الخميس ٢٣ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم علي بدوان

اليرموك وملامح من التحولات الإجتماعية

تتنوع منابت المواطنين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بالنسبة لموطنهم الأصلي في فلسطين. تبعاً لخريطة المدن والقرى والبلدات الفلسطينية التي ينتمون اليها.

ومعظمها يقع شمال فلسطين المحتلة عام 1948 في الجليل والساحل الشمالي وغور طبريا وسهل الحولة، وشمال وسط فلسطين 1948، كما هو حال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. مع جزء قليل من فلسطينيي القطاع ومناطق الوسط والجنوب في فلسطين.

وسبق وأن نشرنا في دفاتر اليرموك، أسماء كل القرى والبلدات والمدن التي ينتمي اليها فلسطينيو سوريا، قرية قرية، وبلدة بلدة، ومدينة مدينة، تبعاً للوقوعات والإحصائيات الموجودة في الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا، وسجلات وكالة الأونروا.

وكانت فلسطين قبل النكبة، تَضُمُ في تقسيماتها الإدارية ستة ألوية (محافظات بالمفهوم الدارج الآن)، وهي : لواء الجليل وعاصمته الناصرة ويضم بعض المدن الكبرى مثل عكا وصفد وبيسان وطبريا ... . ولواء حيفا ويضم حيفا وقراها وبعض البلدات الكبرى كبلدة شفاعمرو. ولواء غزة ويضم بعض المدن والبلدات الكبرى مثل المجدل والفالوجا وأسدود وعسقلان ومنطقة النقب. ولواء القدس ويضم بعض المدن والبلدات الكبرى مثل الخليل وبيت لحم ورام الله والبيره. ولواء نابلس ويضم بعض المدن والبلدات الكبرى شمال الضفة الغربية مثل طولكرم وجنين. ولواء اللد ويضم مدينتي الرملة ويافا. ويضم كل لواء مئات القرى المنتشرة على إمتداد أرض فلسطين التاريخية.

فلسطينيو سوريا يعودون للمناطق التالية في فلسطين، وفق الترتيب: الغالبية الساحقة من لواء الجليل ومدنه وقراه. ثم لواء حيفا ومدنه وقراه. ثم لواء اللد ومدنه وقراه. ثم لواء لواء نابلس. ثم لواء غزة. ثم لواء القدس.

أما حضور سكان المدن الفلسطينية في مخيم اليرموك، فيقع وفق الترتيب التالي: صفد، طبريا، الناصرة، عكا، حيفا، يافا، اللد، الرملة، غزة ...

وهناك إنتشار كثيف لسكان بعض القرى في مناطق الجليل، ومنها قرى منطقة طبريا (لوبية + الشجرة ...) على سبيل المثال. وقضاء الناصرة (صفورية + كفر كنّا + كفر مندا + المجيدل + أندور + اكسال + دبورية ...) على سبيل المثال. وقضاء صفد الذي يتميز بوجود كثافة في أعداد العائلات التي تعود لقرى القضاء (نحو 54 قرية). وقضاء عكا (خاصة ترشيحا). وقرى منطقة حيفا (الطيرة + الطنطورة + عين غزال + جبع + إجزم ....) على سبيل المثال. كما في قرى سهل الحولة من مواطني الغور الفلسطيني (الغوارنة) وخاصة بلدات وقرى مثل القيطية. كما في إنتشار المواطنين من العشائر في شمال فلسطين(عرب المواسي + الهيب + الوهيب + السمكية + الزنغرية + السواعد + السياد + السمكية ...).

لقد تَشَكّل مخيم اليرموك عام 1954 من لاجئين فلسطينيين من مختلف مناطق فلسطين، ومن كافة التشكيلات الإجتماعية. لكن المهم في هذا بالنسبة لأبناء القرى والعشائر، أن دور العشيرة، الحمولة، او القبيلة كمؤسسة إجتماعية، تراجع بشكلٍ جيد ليحل مكانه المعنى الوطني الجامع، وتراجعت سطوة الوجاهات، حيث إنحصر دور التقاليد القبلية وغيرها في المناسبات العامة والأفراح والأحزان، حيث تزايدت مظاهر الزواج من خارج الأطر الضيقة، وانتشار رقعة الزواج المختلط ضمن أبناء المخيم متجاوزين الإنتماء المناطقي القروي او المديني، بل وزحف نحو المحيط ونحو النسيج الواحد مع المجتمع السوري الشقيق، الذي لم يكن غريباً عن النسيج الفلسطيني بالأصل، بالرغم من أن مظاهر هذا التغيير كانت متباينة، فقد كانت سريعة وواسعة في أوساط اللاجئين من أوساط مدينية او شبه مدينية، وبطيئة ومتبعثرة في أوساط الفقراء من أبناء الغور وريف طبريا، وبعض العشائر البدوية في منطقة الجليل والناصرة وغيرها من مناطق فلسطين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى