الثلاثاء ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم يحيى العمري

المعلم بين التربية والتعليم

المدرسة ثاني محطة للتعلم والتربية بعد الاسرة، فالمدرسة ليست مهمتها تلقين الطالب فقط، بل تعليمة الاخلاقيات والسلوكيات الحميدة وتقويم السلوك الإنحرافي الذي يتمتع به البعض وإرجاعه الى طريق الصواب، فالمدرس في المدرسة مهمته تتطلب أن يكون أباً ومعلماً، أباً حريصا على أبنائه ومعلماً حريصا على تلاميذه من الضياع والانحراف، ومن يمتهن مهنة التعليم يجب ان يكون عند حس المسؤولية ويتمتع بأخلاقيات عالية وصبر لا حدود له ليستطيع السيطرة على الطلاب والتأثير عليهم التأثير الإيجابي، فالمعلم ليست مهمته تلقين الطالب ماهوا موجود في الكتاب المدرسي فقط، بل إعطائه مساحه لتعبير عن آرائه بصوره الذي تجعله يثق في نفسه كثيرا ليشعر بذاته، وفي نفس الوقت يعلمه كيفية الاصغاء لرأي اخر، فتحدث والاستماع لكل منهما ضوابط خاصة، فالمدرس له كامل الحرية فيما يتعلق بطالب، ولكن لا يجب أن يستخدمها في الجانب السلبي، يجب أن يكون مسؤولاً عن كل قول أو فعل تجاه الطالب لأنه سيتعلم منه، أؤيد الضرب بخلاف البعض ولكن ليس بطريقة الذي تقول السيئة تعم والحسنه تخص، بل الحسنه تخص والسيئة تخص، فما ذنب طالب أخر بما فعله طالب أخر، وهنا لا يجب ان يستخدم الضرب مبرر للانتقام من طالب ما بل لتقويم سلوكه وإرجاعه الى جادة الصواب، لأن البعض من الطلاب يأتون من أسر لا تربيهم كما يجب لا تنههم عن منكر ولا تأمرهم بمعروف، في هذا الوقت يأتي دور المعلم ليقوم بدوره ولكن ليس كما تعامله أسرته بتساهل بل يجب أن يكون جاد جداً فالتربية أولى من التعليم، فبعض الاسر للأسف الشديد تنجب أطفالاً وترميهم الى الشوارع لاهي الذي ربتهم التربية الحسنة ولا هي الذي امتنعت من انجابهم، فتلقى شباباً اخلاقهم سيئة، تقول حينها هل يملكون هؤلاء اسرة لماذا لم ترعاهم وتهتم بهم وتعلمهم الاخلاقيات المتعارف عليها لماذا ينجبونهم إذا كانوا لا يستطيعون تربيتهم، إذا لم يستطيع البعض تربية أبناءه لماذا ينجبهم، فزواج مسؤولية كبيرة لا تقدم عليها اذا لم تستطيع تحمل المسؤولية وتربية أبناءك، فالأبناء مسؤولية كبيرة تتحملها الاسر فالأخرين لا يتحملون أخلاقهم السيئة، والطفل يتعلم خلال الست السنوات من حياته مالم يتعلمه طيلة حياته كلها، فالأسرة هي المصدر الأول للتربية، فان لم يتعلم الطفل في أسرته واذا لم يكون الابوين عند حس المسؤولية فلن يتعلم الاخلاق في مكان أخر، فالأسرة هي كل شيء، فهي من يتعلم منها الطفل الأخلاقيات والسلوكيات سوآ كانت سيئة أو حسنه، فطفل وفي سنواته الأولى من الحياه يتعلم من المشاهدة أكثر مما يتعلمه بتلقين، فعندما يشاهد امه أو ابيه يقوم بشيء سيقوم هوا بفعله لا شك في ذلك لأنه رأى ذلك وعندما يسمع شيء سيقوله فيما بعد لأنه سمعه من قبل، لا بأس ان تعتني بطفلك ولكن هذه لا يمنع ان تنصحه عندما يخطأ وتجلس معه وتقول له أن ما يفعله خاطئ، إن لم يتعلم منك فليس هناك مكان اخر سيتعلم منه، بل سيرى في كل ما يفعله بانه أمر جيد حتى وان كان سيء لا نه لم يرى أو أن أحدا قال له من قبل ان ما يفعله خاطئ الأمر فقط يحتاج الى توجيه وإرشاد، الكارثة الكبرى ان يظل الطفل يرتكب الأخطاء ولا احد يقول له أن هذا خطاً، فيكبر على هذه الحالة، فكل ما يقوم به يراه صحيحا بينما هو خطأ، الأبناء امانه وتربيتهم مسؤولية يجب على كل أب أن يربي أبناءه التربية الحسنه ويوجههم التوجه السليم، ويغرس فيهم الاخلاق والسلوكيات الحسنه والحميدة، فكما لك حق الطاعة من ابناءك فعليك حق التربية عليهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى