المهدي في أدب العصر العبّاسی
فکرة المهدي عليه السّلام عامّ في کلّ الأديان
الاعتقاد بالمهدي عليه السّلام ومنجي البشريّة فکرة قديمة وکان الإنسان من الزّمان القديم يعتقد به وينتظر يوم ظهوره. طالما إنّ الأمم والأقوام المظلومة والمغتصبة حقوقهم لم يتمکّنوا من إستردادها لذا فتکون فکرة قيام قائم يقوم ويقتصّ من الظالمين ويملأ الدّنيا عدلاً وقسطاً معقولة.من الطبيعي إنّ کلّ قوم أصابه أکثر أذی وظلماً فعقيدة المهدي فيهم تکون أکثر رسوخاً وأنّ العقيدة المنجي فيهم أکثر تحکيماً.
وکذلک في أديان اليهود والزرادشت والهند والمسيح جماعات من النّاس ينتظرون منجياً وهادياً وحسب إعتقادهم يظهر هذا القائم في آخر الزّمان. کما نری الهنود يعتقدون بظهور مهديهم المسمّی «بويشنو» ومسيحي الحبشة برجوع ملکهم «تئودور» والزرادشت بقيام «سوشيانس ».1
وهذه العقيدة توجد بين کلِّ أمّة کانت لها عظمة وجلالاً لکي يستعيدوا تلک العظمة اعتقدوا بظهور وقيام نوابغهم ورجالهم في آخر الزّمان. إذا العقيدة بظهور المهدي أمل کلّ مظلوم يريد من ورائه تهدئة آلامه بقيام هذا المنجي.
فکرة المهدي عليه السّلام في الإسلام
المهدي بفتح الميم وکسر الدّال إسم مفعول يشتقّ من فعل «هَدی» وهومن الهداية. خلافه ضلّ، أي أخطأ عن الصراط المستقيم ويدلّ المصدر هدی علی إطاعة والورع وبذلک يدلّ المهدي علی الّذي قد هداه الله إلی الحق.2
وبهذا المعني لقب بعض الأنبياء والرّسل دون أن يکونوا المهدي المنتظر. کما قال سليمان بن صرد الّذي قام يطالب بدم الحسين عليه السّلام بعد قتله وقال :« اللهمّ ارحم حسيناً الشّهيد بن الشّهيد المهدي بن المهدي »3 وجاء في شعر جرير الشاعر في وصف نبيّنا إبراهيم عليه السّلام:
أبُونـا أبُوإسـحاقٍ يَجمَعُ بَينَنا
أبٌ کـانَ مَهدِيَّـاً نَبِيَّاً مُطَـهَّراً4
وهذا الإسم قد استعمل في الأسماء عند المسلمين حتّی صار کالأسماء الغالبة وبه سمّي «المهدي» الّذي بشّر به رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم أنّه يجئ في آخر الزّمان کما قال إبن الأثير امام مجد الدّين أبي السعادات مبارک ابن محمّد الجَزَري5 (606 ه.ق) في النّهاية في غريب الحديث والأثر: « المهدیّ: الّذي قد هداه الله إلی الحقّ، وقد استعمل في الأسماء حتّی صار کالأسماء الغالبة، وبه سمّی المهدیّ الّذي بشّر به النّبيّ صلّی الله عليه ]وآله[ أنّه يجئ في آخر الزّمان.
وسمّي بذلک لأنّه يهدی إلی أمر خفيّ ويهدی لما في صدور النّاس. کما قال محمّد بن عليّ السُّلَمي عَن أبي جعفر الباقِر عليه السّلام قالَ: « ... إنّما سمّي المهديّ مهديّاً لأنّه يهدی إلی أمر خفيّ يهدی لما في صدور النّاس، ... يخرج التّوراة من مفازة بأنطاکيّة ... »6
هوالّذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما ملئت ظلماً وجوراً. تنعم الأمة في عهده لم تنعمها قطّ. تخرج الأرض نباتاً؛ تمطر السماء مطرها ويعطي المال بغير عدد.فعقيدة المهدي المنتظر عليه السّلام عقيدة سنيّة صحيحة. ثبتت بشارتها عن النّبي الکريم صلّی الله عليه وآله وسلّم والأئمة الطاهرين عليهم السّلام في أحاديث متواترة صحيحة. کما جاء في المسند قول النّبي صلّی الله عليه وآله وسلّم :« المهدي منّا أهل البيت. يصلحه الله في ليلة ». وعن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم قال :« في آخر أمّتي المهدي. يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وکثر الماشية وتعظمّ الأمة ». وقد بشّر به الأئمة الهدی عليهم السّلام ومنها قال الامام الأميرالمؤمنين عليه السّلام
وعن محمّد بن زياد الأزديّ قال سألت سيّدي موسى بن جعفر عليهما السّلام عن قول الله عزّوجلّ (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)7 فقال عليه السّلام : «النّعمة الظّاهرة الإمام الظّاهر والباطنة الإمام الغائب. فقلت له ويكون في الأئمّة من يغيب؟ قال عليه السّلام : «نعم، يغيب عن أبصار النّاس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره وهوالثّاني عشر منّا. يسهّل الله له كلّ عسير ويذلّل له كلّ صعب ويظهر له كنوز الأرض ويقرّب له كلّ بعيد ويبير به كلّ جبّار عنيد ويهلك على يده كلّ شيطان مريد. ذاك ابن سيّدة الإماء الّذي يخفى على النّاس ولادته ولا يحلّ لهم تسميته حتّى يظهره الله عزّوجلّ فيملأ به الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً.»8
وإتّفق علماء المسلمين والمؤرخين والمحدّثين علی ضرورة الإيمان بظهور الإمام المهدي عليه السّلام وقيامه في دور حکومته بالإصلاح الشامل لمناهج الحياة وتدميره للأنظمة الفاسدة الّتي يرزح تحت وطأتها الإنسان. آمن العلماء وجزموا به وعدّوه جزءاً لا يتجزأ من رسالة الإسلام. وذلک للأخبار المتواترة عن النّبي صلّی الله عليه وآله وسلّم وعن أئمة الهدی عليهم السّلام. کما قال إبن الأثير الجزري في تاريخه « وفيها -أي في سنة 260 ه.ق- توفّي أبومحمّد العلوي العسکري وهوأحد الأئمة الإثنی عشر علی مذهب الإماميّة وهووالد محمّد الّذي يعتقدونه المنتظر بسرداب «سامراء» وکان مولده سنة 232 ه.ق.»9
وقال أبونصر سهل بن عبدالله داوود بن سليمان بخاري وهونسّاب شهير فی القرن الرّابع :« ولد أبوجعفر محمد بن علي - ابا الحسن علي بن محمد النقي ، ولد سنة أربع ومائتين ، ومات بسامراء سنة أربع وخمسين ومائتين ، أمه أم ولد تسمى سمانة ، وولد موسى بن محمد بن علي الرضا عليه السّلام من أم ولد ( الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السّلام) وولد علي بن محمد النقي عليه السّلام الحسن بن علي العسكري عليه السّلام من أم ولد نوبية تدعى ريحانة ، وولد سنة إحدى ثلاثين ومائتين ، وقبض سنة ستين ومائتين بسامراء ، وهوابن تسع وعشرين سنة ، وولد موسى بن محمد بن علي عليه السّلام ، محمدا وأحمد من أم ولد وولد أحمد بن موسى محمد بن أحمد بن موسى المبرقع مات بقم ، وابنه أحمد بن موسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن علي موسى أبوالحسن الرضا عليه السّلام. ( قال ) وولد على النقي ابن محمد التقى عليه السّلام جعفرا وهوالذي تسميه الامامية جعفر الكذاب. وانما تسمية الامامية بذلك لا دعائه ميراث أخيه الحسن عليه السّلام دون ابنه القائم الحجة عليه السّلام ، لا طعن في نسبه .»10
دعوات المهدويّة
وممّا يؤکّد غموض هوية المهدي المنتظر عليه السّلام هوتکرر دعوات المهدوية في تاريخ الإسلام ولاسيّما العصر العبّاسي. کما فعل ذلک محمّد بن عبدالله بن الحسن المعروف «بالنّفس الزّکية» وکانت دعوته دعوة سياسية ثوريّة تتصدّی لرفع الظلم والإضطهاد. وبعض شعراء الشّيعة في عصره أيّدوه في شعرهم. کما قال سَلمَة بن أسلَم جُهني في مدحه:11
إنّا لنرجوا أن يكـون محمّـدإمـاماً به يحيا الكتاب المنزَلبه يصلح الإسلام بعـد فسادهويحـيا يتـيم بائس ومعوّلويملأ عدلاً أرضنا بعد ملـئهاضلالاً ويأتينا الَذي كنت آمل
أوقال :12إنْ كانَ فِي النّاسِ لَنا مَهْدِيٌّيُـقيمُ فيـنا سيـرَةَ النَّبِيِّفإنَّـهُ مُحَـمَّدُ التَّـقِيِّ
دعاة خلفاء العبّاسيين:
وظهروا دعاة آخرين في هذا العصر. خلفاء العبّاسييّن الّذين يدعون أنّهم «المهدي المنتظر» لتحقيق أهدافهم السياسية. منهم المنصور أبوجعفر عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس وهوالخليفة الثانية للعبّاسييّن، الّذي أنشد في مدحه أبودلامة :13
وَ قَدِّمُوا الْقائِمَ الْمَنْصُورَ رَاْسَكُمُ
فَالْعَيْنُ وَ الْأنْفُ وَ الْآذانُ فِي الرَّاْسِ
وکذا إبنه المهدي أبومحمّد موسی بن المهدي وإبنيهما؛ الهادی أبومحمّد موسی بن المهدی والهارون أبوجعفر الرّشيد. الّذين إستخدموا الشّعر آلة لنيل أهدافهم وقد استمسکوا بأمل النّاس حول المهدي عليه السّلام. کما قال بشّار بن برد في مدح الخليفة المهدي العبّاسي:14
قـد سطع الأمـن في ولايـتهوقـال فيـه من يقـرأ الكتبـامـحمّد مـورث خلافـتـهموسـی وهارون يتّبـعان أبـاًأوقال:15فَرَجُ الْمَهْـدِيِّ مِنْ كَرْبِ الضَّيْــقِ خِنـاقاً قـاسِيَتِـهِ حُقُـبامَهْدِيُّ آلِ الصَّلاةِ يَقْـرَؤُهُ القَـسُّ كِتابـاً دِثْـراً جَـلا رِيَبـاإذا أَتَـيْتَ الْـمَهْـدِيَّ تَسْـأَلُهُلاقَـيْتَ جُـوداً وَ مُـحْتَـسَباتَـری عَلَيْـهِ سيمَا الـنَّبِيِّ وإنْحارَبَ قَوْمـاً أذْكی لَـهُمْ لَهَباوقال أبوالعتاهية في وصفه :16أَتَـتْهُ الْـخِلافَـةُ مُنْقـادَةًإلَـيْهِ تَـجُـرُّ بأَذْيـالِهـاوَلَـوْ رامَـها أحَدٌ غَـيْرُهُلَـزُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَـهاوَلَوْ لَـمْ تُطِعْهُ بَناتُ اْلقُلُوبْلَمـا قَبِـلَ اللهُ أعْمـالَهاوقال أبوالعتاهية في مدح الهادي والرّشيد العبّاسی:17إمامُ الْمَهْدِيِّ أصْبَحْتَ بِالدّيـنِ مُعيناًوَ أصْبَحْتَ تَسْقي كُلَّ مُسْتَمْطَرٍ رَيّاًلَكَ إسْمانٌ شَقا مِنْ رَشادٍ وَ مِنْ هُدیًفَأَنْتَ الَّذي تُدْعی رَشـيداً وَ مَهْدِيّاًبَسَـطْتَ لَنا شَـرْقاً وَ غَرْباً يَدَ الْعُلافَأَوْسَـعْتَ شَرْقِيّاً وَ أَوْسَعْتَ غَرْبِيّاًقَضَـی اللهُ أنْ يَبْقِيَ لِهـاروُنَ مُلْكِهِوَ كانَ قَضـاءُ اللهِ فِي الْخَلْقِ مَقْضِيّاًوقال إبراهيم موصلی في مدح هارون الرّشيد :18إذا ظَلَـمَ الْـبَلاءُ تَجَـلَّتْنـافَهـاروُنُ الْإمـامُ لَهـا ضِـياءُبِهروُنَ اسْـتَقامَ الْعُدُولَ فينـاوَ غاضَ الْجَوْرُ وَ انْفَسَحَ الرَّجاءُرَأَيْتُ النّاسَ قَدْ سَـكَنُوا إلَـيْهِكَمـا سَكَنْتُ إلَی الْحَرَمِ الضّياءُتَبَّعْتُ مِنَ الرَّسُـولِ سَبيلَ حَقٍّفَشَـأْنُكَ فِي الْاُمُـورِ بِهِ اقْتِداءُ
وإبان هذا العصر سادت الإتجاه الفکرية والعقيدية في تاريخ الغرب الإسلامي. يعدّ «المهدي بن تومرت» المتوفّي سنة 524 ه.ق من أبرز دعاة المهدوية في المغرب وهومؤسّس أسرة الموحدّين المغرب وأيضاً عبيد الله المهدي الّذي کان يدّعی أنّه المهدي المنتظر ونجح دعوته في القضاء علی دولة الأغالبة وحمله إلی السلطة وفکرة المهدوية في تاريخ الغرب کانت الطور النّهايي لتمحوأثر الظلم لتملأ الأرض عدلاً بعد ما ملئت جوراً! ونری بعض الشعراء في هذا العصر أنشدوا أشعاراً لتأييد هؤلاء الدعاة وأنظموا أبياتاً لأنّهم يدين بمهديّتهم. کقول إبن حَبوسِ الفاسي في مدحه:19
بخليفة المهـديّ سيّدنا اغتدینهج العـلوم معبّداً ومـذلّلاًأوقال شاعر آخر:20سَـلامٌ عَلی قَبْرِ الْإِمـامِ المُمَجَّدِسُـلالَةِ خَيْرِ الْعالَمـينَ مُحَـمَّدِوَ مُشْبِهِهِ في خُلْقِهِ ثُمَّ فِي اسْـمِهِوَ فِي اسْـمِ أبيهِ وَالْقَضاءِ المُسَدَّدِوَ مُحْيي عُلُومِ الدّينِ بَعْدَ مَماتِهاوَ مُظْهِـرُ أسْرارِ الْكِتابِ المُسَدَّدِأتَتْنا بِهِ الْبُشْـری بِأنْ يَمْلَأَ الدُنابِقِسْـطٍ وَ عَدْلٍ فِي الْأَنامِ مُخَلَّدِوَ يَفْتَتِحُ الْأمْصارَ شَرْقاً وَ مَغْرِباًوَ يَمْلِكُ عُرْباً مِنْ مُغَيَّرٍ ومَنْجَدِ
الشعرا المعتقدون في العصر العبّاسي :
وبعد هذه الأشخاص نری أکثر الشعراء إعتقدوا بالمهدي عليه السّلام وغيبته وظهوره. فمنهم بعض شعراء أهل السّنة. مع أنّ قد وقع الخلاف في ولادته ووافقتهم جمهور کبير من علمائهم ومؤرخيهم کمحمّد بن طلحة الشّافعي ومحيي الدّين ابن العربي الّذی أنشد:21
أَلا إنَّ خَتْمَ الْأَوْلِيـاءِ شَـهيـدٌوَ عَيْنُ إمامِ الْعالَمينَ فَقيـدُهُوَ السَّيِّدُ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ أحـْمَدَهُوَ الصّارِمُ الْهِنْدِيُّ حينَ يَبيدُهُوَ الشَّمْسُ يَجْلوُ كُلَّ غَمٍّ وَ ظُلْمَةٍهُوَ الْوابِلُ الْوَسْمی حينَ يَجُودُ
وذهب آخرون إلی أنّه سيولد کإبن أبي الحديد المعتزلي وهوفي مدحه يقول:22
ورأيت ديـن الإعتـزال وإنّنيأهوی لأجلك كلّ من يتشيّعُولقد علمـت بأنّـه لابدَّ مـنمهـديّكم وليـومـه أتوقّعُيحميه من جند الإلـه كتائـبكاليـمّ أقبـل زاخـراً يتدفّعُفيها لآل أبي الحديـد صـوارممشهـورة ورماح خطّ شرّعٌورجال موت مقدمون كأنهـمأسد العريـن الرّبد لا تتكعكعُملك المني إمّا أغب عنهـا فـلينفـس تناز عني وشوق ينزعُ
فآمنت به الشّعية وأجمعت علی وجود الإمام المنتظر عليه السّلام ولقد کان لعقيدته نصيب کبير من أدبهم فشغلت منه صحائف رائعة ويدور أدبهم حول «المهدي» وملأوا الکتب بقصائدهم وأراجيزهم کالسيّد الحميري وإبن الرّومي والدّعبل الخزاعي.
کما قال السيّد الحميري الّذي کان کيسانيّاً وهداه الإمام الصّادق عليه السّلام إلی الإسلام :23
أَيا راكِبـاً نَحْـوَ الْمَدينَـةِ جَسْرَةًعُذافِرَةً يُطْوی بِها كُلَّ سَبْسَبٍإذا ما هَداكَ اللهُ وَ عانَيْتَ جَعْفَـراًفَقُلْ لِوَلِيِّ اللهِ وَابْنِ الْمُهَـذَّبِألا يا أميـنَ اللهِ وَ ابْـنَ أمينِـهِأتوُبُ إلَي الرَّحْمـنِ ثُمَّ تَأَوُّبيإلَيْكَ مِنَ الْأمْـرِ الَّذي كُنتُ مُطْنِباًاُحارِبُ فيهِ جاهِداً كُلَّ مُعْرِبِوَ ما كانَ قَوْلي فِي ابْنِ خُولَةَ مُبْطِناًمُعـانَدَةً مِنّي لِنَسْـلِ الْمُطَيَّبِوَلكِـنْ رُوينا عَنْ وَصِـيِّ مُحَمَّدٍوَ ما كانَ فيما قالَ بِالْمُتَكَذِّبِبِأنَّ وَلِـيِّ الْأمْـرِ يُفْقَـدُ لا يُریَستيراً كَفِعْلِ الْخائِفِ الْمُتَرَقِّبِفُيُقْسَـمُ أمْوالُ الْفَقيـدِ كَأنَّمـاتَغَيُّبُـهُ بَيْـنَ الصَّفيحِ الْمُنَصَّبِفَيَمْكُثُ حينـاً ثُمَّ يَنْبَـعُ نَبْعَـةًكَنَبْعَةِ جَدِّيٍّ مِنَ الْأُفْـقِ كَوْكَبٍيَسيرُ بِنَصْـرِ اللهِ مِنْ بَيْتِ رَبِّـهِعَلـی سُؤْدَدٍ مِنْهُ وَ أمْـرٍ مُسَبَّبِفَلَّمـا رُوِيَ إنَّ ابْنَ خُولَةَ غائِبٌصَرَفْنا إلَيْـهِ قَوْلَنا لَـمْ نُكَـذِّبِوَ قُلْنا هُوَ الْمَهْدِيُّ وَ الْقائِمُ الَّذييَعيشُ بِهِ مِنْ عَدْلِـهِ كُلُّ مُجْدِبٍفَإنْ قُلْتَ لا فَالْحَقُّ قَوْلُكَ وَالَّذيأمَـرْتَ فََحَتْمٌ غَيْـرَمـا مُتَعَصِّبٍوَاُشْهِـدُ رَبّي أنَّ قَوْلَكَ حُجَّـةٌعَلَی الْخَلْقِ طُرّاً مِنْ مُطيعٍ وَمُذْنِبٍبأنَّ وَلِيَّ الْأمْـرِ وَ الْقائِمِ الَّـذيتَطَلَّـعَ نَفْسي نَحْـوَهُ بِتَطَـرُّبٍ24لَـهُ غَيْبَـةٌ لابُدَّ مِنْ أنْ يَغيبَهـا25فَصَـلّی عَلَيْـهِ اللهُ مِـنْ مَتَغَيِّبٍفَيَمْكُثُ حينـاً ثُمَّ يَظْهَـرُ حينَهُ26فَيَمْلَأُ عَدْلاً كُلَّ شَـرْقٍ وَ مَغْرِبٍِبذاكَ أدينُ27 اللهَ سِـرّاً وَ جَهْـرَةًوَ لَسْتُ وَ إنْ عُوتِبْتُ فيهِ بِمُعْتِبٍوقال عليّ بن عبدالله خَوافي:28في كلّ لنا منكم إمـام هدیًفـربعه أهـل منكـم ومأنوسٌأمست نجـوم سماء الله آفلةًوظلّ أسد الشّری قد ضمّها الخيسُغابت ثمانية منكـم وأربعـةترجی مطـالعهـا ما حنّت العيسُحتّی متی يظهر الحقّ المنير بكمفاالحقّ في غيركم داج ومطمـوسُ
ويقول إبن الرّومی في القرن الثالث، حينما خاطب بني العّاس بسبب جناياتهم وظلمهم:29
أَجنوا بني العبّاس من شنئآنكـموأوكوا علی ما في العياب وأشرجُواوخلّوا ولاة السّوء منكم وغيّهمفأحری بهـم أن يغرقوا حيث لجّجوُانظارلكم أن يرجع الـحقّ راجعإلـی أهلـه يوماً فتشجوا لما شجواعلی حين لاعـذر لمعـتذريكمولا لكـم من حجّـة الله مخـرجُفلا تلحقوا الآن الضّغائن بيـنكمو بينهـم إنّ اللّـواقـح تنتـجُغررتم لئن صدّقتـم إنّ حـالةتدوم لكـم والدّهر لونان أخـرجُلعـلّ في منطوی الغيب ثائـراًسيسمولكم والصّبح في اللّيل مولجُبجيش تضيق الأرض من زفـراتهله زجل ينفي الوحـوش وهزمجٌيؤيّده ركنـان ثبتـان رجلـةوخيل كإرسـال الجراد وأوشجُ
الهوامش
وفي النّهاية نذکر قول الشيخ «ابن باز» حول شخصية المهدي عليه السّلام لأنّه حجّة واهية بالغة:
« أمّا إنکار المهدي المنتظر بالکلية – کما زعم ذلک بعض المتأخرين- فهو قول باطل. لأنّ أحاديث خروجه في آخر الزّمان قد تواترت تواتراً معنويّاً ولکن لا يجوز الجزم بأنّ فلاناً هوالمهدي إلّا بعد توافر العلامات الّتي بيّنها النّبي (صلّی الله عليه [وآله] وسلّم ) في الأحاديث الثابتة وأعظمها وأوضحها : يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً ».
1.سيد ثامر هاشم العميدي: در انتظار ققنوس ؛كاوشي در قلم موعودشناسي و مهديباوري، ترجمه و تحقيق: مهدي عليزاده، مؤسسه آموزشي و پژوهشي امام خميني، الطبعة الرابعة، قم، 1384 ش، ص 50
2.ابو عبد الرحمن خليل بن احمد الفراهيدي: العين، تح الدکتور مهدي المخزومي و الدکتور ابراهيم السامرائي، دارالهجرة، قم، الطبعة الثانية، 1405 ق، ج 4، ص 77 و 78
3.المصدر نفسه
4.م.ن
5.تص: محمود محمّد الطّباحی، 5 المجلّد، مؤسسة الإسماعيليان، قم، ج 5، ص 254
6. أبوجعفر محمّد بن جرير بن رستم (الصغير) الطبري،: دلائل الإمامة، مؤسسة البعثة، قم، 1413 ق، ص 249
7.لقمان (31) : 20
8.محمد الباقر بن محمد التقي بن المقصود علي المجلسي : بحارالأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، 110 مجلّد، موسسة الوفاء ، بيروت، ج 51، ص 150، باب 7
9.باقر شريف قرشی: حياة الإمام محمّد المهدي: دراسة و تحليل، دارالمرتضی، بيروت، الطبعة الأولی، 1416 ق، ص 212
10.سيد ثامر هاشم العميدي: در انتظار ققنوس، ص 159
11.سعد محمّد حسن: المهدية في الإسلام، ص 113 .
12. أبوالفرج الإصفهاني: مقاتل الطالبين، ص 222
13.غلامحسن محرّمی: مقالة فرهنگ مهدويّت در القاب خلفای عبّاسی، ص 15
14.م.ن ، ص 23
15.م.ن
16.أبوالفرج الاصفهاني: الأغاني، ج 3، ص 143
17.م.س
18.م.ن
19.غلامحسين تاجري نسب: الماجستر مهدويت در قرآن و سنت، ص 52
20.جيمزدار مستتر: مهدي از صدر اسلام تا قرن سيزدهم هجري، ترجمه محسن جهانسوز، المکتبة ادب، ص 47
21.علي دوانی :دانشمندان عامه و مهدي موعود، ص 106
22.محمود عبداللهي: سيماي امام مهدي در آيينه شعر عربي، ص 34
23.علیاکبر شيخالاسلامی: ترجمه الغدير، ج 4، ص 105
24.وَ تَطَّري فی عبدالله نعمه : الأدب في ظلّ التّشيّع، دارالتوحيد الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1400 ق، ص 181
25.سَيَغيبُها فی م.ن
26.أمْرُهُ فی م.ن
27.أمينُ فی علامه الشيخ عبدالحسين احمدالاميني النجفي: الغدير في الكتاب والسّنه والأدب، دارالكتب الإسلامي، چاپ امير، چاپ پنجم، تهران، 1371 ش، ج 2، ص 150
28.عبدالله نعمة : الأدب في ظِلّ التّشيّع، ص 183
29.محمود عبداللهي: سيماي امام مهدي در آيينه شعر عربي، ص 99
المأخذ :
- القرآن الکريم
- سيد ثامر هاشم العميدي: در انتظار ققنوس ؛كاوشي در قلمرو موعودشناسي و مهديباوري، ترجمه و تحقيق: مهدي عليزاده، مؤسسه آموزشي و پژوهشي امام خميني، الطبعة الرابعة، قم، 1384 ش
- ابو عبد الرحمن خليل بن احمد الفراهيدي: العين، تح الدکتور مهدي المخزومي و الدکتور ابراهيم السامرائي، دارالهجرة، قم، الطبعة الثانية، 1405 ق، ج 4
- إبن الأثير امام مجد الدّين أبي السعادات مبارک ابن محمّد الجَزَري (606 ه.ق) في النّهاية في غريب الحديث و الاثر ، تص: محمود محمّد الطّباحی، 5 المجلّد، مؤسسة الإسماعيليان، قم، ج 5
- أبوجعفر محمّد بن جرير بن رستم (الصغير) الطبري،: دلائل الإمامة، مؤسسة البعثة، قم، 1413 ق
- محمد الباقر بن محمد التقي بن المقصود علي المجلسي : بحارالأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، 110 مجلّد، موسسة الوفاء ، بيروت، ج 51، ص 150، باب 7
- باقر شريف قرشی: حياة الإمام محمّد المهدي: دراسة و تحليل، دارالمرتضی، بيروت، الطبعة الأولی، 1416 ق
- سعد محمّد حسن: المهدية في الإسلام
- أبوالفرج الإصفهاني: مقاتل الطالبين
- غلامحسن محرّمی: مقالة فرهنگ مهدويّت در القاب خلفای عبّاسی
- غلامحسين تاجري نسب: الماجستر مهدويت در قرآن و سنت
- جيمزدار مستتر: مهدي از صدر اسلام تا قرن سيزدهم هجري، ترجمه محسن جهانسوز، المکتبة ادب
- علي دوانی :دانشمندان عامه و مهدي موعود
- محمود عبداللهي: سيماي امام مهدي در آيينه شعر عربي
- علیاکبر شيخالاسلامی: ترجمه الغدير، ج 4
- عبدالله نعمه : الأدب في ظلّ التّشيّع، دارالتوحيد الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1400 ق
- علامه الشيخ عبدالحسين احمدالاميني النجفي: الغدير في الكتاب والسّنه والأدب، دارالكتب الإسلامي، چاپ امير، چاپ پنجم، تهران، 1371 ش، ج 2
نرجس سادات شهرستانی
خرّيجة فرع علوم اللغة العربية وآدابها
کلية اللغة وآدابها – جامعة آزاد اسلامی فرع علوم وتحقيقات – تهران - ايران