الأربعاء ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم
الطائر الحكيم
يا طائري الغرِّيـدُ، كم غردتَ في ذاك الفضاأشدوتَ وحياً من هواك، وناسياً ما قد مضـىأم أنـه قـدرٌ عليــك، وقد رضيتَ بما قضـى؟ماذا دهاك فرُحـتَ ترقصُ بين أوتارِ الغصــونْ؟متغنيـاً بهوى الشباب ِ، وسحر ِ هاتيك العيـونونسيتَ أنّ شـذى الربيع ِ غـداً ستطويه المنون.!** ** **ما يعتريك مع الصباح، فتنتشي عنـد الشــروقْ؟وكأنّ صبحك مغدقٌ كلتا يــديه بلا عقـــوقلا عصف فيـه ولا قلـىً - تربت يداه - ولا بروق؟** ** **أنا ما رأيتُ من الصباح سـوى ريـاءٍ للمسـاكيف التغني بالصباح وبعــده عـــود الأسـىكفٌّ تغوص بشمسه، وبأخريـــــاتٍ يُكتَسى** ** **ولقد علمتَ بأن غصنك سوف يفقــد حسـنَهُ-يومـاً - فما تبقــى لديك قريحــةٌ إذ أنــهُ-أملٌ - وقد طــال الزمــان على الورى فوجـدنَه:طيفاً بأجفان الكــرى يخبو إذا ما أومضـــالا يرتضي رقَّ الحياةِ، وشــــأنُه فيمــا ارتـضىتصمي القلوبَ سهامُه، فكأنها أيـــدي القضـا** ** **رقص الغريرُ وقال: خذ من فطرتي ما قد سـماإنّي خلقتُ على الحيــاة ِ، لكي أكونَ مرنّمـــالي بالحياة ســلافةٌ، وتريــد ألا أغنمـــا؟يا صاحـبي.. تلك الحيـاةُ، نعيمها بين الكـدرْشمس النهار إذا خبت.. فارقب مع الليـل، القمـركـن مثلَه.. قـد نال منها حسـنَهُ، قبل السـفر