الاثنين ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

العهد الجديد

في الساعة السابعة من يوم 23 يوليو عام 1952 عمت الفرحة ربوع مصر بعد إذاعت بيان قيام الثورة و نجاح أبناء مصر الضباط الأحرار في الإستيلاء على مبنى رئاسة الجيش و مراكز القيادة العسكرية ومحطة الأذاعة .. وقد جاء فى البيان الذى اذاعه محمد انور السادات تيابة عن اللواء محمد نجيب من مبنى الإذاعة بالشريفين:

أجتازت مصر فترة عصبية في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرهم أما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير انفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالأبتهاج والترحيب أما عن رأينا في أعتقال رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب وإني اؤكد للجيش المصري أن الجيش كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردا من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة وأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونه بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل يقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقي فاعله جزاء الخائن في الحال وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونا مع البوليس وإني أطمئن أخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم والله ولي التوفيق ومن مجلس قيادة الثورة نذكر محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم وجمال سالم وخالد محيي الدين وزكريا محيي الدين وعبد اللطيف البغدادي وحسين الشافعي وحسن إبراهيم وكمال الدين حسين ويوسف صديق وعبد المنعم أمين .. وقد تولى جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية فى عام 1954 خلفا للرئيس محمد نجيب

و أطلق على ثورة 23 يوليو ( الثورة البيضاء) لأن الهدف منها ليس إراقة الدماء بل تخليص الشعب المصرى من ظلم الإحتلال وعودة الحرية والأستقلال لمصر وللمصريين .. وهذه الثورة كتبت نهاية حكم الملك الفاروق والملكية والإحتلال الأجنبى لمصر .. وأيضا كانت منطلق ثورات التحرير على المستوى العربى والأفريقى والأسيوى ..

فور إذاعة بيان قيام الثورة ساهم الفن بدوره المؤثر وفى هذا الصدد نقدم أغنية ( العهد الجديد) التى تعد أول أغنية وطنية يقدمها العندليب عبد الحليم حافظ بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 وقد شاركته فى الغناء المطربة عصمت عبد العليم والمجموعة وهذه الأغنية من تأليف محمود عبد الحى .ومن تلحين الموسيقار عبد الحميد توفيق زكى وتقول كلمات الأغنية:

المجموعة:

حيوا فجر البعث فى يوم الخلود
و اطلب الآمال فى العهد الجديد
عصمت عبد العليم :
وارو آى المجد من وحى الجدود
نغم يعزف فى سمع الوجود
فشعار العهد من نور الأمل ..
اتحاد و نطام و عمل

المجموعة:

نبلغ المجد بها فى العالمين
عصمت عبد العليم :
يا بنى مصر و يا درع الوطن ..
يا أباة الضيم فى يوم المحن
من سواكم يحفظ العهد
عبد الحليم حافظ:
و من يحمل المشعل فى ركب الزمن

المجموعة:

نحن فى الحرب شياطين الردى
نحن فى السلم أبطال الهدى
وزمن يوقد من نور اليقين
صيحة الأبطال للنصر نداء ..
و قوام النصر عزم و أخاء

عبد الحليم :

و شباب النيل للنيل فداء ..
يبذل الروح له بذل السخاء
و شعار العهد من نور الأمل ..
اتحاد و نظام و عمل
نبلغ المجد بها فى العالمين

وملحن هذه الأغنية الموسيقار عبد الحميد توفيق أحمد زكى من مواليد القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية فى التاسع والعشرين من شهر مايو عام 1917 وفى عام 1956 تمكن من الحصول على الدراسات العليا من كلية ميلوك بانجلترا و تولى التفتيش العام على النشاط الموسيقى بوزارة التربية والتعليم ثم مقررا للتربية الموسيقية بمحافظة القاهرة ثم تولى إدارة مركز الموهوبين ثم استاذا متفرغا للتذوق الموسيقى باكاديمية الفنون المصرية .
يقول الصحفى والموسيقار محمد قابيل:

الموسيقار عبد الحميد توفيق زكى منحته جماعة (مفتاح صول) الموجودة بلندن الزمالة الفخرية وقام بتدريس الموسيقى فى بريطانيا وأسس فرقة الفنون الشعبية وتولى رئاستها وأيضا تولى رئاسة الجمعية المصرية للمؤلفين والملحنين وناشرى الموسيقى وكان عضوا بالمجلس الأعلى للثقافة ولجنة الموسيقى وثقافة الطفل.

فى عيد العلم عام 1956حصل الموسيقار عبد الحميد توفيق زكى على الميدالية الذهبية ودرع الشرطة للموسيقى فى عام 1978 ودرع الإذاعة المصرية فى عام 1984 ودرع التليفزيون والمسرح القومى فى عام 1985
فى السادس من شهر ديسمبر عام 1998 أنتقل الموسيقار عبد الحميد توفيق زكى إلى الدار الآخرة.

أما المطرب عبد الحليم حافظ فاسمه الحقيقى عبد الحليم علي إسماعيل شبانة وهو من مواليد الحادى والعشرين من شهر يونيو عام 1929 في قرية الحلوات التى كانت تتبع مركز ههيا وحاليا تتبع مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية وفى الثامن والعشرين من شهر يونيو عام 1929 توفيت والدته وفى الرابع عشر من شهر مايو عام 1934 توفى والده وعاش هو وأخوانه فى بيت خاله متولى أحمد عماشة بمدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية

فى عام 1943 التحق عبد الحليم حافظ بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين و إلتقى بالفنان كمال الطويل الذى يدرس في قسم الغناء والأصوات وتخرجا معا فى عام 1949 ورشح عبد الحليم للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج ثم الغى سفره لأسباب لم يعرفها .. وعمل فى التدريس ثم قدم استقالته والتحق بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبواه وذلك فى عام 1950 وبعد عام تقابل مع صديقه ورفيق عمره مجدي العمروسي في بيت الإذاعي فهمي عمر.

يعد الإذاعى حافظ عبد الوهاب هو المكتشف والمعطى فرصة الغناء لعبد الحليم ولذا حمل عبد الحليم اسمه واشتهر بعبد الحليم حافظ .
فى عام 1956 كان عبد الحليم من المدعوين الصائمين فى شهر رمضان للأفطار عند مصطفى العريف فأصيب عبد الحليم بنزيف في المعدة .. وبرغم معاناة عبد الحليم حافظ من المرض لكنه أنطلق فى دنيا الفن والغناء وقدم مئات الاغنيات الوطنية والعاطفية والدينية ولقب بالعندليب الأسمر ومطرب الشباب كما قدم للسينما المصرية والعربية ستة عشر فيلما سينمائيا هي:

لحن الوفاء عام 1955 وشاركه البطولة شادية و حسين رياض.
فى عام 1955 عرض له فيلم أيامنا الحلوة وشاركه البطولة فاتن حمامة و عمر الشريف و أحمد رمزي كما عرض أيضا فيلم ليالي الحب وشاركه في البطولة آمال فريد و عبدالسلام النابلسي بالإضافة لفيلم أيام و ليالي والذى شاركه بطولته إيمان و أحمد رمزي و محمود المليجي وفى عام 1956 عرض فيلمه موعد غرام وشاركه البطولة فاتن حمامة و عماد حمدي و زهرة العلا و رشدي أباظه وفى عام 1956 عرض فيلمه دليلة وشاركه البطولة شادية و فردوس محمد ويعد هذا الفيلم أول فيلم مصرى ملون بطريقة السكوب

وفى عام 1957 كان فيلم بنات اليوم وشاركه البطولة ماجدة و آمال فريد و أحمد رمزي ثم فيلم الوسادة الخالية وشاركه البطولة أحمد رمزي و زهرة العلا و لبنى عبدالعزيز و عمر الحريري .. ثم فيلم فتى أحلامي وشاركه البطولة آمال فريد و عبد السلام النابلسي وفى عام 1958 عرض فيلمه شارع الحب وشاركه البطولة صباح و عبد السلام النابلسي و حسين رياض وفى عام 1959 عرض فيلمه حكاية حب وشاركه البطولة مريم فخر الدين وعبد السلام النابلسي و محمود المليجي وفى عام 1960 عرض فيلمه البنات و الصيف وشاركه البطولة سعاد حسني وفى عام 1961 عرض فيلمه يوم من عمري وشاركه البطولة زبيدة ثروت و عبد السلام النابلسي و محمود المليجي و سهير البابلي وفى عام 1962 عرض فيلمه الخطايا وشاركه البطولة عماد حمدي و حسن يوسف و نادية لطفي و مديحة يسري وفى عام 1967عرض فيلمه معبودة الجماهير وشاركه البطولة شادية وفؤاد المهندس و يوسف شعبان وفى عام 1969 عرض آخر أفلامه أبي فوق الشجرة وشاركه البطولة عماد حمدي و ميرفت أمين و نادية لطفي

فى عام 1973 قدمت الإذاعية المسلسل أرجوك لا تفهمني بسرعة بطولة عبد الحليم ومعه نجلاء فتحى و عادل إمام وهذا المسلسل من إخراج محمود علوان ثم توقفت إذاعته نظرا لإنداع المعارك بين مصر وإسرائيل فى العاشر من رمضان 1393 هــــ الموافق للسادس من شهر أكتوبر عام 1973
فى يوم الاربعاء الموافق الثلاثين من شهرمارس عام 1977 توفى عبد الحليم حافظ وهو يعالج في لندن وتم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر. . فقد شيع العندليب الأسمر ومشى في جنازته أكثر من 250000 من المواطنين.

أما المطربة عصمت عبد العليم فاسمها الحقيقى عصمت محمد إبراهيم الجندى فهى من مواليد الخامس عشر من شهر فبراير عام 1923 بمدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية.

تعلمت على يد محمد السنباطى والد رياض السنباطى والذى نصحها بالذهاب إلى القاهرة وفى عام 1948 غنت فى العراق تزوجت من كمال الشويح عازف الكمان فى فرقتها بعد قصة حب طويلة وفى اوائل الخمسينات تم أعتمادها فى الإذاعة ووصل رصيدها من الاغنيات حوالى 132 بالإضافة لمشاركتها فى فيلم أمير الأنتقام وعائشة وآخر كدبة وفى التاسع عشر من شهر يناير عام 1993 فارقت الحياة الدنيا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى