الأحد ٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤
حسب ادعاء السيد قنديل بالطبع المصريين ليسوا ساميين !!!
بقلم أشرف شهاب

العالم وقف مع موسى ضد فرعون فدخلنا ظلمات العصر الوسيط

أنا رافض للعروبة، ورافض للعبرانية

انتشرت فى مصر فى الفترة الأخيرة الدعوة للقومية المصرية، حتى أن هناك حزب جديد تحت التأسيس يقوم على هذه الفكرة. وفى هذا الحوار تلتقى "ديوان العرب" مع الباحث اللغوى بيومى قنديل الذى يعتبره البعض فيلسوف والعقل المفكر للحزب الجديد. مراسلنا أشرف محمود قابل بيومى قنديل فى القاهرة ودار بينهما الحوار التالى:

ديوان العرب: أنت واحد من أشهر الدعاة لفكرة القومية المصرية. وهى فكرة أخذت فى الانتشار بشكل كبير فى الفترة الأخيرة. فكيف بدأتم اعتناق هذه الفكرة؟

بيومي قنديل

بيومى قنديل: مررت فى حياتى بمحطات كثيرة. أهمها المحطة التى ذهبت خلالها لإحدى الدول الخليجية للعمل هناك كمدرس للغة الإنجليزية لمدة سنة، ثم العمل كمترجم. وتكمن أهميه هذه المحطة فى أنها كشفت لى أن هناك فارقا بين الثقافة المصرية والثقافة العربية. وحتى بالنسبة للإسلام نفسه. ما نعرفه عن الإسلام فى مصر أنه دين رحمة. وكنا فى الريف عندما ننهر أحدهم عن فعل معين نقول له: "خلى عندك إسلام"، يعنى خلى عندك رحمة. ولكن فى تلك الدولة لم أعرف عن الإسلام سوى القسوة. وكانوا أثناء تنفيذهم للحدود، يعتبرون أنهم كلما عذبوا الشخص الذى تقع عليه العقوبة، كلما جلب لهم ذلك الكثير من الحسنات. وكان من السائد فى ثقافة تلك الدولة ضرب السيدات فى الشوارع. هذه الظواهر، وغيرها جعلتنى أقف وأفكر.. هل نحن المصريين عرب؟. وبدأت أبحث فى هذا. ووجدت أننا بالفعل لسنا عربا.

ديوان العرب: فى أى فترة بدأت تلك المراجعات الفكرية؟

بيومى قنديل: فى منتصف السبعينيات. كنت وقتها ما زلت مدرسا ولم أعمل بعد فى مجال الصحافة. وبدأت أبحث فى موضوع هل المصريين عرب؟. ووجدت أننا نحن المصريين لم نكن نتسمى بكلمة عرب إلا بعد الحرب العالمية الثانية، أى سنة 1945. وهو تاريخ إنشاء جامعة الدول العربية برعاية بريطانيا العظمى التى كانت متحكمة فى المنطقة. والحقائق تقول أن مكتب المخابرات البريطانى فى القاهرة كان يدفع رشاوى لشخصيات لكى يروجوا لفكرة القومية العربية فى مصر. ونحن كنا حتى وقت قصير قبل الحرب العالمية الثانية يطلق علينا لفظ "الشرق"، وحتى أحمد شوقى كان يقول: "كلنا فى الهم شرق"، ولم يقل: "كلنا فى الهم عرب".

ديوان العرب: وما هو الفارق بين أن نقول نحن مصريون أو نحن عرب؟

بيومى قنديل: الفارق أننا عندما نقول نحن مصريون فإننا ننتمى للأرض، كما ينتسب الأمريكان لأمريكا والفرنسيون لفرنسا وكل شعوب العالم. ولكن عندما نقول نحن عرب فهنا نحن ننتمى إلى العرق، وإلى الشخص. فالدول العربية تنسب الأرض للشخص فيقولون مثلا بلاد العرب، أو وادى الدواسر. وعند العبرانيين الذين هم أشقاء فعليين للعرب يقولون كفر عازار أى ينسبون الكفر لعازار. ولكننا كمصريين ننسب الشخص والعرق للأرض، نقول الطنطاوى نسبة إلى طنطا والمنياوى نسبة إلى المنيا والشرقاوى نسبة إلى محافظة الشرقية.

ديوان العرب: تتكلم عن ثقافيتين مختلفتين الأولى تنسب الأرض للشخص والثانية تنسب الشخص للأرض. ولكن.. هل هناك فارق كبير عمليا بين هذا وذاك؟ وهل هذا الفارق بالحجم الذى يدفعك للعودة لأفكار القومية المصرية؟

بيومى قنديل: نعم هذه نقطة هامة. لأن هاتين مرحلتان مهمتان للغاية من مراحل التطور التاريخى كما يقول العالم العظيم هنرى مورجان: إن هناك نسقين أحدهما ينسب الإنسان لوطن، والثانى ينسب الإنسان لعرق أو قبيلة أو عشيرة. هذان النسقان مختلفان، فالنسق الذى ينسب الإنسان للأرض هو النسق الأعلى تطورا، والأكثر تحضرا. والشىء الغريب أن المصريين القدام الذين هم ليسوا ساميين كانوا يسمون بلادهم "كيميت" مثلا، أو "إدبوى" أى الضفتين، أو "تاوى" أى الأرضين، أو "تا ميرى" أى الأرض الحبيبة، وينسبون أنفسهم بالتالى لهذه الأرض فمصرى هى "رم إن كيميت" أو الراجل بتاع مصر أو المصرى. ونجد أن القرآن الكريم ذكر مصر خمس مرات بالاسم صراحة. فى حين لم يذكر العرب ولا العبرانيين إلا بصفتهم أقوام عرب أو أعراب أو بنى إسرائيل.

ديوان العرب: هل يعنى ذلك أننا كمصريين منفصلين عن العرب؟

بيومى قنديل: لا. فإرادة التقدم والإزدهار فى المنطقة جعلت العرب يتبنون اللغة المصرية الحديثة. وهذه اللغة أصبحت هى اللغة المنتشرة فى التفاهم بين العرب من المحيط للخليج. كل واحد له لهجته التونسية أو المغربية أو السورية. ولكن عندما يريدون أن يتفاهموا مع بعضهم يتفاهموا باللغة المصرى. اللغة المصرية ليست حكرا على المصريين لأنها أصبحت اللغة المشتركة لأهل المنطقة. فنحن لو اتحدنا فى المنطقة العربية سنتحدث اللغة المصرية.

ديوان العرب: فكرة القومية المصرية تبدو لى فكرة انعزالية فى المقام الأول. لجأ إليها أصحابها للبحث عن هوية، وعن الجذور. وهى فكرة للانسحاب من الإطار العربى لأن هذا الربط مع العرب فى نظر البعض تسبب فى ضعف و انهيار مصر. هى فكرة انكفاء على الذات، وبحث عن الخصوصية. فكيف تعود وتقول لو اتحدنا فى المنطقة العربية؟

بيومى قنديل: بالنسبة لى هناك فارق بين العروبة والعرب. العروبة من وقت دخولها لمصر أحدثت تخلفا لمصر التى كانت قد قطعت أشواطا واسعة فى الحضارة. ونحن المصريين والساميين معا نقف فى حالة صراع ضد السامية، ضد العروبة والعبرانية.

ديوان العرب: تتكلم على أساس أن المصريين ليسوا ساميين.

بيومى قنديل: بالطبع المصريين ليسوا ساميين. المصريين حاميين. وهذه بديهية عند علماء الأجناس. ولكن الحاصل أن علينا أن نقاوم العروبة مع العرب. بمعنى أن العرب أنفسهم يحاولون التخلص من العروبة. فالمصريين هم الذين كانوا يرفضون فكرة أن تتحجب المرأة، وتخفى وجهها إلا عينيها. وها هم العرب يحاولون اليوم التخلص من هذه الفكرة العربية. ولكن ما الذى سيحدث عندما ينتصر العرب على عروبتهم، هل سيخرجوا من أنفسهم، ويتخلصوا من عروبتهم؟ الإجابة لا. فهم سينتقلون من عروبتهم إلى عروبتهم. بمعنى أنهم سيخرجوا من شكل عربى إلى شكل آخر لقوميتهم. وهو نفس ما فعله العبرانيين. ففى كل الكتب العبرانية السماوية وشبه السماوية التوراة والتلمود يدينون الزراعة. و يهوه أى الرب عندهم يقبل قربان الراعى ويرفض قربان المزارع، علما بأن الزراعة أرقى من الرعى لأنها ذات مردود أعلى، وهى قائمة على النظام والتنسيق والعلم. أما الرعاة فلا حياة لهم بدون كلأ، وحياتهم غير منظمة. أما اليوم فالعبرانيون فى إسرائيل يهتمون بالزراعة، ويبتكرون حلولا لقلة المياه، ويزرعون القطن. ومعروف أنه فى أوائل التسعينيات خرجت مصر من اتحاد مصدرى القطن، ودخلت مكانها إسرائيل. أى أن العبرانيون يتمصرون. أى أنهم خرجوا من عبرانيتهم إلى عبرانية أخرى. ومكتوب علينا نحن كمصريين نظرا لحضارتنا أن نكون قاطرة التطور فى المنطقة. والتاريخ الحديث والوسيط والقديم يؤكد هذه الحقيقة. فقضية الشرق الأوسط ليست إلا القضية المصرية. فكلما كانت مصر قوية ومستقلة فالمنطقة كلها قوية ومستقلة. وعندما تنهار مصر تنهار المنطقة. فالتدهور الحاصل للمنطقة المحيطة راجع إلى تدهور وتردى الدور المصرى الذى هو دور متقدم.

ديوان العرب: أنت تتكلم عن مصر الجغرافيا المنفصلة عن الإطار العربى، وفى نفس الوقت تقول إنها قاطرة التطور فى المنطقة. فكيف ترفض أن تكون مصر عربية، وتريدها أن تقود العرب؟

بيومى قنديل: أنا رافض للعروبة، ورافض للعبرانية انطلاقا من أن المصريين أكثر تحضرا من الساميين. والإشعاعات التى خرجت من مصر وصلت حتى بابل. وبابل كانت ذات علاقات قوية بمصر القديمة من أول المملكة القديمة لأن المصريين كانوا يستوردون خشب الأرز منهم. وكان البابليون يكتبون بالعلامات الهيروغليفية، مما يدل على مدى تغلغل الثقافة المصرية إلى هناك.

ديوان العرب: ألا يمكن أن تكون بابل قد تحضرت لأنها تتمتع بظروف جغرافية مشابهة لمصر من حيث وفرة المياه والأرض الزراعية؟

بيومى قنديل: كل هذه العوامل عوامل مساعدة، ومن الملاحظ أن سكان تلك المنطقة بينهم وبيننا كمصريين علاقات قوية وروابط نفسية حتى هذه اللحظة. وللأسف أن التاريخ تعرض للتشويه بشدة. فشعوب العالم القديم وقفت مع موسى ضد فرعون، مما تسبب فى دخول العالم القديم فى ظلمات العصر الوسيط. هذه الظلمات لم يكن لها أى مبرر تاريخى إلا الرغبة فى هزيمة الفراعنة أمام موسى العبرانى. موسى لم يكن عبرانيا فقط، بل هو رمز للساميين جميعا عرب وعبرانيين. وفى الكتب المقدسة نجد أن فرعون مدان ويتعرض للإهانة دون أى سبب. حتى نحن المصريين نتناقض مع جذورنا ونسب فرعون، ونتعاطف مع موسى. وهذا شرخ فى وجدان المصريين.

ديوان العرب: ومن المسئول عن هذا الشرخ الذى أدى إلى أن يقوم المصريين حاليا بالتعاطف مع موسى ضد فرعون ابن أرضه.

بيومى قنديل: المسئول هو الإرادة الأجنبية التى تفرض فى مصر نمطا معينا من التعليم معاد لتاريخ المصريين بهدف قطعهم عن جذورهم. فقتل الشعوب يتم عن طريق قطع جذورها.

ديوان العرب: ومن هم أصحاب المصلحة على وجه التحديد؟

بيومى قنديل: أصحاب المصلحة هم بريطانيا العظمى سابقا، ووريثتها الحالية الولايات المتحدة الأمريكية ذات المصلحة الأكيدة فى قطع المصريين عن جذورهم. فبهذه الطريقة نجحوا فى خلق دولة عظمى إقليمية هى إسرائيل. فلو كانت مصر قوية، ولو لم تقم ثورة لكنا أفضل حالا. فمصر قبل 23 يوليه كان لديها صناعة وعندها زراعة قوية.

ديوان العرب: هل تعنى أن ثورة 23 يوليه أيضا كانت خطأ؟

بيومى قنديل: طبعا. والخطأ الأكبر لها والذى لا يغتفر هو أنها ألغت اسم مصر، وسمتنا الجمهورية العربية المتحدة. حتى سنة 1961 كانت صادرات مصر من القطن وحده تمثل 80% من إجمالى صادراتنا. وكانت مصر قوية. و يتضح هذا على كافة المستويات. كان الطبيب المصرى الحاصل على البكالوريوس يذهب للعمل فى بريطانيا مباشرة، ويقوم مباشرة بتحضير الدراسات العليا. أما حاليا فالطبيب المصرى يذهب لبريطانيا لعمل شهادة معادلة. وفى بعض الأحيان يتقدم 130 طبيب مصرى ولا ينجح منهم أحد. مصر كانت قوية على كل المستويات. ولن أكرر القصة المعروفة أن 67.5 قرش من الجنيه المصرى كانت تساوى جنيها إسترلينيا. و بريطانيا العظمى كانت مدينة لمصر ب 500 مليون جنيه. ولو كانت مصر استمرت على قوتها لما كانت لدينا إسرائيل كقوة إقليمية.

ديوان العرب: حضرتك أشرت إلى سعى بريطانيا وأمريكا لزراعة والترويج لفكرة عروبة مصر وانتماءها الإسلامى. وهو ما يعنى ضمنا أن هذان المفهومان ضد مصلحة مصر.

بيومى قنديل: نعم، بل وضد مصلحة العرب أيضا. مصر كانت قبلة المضطهدين العرب. وكانت قوية حتى تحت ظل الحكم الألبانى، حكم محمد على وأبناؤه الذين يتعرضون للشتم يوميا فى مناهج التعليم. كانت المنطقة كلها قوية بقوة مصر.

ديوان العرب: ألاحظ أن هناك فهما عاما سلبيا لمفهوم القومية المصرية. البعض يعتبر أن الدعوة للعودة للجذور المصرية تتناقض مع الإسلام.

بيومى قنديل: قلت فى كتابى "حاضر الثقافة فى مصر" أن غزو العرب الذى يسميه البعض فتحهم أو دخولهم لمصر لم يأت على مصر إلا بالخراب. كان الدعاة الأصوليون الإسلاميون يقولون إن العرب لم يأتوا لمصر سوى لتحريرها من الاضطهاد الرومانى. حسنا، والسؤال البسيط الذى أطرحه هو: لماذا لم ينسحب العرب من مصر بعد أن حرروها من الرومان؟. مع الأسف الشديد لا يوجد جواب إلا أن العرب دخلوا مصر لكى يفعلوا فيها نفس ما فعله الرومان. العرب فرضوا على المصريين الجزية.

ديوان العرب: والدين أيضا؟ الديانة الإسلامية التى سميتها فى كتاب حاضر الثقافة فى مصر بالديانة المحمدية؟

بيومى قنديل: كلمة الديانة المحمدية ليست عيبا. نحن نسمى الديانة المسيحية نسبة إلى المسيح، والموسوية نسبة إلى موسى، وبالتالى المحمدية نسبة إلى محمد. وعلماء الأزهر أنفسهم كانوا لا يجدون حرجا فى استخدام هذا اللفظ. الولاة العرب على مصر كتبوا ذات يوم للخليفة أن الإسلام يضر بالجزية لأن الناس كانت تدخل الإسلام هربا من الجزية التى كانت شديدة الوطأة على الناس لدرجة أنهم كانوا يبيعون أولادهم لدفع الجزية. الجزية لم تكن كما يروج الدعاة ضريبة الدفاع. وعندما وجد الولاة أن ميزانية الخلافة ستقل، استمروا فى فرض الجزية على المسلمين الذين يدخلون للإسلام، ولهذا توقف كثير من المصريين الأقباط عن الدخول فى الإسلام لأنهم اكتشفوا فيما بعد أنه لا فارق بين الدخول فى الإسلام أو البقاء على دينهم. واستمر العرب فى فرض كافة أشكال العبودية والاستبداد على المصريين. والثورات التى قام بها المصريين، والتى للأسف لا تذكرها الكتب المدرسية المصرية قمعها الولاة والخلفاء عبر جرائم الإبادة البشرية. حتى أن السيد الأستاذ المأمون رضى الله عنه جاء إلى مصر 49 يوما و أباد البشموريين وهم سكان بشمور شمال الدلتا. وأخذ الباقين كأسرى حفاة عراة إلى بغداد ليستعرض بهم. فهل هذا من الإسلام؟ هذا ليس من الإسلام. ونحن المصريين نعرف الإسلام لأنه لا بلد فى العالم كله يعرف الإسلام أكثر من مصر.

ديوان العرب: كتبت أيضا عن ثراء سيدنا عمرو بن العاص أثناء توليه خلافة مصر.

بيومى قنديل: مراجعى ليست من عندى. أنا أرجع إلى كتب التاريخ، وإلى المؤرخين العرب بالذات مثل بن عبد الحكم الذى هو أول مؤرخ كتب عن الفتح العربى. وهو كتب وقائع يندى لها الجبين وليست من الإسلام فى شىء. هذه من أفعال العرب وليست من أفعال المسلمين. ورغم أن مصر دخلت الإسلام إلا أن العرب فضلوا أن يجلبوا المماليك أى العبيد لحكم مصر ولا يعطوا الحكم لأى مصرى طوال فترة تاريخهم.

ديوان العرب: هل يعنى ذلك أن الفهم المصرى للإسلام له خصوصية معينة؟ كما قلت فى كتابك، ولماذا تخلى المصريون عن لغتهم أيضا؟

بيومى قنديل: بالنسبة للإسلام أقول لك إن المصريين فعلوا ذلك بالفعل، ولهذا تجد أن معظم مصر تلتزم بالمذهب الشافعى لأنه الأكثر قدرة على تسامح، والتفاعل مع متطلبات الحياة المتغيرة دون تشدد. ورغم أن المذهب الدينى للدولة العثمانية كان الحنفية إلا أن قلة قليلة من المصريين هم من يتبعون المذهب الحنفى. المصريون أحبوا الشافعى، وأقاموا له ضريحا، وسموه قاضى الشريعة. والسبب أنه قرأ الإسلام قراءة مصرية تقوم على الرحمة والتسامح، والتوافق مع مقتضيات الحال. وأنا كنت أتمنى من الأزهر أن يتبنى الصيغة الشافعية كما فعلت مدرسة "قم" التى حرصت على أن تنطق باسم "الشيعة الإثنا عشرية". أما بالنسبة للغة المصرية. فاللغة ألفاظ وتراكيب. فمثلا المصريين يضعون أداة الاستفهام فى آخر الجملة مثل: الساعة كام؟ رايح فين؟ ، بينما العربية تضع أداة الاستفهام أولا مثل: كم الساعة؟ أو إلى أين أنت ذاهب؟. هذه البنية اللغوية هى البنية اللغوية المصرية القديمة. وهذا لا يعيب اللغة العربية ولا يعيب اللغة المصرية. ولكننا نقول: نحن مختلفون عن العرب. وهذا ليس معناه أننا أحسن منهم أو أننا منفصلون عنهم. وحتى العرب أصبحوا يستخدمون التراكيب المصرية.

ديوان العرب: حضرتك قلت أن اللغة المصرية فيها اختلاف فى التراكيب وفى الألفاظ أيضا. ولكن اللغة المصرية الحالية هى خليط من عدة لغات من العربية والفرعونية واليونانية.

بيومى قنديل: أنت تسمى اللغة المصرية خليط من الألفاظ. ولكن أنا أعتبر أن البنية الأساسية للغة هى بنية مصرية، ولكن الألفاظ تأتى من عدة لغات. وبلا شك أن أهم شىء فى اللغة هو البنية. ومع ذلك فإن هذه الألفاظ التى نأخذها عن اللغات الأخرى نقوم كمصريين بإدخال عدة تعديلات عليها لتتواءم معنا. فمثلا كلمة "دراع" التى نستخدمها تبدو للوهلة الأولى كلمة عربية. ولكن هذه الكلمة هى فى الحقيقة دخلت عليها 3 تغييرات مصرية صميمة. هذه التغييرات هى أولا استبدال حرف الذال بحرف الدال فبدلا من "ذراع" أصبحت "دراع". ثانيا بدلا من أن الكلمة فى الأصل مؤنثة أصبحت مذكرا فنقول: دراعى طويل وليس "ذراعى طويلة". والتغيير الثالث وهو الأهم أننا وضعنا على نهاية الكلمة علامة السكون، وثبتنا شكل الكلمة، فلم نعد فى اللغة المصرية نقول ذراعا، وذراع بالكسر ولا ذراع بالضم. أصبح عندنا كلمة دراع فقط. وهذا لأن البنية اللغوية المصرية لا تحتاج لكل تلك الأشكال الصرفية، ولا تحتاج للنهايات التى توضح لنا الفاعل من المفعول. البنية المصرية استغنت عن هذا لأنها ترتب الكلام بقواعد محددة كقاعدة الفاعل قبل الفعل. فمثلا عندنا فى مصر نقول "محمد ضرب على". وهنا من الواضح أن محمد هو الفاعل. ولو قلنا "على ضرب محمد" يتغير المعنى تماما. أما فى العربية فلو قلنا "ضرب محمد عليا"، ولو قلنا "محمد ضرب عليا" فلدينا نفس المعنى.

ديوان العرب: فكرة الدعوة للقومية المصرية انتشرت بشكل واسع حتى أنها تبلورت فى حركة منظمة وأصبح هناك حزب حاليا تحت التأسيس هو حزب "مصر الأم".

بيومى قنديل: الحزب قدم أوراقه للجنة شئون الأحزاب فى مجلس الشورى فى انتظار الموافقة على إنشائه. وزملائى فى الحزب يصفوننى بأننى فيلسوف حزب مصر الأم. والحقيقة أن الأفكار الأساسية لهذا الحزب قائمة على الأفكار الأساسية التى بدأت أدعو لها منذ 1990 عندما أصدرت الطبعة الأولى من كتابى "حاضر الثقافة فى مصر". هذه الأفكار تقول أننا مصريين مستقلين عن العرب، ولكن يجمعنا معهم أن عدونا واحد، وذلك بحكم أننا جيران، و بسبب أنهم دخلوا بلادنا، ولن أقول قاموا بغزونا. هناك صلات قوية. ولكن هذه الصلات لا تؤدى إطلاقا إلى القول أن المصريين عرب. لأن التاريخ يقول أن المصريين أقدم من العرب. فإذا كانت هناك ضرورة للربط بيننا وبين العرب، أو للبحث عن وحدة قسرية تجمعنا بالعرب فعلينا فى هذه الحالة أن نلحق العرب بالمصريين ونقول أنهم مصريين. لأنه لا يصح تاريخيا أن يكون العرب جدودا لنا نحن المصريين. وكما قلت لك لنا عدو واحد هو الولايات المتحدة الأمريكية التى تريد أن تدمر كل المنطقة من أجل البترول. نحن مصريون غير معادين للعرب ولا للديانة الإسلامية التى أصبحت جزءا مكونا من مكونات الشخصية المصرية. نحن مصريين ولا نعادى إلا من يعادى مصريتنا. وأظن أن تمسكنا بمصريتنا ليس موضع عداء من العرب.

أنا رافض للعروبة، ورافض للعبرانية

مشاركة منتدى

  • مما يؤسف له حقا أن ثمة تواترات حية ظلت بلا حل طوال تاريخنا ، نحن العرب / المسلمون / المصريون .فبدلا من أن نبحث العلائق المشتركة ، ذهبنا نستبق الصراط من أجل إبراز هويتنا !! والهوية حق مكفول لكل ذي هوية ، غير أن الحاضر الرابض أمامنا ينبغي أن يدفعنا دفعا نحو الوحدة ، هل يعجز العقل العربي / الإسلامي عن تبني صيغة ما يكون من شأنها ضمان وحدة الدين ، على الرغم من تنوع الأجناس ؟!! وبالمثل وحدة القومية على الرغم من تعدد الاديان ؟ ووحدة اللغة الرسمية بالرغم من تعدد اللهجات ؟!! في الوقت الذي يشهد فيه العالم تكتلات كبرى تقف لنا بالمرصاد !! إن في أوربا عملة موحدة واقتصاد موحد وجبهة عسكرية موحدة وشهادات جامعية موحدة وأخيرا دستور واحد !! وليس لدينا - واظن لن يوجد - وحدة دفاع مشتركة ، ولا سوق عربية مشتركة ، ولا أواصر عاطفية مشتركة !! فالكل يسعى لالتهام الكل دونما خلق أو رحمة !!
    لقد أعجبني الحوار كابتكار ، لكنه لم يروقني كفكرة عملية ، لأننا لا نملك خيارا في أن نرتبط بالآخرين أو العكس .
    إن الحقيقة الوحيدة التي يجب التعامل معها في هذا الإطار ، أنه مالم توجد بنية موحدة فلن ينعم الجميع بالسلام ، لا الذي انكفأ على هويته القديمة ، ولا الذي راح يتشبث بميراث تاريخه ، ودون تلكم البنية خطوات/مهالك كثيرة ، علينا ، على الأقل ، أن نبدأها الآن قبل فوات الأوان .

  • أرى أن الكاتب قد أصابته لوثة في عقله وفي تمييزه ، فهو يقرأ التاريخ بعين واحدة أو حتى بنصف عين ، ويتجاهل الكثير من الحقائق ، وكيف حرر الإسلام مصر وغيرها من الدول التي فتحها ، وفتح قلوب عبادها للتوحيد ، وليتخلصوا من العبودية لغير الله، و من رق العبودية في زمن الرومان الذين كانوا يحلبون الناس كما تحلب الشاة ، ومن أراد أن يطالع فليطالع التاريخ ، وكتاب المفكر الشيخ ابو الحسن الندوي "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"، ليرى صدق الكاتب "بيومي" من كذبه ، وكفانا بقصة عمر بن الخطاب مع عمرو ابن العاص وابنه عندما ضرب ابن عمرو بن العاص القبطي الذي سبقه، ورحل هذا القبطي آلاف الأميال في الصحراء ليتحاكم للمحاكمة العادلة وهي محكمة الفاروق التي فرقت بين الحق والباطل حتى ولو كان الحق للكافر على حساب المسلم.

    إن هؤلاء يتناسون بل هم مأجورون كما قال هو نفسه عن مكتب المخابرات البريطاني الذي كان يوزع الرشاوي من أجل نشر فكرة القومية العربية لفصل مصر والعالم العربي عن العالم الإسلامي، وهذا بفكرته هذه يريد فصل مصر عن كل بلاد المسلمين.

    وفي نهاية المطاف أقول: إن الحملة كبيرة على ديننا وعلى هويتنا وعلى ثقافتنا وعلى عروبتنا من أبناء جلدتنا الذي انسلخوا بالكلية عن هذه الأمة.
    إن هذه القومية هي وثن من الأوثان الأوروبية ، والتي تشبث بها أنصاف المتعلمين والمثقفين من المغرورين بالغرب، فأخذوا واستوردوا الرديء وتركوا الجميل من تكنولوجيا وغيرها. أليس كل هذا يدل على انتكاسة في عقولهم وقلوبهم؟؟؟!!!!!
    واسأل الله الهداية للجميع ، والله الموفق.

  • سلمت أياديكم أيها الفراعنة العظام. وعاشت مصر منارة وحضارة للعالم. وفقتكم الآلهة لما هو خير الناس.

  • الحقيقه اننا ابتلينا بأمثال هذا الناعق في فتره نكاد ان نكون احوج الي لعق الجراح ورأب الصدع واجتماع الكلمه فخرج المرتدون يوهنون العزم ويدعون الي الفرقه ويلطمون الحدود ويشقون الجيوب فهل من احد يردهم الي رشدهم قبل ان يدهمهم عدوهم

  • نعم هناك تباين لابد من إيضاحه
    المصريون ليسوا عربا ، والرجوع للأدب المصرى القديم يوضح ذلك
    محمد محمد النبوى
    مصرى مقيم بواشنطن
    عضو المجتمع الدولى للشعر
    darmohamed@hotmail.com

    عرض مباشر : http://poetrypoem.com/darmohamed

  • المصريين مش عرب ومصر دولة بتكون من 99% حاميين طبقن للتأسيمة العرئية ليهم، والجنس الحامي يتضمن عدد م الأعراء ولاكن العرء الغالب ف مصر هوه بديهين العرء المصري! وبعدين مش كل واحد بيتكلم عربي أو لغة مشتقـّة من العربي يبـءـا عربي. ما هما ف النمسا بيتكلمو ألماني لاكن مش بيؤولو إحنا ألمان، وف هولندا لغتهم تشبه الألماني وهي مشتقة من نفس المصدر (اللغات اﻟﭽرمانية) لاكن مش بيؤولو إحنا ألمان. وف ﭙﺎكستان والهند بيتكلمو إنجليزي لاكن مش بيؤولو إحنا إنجليز! و5 دول ف أفريقيا بيتكلمو فرنساوي بس مش بيؤولو إحنا فرنساويين. وف البرازيل بيتكلمو ﭙرتغالي ومش بيؤولو إحنا ﭙرتغاليين. إحنا مصريين بنتكلم لغة متأثرة كثيرا باللغة العربية (اللي مافيش حد بيتكلم بيها دلوأتي أساسًا)، ولغتنا بردو فيها أكتر من 1,300 كلمة هيروجليفي (مصرية أديمة) عَلا حسب ما أريت أنا.

    أنا أعتزّ إني مصري 100% ومش عربي، ودا مش معناه إن أنا بكره العرب، ولاكن الحئيئة هي إني مش عربي، هيه دي الحئيئة حتى ولو مش على مزاج ناس كتير.

  • هذا ضرب من ضروب التخاريف العقلية الاستاذ القائل اننا لسنا عرب نسى او تناسى بما لا يدع مجال لاى شك ان مصر مكونة من مجموعة من الاعراق اهمها واكبرها على الاطلاق هو العرق العربى وعليه ان يرجع للتاريخ جيدا حتى يعلم ان كنا عرب ام لا وموقف هذا الانسان شاذ بكل المقاييس حتى عنوان المقال شاذ مثل ما يحوى من افكار هدامة وهو امر ليس بغريب على قنديل وعليه مراجعة اصل عائلتة جيدا حتى يعرف انه من بلاد الشام ان كان من عائلة قنديل واقول ان عليه ان يراجع محتويات عقله من جديد حتى لا يدع افكاره الهدامة تخرج علينا وتطل وكفانا تخاريف تحت مسمى حرية الراى والابداع والا اصبحت كل شارده ووارده نوع من انواع الابداع الفكرى والحرية الشخصية
    وكان عليه ان يقف مع فرعون حتى يغرق ( ان وعد الله حق )

    • بسم الله الرحمن الرحيم
      فيلسوف؟؟ يمكن نكون جاهلين بالفلسفه
      اولا بس معلش كلمه واقفه فى زوري
      ((فرعون قال انا ربكم الاعلى)) فوالله لو كان فرعون ابي لقتلته مش احامي له يا (حامي) واقف مع مين مع فرعون الذي ادعى الربانيه وانه اله ضد نبي الله موسى يعنى اكفر عشان اكون مصري والله كل واحد يتكلم على قدر دينه انت دينك مصري و ربك فرعون حاميلو واقف معاه براحتك انما انا اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وان موسي نبي الله وان فرعون عدو الله
      ثانيا مين قال لفخامه الفيلسوف الحامي ان المصريين الان حامين انا معاه ان المصرين قبل دخول الاسلام كانو من عرق حام ولا كن بعد دخول الاسلام احسب النسبه كويس انا اصلى عربي من قبيله جهينه القضاعيه ومصري المواطنه بلدى ومش انا بس ده جراني وجران جرانى وكل اللى اعرفهم من اصول عربيه الا نسبه قليله اصول تركيه اما بالنسبه للي بيقول مش معنى انى بتكلم عربي ابقى عربي فدى نبره بسمعها دايما من غير المسلمين وده اعتقد منهج او سياسه مدروسه اليومين دول ان العرب فى مصر همه المسلمين بس وانا معاهم ومش بعترض طب يا ترا كام نسبه المسلمين فى مصر اللى هما عرب يعنى سامين ولا كمان هتنكرو ان المسلمين عرب وان العرب ساميين يبقى جت منين ال 99.99% الحامين دول بتوع الاخ الحامي بتاع بء بء ده يا اخى دا فى قبائل سعوديه بعتت خدت مصرين من مدينه القصير بالبحر الاحمر لانهم من نفس القبيله والباقى موجودين فى مصر ويتزاورون حتى الان مع اقربائهم السعوديين ولهجتهم مصريه وكذلك فلسطينين وسودانين وبعدين الحمد لله ان فرعون مش جدى زعلان على حضاره سبعه الاف سنه طيب مهو حضاره الاخره اضرب سبعه الاف سنه فى فاى وبعدين اليهود ايام فرعون كانوه على دين الحق وشعب الله المختار منقفش معاهم ليه يا عمي هو انا هسمع كلام الفلاسفه ولا كلام رب العزه سبحانه عما يصفه فرعون وامثاله وبعدين مهو ياما اتفلسفوا فيها كتير مش اول مره فلسفه تفوت ولا اسلامي يموت
      وبعدين يتفلسفوا فيها يتسقرطوا فيها يتمركسو فيها الاسلام هيفضل بعون الله فيها
      انا (مسلم عربي مصري ) ولو تعارضت عروبتى ومصريتى مع اسلامي ارميهم فى النيل وارفع اسلامي
      اخيرا ويا رب يتوافق على نشر مشاركتى لانى هحزن لو متنشرتش
      من احب فرعون فليدعو الله ان يحشره مع فرعون
      ومن احب موسى فليدعو الله ان يحشره مع موسى

    • مصر سواء كانت عربية او غير عربية هي الان اسلامية لان غالبية سكانها من المسلمين....كما ان معظم العائلات المصرية لها فروع في العديد من الدول العربية وبالتالي لا أعلم لماذا يريد الكاتب ان تكون مصر مصرية فقط ولا تكون مسلمة وعربية ....بماذا سيفيدنا ان تكون مصر فقط مصرية ...لا أعلم

      هل المصريون شعب الله المختار ؟

      لماذا هذه الدعوات الى الانقسام والتجزئة في الوقت الحالي الذي نحن كمسلمين وعرب نحتاج فيه الى الوحدة والتعاون لدحر كل ما يتربص بنا من اعداء

      سواء كنا فلسطينين او مصريين او سودانيين او غير ذلك نحن نفتخر اولا واخرا بأننا مسلمون

      الكاتب يهاجم الاسلام في دول الخليج ويقول ان الاسلام هناك يختلف عما هو في مصر .... يا سيدي ان ديننا الحنيف واحد وباق الى يوم القيامة وان كان هنالك اختلاف في بعض الدول فمردها الى الناس وليس الى الدين ....فالعيب في الناس وليس في الدين ...وشكرا

  • السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

    احمد شوقي استعمل كلمة شرق بدل عرب عشان مصر كانوا زمان شرق و ده غلط لان هو استعمل الكلمة دي عشان القافية , وثانيا ان بريطانيا كانت والمعروف عنها انها بتستعمل سياسة فرق تسد مع اي شعب بتحتله فايزاي هاتروج لفكرة العروبة وهي اصلا قسمت العرب الى دول و دويلات واستخدمت الحدود في كده لان العرب ما كانوش حاطين حدود جوه ارضهم

  • مسلمو مصر اصولهم عربيه وهناك من الترك والقبط من دخل فيهم لكن العرق الطاغي عليهم هو العرق العربي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى