أمت
عطشا وجوعا حرُّه يتوقد
إلى آخر القصيدة التي عبرت فيها الشاعرة عن حرقتها وألمها من تخاذل العرب عن نجدتها بعد مقتل أبيها على يد كسرى وهربها منه، مفضلة الموت على رؤية عشيرتها يتخلون عنها.
ودائما في صدر الإسلام؛ حفظت لنا كتب الأدب والتاريخ أسماء من بيت النبوة ومن قريش كان لها حضور وازن في ميدان الشعر، أبرزهن تماضر بنت عمرو بن الشريد الشهيرة بالخنساء، والتي لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم حرجا في الاستماع لها، فقد قدمت عليه مع قومها بني سليم لمبايعته، فاستنشدها وأعجب بشعرها واستزادها قائلا: (هيه يا خناس)، وقيل إنه كان عليه الصلاة والسلام يستحسن قولها في أخيها:
لابد من ميتة في صرفها غِيَرُ
والدهر من شأنه حولٌ وإضرارُ
وإن صخرا لَتَأْتَمُّ الهُداةُ به
كأنه علمٌ في رأسه نارُ
ومن شعرها أيضا في رثاء أخيها صخر:
لهفي على صخر فإني أرى له
نوافل من معروفه قد تولت
لهفي على صخر لقد كان عصمة
لمولاهُ إن نعلٌ بمولاه زلت
يعود على مولاه منه برأفة
إذا ما الموالي من أخيها تخلتِ
وتُعتبر ليلى الأخيلية من شاعرات العرب المتقدمات في الإسلام، ولها أشعار كثيرة في الرثاء والغزل والمدح، قالت في رثاء مروان بن الحكم:
طربت وما هذا بساعة مطرب
إلى الحي حلوا بين عاذٍ فجُبجبِ
قديما فأمست دارهم قد تلعبت
بها خرقاتُ الريح من كل ملعب
وكم قد رأى رائيهم ورأيته
بها لي من عم كريم ومن أب
وقالت في صاحبها توبة بن الحمير:
كأن فتى الفتيان توبة لم يرض
قضيبا ولم يمسح بنُقبة مُجربِ
أما السيدة سكينة بنت الحسين فكانت ناقدة متميزة للشعر في العصر الأموي، وكان منزلها في الحجاز قبلة للشعراء والأدباء، كانت سكينة راوية للشعر ناقدة له، خبيرة بضروبه وأوزانه، عالمة ببحوره وقوافيه، ذواقة للأدب عارفة بأقدر رجاله. فقد أخذت على جميل بثينة الذي كان من رواد مجالسها الأدبية قوله في حبيبته:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني
بثينة لا يخفى علي كلامها
فكيف حسب السيدة سكينة يتمنى المرء العمى والصم وهو بجانب محبوبته؟ ليس هذا فقط، إذ كثيرا ما ساجلت الشعراء والأدباء وناقشتهم. كما اشتهرت أسماء أخرى في العصر الأموي، فهذه ليلى بنت طريف الشيبانية، رثت أخاها الوليد القتيل على يد يزيد بن يزيد قائلة:
ألا قاتل الله الجثا كيف أضمرت
فتىً كان للمعروف غير عيوفِ
فإلا تُجبني دمنةٌ هي دونه
فقد طال تسليمي وطال وقوفي
وقد علمت أن لا ضعيفا تضمنت
إذا عظُم المرزى ولا ابن ضعيف
أما أهم شاعرات العصر العباسي فنجد علية بنت المهدي أخت هارون الرشيد، أديبة وشاعرة ظريفة جميلة لطيفة المعنى رقيقة الشعر حسنة مجاري الكلام، عشقت غلاما لها اسمه طل فكاتبته ومنعها الرشيد من ذكر اسمه، وحلفت له بذلك، ومر يوما واستمع لها تتلوا آخر سورة البقرة: [فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلْ]، وأرادت أن تقول طل فقالت: فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين، فدخل وقبل رأسها وقال: وهبتُ لكِ طَلاً، ولا أمنعك بعد هذا شيئا تريدينه، ولها فيه أشعار منها:
كتمت اسم الحبيب عن العباد
ورددت الصبابة في فؤادي
فوا شوقي إلى بلد خَلِيٍّ
لعلي باسم من أهوى أنادي
وفي الأندلس؛ نالت المرأة حظا وافرا من الأدب والعلم والفن، فنبغ منهن عدد كبير، بل كان يُعهد إليهن بتربية وتأديب أولاد الأغنياء والأمراء وتعليمهم، ولا أدل على ذلك من شهادة صاحب طوق الحمامة الذي يعترف بتلقيه التربية والنشأة والتعليم على يد النساء. لقد لعبن دورا كبيرا في ازدهار الأندلس الحضاري والفكري إبان الحكم الإسلامي، مساعدا إياهن عامل التطور الكبير الذي عرفته الحواضر الأندلسية آنذاك من قبيل غرناطة وإشبيلية وقرطبة وبلنسية وغيرها، ثم عامل البيئة الأندلسية السمحة.
برزت من شاعرات الأندلس حفصة بنت الحاج الركونية من شريفات غرناطة، وصفها صاحب الصلة بالأديبة الكاتبة النبيلة جيدة الشعر سريعة البديهة، كانت وافرة الحسن والجمال والمال. من شعرها قولها في فتى:
أزورك أم تزور فإن قلبي
إلى ما تشتهي أبدا يميل
فثغري مورد عذب زلال
وفرع ذؤابتي ظل ظليل
وقد أملت أن تظما وتضحى
إذا وافى إليك بي المقيل
فعجل بالجواب فما جميل
إباؤك عن بثينية يا جميل
كما اشتهر عدد من الجواري الشاعرات، منهن الجارية قمر من بغداد، والتي اشتراها صاحب اشبيلية بأموال عظيمة. من شعرها:
قالوا أتت قمر في زي أطمار
من بعد ما هتكت قلبا بأشفار
تمشي على وجل تغدو على سبل
تشق أمصار أرض بعد أمصار
لا حرة هي من أحرار موضعها
ولا لها غير ترسيل وأشعار
لو يعقلون لما عابوا غريبتهم
لله من أمة تزري بأحرار
ما لابن آدم فخر غير همته
بعد الديانة والإخلاص للباري
دعني من الجهل لا أرضى بصاحبه
لا يخلص الجهل من سب ومن عار
لو لم تكن جنة إلا لجاهلة
رضيت من حكم رب الناس بالنار
وربما لن تصل شاعرة أندلسية للمكانة التي بلغتها ولادة بنت المستكفي مستفيدة من التحرر النسائي في الأندلس آنذاك، فقد فتحت قصورها للأدباء والشعراء والفنانين ورجال الدولة، يتردد إليه الوجهاء والوزراء والأدباء والشعراء قبل أن تعرف أوروبا التي كانت غارقة في الجهل الصالات الأدبية بمئات السنين، لقد اجتمع في ندواتها ما لا يُحصى من الأدباء والفنانين والشعراء، وأبرزهم حبيبها الشاعر والوزير ابن زيدون الذي له معها قصص تطول وتقصر، يشق استقصاؤها ويفوت إحصاؤها كما قال صاحب الذخيرة، وكل واحد منهم يتمنى وصالها، وقد أشارت لذلك في قولها:
إني وإن نظر الأنام لبهجتي
كظباء مكة صيدهن حرام
يحسبن من لين الكلام فواحشا
ويصدهن عن الخنا الإسلام
ويُقال أنها كتبت على أحد طرفي ثوبها:
أنا والله أصلح للمعالي
وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وكتبت في الطرف الآخر:
وأُمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطي قبلتي من يشتهيها
شاركت النساء الأندلسيات في التأليف أيضا، لكن ليس كمشاركتهن في الشعر والأدب، قال محمد بنشريفة: (غير أن ما انتهى إلينا خبره في هذا الموضوع قليل، كما أنه لم يصل إلينا شيء يذكر من التآليف القليلة التي أشارت إليها كتب التراجم، ومنها كتاب القيان الذي عارضت به فتحونة المرسية كتاب أبي الفرج المعروف، وقد ألفت أم هانئ بنت المفسر ابن عطية مصنفين أحدهما في القبور، وتوجد منه ورقات في دشت خزانة القرويين، أما المصنف الآخر فهو في الأدعية، وقد وقف عليه ابن عبد الملك المراكشي). شهادة بنشريفة تؤكد أن المرأة الأندلسية ولجت ميدان الأدب والعلم والثقافة من بابه الواسع، فقد نظمت الشعر واهتمت بالنحو والصرف والعلوم القرآنية والحديث والفقه والتاريخ والحساب والفلك والطب والموسيقى. فنالت بذلك الإجازة التي خولت لها إعطاء الدروس إلى غيرها من النساء.
لكن عقب سقوط الخلافة الإسلامية ببغداد على أيدي المغول وتدميرهم لمكتبة بغداد، عاش العرب نكسة أدبية كبيرة استمرت حوالي ستة قرون إلى حملة نابليون على مصر، لكن لا نعدم أسماء نسائية في تلك الفترة، أهمها عائشة بنت يوسف بن أحمد بن نصر الباعونية، المرأة الزاهدة الناسكة التي كانت بلا شك قمرا ينير ظلام ليل تلك الفترات الحالكة، واشتهرت بقصائد المديح، بل يكاد شعرها يكون كله في مديح المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولها قصيدة عارضت بها بردة البوصيري أسمتها الفتح المبين. قالت في مطلعها:
في حسن مطلع أقمار بذي سلم
أصبحت في زمرة العشاق كالعلم
كانت تلك أسماء ونماذج نسائية تبرز أن المرأة العربية لم تكن بعيدة يوما عن الساحة الأدبية عموما الشعرية بالخصوص، إذ تحفل المصادر الأدبية والمصنفات الشعرية القديمة بنماذج لأشعار نسائية وإن لم تصل لدرجة الديوان كما لدى الخنساء، إلا أنها دليل على أن المرأة كما قلنا لم تكن عقيمة شعريا أبدا، فقد قرضت الشعر في شتى الأغراض المعروفة مع غلبة الرثاء والغزل.
ثانيا: موضوعات الشعر النسائي العربي القديم
عبر هذا التاريخ الشعري الطويل؛ نظمت المرأة في كافة الأغراض الشعرية المعروفة، إلا أن الغالب كان في الرثاء والغزل، فقد تألقت المرأة العربية في شعر الرثاء مُسهمة فيه إسهاما قل ما نجده لاسيما في فترة الجاهلية وصدر الإسلام في غرض آخر. وأشهر من رثى من شواعر العرب الخنساء التي خلدت ذكر أخويها صخر ومعاوية في التاريخ، فاعتبرت أرثى شاعرات وشعراء العرب، وديوانها يكاد ينحصر في الرثاء، ومنه قولها في أخيها صخر:
لهفي على صخر فإني أرى له
نوافل من معروفه قد تولت
لهفي على صخر لقد كان عصمة
لمولاه إن نعل بمولاه زلت
يعود على مولاه منه برأفة
إذا ما الموالي من أخيها تخلت
إلى آخر القصيدة التي عبرت فيها الشاعرة عن لوعتها وحرقتها بفراق أخيها. الشاعرة نفسها ردت على الشاعرة سلمى بنت عميص الكنانية قائلة:
ذري عنكِ أقوال الضلال، كفى بنا
لكبش الوغى في اليوم والأمس ناطحا
فخالد أولى بالتعذر منكم
غداة علا نهجا من الحق واضحا
عليكم بإذن الله يزجي مصمما
سوانح لا تكبو لها وبوارحا
نعوا مالكا بالتاج لما هبطنه
عوابس في هابي الغبار كوالحا
فإن تك قد أبكت سلمى بمالك
تركنا عليه نائحات ونائحا
وكانت سلمى الكنانية قد فاخرت الخنساء بقولها:
وكائن ثوى يوم الغميصاء من فتى
كريم ولم يُجرح وقد كان جارحا
ومن سيد كهل عليه مهابة
أصيب ولما يعله الشيب واضحا
أحاطت بخطاب الأيامي وطلقت
غداتئذ من كان في الحي ناكحا
ولولا مقال القوم للقوم: أسلموا
للاقت سُليْم بعد ذلك ناطحا
وقبل الخنساء رثت الجليلة بنت مرة زوجها كليب وائل القتيل على يد أخوها جساس بقصيدة مشهورة قالت في مطلعها:
يا ابنة الأقوام إن لمت فلا
تعجلي اللوم حتى تسألي
فإذا أنت تبينت التي
عندها اللوم فلومي واعذلي
إن تكن أخت امرئ لِيمَت على
جزع منها عليه فافعلي
وحدثنا الأصمعي أنه رأى جارية تبكي وقد ألصقت خدها بقبر في الصحراء وهي تقول:
خدي يقيك خشونة اللحد
وقليلة لك سيدي خدي
يا ساكن القبر الذي بوفاته
عميت علي مسالك الرشد
اسمع أبثك علتي ولعلني
أطفي بذلك حرقة الوجد
ومن بديع الرثاء وأبلغه وأجمله بيتان لامرأة من هذيل في ابنها الوحيد، إذ كان لها عشرة إخوة وعشرة أعمام فهلكوا جميعا في الطاعون، ولما تزوجها ابن عم لها ولدت له غلاما فنبت نباتا حسنا، ولما بلغ زوجته وأخذت في جهازه حتى إذا لم يبق إلا البناء أتاه الأجل فلم تشق جيبا عليه، ولم تدمع لها عين، فلما فرغوا من تكفينه دعيت لتوديعه فأكبت عليه ساعة ثم رفعت رأسها ونظرت إليه وقالت بيتين من الشعر، ثم أكبت عليه ثانية فلم تقطع نحيبها حتى فاضت نفسها. والبيتين هما:
ألا تلك المسرة لا تدوم
ولا يبقى على الدهر النعيم
ولا يبقى على الحدثان عقرٌ
بشاهقة له أمٌ رؤومُ
هذا في الرثاء؛ أما في غيره من الأغراض فنقرأ أبياتا لليلى الأخيلية في مدح قوم بني مطرف:
أتريد عمرو بن الخليع ودونه
كعب إذا لوجدته مرؤوما
إن الخليع ورهطه في عامر
كالقلب أُلبس جُؤْجُؤا وحزيما
لا تغزون الدهر آل مطرف
لا ظالما أبدا ولا مظلوما
قوم رباط الخيل وسط بيوتهم
وأسنةٌ زرقٌ تُخالُ نجوما
الشاعرة نفسها مدحت الحجاج قائلة:
أحجاج لا يُفْلَل سلاحك إنما
المنايا بكف الله حيث يراها
إذا هبط الحجاج أرضا مريضة
تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها
غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها فرواها دماء غزيرة
دماء رجال حيث قال حشاها
فيما اشتهرت بغرض الغزل الجواري أكثر من الحرائر، خصوصا في العصرين العباسي والأندلسي، هذا الأخير ارتفعت فيه مكانة الجواري، فكُن يدرسن اللغة ويحفظن الأشعار ويتدربن على العزف والغناء ليرتفع ثمنهن في تجارة الرقيق، إذ كانت الجارية لا يُحسن فيها الجمال والغناء فقط، وإنما كان يُشترط فيها أن تكون شاعرة أديبة تُحسن التصرف بشعرها وتجيد النظم في المواقف المختلفة، فهذه إشراق جارية عبد الرحمن بن غلبون تعلمت منه النحو واللغة وفاقته في ذلك، وبرعت في العروض، وحفظت الكامل للمبرد والنوادر للقالي. ومن الجواري الشاعرات نذكر الجارية عنان التي كانت أول من اشتهر بقول الشعر في الدولة العباسية وأفضل من عرف من طبقتها، فبالإضافة إلى جمالها كانت عنان سريعة البديهة مليحة الأدب والشعر، وكانت تساجل الشعراء وتعارضهم، ومن الأشعار التي تبرز مقدرتها في هذا الباب قولها:
ويبكي فأبكي رحمةً لبكائه
إذا ما بكى دمعاً بكيت له دماً
إلى أن رثى لي كل من كان موجعا
وأعرض خلو القلب عني تبرما
انقسم الغزل في الأندلس لاتجاهين: أولهما الغزل العذري، منه قول الغسانية البجانية، وهي شاعرة متمكنة اتسم شعرها بالعمق والأصالة:
عهدتهم والعيش في ظل وصلهم
أنيق وروض الوصل أخضر فينان
ليالي سعد لا يُخاف على الهوى
عتابٌ ولا يُخشى على الوصل هجران
وثاني الاتجاهين أشعار غزلية تكاد تصل لدرجة المجون، وذلك راجع للحرية التي تمتعت بها المرأة الأندلسية أكثر من نظيرتها المشرقية، واستوت في ذلك الحرة مع الجارية، بل نلاحظ أن النساء من الطبقات الراقية أكثر فحشا في الشعر الغزلي، ومنهن أم الكرام بنت المعتصم الأميرة ابنة ملك ألميريا. قالت في فتى عشقته يدعى السمار:
يا معشر الناس ألا فاعجبوا
مما جنته لوعة الحب
لولاه لم ينزل ببدر الدجى
من أفقه العلوي للترب
حسبي بمن أهواه لو أنه
فارقني تابعه قلبي
ظهر شعر التعبد والزهد مع رابعة بنت إسماعيل العدوية، الناسكة البصرية المشهورة، والتي عاشت في القرن الثاني للهجرة، من شعرها في الذات الإلهية:
أحبك حبين حب الهوى
وحبا لأنك أهل لذاك
فأما الذي هو حب الهوى
فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذي أنت أهل له
فكشفك لي الحجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
ومن شاعرات الحكمة والزهد ريحانة التي عاشت في العصر العباسي. قالت:
من كان راكبَ يومٍ ليس يأمنُه
وليلة تائها في عَقْبِ دنياه
فكيف يلتذُّ عيشا لا يطيبُ له
وكيف تعرف طعمَ الغَمْض عيناه
ثم قول ميمونة السوداء في الزهد دائما:
وليس للميت في قبره
فطرٌ ولا أضحى ولا عشر
بات من الأهل على قربه
كذاك من مسكنه القبرُ
حضر الهجاء أيضا في الشعر النسوي العربي، إذ هجت امرأة عربية زوجها قتادة بن مغرب اليشكري بسبب رائحة فمه الكريهة والنتنة قائلة:
حلفت ولم أكذب وإلا فكل ما
ملكت لبيت الله أهديه حافيه
لو أن المنايا أعرضت لاقتحمتها
مخافة فيه إن فيه لداهيه
فما جيفة الخنزير عند ابن مغربٍ
قتادة إلا ريح مسك وغاليه
فكيف اصطباري يا قتادة بعدما
شممتُ الذي من فيك أَثْأى صِماخِيَه
وهجا ليلى الأخيلية رجل من قومها قائلا:
ألا حيِّيا ليلى وقولا لها هلا
فقد ركبت ايرا أغرَّ مُحجَّلا
فأجابته قائلة:
تُعيرني داء بأمك مثْلُهُ
وأي جوادٍ لا يُقال له هلا
هكذا لم تترك الشاعرة العربية غرضا شعريا إلا وطرقت بابه مع تفوقها في الرثاء والغزل، هذا الأمر يدفعنا للحديث عن بعض الإشكالات التي رافقت هذا الإبداع النسائي العربي. لماذا نبغت الشاعرة العربية قديما في هذين الغرضين بالذات؟ ولماذا لم تخلد مصادر الأدب والتاريخ أسماء شعرية نسائية عديدة تدل الكثير من الشواهد على أنها كانت حاضرة في العصر الجاهلي بالخصوص؟
ثالثا: إشكالات المسار
الحديث عن الشعر النسوي القديم يجرنا للحديث عن إشكالية ندرة هذا الشعر في المدونات الشعرية القديمة، فقد ذكر صاحب طبقات الشعراء مثلا شاعرة واحدة هي الخنساء في طبقة أصحاب المراثي، فيما ذكر صاحب الشعر والشعراء من الشاعرات الخنساء والأخيلية فقط، بينما لم يحمل معجم المرزباني للشعراء أي اسم نسائي إطلاقا. في المقابل تدل الكثير من الشواهد على وجود شعر نسائي في الجاهلية والإسلام وفي مختلف الأغراض، منها قول الإمام طيفور: (مع ما جمعت من أشعارهن في كل فن مما وجدناه يجاوز كثيرا من بلاغات الرجال المحسنين والشعراء المختارين)، وأيضا افتخار الشاعر العباسي أبا نواس، الذي عاش في القرن الثاني للهجرة، بروايته لستين شاعرة. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين اختفى الشعر النسائي العربي القديم وما السبب؟ هل كان للإسلام ومن قبله للضوابط الاجتماعية يد في ذلك؟ أم ربما عدم اهتمام المرأة بأشعار الحماسة والهجاء والفخر وهي أكثر الأغراض في الشعر العربي إنتاجا هو السبب؟
ربما يمكن القول إن إهمالا واضحا ومتعمدا طال الشعر النسائي العربي في تلك الفترة، إذ لم يجد طريقه للتدوين والانتشار لأسباب عديدة أهمها النظام الاجتماعي القبلي الذي كان سائدا في شبه الجزيرة العربية آنذاك، والمعلوم أنه نظام قائم على سلطة الرجل وسطوته مقابل خضوع كامل للمرأة لتلك السلطة الرجالية حتى في ميدان الأدب، في هذا الصدد كان شعر المرأة خاصة في الجاهلية يُدخل ضمن دائرة الضعف مهما بلغ من جودة، قال بشار بن برد: (لم تقل امرأة شعرا إلا تبين الضعف فيه، فقيل له: أو كذلك الخنساء؟ قال: تلك فوق الرجال)، أدخل بشار بن برد كافة شعر المرأة في خانة الضعف، باستثناء شعر الخنساء معتبرا إياها "فوق الرجال" حسب تعبيره.
والمعلوم أن حركة التدوين لاسيما في العصر العباسي انبرى لها رجال عاشوا بعقلية ذكورية أقصت كل ما هو نسوي خاصة في ميدان الشعر، من هذا المنطلق يمكن اعتبار التعصب الذكوري والنظرة الاجتماعية الحاطة من قيمة المرأة في المجتمع والنظر إليها كعورة وجب إخفاؤها يبرر نوعا ما غياب أسمائهن وأشعارهن عن غالبية المصنفات الشعرية القديمة. وأرجع الكاتب اللبناني بشير يموت غياب النساء عن المصنفات الشعرية القديمة إلى أسباب موضوعية منها أن الشعر النسائي العربي مهضوم الحق ومُهمل عن قصد من طرف المدونين الرجال قديما وحديثا. وكان يُنظر للمرأة على أنها قلما تتفوق في صناعة ما كيفما كانت، فقد قال أبو العباس فيما ذكره المبرد: (وكانت الخنساء وليلى بائنتين في أشعارهما، متقدمتين، لأكثر الفحول، ورُبَّ امرأة تتقدم في صناعة، وقلما يكون ذلك).
تفوق الخنساء وليلى في صناعة الشعر حسب المبرد راجع بالأساس لشغل الرثاء معظم أشعارهما لاسيما الخنساء، ويُرجع النقاد قضية نبوغ المرأة العربية قديما في غرض الرثاء دون غيره إلى أن الرثاء من الأغراض الشعرية التي تتميز بالصدق في التعبير والدقة في التصوير والبعد عن مقولة "أعذب الشعر أكذبه"، والنساء بطبعهن عاطفيات ومستعدات نفسيا واجتماعيا للرثاء، من خلال سرعة تدفق دموعهن حالة الحزن، وشعورهن بالألم بشكل أكبر مما هو عليه الحال لدى الرجال، فعُرفت المرأة عبر التاريخ بالندب والتفجع والبكاء على الأموات. قال ابن رشيق: (والنساء أشجى الناس قلوبا عند المصيبة، وأشدهم جزعا على هالك، لما ركب الله في طبعهن من الخور وضعف العزيمة. وعلى شدة الجزع يُبنى الرثاء). كما أن الرثاء وثيق الصلة بنفوس النساء، فهن رقيقات الشعور، ضعيفات الاحتمال، سريعات الانفعال، فياضات العيون، لا يطقن فقد الأحباب، وهن أشد حزنا وأحد لوعة من الرجال حسب أحمد الحوفي.
لقد استثنت المرأة العربية قديما عمدا من قرض الشعر في بقية الأغراض التي تتميز بالقوة والفحولة كالفخر والهجاء والمدح، وإن وُجدت أبيات هنا وهناك فلا تكاد توازي في مجملها ديوان شاعر واحد كالبحتري أو المعري. إن العقلية الذكورية التي دونت الشعر الجاهلي وما بعده لم تكن لتسمح للمرأة/العار كما كانت لدى غالبية مجتمعات شبه الجزيرة العربية بنظم الشعر في تلك الأغراض التي تُعلي من شأن القبيلة أو تحط من شأن الأخرى، فتلك أمور لا يستطيعها إلا الرجال، بينما يُترك البكاء/الرثاء للمرأة. هذا بالرغم من أن هذا الحكم تدحضه العديد من الشواهد التي تبرز قوة تأثير المرأة في الحياة العامة في المجتمع العربي القديم، ومنها قصة أسر دريد بن الصمة يوم اللوى ودور ريطة بنت زجل زوجة ربيعة بن مكدم في إطلاق سراحه عندما شهدت له بالفروسية في أبيات أثرت بها على قبيلتها فأطلقوا سراحه، قالت:
سنجزي دريدا عن ربيعة نعمة
وكل امرئ يُجزى بما كان قدما
فإن كان خيرا كان خيرا جزاؤه
وإن كان شرا كان شرا مذمَّما
سنجزيه نعمى لم تكن بصغيرة
بإهدائه الرمح الطويل المقوما
فلا تكفروه حق نعماه فيكم
ولا تركبوا تلك التي تملأ الفما
فإن كان حيا لم يضق بثوابه
ذراعا، غنيا كان أو معدما
ففكوا دريدا من إسار مخارق
ولا تجعلوا البؤسى إلى الشر سلما
من الأكيد أن الكثير من شعر المرأة في الجاهلية قد ضاع، والمسؤولية الكبرى يتحملها المدونون الذين كانوا مكبلين بقيود قبلية واجتماعية صارمة، تفصل ما بين وظيفة المرأة والرجل، ولهذا كما رأينا دُوِّن شعر الخنساء لأنه لم تخرج فيه صاحبته عن وظيفتها المرسومة لها اجتماعيا وهي الندب والبكاء على الميت ورثاؤه، ولم تستطع هي وغيرها من النساء الخروج عن هذا "العرف" الذي سنه المجتمع ردحا من الزمن، والمفارقة هنا أن شعر الخنساء كان سببا في إعلاء شأن قبيلتها بين القبائل، مع العلم أن الكثير من الشعراء آنذاك قد شهدوا لها بالتفوق ومنهم جرير الذي سُئِل: "من أَشْعر الناس؟" فأجاب: "أنا لولا هذه الفاعلة" يقصد الخنساء، فقيل له: "فبم فضلتك؟" قال: "بقولها":
إن الزمان وما يفنى له عجب
أبقى لنا ذنبا واستؤصل الراس
أبقى لنا كل مجهول وفجَّعنا
بالحالمين فهم هام وأرماس
إن الجديدين في طول اختلافهما
لا يفسدان ولكن يفسد الناس
إلى جانب الرثاء تفوقت المرأة العربية خاصة في العصر الأندلسي في غرض الغزل، وهذا فيه خروج لها عن دور الراثية أو البكاءة، لكن لماذا انتظرت المرأة العربية إلى العصر الأندلسي كي "تتفجر" قريحتها الشعرية بأشعار غزلية ماجنة في كثير من الأحيان؟ لقد احتلت المرأة مكانة متميزة في البنية الاجتماعية في الأندلس سواء الحرائر أم الجواري، مستفيدة من ازدهار الغناء والسهر والموسيقى من جهة، ولطبيعة الأندلس الخلابة والساحرة من جهة ثانية، كل ذلك ساعدها على تجاوز ما كان سائدا من تكبيل لمشاعر المرأة في ظل نظام القبيلة الذي كان سائدا في العصور قبل الأندلس، لتتمكن من إظهار مشاعرها للعلن لاسيما عن طريق الشعر، وقد رأينا نماذج من ذلك قبلا.
ولا أدل على التحرر النسائي في الأندلس من أن الكثير من شاعرات الغزل في المجتمع الأندلسي كن جواري، إذ اهتمت بعض المؤلفات بهذا الأمر وأفرد أصحابها مؤلفا كاملا لهن كما فعل صاحب "الإماء الشواعر" الذي ترجم لواحد وثلاثين شاعرة جارية، وأيضا السيوطي في كتابه "المستظرف من أخبار الجواري". وكثيرا ما كان الشعراء يربطون بين جمال طبيعة الأندلس وفتنة المرأة الأندلسية لتنسحب معاني الجمال الطبيعي والنسوي في آن على شعر الغزل في الأندلس، ومن ذلك قول ابن سهل الأشبيلي واصفا افتخار امرأة بجمالها:
الأرض قد لبست رداءً أخضرا
والطل ينثر في رباها جوهراً
وكأن سوسنها يصافح وردها
ثغر يقبل منه خداً أحمرا
وقد ساعدت طبيعة المجتمع الأندلسي المرأة في قرض الشعر الغزلي، إذ غلب عليها اللهو والسهر والبهجة، وازدهرت مجالس الأنس في أحضان الطبيعة والرياضات والقصور، حياة لاهية إذن عاشها الأندلسيون فترة ازدهار دولتهم، فأبدعت المرأة في التغزل دون حسيب أو رقيب اجتماعي أو قبلي كما كان الشأن عليه في العصر الجاهلي وصدر الإسلام.
خلاصة
لا تخفى علينا المكانة التي يجب أن تتمتع بها المرأة داخل المجتمع بغض النظر عن القوانين والأعراف التي تكبل وتحد من وظيفتها، من قبيل الأعراف والنظم الاجتماعية التي كانت سائدة لاسيما في العصر الجاهلي، والتي كثيرا ما حاول الإسلام محوها وإعادة الاعتبار لصوت المرأة المصادر اجتماعيا. وتحضر المرأة بكثافة في الشعر القديم، لكن حضورها كصوت وكيان مباشر لا يوازي تلك الصورة المرسومة عنها في ذلك الشعر، بالرغم من أنها كانت حاضرة ومؤثرة في الكثير من الأحداث لاسيما ما تعلق منها بشؤون القبيلة، كما رأينا مع الخنساء التي أعلت من شأن قبيلتها، وصفية بنت ثعلبة الشيباني التي نجحت في استثارة بني شيبان لمحاربة الفرس، وأيضا ريطة بنت جزل وغيرههن.
لكن بالرغم من هذا التأثير والحضور البارز للمرأة العربية قديما ليس فقط في ميدان الشعر بل حتى على مستوى السياسة والقبيلة، فإنها نادرة الحضور في المصنفات الشعرية القديمة، ولا نكاد نعثر على ديوان جامع لأشعار شاعرة ما غير الخنساء والأخيلية، وحتى موضوعات الشعر النسائي وبالرغم من نظم المرأة في كافة الأغراض الشعرية المعروفة إلا أنها أتقنت غرضي الرثاء والغزل دون غيرهما. هذا المسار الشعري النسائي يطرح العديد من الإشكالات التي يختلط فيها الأدب بالتاريخ بالمجتمع بالقبلية وغيرها، لكن المؤكد أن الصوت الأنثوي العربي آنذاك كانت له كينونته وتأثيره في مسار الكثير من الأحداث بشكل لا يمكن تجاهله سواء دُوِّنَ ذلك أم لا. مما يدل على وجود صراعات بين الرجل والمرأة وكل طرف يحاول تعزيز وجوده على حساب الطرف الآخر.
مصادر ومراجع المقال:
ابن بسام الشنتريني، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ق 1، م 1.
ابن بشكوال، كتاب الصلة، ومعه كتاب صلة الصلة لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم الغرناطي، تحقيق شريف أبو العلاء العدوي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط 1، 1429هـ/2008م، م 3.
ابن رشيق القيرواني، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، ط 5، 1401هـ/1981م، ج 2.
ابن قتيبة، الشعر والشعراء، تقديم حسن تميم، مراجعة محمد عبد المنعم العريان، دار إحياء العلوم، بيروت، ط 5، 1414هـ/1994م.
أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1417هـ/1997م، ق 1، م 1.
أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، الكامل في اللغة والآداب، مكتبة المعارف، بيروت، ج 2.
أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، الكامل في اللغة والأدب، تعليق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، ط 3، 1417ه/1997م، ج 4.
أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، دار الثقافة، بيروت، ج 22.
أبو الفرج الأصفهاني، الإماء الشواعر، تحقيق جليل العطية، دار النضال للطباعة والنشر والتوزيع.
أبو الفضل بن أبي طاهر طيفور، بلاغات النساء، دار النهضة الحديثة، بيروت، 1972م.
أبو عبيد الله المرزباني، أشعار النساء، تحقيق وتقديم سامي مكي العاني، هلال ناجي، عالم الكتب.
أبو عبيد الله المرزباني، معجم الشعراء، تحقيق فاروق سليم، دار صادر، بيروت، ط 2، 1429هـ/2008م.
أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، المحاسن والأضداد، تحقيق وتقديم فوزي عطوي، 1969م.
أحمد بن محمد المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1388هـ/1968م، م 4.
أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، تحقيق عبد المجيد الترحيني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1404هـ/1983م، ج 3.
أحمد محمد الحوفي، المرأة في الشعر الجاهلي، دار الفكر العربي، ط 2.
باسمة كيال، تطور المرأة عبر التاريخ، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، بيروت، 1981م.
بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، المكتبة الأهلية، بيروت، المطبعة الوطنية، بيروت، ط 1، 1353هـ/1934م.
جلال الدين السيوطي، نزهة الجلساء في أشعار النساء، مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة.
الحصري، زهر الآداب وثمر الألباب، تحقيق علي محمد البجاوي، دار إحياء الكتب العربي، مصر، 1970م.
حمدو طماس، روائع من الغزل، دار المعرفة، بيروت، ط 3، 1430هـ/2009م.
ديوان ابن سهل الأندلسي، تحقيق يسري عبد الغني عبد الله، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 3، 2003م.
ديوان الخنساء، شرح حمدو طماس، دار المعرفة، بيروت، ط 2، 1425هـ/2004م.
ديوان ليلى الأخيلية، جمع وتحقيق خليل ابراهيم العطية وجليل العطية، وزارة الثقافة والإرشاد، مصر، سلسلة كتب التراث 5.
زينب فواز العاملي، الدر المنثور في طبقات ربات الخدور، المطبعة الكبرى الأميرية، ط 1، 1312ه.
سناء الشعيري، المرأة في الأندلس، منشورات مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات، الرباط، سلسلة المعرفة الأندلسية 3، مطبعة الأمنية، الرباط، ط 1، 2009م.
السيوطي، المستظرف من أخبار الجواري، تحقيق صلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط 1، 1963م.
شهاب الدين أحمد العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق كامل سلمان الجبوري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 2010م، ج 14.
شيخة جمعة، عصر ابن زيدون، منشورات مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، الكويت، مطابع الدار المصرية اللبنانية، ط 2، 2014م.
عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، الخنساء، سلسلة نوابغ الفكر العربي، دار المعارف، ط 2، 1963م.
عبد الحميد فايد، المرأة وأثرها في الحياة العربية، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، ط 2، 1983م.
عبد الله الباجوري، المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها، مكتبة الثقافة، المدينة المنورة، ط 2، 1350هـ/1932م، ج 1.
علوي عطوي، شعر الزهد في القرنين الثاني والثالث للهجرة، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1981م.
علي جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جامعة بغداد، ط 2، 1993م، ج 4.
محمد بن سلام الجمحي، طبقات الشعراء، إعداد اللجنة الجامعية لنشر التراث العربي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت.
محمد بنشريفة، في تاريخ المغرب والأندلس، المرأة في كتب التراجم الأندلسية، مجلة المناهل، وزارة الشؤون الثقافية المغرب، مطبعة دار المناهل، الرباط، ع 44، س 19، محرم 1415هـ/يونيو 1994م.
واجدة مجيد عبد الله الأطرقجي، المرأة في أدب العصر العباسي، مركز زايد للتراث والتاريخ، العين، الإمارات، ط 1، 1423هـ/2002م.
ولادة بنت المستكفي في عيون الباحثين والمستشرقين، مجلة التراث العربي، إصدارات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، ع 128، س 31، شتاء 1434هـ/2013م.
يحيى شامي، أروع ما قيل في الرثاء، دار الفكر العربي، بيروت، مطابع يوسف بيضون، بيروت، ط 1، 1992م.
يحيى شامي، أروع ما قيل في الزهد، دار الفكر العربي، بيروت، مطابع يوسف بيضون، بيروت، ط 1، 1992م.
يحيى شامي، أروع ما قيل في المدح، دار الفكر العربي، بيروت، مطابع يوسف بيضون، بيروت، ط 1، 1992م.
يحيى شامي، أروع ما قيل في الهجاء، دار الفكر العربي، بيروت، مطابع يوسف بيضون، بيروت، 1412هـ/1992م.